الرسالة السادسة – صراحة شيوعي ، أزمة الحزب الشيوعي العراقي !!


عبد الرضا المادح
2023 / 4 / 7 - 22:14     

بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي الـ 89 أنحني إجلالاً لرفاقي الشيوعيين الشهداء الأبطال، وأهنيء الرفاق المخلصين الأنقياء الذين يحرصون على مواصلة المسيرة وتنقيتها من الأخطاء.

ولكشف الصورة لابد من السؤال، ماهي محصلة العمل بعد 89 عام !؟
أ - في البدأ لابد من قول الحقيقة، بأن هناك أزمة عميقة في الحزب فكرية وتنظيمية وجماهيرية، ولمعالجة الداء يجب الأقرار بوجوده وبجرأة، وبدون ذلك لا يستطيع الطبيب أن يشخص العلاج، طبعاً المسلكيون الذين يتنكرون لمبدأ النقد، سيتباكون ويعتبرون هذا الكلام معادٍ للحزب، ويروّجون عبارتهم البائسة "هذا يحچي على الحزب" التي تسري كألنار في الهشيم لدى البسطاء !
ب - أن الكثير من الأحزاب الشيوعية في العالم، أستطاعت خلال سنوات قليلة تحقيق هدف إستلام السلطة لشجاعة قيادتها وروحها الثورية، وإستلام السلطة شرط رئيسي لأي حزب لتحقيق برنامجه وأهدافه، أما الـحزب الشيوعي العراقي (حشع) فلم يحقق شيء، بل ومنذ الأحتلال الأمريكي لم يعد يرفع شعار إستلام السلطة ؟! بل إستبدله بشعارات هلامية مثل "التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية" والذي تتبنى مضمونه معظم القوى السياسية !
ت - المشكلة القومية التي لم تستطيع القيادات وضع حلول سليمة لها، وفي التنظيم استمرت تنخر بالحزب حتى تمزيقه قومياً، لأن الأساس الفكري لمعالجة هذه القضية الشائكة فيه خلل، والعلاقة في الغالب بين أعضاء الحزب والقضايا المصيرية العراقية مبنية على العواطف والشعارات الرنانة، ولذلك عند المنعطفات والأزمات تحدث الصِدامات والأنشقاقات، كما برزت وخاصة في منظمات الخارج التكتلات والسيطرة الطائفية ولم يسلم منهم حتى الشهداء !!
ث ـ شعارنا (لا للأحتلال) وإنقلاب سكرتير الحزب السابق عليه، والهرولة لمصافحة ممثل الأحتلال الأمبريالي وعقد صفقة معه للمشاركة بمجلس الحكم والعملية السياسية المحاصصاتية الفاسدة، أضر ذلك كثيراً بسمعة الحزب ؟!
ح - عقدة التحالفات والتي تنتهي غالباً بالفشل بل بإراقة دماء الشيوعيين، منها التحالف مع البعث عام 73 الذي إنتهى بهجمة شرسة على الحزب، والتحالف مع الأتحاد الوطني الكردستاني في (جوقد) وإنتهى بجريمة (بشتآشان) ؟!
التحالف الفاشل مع جماعة أياد علاوي والمعروف تاريخه البعثي ومعاداته للشيوعيين !
وبعد عشرات السنين من التثقيف بمعادات الرجعية، عقدت قيادة الحزب وبطريقة ملتوية، تحالف غريب وشاذ مع أشد القوى رجعية (سائرون)، وكذلك تحالفين أنتخابيين مع قوى رجعية هامشية في البصرة وكربلاء، ولم تصدر من المؤتمر الحادي عشر أي وثيقة تقييمية لتحالف سائرون، لماذا ؟!
صاغ الرفيق الخالد فهد شعار (قووا تنظيم حزبكم ...) فهل قوّت هذه التحالفات الحزب أم أضرّت به ؟! وهل تم تنحية من وقع عليها ؟! أم سجلت مسؤوليتها على (الظروف الموضوعية والذاتية) ؟!
ج - تنظيمات الحزب وجماهيريته، في تراجع مستمر :
سأتطرق لمنظمة ستوكهولم ولجنتها المدعومة بلجنة السويد ، كنموذج لحالة التدهور والفشل على كل الصعد، فهي كانت أكبر المنظمات عددياً وجماهيرياً في الخارج ونشاطاتها كان يحضرها المئات، أنا أتحدث عن معرفة لعملي فيها لمدة 26 عام، حيث بدأ التراجع فيها منذ أن أستلم (بسام موحي) منظمة ستوكهولم ثم لجنة السويد، وقد مارس سياسة إبعاد العناصر النزيهة والجريئة وأعتمد العناصر المسلكية الأنتهازية، لكي يفوز بأصواتهم للتسلق للجنة المركزية، ثم أصبح نائباً للسكرتير رغم تاريخه وإمكانياته المتواضعة، فلم يكن معروفاً سابقاً في المواقع النضالية الصعبة ؟!
عام 2017 أتصلت بسكرتير منظمة ستوكهولم حينها (أبو أماني ـ أياد) وهو من التابعين لبسام موحي، قلت له :( رفيق أنتبه فالمنظمة في خطر سوف تنهار )!! لأني أعرف ممارساتهم وما آلت إليه ومنها :
1 – تركَ جميع الشابات والشباب المنظمة بعد أن أصابهم التذمر من سلوك قيادتها، وعددهم أكثر من عشرة ؟!!
2 – إبعاد مجموعة من الرفاق الكوادر المناضلين الحريصين، وذلك بالفصل الكيفي والتآمر عليهم بفبركة التهم وتزوير المحاضر والتقارير الأنجازية وغيرها الكثير (وهذا بالنتيجة أدى استقالة رفاق وإلى حل وخسارة هيئتين حزبيتين)، وبأشراف بسام موحي سكرتير لجنة التنظيم المركزي، وبمعرفة دقيقة من سكرتير الحزب ولجنة الرقابة المركزية، وقد سُلمت لهم رسائل عديدة ولم يردّوا عليها، وهذا خرق آخر للنظام الداخلي ؟!
3 – الكارثة العظمى أفرغوا وسفّهوا النظام الداخلي ومبدأ الديمقراطية، وأصبحت الكونفرنسات والأنتخابات الحزبية شكلية تماماّ، حيث نرى ولسنوات أن من يتصدر اللجان وأعضائها هم أنفسهم المسؤولين عن التخريب وأخطرهم جاسم هداد !! ولا يسمحون لأي رفيق لا ينسجم مع نهجم أن يفوز أو يشارك بأبسط اللجان أوحضور الكونفرنسات ؟! بل ترى في اللجان العناصر الهزيلة فكرياً وبلا خبرة ولا شجاعة، ومنهم من تعاون مع النظام البعثي، هؤلاء يفضلونهم ويغدقون عليهم بالمديح ويحصلون على التكريم من لجنة ستوكهولم والسويد، وهذا المرض نقلوه لمنظمات المجتمع المدني التابعة، وسترون بأعينكم ما يجري (بس ينراد عيون مفتحة باللبن) وسيأتي الحديث عنها في حينها ؟!
4 – جاسم هداد الذراع الأيمن لبسام موحي، مارس التسلط العلني بالسيطرة على لجنة ستوكهولم وهو الذي يكتب تقاريرها ويزيفون المحاضر والبيانات الوردية كما يشاء ويتزعم الأحتفالات والتجمعات، كما وضع يده في تنسيقية التيار الديمقراطي ولجنة أتحاد الكتاب العراقيين في ستوكهولم ومسيطر على المنظمة الفضائية (رابطة الديمقراطيين العراقيين) منذ تأسيسها قبل 17 عام ويرفض عقد كونفرنس لها، وسابقاً في لجنة التنسيق بين الأحزاب العراقية في ستوكهولم وغيرها (الحقيقة شيخ عشيرة) وفي كل اللجان تذمروا وأشتكوا منه وكان أحد أسباب فشلها ؟!
5 – السيطرة على إعلام منظمة السويد وما يرسل لطريق الشعب والمواقع، فمن يكتب مقالات نقدية جريئة عن سياسة الحزب، لا ينشرون له بحجة (هذا يشتم الحزب)؟! خوش تهمة معدلة ؟! بالمقابل ينشرون لجماعتهم المقالات المسروقة والكتب ويقيمون لهم الندوات، وقد نبهتم بالدليل الملموس بأن هذا عمل معيب فإزدادوا عداءً لي ؟!
6 – منذ سنين لا يوجد كسب أعضاء جدد، والكثير غادروا الحياة ومن تبقى من كبار السن، وجودهم شكلي وللحصول على أصواتهم في الكونفرنسات، وأعادوا أثنين للتنظيم بصفقة لدعم ممارساتهم مقابل إعفائهم من المالية ؟!
7 – لا توجد أي أجتماعات أو دورات فكرية للهيئات، فمسؤوليها لا يصلحون لذلك تماماً، كما لم تُقيم المنظمة منذ سنوات ندوات (جماهيرية) وكذلك لجنة السويد واللجنة المركزية خوفاً من فشلها وأن يتعرضوا للنقد الجريء ؟!
8 - محاربة وشق جميع منظمات المجتمع المدني الحاضنة للحزب، وكانت تشكل سياج جماهيري ودعم مادي قوي للمنظمة، وسبب محاربتها الرئيسي هو وجود رفاق في قيادتها لا يتبعون بشكل أعمى لبسام محي وجماعته ؟! وعملياً أنهوا دور النادي وأتحاد الجمعيات وفرقة غنائية وأخرى مسرحية وحتى الرياضية، كلها كانت تلعب دوراً في أقامة أكبر وأروع النشاطات !
9 – هناك إنحسار كبير لجماهيرية المنظمة، فلم يحضر للحفل الفني لميلاد الحزب الـ 88 سوى عدد قليل ولذلك فشل الحفل، أما هذا العام الذكرى 89 أقاموا حفلاً خطابياً فقط، وكان الإرتباك واضح حيث نشروا إعلان بمشارك منظمة (الحزب الشيوعي الكردستاني - حشك) وبعد أيام إعلان بعدم مشاركة (حشك)، وهذا يؤشر إلى الوضع المتدهور للمنظمة يوماً بعد يوم، للأسف فقد ضيعوا دماء الشهداء وجهود الآلاف من الشيوعيين ؟!
* ما كتبته ربما سيكون صادماً للكثيرين ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة ولم أتطرق لجميع الأمور، وأنا مسؤول عن كلامي ومستعد لمقابلة أي لجنة من المركز لكشف الحقائق، وسبق أن كتبت لقيادة الحزب ومنظمة السويد، ولكن ردود أفعالهم الصمت والتهرب يشفعوها بممارسات أنتقامية وإساءة لكل من تجرأ ورفع صوت الحق ؟؟!!

** سؤال للحريصين فقط ، ألا يؤشر الحال إلى وجود أزمة في الحزب ؟؟!

05-04-2023
مقالات سابقة ذات صلة منها :
عبد الرضا المادح - الرسالة الخامسة – صراحة شيوعي المؤتمر الحادي عشر والتطبيق الخلاق ؟! (ahewar.org)
عبد الرضا المادح - الرسالة الرابعة – صراحة شيوعي / سيرة نائب السكرتير ودوره التخريبي ! (ahewar.org)