ليس كل ما يلمع ... ذهبا.


خالد بطراوي
2023 / 4 / 7 - 18:47     

كما تلمسون أيها الأحبة فإن التغطية الاعلامية حول الحرب الروسية الأوكرانية تكاد تقترب من الصفر، بمعنى أن الاهتمام العالمي الرسمي بها وكذلك اهتمام الشعوب قد أخذ في التراجع شيئا فشيئا لتتحول مع الزمن الى مسألة أحداث يومية وكحقيقة واقعة لا تحظى حتى بأي التفات.
وأيضا ربما لاحظتم أن الاهتمام العالمي بالزلزال الذي ضرب تركيا والدول المجاورة أيضا قد بدأ يتلاشى ولم يعد أحد يتحدث عن آثار الزلزال المدمر بل وحتى تركيا نفسها لا تتحدث حول نتائجه وخططها لاعادة الاعمار.
وعلى صعيد آخر، حصلت حالة اختراق سورية فيما يتعلق بنظرة الحكام العرب نحوها وبات جليا أنهم قد قبلوا حقيقة ثبات نظام البعث العربي الاشتراكي بوجه ما سمي " بالربيع العربي" وبات لدى الأنظمة العربية الاستعداد لتقبل عوده سوريا الى الحاضنة العربية ولو على مضض عملا بمقولة " مكره آخاك لا بطل".
أما أخبار العدوان الغاشم على اليمن، فانه يمتاز أيضا بانعدام التغطية الاعلامية وكذلك بحالة المراوحة، فلا تستطيع دول العدوان حسم الأمر وفي ذات الوقت تعتمد المقاومة اليمنية سياسة الاستنزاف طويل الأمد، ومن المعروف أن من لا يقاتل على أرضه لا يستطيع أن يحسم المعركة.
وفي ذات الوقت، تلاشت الأخبار التي تتعلق بسد النهضة الإثيوبي وبات حقيقة واقعة وباتت عمليات ملء خزانات السد التي ستصل الى الملء الرابع قد أضحت حقيقة واقعة وبات الأمن القومي المصري والسوداني مرهونا بفتح طاقات السد التي سوف تأخذ معها عند تدفق المياه كل الطمي الذي سيصب في النهاية في الاراضي المصرية والسودانية.
أما بخصوص الغطرسة الصهيونية الاحتلالية، فقد لمسنا في الأسابيع القليلة الماضية ضربات متكررة في العمق السوري، ومسيّرات حلقت ووصلت وضربت ايران واعتداء مستمر على أهلنا في قطاع غزّة وكذلك اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك وتوسيع للاستيطان في الاراضي المحتلة ومزيد من عمليات القتل والتصفية الجسدية والاعدام للفلسطينيين وزيادة وتيرة الاعتقالات، دون أن يحظى ذلك كله بالتغطية الاعلامية والاهتمام.
ذلك كله، ارتفاع وتيرة التغطية الاعلامية أو انخفاضها ازاء هذا الحدث أو ذاك، بخصوص هذه الدولة أو تلك مرده الماكنة الاعلامية العالمية التي يتربع على عرشها بشكل منفرد عائلة روتشيلد الصهيونية.
هل نحن بحاجة الى ماكنة إعلاميه مضادة؟ وكيف تقبل – على سبيل المثال - روسيا وإيران والصين والى حد ما تركيا أن تستمر ماكنة روتشيلد الاعلامية في السيطرة والتأثير على الرأي العام العالمي والتحكم بالاحداث ونشر الآكاذيب وقلب الحقائق، اللهم إلا إذا كان لهذه الدول مصلحة في ذلك كله.
خلاصة القول .... ليس كل ما يلمع ... ذهبا ... ولا تتحرك الدول هذه الأيام إلا وفقا لمصالحها وربما مصالحها القومية الضيقة، ولا يوجد من بين زعماء الدول وبدرجة متفاوتة من هو حريص على حركات التحرر العالمية والاقليمية.