تكلفوا تعرفوا المرء مخبوءٌ تحت لسانه


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 4 / 5 - 14:31     

هذه المقولة للإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام (تكلفوا تعرفوا المرء مخبوءٌ تحت لسانه) والشاعر زهير ابن أبي سلمى يقول :
لسان الفتى نصف ونصف جنانه ---- فلم تبق إلا صورة اللحم والدم
هذه الأقوال لم تقال اعتباطاً وإنما عن معرفة وتجربة لأن اللسان يعكس مصداقية الإنسان والتزامه والثقة والوعود هي أيضاً تعتبر من اللسان التي ينطق بها الإنسان ويجب الوفاء بها والالتزام من قائلها.
وحينما ننظر إلى كلام ووعود السيد السوداني فإنه أطلقها عن الانتخابات النيابية بعد مرور عام من تكليفه في منصب رئاسة الوزراء ... ودائماً يردد بحماس حول الفقراء والمحتاجين والبطالة وإذا نظرنا فإن ارتفاع سعر الدولار أضاف فقراء إلى الفقراء السابقين وادعى بمعالجته ولا زال سعره يؤثر على شريحة واسعة وكبيرة من أبناء الشعب وسلم الرواتب للموظفين غير عادل ومنصف بين الموظفين وقانون التقاعد أيضاً غير عادل ومنصف حيث فرق بين المحالين على التقاعد قبل صدور القانون الجديد بالنسبة للمتقاعدين وإن الذين يشكون من اختلاف راتب التقاعد أعدادهم كبيرة وحسب ما ذكره رئيس جمعية المتقاعدين (العيسى) أن عددهم يبلغ (مليون ونصف) وأن بعضهم دفعتهم الحاجة والعوز إلى التسول في الشوارع ... كما أن الميزانية تستمر لمدة ثلاث سنوات وهذا يعني أن الموظفين المغبونين وكذلك المتقاعدين يبقون على هذه الحالة من المظلومية لمدة ثلاث سنوات حتى صدور الميزانية الجديدة ... كما أن برنامج الوزارة الشعب ينتظر تنفيذه وليس صرف مخصصاتها على مشاريع لا تخص الموضوع الذي تكونت وأنجزت من أجله (البرنامج الوزاري).
إن الدولة مؤسسة خدمية للشعب وعندما قسم المفكر الفرنسي مونتسكيو الدولة إلى ثلاثة سلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية من أجل ضمان حقوق الشعب وخصص السلطة التشريعية هي المدافع عن حقوق الشعب أمام السلطة التنفيذية وقد سميت كل سلطة بالواجب والعمل التي تقوم به والخدمات التي تقدمها للشعب ومهمة السلطة التنفيذية لأنها تنفذ القرارات والمراسيم التي تصدر من السلطة التشريعية لتوفير كافة الخدمات والمستلزمات التي توفر للشعب الاستقرار والأمان والحياة الرغيدة والسعيدة ومن خلال ذلك إن السلطة التشريعية التي كلفت بالدفاع عن حقوق الشعب من واجبها أن تحاسب السلطة التنفيذية عن أي خلل وتقصير تجاه الشعب.
إن العراق غني بالنفط والمعادن الأخرى وخيرات الأرض المختلفة والآثار ومراقد الأئمة الأطهار من العيب أن الموظف والمتقاعد يستلم راتب لا يكفيه ولا يقضي حوائجه لمدة شهر واحد والمتقاعدين يتسولون بالشوارع من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم.