في نعي الشهيدين حسام بودهان وحمزة كمبري


عزالدين بوروى
2023 / 4 / 5 - 08:42     

لطالما رددت الجماهير الطلابية عبر سنوات خلت أغنية ملتزمة تعود كلماتها الأصلية لقصيدة لمحمود درويش عنونها ب"المستحيل" ،تقول كلماتها :
نموت اشتياقا،
نموت احتراقا،
و شنقا نموت،
و ذبحا نموت،
وجوعا نموت،
و لكننا لن نخون، لن نخون...

تاريخيا، لم تكن الشعارات والـأغاني الملتزمة كلمات رنانة وأهازيج يتغنى بها الطلبة والمناضلون، وإنما كانت، ولاتزال تشكل وقودا للانتفاضات والثورات على المستوى الأممي. ولأن للكلمة وقعها ، جسدت هذه القصيدة بحذافيرها بالجامعات والشوارع المغربية، فمن المناضلين الشرفاء من استشهد جوعا، ومنهم من استشهد شنقا، ومنهم من استشهد ذبحا، ومنهم كذلك من استشهد حرقا، لا لشيء إلا لإيمانهم الراسخ بمفهوم "الإنسان" في بعده الكوني.
من هؤلاء الشرفاء، الشهيدين حسام بودهان ابن مدينة جرسيف وسليله حمزة كمبري ابن مدينة زايو اللذين ضحا بحياتهما "حرقا" من أجل إنقاذ باقي الطلبة العالقين بأجنحة الحي الجامعي بوجدة، بعد اندلاع النيران بهذا الأخير صبيحة يوم الإثنين.
بكل تفان ونكران للذات، استشهد حسام وحمزة نصرة للقضية الأسمى : "قضية الإنسان"، ليلتحقا بركب شهداء الشعب المغربي ويسجلا بصمتيهما في سجلات التاريخ بمياه من ذهب. أكتب هذا النعي وكلي ألم وحسرة على رحيل خريجي مدرسة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وهما في عمر الزهور.
عزاؤنا واحد في رحيل هذين الشابين،وعزائي الخالص لأسرتهما الصغيرة والكبيرة.
سيظل الثاني عشر والثالث عشر من سبتمبر موشوما في الذاكرة أبد الدهر كما سبق لتواريخ أخرى أن علقت بالذاكرة، وهل ننسى الرفيق ابراهيم، سيرانو، رشيد العوني،وكل من غادرنا مبكرا دونما أن تتاح لنا الفرصة لتوديعه.
أ لم أقل لابراهيم يوما:" الغزلان تموت عند أهلها، بينما الصقور لا يهمها أين تموت" ؟ ألم يرحلوا جميعا دونما سابق إشعار...وهم الذين قالوا: إنما الرفاق للرفاق أوطان...؟
تعازي الحارة للشعب المغربي قاطبة في رحيل هؤلاء الأبطال.

لا تنسوا: من يكرم الشهيد يتبع خطاه.
13شتنبر2022