دكتاتورية الجماهير الشيعيه ..امتهان وتهميش


ليث الجادر
2023 / 4 / 1 - 14:26     

في حين تثبت التفسيرات الواقعيه بما لايقطع الشك غياب اي مؤشر يدلل بصوره دقيقه الى حال – المعارضه الشعبيه – او الاحتجاج الشعبي بما هو عراقي .او كما درج على وصفه هكذا تبعا لحالة الاعتقاد بوجود –شعب العراق – فان الاحتجاج الجماهيري العراقي يشوبه خلط واضح وتحوم حوله شكوك موضوعيه تدلل على انه موسوم وملوث باغراض التدخلات الخارجيه وتوجهاتها , في مستوى النشاط الاجتماعي السياسي ينقسم بشكل واضح وجلي المفهوم الدارج ل- الشعب العراقي – الى جماهير كرديه وعربيه سنيه وشيعيه , وهذه الاخيره تنهض باداء مهام الوكاله في خدمة التوجهات السياسيه ذات البعد الخارجي . هذه الجماهير انتزعت وصادرت الدور المتخيل – للشعب – العراقي .. ونصبت نفسها صاحبة الصوت الناطق باسم – الشعب – ومع الاعتراف المغرض والمشين من قبل كافة الجهات بهذا الاستحواذ بات نشاط المعارضه المعترف بها وكل سلوكيات الاحتجاج حكرا لا منافس عليه لصالح الصوت الجماهيري الشيعي , لكن هذه الدكتاتوريه الجماهيريه لو تمعنا بكيفية ادائها سنجد انها عباره عن وكيل مسخر واداة موجهه بالكامل لصالح مناورات القوى الدوليه الفاعله في المحيط العراقي ..وليس من الصحيح ولا من الدقيق اعتبار التوجهات والحركات التي تنهض بها هذه الجماهير تمثل واجه شيعيه ايرانيه !انها مخلصه ومتزمته لتشيعها ولكنها لاتربط هذا بولائها للنظام الايراني الا جزء منها يناصر فئه سياسيه مرتبطه بالنظام الايراني ..كما انه من الغير موضوعي ولا واقعي وضع كل القوى السياسيه الشيعيه تحت مظلة النظام الايراني ووصايه ولاية الفقيه ..ان جوهر الوضع السياسي العراقي في هذا الجانب يمكن اختصاره بابسط ما يكون بتعبير – الجماهير الموظفه – وهذا التوظيف مدلل عليه بتحليل حركه الاحتجاج من خلال تشخيص توجهها ومطالبها والية تحركها ووتوقيتها ,تجسد هذا التشخيص بشكل واضح في ما سمي بالاحتجاجات التشرينيه التي صبت جام غضبها على حكومه عادل عبد المهدي وبدى من خلال مجرياتها بانها تستهدف شخصه وهي غير معنيه بتحديد البديل الا بكون المحتجين كانوا يطالبون بتنصيب من ( هو نزيه ) ؟! وحينها وصفنا هذا الموقف بكون لسان حال المحتجين يقول ( ايها الاثمون نريد منكم حاكما صالح ) ؟! وفعلا رضوا بالكاظمي الذي هو جزء مهم من المنظومه الحاكمه الا انه يفرق عن عادل عبد المهدي بكونه من الصف الثاني من السياسيين واللذين ادخرتهم قوى الادارة الخارجيه ليوم يحين ! ومع ان التحليل الاخير لمسببات الاحتجاج الجماهيري من المفترض ان يشير الى استهداف الواقع المعاشي اليومي بالاصلاح فان الكاظمي بدء عهده برفع قيمه الدولار مقابل الدينار العراقي مما ادى الى مضاعفة حالة تردي الوضع المعاشي ’ كان الموقف الجماهيري يحمل مفارقه غير مقبوله عقليا بسكوته عن هذا الاجراء , وتغاضى تماما عن مردوداته السلبيه , تاركا المجال لبعض القوى السياسيه من ان تنوب عنه في نقد الحاله !..دعونا هنا نتذكر ان الشراره الاولى لاندلاع الاحتجاج التشريني كانت قد توقدت بتصدي قوات الامن المختصه لتظاهرة – خريجي الشهادات العليا – اللذين طالبوا بتعينهم ! لم يبدء عهد عادل عبد المهدي ولم يشهد اي التواءه تصعيديه تختلف عن عهده الحكومات السابقه الا بما يمكن ان يوصف هكذا في العتريج على ذكر معاهده التعاون الستراتيجي التي ابرمتها الحكومه مع الصين !! الجماهير المحتجه كانت تصر على رفض اي هويه سياسيه تحزبيه ..لكن تحركاتها والية تنظيمها لهذه التحركات كانت مخفيه لا مصدر معرف عنها بما في ذلك من تمويلات ماليه ضروريه ولازمه ولا من جهة الكيفيه الاداريه ! الامر لايثير الشك فقط بل يثبت عدم عصاميه هذه الاحتجاجات التي ألت في النهايه الى ترتيب اوضاع المفاصل السياسيه في السلطه وأركنت المطالب البرتوكوليه للجماهير ! هذه الاخيره تحولت في ليلة وضحاها من جماهير ثائره وشرسه في ادائها المعارض الى قطه وديعه تلحس فرائها وتتمطى عند قدم الكاظمي !الذي شهد عهده تحولات مهمه في تغيير ثوابت اللعبه السياسيه ومرتكزات السياسه الخارجيه للدوله ..ولعل قمة بغداد التي انعقدت في الاردن واحده من مفردات مهمه كانت قد تبلورت باتجاه اعاده رسم طبيعة علاقات الدوله العراقيه مع العالم الخارجي..اذن العنوان النهائي لنتائج الاحتجاجات الكبرى وبعيدا عن خوض تفاصيلها التي كنا قد تابعناها ورصدناها في سلسلة مقالات ’ باتت تؤكد بما لايقطعه الشك بانها كانت تستهدف اعادة رسم موازين القوى السياسيه لقوى الاداره الخارجيه لشؤون العراق ولم تلامس لا من قريب ولا من بعيد الشأن العراقي الداخلي ومطالب ( الجماهير ) ..وفي النتيجه فان اداء هذه الجماهير كان اداءا توظيفيا لمطالب قوى التدخل , واذا كان هذا التوظيف في بدايته لم يكن مفتضحا وفيه البعض من اللغط , فان صمت الجماهير عن النتائج بالشكل الذي تبدوا فيه راضيه عنها انما يمثل اشاره قويه لادانتها بالخنوع والمأجوريه الانتهازيه ..ان الجماهيريه الشيعيه مستذئبه بشكل فاضح بتفردها في محاولات رسم القرار ( العراقي ) وهي تسند ظهرها لنفوذ القوى الخارجيه التي اجتمعت جميعها على ادامة دكتاتوريه القرار الشيعي , متجاوزه وبوقاحه ( مكونات ) ما يسمونه ب( الشعب العراقي )