قد لا نموت أبدا : رائعة رشيدة رشيدة الأنصاري / ورد : أنا وأنت للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل


محمد الزهراوي أبو نوفله
2023 / 3 / 28 - 09:50     

قد لا نموت أبدا
لأننا لم نولد
بعد. ..
أم أننا ولدنا
ذات فجر
زغاريد العذارى
تشيع جنازتنا
ونحن ...
متعانقان
كموجتين
صغيرتين
على لحد الغياب ..
بعثرالقدر
اشلاءنا
روحين مسافرين
صرنا
على جنح الضباب. ..
قد لا نموت أبدا
فنحن أموات
نمشي على
حواف الأيام
يأكل حديثنا
شجار الصغار
كثرثرة نسوة
لا يعرفن سوى
فتات كلام
من عتاب. ...
خذي الشعر
خذي الحرف
خذي الكلام
من كف السراب. ..
واكتبيني على
جدران الليل
انشودة. ..
لازلت أشم عطرك
بين أزقة
أصبحت اليوم
قشة ترتعش
بين العباب. ...
اتذكرينني. ..؟؟
ضاعت الطفلة
التي
بكت
يوم ركبت
صهوة النسيان
ينزلق فوق
شفاهي
شتاء الليل
اتبخر تحت
شمس آب. ...
قد لانفترق
لأننا التقينا
على
ناصية البعاد
في مفترق الأيام
يلفنا الصمت
صهيل السكون
في أعماقنا
يلتحفنا
صراخ العذاب. ...
دعي الرقاد
وانسي إسمي
وما كنت
خذيني إليك
ولو قسرا
ولا تسمحي لي
بالرحيل ثانية
واطوي أيامي
بين ذراعيك
وارسمي وجهي
قبلة على
صفحة كتاب. ..
أنا لم
أغادر
حدادي
قهوتي
وتلك حقيبتي
لا يزال فيها
عقدك
صوتك
عطرك
لمساتك
وحفنة من
اللؤلؤ
والتراب. ...

رشيدة الأنصاري
- - - - - - - - - - - - - -

أنا وأنْت !
للشاعر محمد الزهراوي..

وانْشَقّ عنْكِ
قمَر الغِيابِ ..
كَما أنْتِ فـي
جَمال الكَوْن.
تمُرّين وحيدة ..
وأراك بِلَمَساتٍ
مِن قلْبي كإِشْراقٍ
آخرَ سِرْب طيْر .
لكِن لِدقائِقَ ..
إذْ علَيْه أن
يضْمحِلّ كحُلمٍ
فـي الحَرْب ..
في الانْحِراف
والشّهوات أوْ في
ما وراء الضّباب .
كأنّ رُؤْيَتي ..
لكِ لمْ تكْتَمِل
أوْ كانتْ إِفْكاً .
إذْ لمْ تَكُن إلاّ
برْقاً خاطِفاً ..
أوْ إنّما كانتْ
في المُنتَهى ..
رتْلَ قطَى أو
كَما بانَ لِذي
الطّور أوْ أنّ
ظَنّي خانَ فلَم
يكُن صادِقاً ..
يا لَيْتَ لوْ كان
لِدَقيقَةٍ أوْ فقَط
لِثانِيَةٍ أو عَلى
الأقَلِّ قطْرَةَ
دمعٍ محْتَشمَة .
بعْدَها انْقَضّ
شمْلي .. وأنا
أشّدّ غيْظاً.. قدْ
ران علَيّ غمٌّ
وهَمّ ثَقيـلٌ ..
بِصمْتٍ مُطْبق .
وذلِك لِأنّني
لـمْ أشْبَعْ ..
مِن النّظَرِ إلى
أغْلى حبيبٍ لي
في هذا العالَم !
أنَحْنُ خطّان
مُتوازِيان طوّح
بِنا النّوى وهذهِ
الهُوّةُ التراجيدِيّة
السّحيقة .. ؟
فِراقُنا بحْرُ جَفاءٍ
وصورَتُكِ التي
أراها مِن البُعْد
بِكُلّ ما فيها مِن
ضروراتِ العِشْقِ
هِي نفْسُها الصّورَة
التي تُعَذِّبُني ..
ونجْعلُكِ عِنْدي
معْشوقَة الأبَدِ
وهذهِ السّاعة!
لوْلا أنِّيَ أراكِ
تخُطّين أسْطُراً
تكْتُبينَني فيها ..
وتَصِلُني فإذا بِيّ
لا أقْرأُ كلامَك
وإنّما يشُدّني إليْها
وجْهُكِ الذي هوَ
الدّنْيا بِما وَسِعتْ
بَـل وكـلّ أهْلي ..
ومُبْتغى أمَلي
في الحَياة!
أمْ هذا القَحْط ُ
الذي بيْنَنا هُوَ
فلا قدّر اللهُ ..
قضاء وقدَر أم
هوَ كَما في ..
فلْسفَةِ الوُجودِ
ذلِك المعْلوم
المجْهولُ الأعْظَمُ
يُبْهِرُ الأبْصار ولا
تدْرِكه الأبصار!
يا منْ يقْرَأُ ..
تذكّر أنّ هذا
الغَريبَ وإن ماتَ
شَقاءً أوْ عِشْقاً ..
فهُوَ على الأقَل
لمْ يَمُتْ عبَثاً ..ألَيْس
كذلِك يا نَفْسي ؟