أيّ نظام ، الإشتراكيّة أم الرأسماليّة – الإمبرياليّة ، فظيع حقّا بالنسبة إلى الإنسانيّة ؟


شادي الشماوي
2023 / 3 / 26 - 19:11     

قارئ لجريدة " الثورة " عدد 789 ، 13 فيفريّ 2023
https://revcom.us/en/which-system-socialism-or-capitalism-imperialism-really-horror-humanity

بعض التعليقات المقتضبة بشأن قرار " فضح فظائع الإشتراكيّة " المتّخذ من قبل مجلس نواب الولايات المتّحدة في 2 فيفريّ ، و كلّ جمهوريّ ... و معظم الديمقراطيّين ... صوّتوا لتبنّيه
https://www.congress.gov/bill/118th-congress/house-concurrent-resolution/9/text

* بينما تحتاج الإيديولوجيا الإشتراكيّة على تركيز للسلطة فقد تداعت سلطتها المرّة تلو المرّة إلى أنظمة شيوعيّة و حكم كليانيّ و دكتاتوريّات عنيفة ؛
يقول ممثّلو النظام الرأسماليّ - الإمبرياليّ الذى يملك فيه بضعة أصحاب المليارات أكثر ثروة من نصف الإنسانيّة الفقيرة، نظام قوّات شرطته و جيشه (دكتاتوريّته ( تطلق النار على الأقلّيات في الشوارع و تقمع بوحشيّة حركات المقاومة و تقتل الملايين في الحروب ، و تنهب بلدانا بأكملها و حوّلت حدودها إلى مقابر للمهاجرين .
* قادت الإشتراكيّة بصفة متكرّرة إلى المجاعة و القتل الجماعي و قتل أكثر من 100 مليون بشر عبر العالم ؛
يزعم ممثّلو بلد قتل قتلا مباشرا ما يناهز ال10 ملايين إنسان ( فقط منذ الحرب العالميّة الثانية ) في حروبه المفترسة و تدخّلاته في البلدان الأخرى ، من كوريا إلى الفيتنام إلى العراق و أفغانستان و أبعد من ذلك ...(1) و نظام فيه 350 مليون طفل قد ماتوا بلا ضرورة جرّاء الجوع والأمراض التي يمكن العلاج منها ( مرّة أخرى، فقط منذ الحرب العالميّة الثانية ).
* عديد الجرائم الكبرى في التاريخ إقترفها إيديولوجيّو الإشتراكيّة بمن فيهم فلاديمير لينين و جوزيف ستالين و ماو تسى تونغ و فيدال كاسترو و بوبل بوب و كيم جونغ إيل و كيم جونغ أون و دانيال أرتيغا و هوجو تشافيز و نيكولاس مادورو؛
يقول الحكّام الكاذبون للبلاد الذين يقومون بغسل أدمغة الناس بمعاداة الشيوعيّة و الشوفينيّة الأمريكيّة ، واضعين في سلّة واحدة مجموعة من القيادات ميزتهم التوحيديّة الأساسيّة ليست أنّهم جميعا إشتراكيّين أو شيوعيّين أصليّين ، لكن فقط قد عارضوا مصالح الولايات المتّحدة بطريقة ما ... و ينتظرون منّا عدم ملاحظة ذلك .
* مات عشرات الملايين خلال الثورة البلشفيّة و قد أُرسِل ما لا يقلّ عن 10 ملايين شخص إلى الغولاك في إتّحاد الجمهوريّات الإشتراكيّة السوفياتيّة ( URSS ) ، و مات ملايين الآخرين جرّاء الإرهاب – الجوع ( هولودمور ) في أوكرانيا ؛
يقول حكّام بلد سكّانته يعدّون 4 بالمائة من سكّان العالم لكن سجونه تضمّ 20 بالمائة من مساجين العالم (2)، مساجين بصفة لامتكافئة سود و لاتينو و من سكّان أمريكا الأصليّين [ الهنود الحمر ] ... بلد له أكبر عدد تحت حكم " الإصلاحيّات " ممّا كان خلال ما ما يدعى ب " الغولاك " السوفياتي ...بلد كره ( و لا يزال يكره ) الثورة الروسيّة لأنّها مثّلت نموذجا لامعا للشعوب المضطهَدَة و المستغَلّة عبر العالم قاطبة لإمكانيّة إفتكاك السلطة و تغيير المجتمع تغييرا راديكاليّا (3) ... بلد إلتحق بالقوى الإمبرياليّة الأخرى في غزو و محاصرة الحكومة الثوريّة الجديدة في روسيا ، و يدعم جيوشا رجعيّة في حروب أهليّة دامية تتسبّب في قتل الملايين . (4)
* عرف بين 15 و 55 مليون نسمة الجوع حدّ الموت غداة المجاعة و التدمير الناجمين عن القفزة الكبرى إلى الأمام في الصين ؛
هذا ما يزعمه حكّام نظام ينتظر منكم أن تكونوا مغسولي الأدمغة جدّا نتيجة عقود دعاية معادية للشيوعيّة بحيث تؤمنون بأيّة أعداد و أرقام يقذفون بها إليكم و لا تجشّمون أنفسكم عناء حتّى النظر في ما كانت فعلا بشأنه القفزة الكبرى إلى الأمام و ما الذى أدّى إلى المجاعة و ما هي الإجراءات التي إتُّخذت لمعالجتها و كيف أنّ الحكومة الإشتراكيّة بُعيد ذلك عالجت مشكلة المجاعة ( التي كانت مرضا مزمنا في الصين ما قبل الثوريّة ) ، و كيف أنّ أمل الحياة تضاعف عمليّا في ظلّ ماو ليمرّ من 32 سنة إلى 65 سنة و كيف صارت وفايات الأطفال أدنى في شنغاي مقارنة بما هي عليه في مدينة نيويورك .(5)
* التجربة الإشتراكيّة في كمبوديا أدّت إلى مجازر حيث قُتل عامة اكثر من مليون شخص ؛
هذا ما يقوله حكّام بلد أسقط نصف مليون طن من القنابل على كمبوديا ( بلد تساوى مساحته نصف مساحة كاليفرنيا ) ، بما في ذلك قنابل عنقوديّة و النابالم ( غازويل هلاميّ يلتصق بجلد الإنسان و يحرقه ) ، و العنصر الكيميائيّ السام البرتقاليّ ما تسبّب في قتل مئات الآلاف و دفع 25 بالمائة من السكّان إلى النزوح من الريف و إلى صعود نظام الخمير الحمر ( وهو نظام لا صلة له بالإشتراكيّة و الشيوعيّة الحقيقيّتين ) . (6)
* واجه 3.5 مليون شخص المجاعة في شمال كوريا ما أفضى إلى إنقسام كوريا إلى أرض الحرّية و أرض الإطاحة ؛
يقول حكّام بلد قصف بالقنابل كلّ بناية في كوريا الشماليّة أكثر من مرّة و قصف المدنيّين بالأسلحة الكيميائيّة و البيولوجيّة ونفّذ إغتصابات جماعيّة للنساء الكوريّات و قتل أكثر من 3 ملايين شخص( تقريبا 30 بالمائة من سكّان كوريا الشماليّة ! ) ، ثمّ قدّم الدعم لنظام عميل عنيف في كوريا الجنوبيّة ، و إحتلّ البلاد لعقود بعشرات الآلاف من فيالق الولايات المتّحدة و الأسلحة النوويّة الموجّهة للشمال . (7)
* صادر نظام كاسترو في كوبا أرض الفلاّحين الكوكبيّين و مشاريع رجال الأعمال الكوبيّين مستوليا على ممتلكاتهم و عيشهم و نفي الملايين بلا شيء يحملونه على ظهورهم سوى ملابسهم ؛
يقول حكّام الولايات المتّحدة ؟؟ الذين لا زالزا بعدُ مجنونين من كون الثورة الكوبيّة أطاحت بدكتاتوريّة باتستا الوحشيّة المدعومة من قبل الولايات المتّحدة و وضعت نهاية ل 60 سنة من الهيمنة الإستعماريّة الجديدة للولايات المتّحدة و إستغلال الجزيرة ( رغم أنّها لم تمض أبدا على طريق مجتمع إشتراكي حقيقيّ ) .
* حوّل تطبيق الإشتراكيّة في فنزويلا أمّة كانت في السابق مزدهرة إلى دولة فاشلة تتميّز بأعلى تضخّم ماليّ في العالم؟
يقول حكّام بلد يجد من غير المقبول أن تحاول الحكومة الفنزويليّة الإنتعاد عن الهيمنة التامة للولايات المتّحدة و أن تستخدم بعض ثروتها النفطيّة لتمويل بعض برامج الرفاه الإجتماعيّة ( على أنّه ليس تغييرا إجتماعيّا إشتراكيّا حقيقيّا ) ، و لهذا السبب البسيط ، سعت الولايات المتّحدة بصورة متكرّرة إلى الإطاحة بالحكومة الفنزويليّة و خاضت حربا إقتصاديّة لمعاقبة الشعب الفنزويلي و تسبّبت في أزمة لاجئين كبرى ... و بالتالى بلا رحمة أغلقت الأبواب في وجه المهاجرين الفنزويليّين على حدود الولايات المتّحدة . (9)
* كتب أحد مؤلّفي إعلان الإستقلال ، الرئيس توماس جيفرسن ، " أن نصادر أشياء من شخص لإعتقادنا أنّه نال مقابل عمله الخاص أو نال آباؤه أكثر ممّا يجب ، لتوزيعه على الآخرين الذين لم يبذلوا ذات العمل و لم يكونوا يملكون ذات المهارات ، يساوى الدوس العبثيّ لأوّل مبدأ من مبادئ المجتمع ، ضمان أن يمارس الفرد بحرّية عمله و ضمان أن يملك ثمار عمله ".
هكذا ! من المناسب أن يُستشهد بهذا المقتطف من كلام أحد مؤسّسى أمريكا كان مالكا للعبيد و لعب دورا مفتاحا في تبرير نظام العبودية و نشره على نطاق واسع – و الذى حصُل على " ثمار " ليس الممارسة " الحرّة لعمله " الخاص بل على دم و عرق و دموع و إغتصاب و تعذيب مئات العبيد في مزرعته منتيشالو – أن يستشهد به اليوم من طرف ملاّكى العبيد الأمريكيّين المعاصرين الذين يتحكّمون في نظام رأسمالي – إمبرياليّ عالميّ يراكمون " ثماره " من خلال أقصى الإستغلال لعمل مليارات البشر حول العالم بما في ذلك عمل مئات ملايين الأطفال المشتغلين في معامل هشّة و في الحقول و المناجم، في ظروف ليست أفضل من ظروف العبوديّة التامة .
* كتب " أب الدستور " ، الرئيس جامس ماديسون ، أنّ " الحكومة التي تدوس بالمصادرات العبثيّة لفئة من المواطنين خدمة للبقيّة ليست حكومة عادلة ذلك أنّها لا تضمن الملكيّة ، الملكيّة التي يحوزها رجل خاص و لا تضمن حرّيته الشخصيّة " .
هذا ما يقوله مؤسّس آخر مالك للعبيد من الذين إعتبروا السود ( و النساء ) ملكيّة – وهو إستشهاد مناسب آخر يذكره ممثّلو الطبقة الرأسمالية - الإمبرياليّة اليوم ، و الذين يعدّون الثورة الشيوعيّة التي تصادر " الملكيّة " ( و ليس ممتلكاتهم الخاصة بل وسائل إنتاج ثروتهم ) لتُستعمل من أجل المصلحة العامة أسوا كوابيسهم .
* تأسّست الولايات المتّحدة الأمريكيّة على عقيدة قدسيّة الفرد ... وهو ما يعارضه النظام التعاونيّ بكلّ اشكاله معارضة جوهريّة و ضروريّة ...
صحيح أنّ النظام الإشتراكية ، و بوجه خاص كما أعاد صياغته القائد الثوريّ بوب أفاكيان ، إطار جماعي فيه الأفراد و الفردالنيّة يمكن أن يزدهرا على نطاق أكبر بكثير و بأبعاد جديدة تماما ، من ما هو ممكن في ظلّ الرأسماليّة ... وهو متعارض كلّيا مع الولايات المتّحدة الأمريكية الإمبرياليّة مصّاصة الدماء ، و لا يمكن أن يوجد إلاّ بالإطاحة بالنظام القائم و تركيز جمهوريّة إشتراكية جديدة على أنقاض الولايات المتّحدة الأمريكيّة السابقة .
...
شاهدوا بوب افاكيان يتحدّث : الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك !
1- تعرّفوا على التاريخ الحقيقيّ و واقع الإشتراكيّة في الإتّحاد السوفياتي بين 1917-1956 و الصين بين 1949 و 1976 و التغييرات الراديكاليّة و غير المسبوقة التي أنجزت في تطوير الاقتصاد خدمة للجماهير الشعبيّة ، و العمل على تجاوز الإنقسامات العميقة و الإضطهاد الاجتماعي ( مثل إضطهاد النساء و الأقلّيات القوميّة ) ، و صياغة ثقافة جديدة .
https://revcom.us/en/a/323/you-dont-know-what-you-think-you-know-en.html
2- إطّلعوا على الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان – كإطار جديد تماما لتحرير الإنسانيّة ما يبنى على الفهم و المكاسب الأساسيّة للثورات السابقة ، بينما تجرون تحليلا نقديّا و القطيعة مع الأخطاء ( بعضها جدّية و خطيرة ) – و نرى كيف يُطبّقها على المسائل الكبرى التي تواجه الإنسانيّة في حواراته الحديثة .
3- ضعوا الثورة الفعليّة على جدول الأعمال سنة 2023 و لنقاتل معا لوضع نهاية لفظائع الرأسماليّة .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. For facts about some of the major U.S. crimes during this period in which millions were killed, under both Republicans and Democrats, see “The Republican Party Is Fascist, The Democratic Party Is Also a Machine of Massive War Crimes and Crimes Against Humanity This System CANNOT Be Reformed—It MUST Be Overthrown!”
2. See ACLU, “Defend the Rights of All People Nationwide.”
3. For more on the actual history of the Russian Revolution, see the section on this in "You Don’t Know What You Think You “Know” About… The Communist Revolution and the REAL Path to Emancipation: Its History and Our Future, an Interview with Raymond Lotta."
4. For more on this, see American Crime Case #50: U.S. Intervenes to Crush the 1917 Russian Revolution.
5. For the truth about the Great Leap Forward, see the section on this in "You Don’t Know What You Think You “Know” About… The Communist Revolution and the REAL Path to Emancipation: Its History and Our Future, an Interview with Raymond Lotta"
6. For more on this, see American Crime Case #47: The Bombing of Cambodia, 1969-1973.
7. For more on this, see American Crime Case #93: U.S. Invasion of Korea-1950.
8. For more on this, see American Crime Case #59: The U.S. Invasion, Occupation, Domination, and Plunder of Cuba: 1898 to 1959.
9. For more on what is behind the flow of refugees from Venezuela, see "Mass Migration from Venezuela: A Catastrophe of Human Suffering, Made in the USA."
-------------------------------------------------------------------------------------------