في عيد الحب -عشاق هاربون-

في عيد الحب
-عشاق هاربون-

عشاق هاربون حاصرتهم الحروب في خنادق الانتظار فطفقوا يخصفون على الوقت المتمدد على أرض الحيرة اللزجة ببعض أوراق الوعود المهترئة... يتبادلون أحاديث الصمت بشغف المنصت إلى أغنيات المطر القاحل
في الخارج عشاق هاربون من دوي الوقت الراكد فوق أنفاسهم يحملون على ظهور اللحظات أطنان الأمنيات الصامتة عن التحقق... وكفوف فارغة من أناملها تركوها مشتبكة بين أنامل اللقاءات الساكنة خطواتها على جسر الصبر
بعيداً عنهم عشاق آخرون هاربون من ضجيج الكلمات المختنقة بين أحبال حناجر تشققت من حصرم الصمت الذي تبتلعه أجساد فارغة من أرواحها
في جهة أخرى من العشق عشاق هاربون من لحظة تصطدم فيها الغيمات المغبرة بالأتربة المكدسة فوق الأرفف المعلقة في سماء الانتظار بهواء فسدت عناصر تكوينه الأزلي فعربد الجفاف في أوردة بخار كان الماء يركض فرحاً فيها بالمطر... فجاء الجفاف لينزع عنه صفات الوجود ويميل به نحو اللاوجود بزاوية مقدارها يكاد يتطابق مع العدم
على ضفة أخرى عشاق هاربون يلاحقون بقية أنفاس خبؤوها بين ثنايا صدور أغلقها فاعل مجهول الهوية بشمع الهروب الأحمر وترك بصمات ظلامه تقهقه في وجه الضوء بحمق يدعي انتصاراً زائفاً على الحب
بعيداً عن ضفاف الخراب الأرضي عشاق تشبثوا بعناق أمانيهم وهربوا تاركين ظلالهم تركض عكس الاتجاهات الحمقاء لأجسادهم غير عابئين بتراشق سهام الأسئلة تحاول إثناءهم
إلى أين؟ وهذه الحرب خلف الخنادق تزغرد أسلحتها بالانتصار إلى الخراب
إلى أين؟ وهذه الأرض تحاول عبثاً أن تضمد صدع مواجع الأرواح وزلزلة القلوب وارتجاف الأنفاس فتتشكل وجوه أخرى للخراب
يجيب العشاق الهاربون:
إلى الحب نركض
إلى الحب نعدو
بما تبقى فينا من حياة
بعيدا عن العدم
قريبا من الوجود


14-2-2023