إيران : موجة الهجمات الكيميائيّة تتسبّب في مرض آلاف التلميذات الإيرانيّات و إدخالهنّ المستشفيات النظام لم يفعل أيّ شيء طوال أشهر...والآن يلقى القبض على فاضحي هذه الجريمة والمحتجّين ضدّها


شادي الشماوي
2023 / 3 / 14 - 21:17     

إيران : موجة الهجمات الكيميائيّة تتسبّب في مرض آلاف التلميذات الإيرانيّات و إدخالهنّ المستشفيات
النظام لم يفعل أيّ شيء طوال أشهر...والآن يلقى القبض على فاضحي هذه الجريمة والمحتجّين ضدّها
جريدة " الثورة " عدد 793 ، 13 مارس 2023
https://revcom.us/en/iran-wave-chemical-attacks-sickens-hospitalizes-thousands-iranian-school-girls-regime-did-nothing

الآن يتمّ تسميم التلميذات عبر إيران :
كانت و لا تزال الحياة في جمهوريّة إيران الإسلاميّة على الدوام كابوسا إضطهاديّا بالنسبة إلى النساء و الفتيات : التبعيّة البطرياركيّة / الأبويّة و الزواج القسريّ في سنّ بحدود 13 سنة ،و إنكار الحقوق الأساسيّة و القمع العنيف . و قد تكثّفت هذه الفظائع في 16 سبتمبر 2022 في قتل مهسا أمينيّ ذات ال22 سنة لما يفترض أنّه تجاوز لضوابط اللباس القروسطيّة للنظام اتى تمنع النساء من إظهار و لو خصلة من الشعر .
لكن هذه المرّة ، غضب لنساء و الرجال إنفجر كما لم ينفجر قبلا بإحتلال عشرات الآلاف الشوارع عبر إيران وبالإحتجاج اليوميّ لأشهر . (1)
الآن ، في عمل خبيث آخر ، يتبيّن انّه مع نهاية نوفمبر ، مع تصاعد الإجتجاجات بما في ذلك في المعاهد ، أخذت فجأة النساء الشابات و الفتيات في التعرّض إلى توعّكات صحّية و هنّ في المعاهد . ظهر عليهنّ شعور بصعوبات في التنفّس و الغثيان و بحروق في الحنجرة و التعب و الإرهاق ، على ما يبدو جرّاء تعرّض لوع ن الغاز السام أو المواد لكيميائيّة السامة . و في عديد هذه الحوادث أغمي على بعض الفتيات أو فقدن وعيهنّ في المعهد أو في ساحة المعهد و / أو نقلن إلى المستشفى .
و لأنّ الحكومة قد رفضت تقديم المعلومات الدقيقة في الغرض ، من العسير إن لم يكن من المستحيل الحصول على أرقام دقيقة عن عدد الحوادث و التلامذة الضحايا . فحسب تقارير ، بدات الهجمات في مدينة قُم وهي مركز دينيّ جنوب طهران . طوال الأشهر الثلاثة ، وردت قتارير عن الهجمات بالسمّ على تلامذة المعاهد في ما لا يقل عن 297 معهدا – بشكل طاغيّ معهد الفتيات – في 103 مدينة عبر 29 محافظة من محافظات إيران ال31.(2)
من هذه ال297 حالة ، المعهد الناطقون باسم الحكومة حدّدوا عدد التلامذة المتضرّرين ب103 لا غير . و عدد المتضرذرين يبلغ بالفعل أكثر من 7000( 7168) – أكبر بكثير من الرقم الرسميّ ! و وفق مشرّع إيراني ، حوالي 5000 تمتّعت بعلاج طبّي والعديد منهم بقي مدّة في المستشفى .(3)
HRANA و بصفة شنيعة ، تتواصل الهجمات . ورد في تقرير
في 8 مارس ، " هجمات التسميم على تلامذة المعاهد متواصلة لتشمل إيران بأسرها مع 46 تلميذة إلى جانب 3 تلاميذ و سائق حافلة المعهد ، في نيريز ، و 5 تلاميذ في سننداج ، و 10 تلميذات في رجاب ، كرمنشاه ، و 14 في تربتجم نقلوا إلى المستشفيات ".
المراوغة و نكران من ظلم إيران المجرم :
لأشهر ، رفض الحكّام الأصوليّون الإسلاميّون حتّى تأكيد أنّ عمليّات التسميم هذه كانت تحدث و رفضوا إصدار أيّة بيانات أو إتّخاذ أيّة عمليّات بشانها ! لبعض الوقت ، أهمّ ردذ كان إنكار وجود هذه الحوادث معتبرا ما يدور حولها من كلام " إشاعات " و ينكر أنّ ما يجرى له أيّ أساس إجرامي أو يحدث عن سابق إصرار و ترصّد .
و إلى أواسط فيفري ، بعد شهرن و نصف الشهر من بداية الهجمات ، عندها فقط أخذ ممثّلو النظام في معالجة الأزمة . و لم ينبس القائد الأعلى علي خاميني بكلمة واحدة إلى يوم 6 مارس ( وصف خاميني الهجمات بأنّها جريمة " لا يمكن التسامح معها " و أنكر أيّ دور للحكومة فيها و قال إنّ النظام سيعاقب مقترفي الجريمة .)(4)
ما قام النظام بإتّخاذه هو عمليّة سريعة ضد من يحتجّون و يفضحون أبعاد هذا العمل الشنيع . و في 9 مارس ، قام النظام بإيقاف مُدوّن كان يغطّى الإحتجاجات و أغلق حسابه على أنستغرام ( و قد كان له 700 ألف من متتبّعى منشوراته . بمحاولة RSF و قد أُعلنت قضايا أيضا ضد مراسلين آخرين و صحف أخرى ما وصفته منظّمة " مراسلون بلا حدود " جليّة للتحكّم في أخبار عمليّات التسميم . كما إستهدفت الجمهوريّة الإسلاميّة إصلاحيّين بارزين متّهمة إيّاهم ب " نشر إشاعات و أخبار زائفة " .(5)
و ندّدت مجموعة من المحامين القياديّين بالنظام و كتبت " لم تتّخذ الجمهوريّة الإسلاميّة أيّة عمليّات وقائيّة أو بحثيّة لإيقاف مقترفى الجريمة أو كشف الحقيقة "، لكن بدلا من ذلك ، ردّت ب" مواقف متناقضة و متهوّرة و قبقمع العائلات المحتجّة "(6)
7 مارس : " الموت للنظام قاتل الأطفال " :
في 7 مارس ، تظاهر الأولياء و الأساتذة و بعض التلامذة المصابين بالتسمّم في الهجمات و آخرون في حوالي 27 مدينة عبر إيران بما في ذلك طهران و شيراز و مشهد و رشت و سننداج و ذلك تنديدا بردّ الحكومة على عمليّات التسميم . و جاء هذا تفاعلا مع نداء صادر عن النقابة الوطنيّة للأساتذة من أجل الإضراب وطنيذا و إنجاز إعتصامات و مظاهرات.
و قد إجتمعوا في المعاهد و في إدارات وزارة التربية و صرخ بعض المحتجّين ب " الموت للنظام قاتل الأطفال " أو رفعوا يافطات كتبعليها " أحموا أمن امعاهد " . و اجز بعض طلبة الجامعات إحتجاجات مسرحيّة أنصاريّة – متمدّدين أرضا و ممثّلين مشهد إختناق . و صرّح أولياء لمراسلين صحفيّين إنذهم كانوا مرعوبين من إرسال أطفالهم إلى المعاهدو إنّهم لم يصدذقوا ردّ فعل الحكومة . " لن أرسل إبني إلى المعهد طالما يتواصل الوضع على ما هو عليه – لن أخاطر أن يتعرّض لحادث من أجل التعليم " ، هذا ما أعربت عنه إحدى الأمّهات .(7)
و في عدد من المدن ، هاجمت قوّات النظام هذه الإحتجاجات السلميّة بالغاز المسيل للدموع و حاولت إيقاف المحتجّين . لاحظوا السخرية المقرفة في كون المحتجّين على تعرّض أطفالهم للغازات السامة يصبحون هو أنفسهم ضحايا الغاز المسيل للدموع !
نظام مجرم يكره النساء :
و نحن نخطّهذه الأسطر ، لم تتذضح بعدُ طبيعة هذه الهجمات . و لذلك من غير الواضح تماما من يقف وراءها و دوافعه. ومع ذلك ، تظلّ بعض الأشياء واضحة :
أوّلا ، تمثّل هذه الهجمات جريمة فظيعة ضد شعب إيران ، خاصة النساء و التلميذات و الطالبات . و الإنعكاس المادي الملموس المباشر هو وجود جوّ ن الرعب في صفوف الطلبة و التلاميذ و الأولياء و الأساتذة و المربّون . ثمّة إمكانيّة أن تُستخدم هذه الهجمات لمزيد الإعتداء على حقوق النساء ، لا سيما الحق في التعليم في إيران !
ثانيا ، جمهوريّة إيران الإسلاميّة إضطهاديّة بشكل همجيّ و تمثّل نظاما مصّاصا للدماء و من أعمدته الأساسيّة الإضطهاد الوحشيّ للنساء و الفتيات و إهانتهنّ . و منذ التمرّد الأخير الذى إندلع في 16 سبتمبر مع قتل مهسا أمينيّ ، بيّن هذا النظام بانّه بلا رحمة تماما – قتل أكثر من 500 أغلبهم من المحتجّين العُزّل ، و إتقل أكثر من 19 ألف شخص و عذّب العديد منهم و حتّى أعدم أربعة أشخاص ب " جرم " الإحتجاج على الظلم .
ثالثا ، كما صرّح بذلك لحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينينيّ – الماوي )، هذا النظام يجب الإطاحة به بواسطة الثورة في أقرب وقت ممكن :
" لوضع حدّ لما يبدو أنّه عذابات لا نهاية لها للشعب الإيراني ، لا بدّ من ثورة حقيقيّة يصنعها ملايين البشر و تقودها طليعة ثوريّة بهدف الإطاحة بالنظام الإسلامي الأوتوقراطي الفاشيّ و تحرير إيران من السير القاتل للنظام الرأسمالي – الإمبريالي. و هذا يقتضى ثورة شيوعيّة و تركيز " جمهوريّة إشتراكيّة جديدة ". " ( " يا شعوب العالم لتجعلي من صرخة الثورة من إيران صرختك ! " [ متوفّر بالعربيّة على صفحات الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] )
هوامش المقال :
1. For background, see Iran, 100 Days and Counting: Righteous Mass Uprising Against Patriarchy and Oppression Rocks Fascist Theocracy, revcom.us, January 2, 2023.
2. According to data collected by HRANA (Human Rights Activists News Agency), “between Nov 22 and Mar 8, at least 297 schools and educational institutions reported poisoning attacks. These included 113 high schools, 38 elementary schools, 23 middle schools, and two student dormitories.” Of these 224 were girls schools and 18 boys schools. Statistical Report on Recent Poison Attacks on Schools, HRANA, March 8.
3. Outraged Over Illnesses Among Schoolgirls, Iranians Return to Streets, New York Times, March 7. See also, Hundreds of Schoolgirls Fall Sick in Iran, and Officials Suspect Poisoning, New York Times, March 1. On March 8, a guest on Democracy Now! reported that “According to the group Human Rights Activists in Iran, there have been at least 290 suspected school poisonings in recent months, sickening at least 7,000 students with symptoms including headaches, fatigue and more.”
4. Outraged Over Illnesses Among Schoolgirls, Iranians Return to Streets, New York Times, March 7.
5. Iranian Blogger Arrested Over Comments On School Poisonings, IranWire.com, March 10 Outraged Over Illnesses Among Schoolgirls, Iranians Return to Streets, New York Times, March 7.
6. 20 Prominent Iranian Lawyers Call on UN to Investigate School Girl Poisonings, Center for Human Rights in Iran, March 6.
7. Teachers and Other Citizens Stage Nationwide Rallies against Poison Attacks on School Students, HRANA, March 8 Outraged Over Illnesses Among Schoolgirls, Iranians Return to Streets, New York Times, March 7. HRANA sums up, “In response to these incidents, there have been [all told since the attacks began] forty-five protests in thirty-two cities.”
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------