الى أين يسير التاريخ ؟


رمضان عيسى
2023 / 3 / 14 - 07:01     

ترى أحزاب الإسلام السياسي انّ التاريخ يسير ليصبح اسلاميا بحكم الإضطرار لأنه- اي الإسلام- الوحيد القادر على حل مشاكل البشرية. ...
ونسأل : كيف ؟ فلا نجد جواب لأنه ليس لدى الفكر الاسلامي خطة أو منهجية عملية لحل مشاكل المجتمعات الاقتصادية والفكرية .
أما المفكر الياباني الأمريكي فوكوياما فيرى ان العالم كله سيصبح ليبرالياً ديمقراطياً على الطريقة الغربية ، والفرق بين دولة وأخرى كالفرق بين عربات القطار تصل تباعا بالنهاية لنفس المحطة.
أمّا ماركس فيرى ان العالم الرأسمالي يرتكز على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، وهذا يخلق تمايز طبقي وصراعات حادة ، ... لهذا فإن حل هذه الصراعات لن يكون إلا بإزالة مقومات الصراع الاجتماعي والتمايز الطبقي، لأن الطبقية هذه هي فقط التي تخلق بشكل دائم التناقضات التي تولد الإنفجارات الاجتماعية والصراعات.
بينما يرى آخرون كابن خلدون وشبنجلر ان العالم لا استقرار فيه وهو بالأساس لا يسير ولا ينتهي الى طريق واحد انما سيبقى يتقلب بين حالة وأخرى بشكل دوري، فالدول والمجتمعات في حالة (صعود وهبوط) حسب تعبير ابن خلدون.
ولنا رأي حول الموضوع :
هناك قوانين اجتماعية عميقة تفعل فعلها بوعي أو بدون وعي في التكوين الاجتماعي وهي : قانون التراكم الكمي يؤدي الى تغير كيفي ، وقانون وحدة وصراع الأضداد ، وقانون نفي النفي ... وهذه القوانين تتفاعل مع بعضها بحكم تطور المتناقضات الاجتماعية وضرورة الحل ، وستكون نتيجتها التغير الى شكل اقتصادي اجتماعي جديد تكون متناقضاته غير تناحرية وأقل حدة ...
ومن هذا الفهم - مهما طال الزمن - سيصل التطور الاجتماعي الى الشيوعية ... وهي الأقل في متناقضاتها الداخلية التي تكون غير تناحرية ...