في زيارة مفاجئة لرفيقي الحسين باري بمدينة خنيفرة..


حسن أحراث
2023 / 3 / 14 - 00:14     

بداية، أشكرك على تشريفي اليوم (13/03/2023) بلقب جديد، أي "رئيس العِصابة"؛ ولِمَ لا و"العصابة" مناضلة وأنت أحد ابطالها..
رفيقي الحسين، ابن بلدة أيت إسحاق (قرب مدينة خنيفرة)؛
عرفتك لأول مرة داخل السجن.. عرفتك داخل الزنزانة رقم ستة (6)، مُلحقة الزنزانة رقم واحد (1)، معقل رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري، وذلك يوم 7 ماي 1984، يوم انطلاق محاكمتنا المشؤومة..
كان "حظك" العاثر خمس (5) سنوات، لكنك ربحت الحياة كاملة..
ربحت الاحترام والتقدير الدائمين..
ربحت التاريخ، بما يرمز إليه من خلود وشموخ..
لك أن تفتخر بصمودك ومقاومتك لنظام لا يقبل أن يُقاوم..
لقد سجلت اسمك وعائلتك بمداد الفخر في سجل التاريخ..
المناضل، المعتقل السياسي الحسين باري، ابن ايت إسحاق..
لنرفع رأسنا عاليا، من أجل أبنائنا وأبناء شعبنا..
عرِفت من خلالك أيت إسحاق التي لم أكن أعرفها..
عرفت بفضلك المنطقة عموما..
عرّفتني بعائلتك الرائعة في غيابها..
عرّفتني بالوالد وبحمّامه (الحمّام البلْدي العمومي)، خاصة يوم السوق الأسبوعي..
أتذْكُر "الشّيبة" العاصية، أنا "وراك وراك" (أي وراءك)..
لن تهرب من ظلك، ستعانق "الشّيبة العاصية" أو "رئيس العصابة" بخنيفرة أو بأي مكان، لا يهم؛ كل التحية والتقدير النضاليين..
أما بعد،
أتذْكُر حكاية أفخاذ الدجاج عشيّة معركة الحياة أو الموت، أي إضراب 4 يوليوز 1984..؟
أتذْكُر نكتة رفيقنا الشهيد بلهواري..؟
أتذْكُر الأجواء الحميمية بالزنزانة رقم 1..؟
كان استعدادنا للمعركة غيرَ مسبوقٍ، وكلٌّ بطريقته واجتهاده..
وفعلا، انتصرت معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري، معركتنا رفيقي الحسين..
أتذْكُر كمْ مَرّة "خدَعْنا"، أي انتصرنا على السجان بالسجن وبالمستشفى؟
أتذكُر أشكال تواصلنا أمام أعين الحراس دون أن يفطنوا لذلك؟
أتذْكُر يوم زارتني أختك الكريمة بسجن اسفي وأنت بسجن الصويرة، وكاد سِحرُنا/سحْرك بسبب بلادتي أن ينقلب علينا؟
أتذْكُر يوم ودّعْتنا بالدموع وأنت مُضرب عن الطعام شهر مارس 1989 بجناح "FOYER DE MEDECINE " بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، وكما حصل قبل ذلك مع رفيقيك/رفيقينا أحمد البوزياني (يناير 1988) وكمال سقيتي (يناير 1989)؟
أتذْكُر أيها المكافح، أيام المكتبة بمراكش (مكتبة عزيز بالداوديات)، وأنت تتجول عبر دروب مراكش بالمحفظات..؟
أتذْكُر قبل ذلك جولاتك عبر أسواق المنطقة من أجل ربح الذات وانسجامها، بل واندماجها في واقع لعين لا يرحم..؟
أذكر أنا معاركك البطولية من أجل انتزاع حقوقك..
أذكر وقوفك أمام الآلة المدمرة للنظام من أجل الكرامة..
كنتَ جميلا داخل السجن وخارجه..
كنت رائعا بالأمس واليوم وغدا..
أعرفك دائما مناضلا صلبا ومِلحاحا، لنُقاوم معاً، وكل من موقعه خُبث الزمن الرديء والذي لم يكُن جميلا أبداً، كما يُحكى..
لقاؤُنا اليوم بمدينة خنيفرة عنوانُ انتصارٍ وتعبيرٌ عن حبٍّ وتقديرٍ لن يهزمهما لُؤم الزمن أو تخاذل سنوات عمرنا المتلاشي..
دامت لك الفرحة رفيقي المشاكس الى جانب رفيقتك وأبنائك وعائلتك وأصدقائك ورفاقك..
واصل رفيقي معركة الفرح والحياة حتى النهاية..
معركتُنا واحدةٌ..
درسُنا جليّ للأجيال المناضلة القادمة لتخليص شعبنا من مخالب القهر والاضطهاد..
لن يسقطوا المشعل من يدنا، وإذا أسقطونا سنضعه في اليد الآمنة..