المسألة النسائية ــ إدوارد وإليانور ماركس أفلينغ


8 مارس الثورية
2023 / 3 / 9 - 00:47     

بمناسبة اليوم الأممي للنساء، ينشر موقع 8 مارس الثورية كراسا تحت عنوان: "المسألية النسائية"، من توقيع إليانور ماركس ابنة كارل ماركس الثانية ورفيقها إدوارد أفلينغ. الكتاب ذو أهمية كونه يبرز نضال ابنة ماركس من أجل القضية النسائية، الشيء الذي يثبت مرة أخرى ارتباط القضية النسائية بالماركسية، حيث يظهر الكتاب وثقافة الكاتبة، ذلك المجهود الذي سخره ماركس في تربية بناته تربية اشتراكية ونسائية حقيقية. ويعرف الكثير ابنة ماركس الأخرى لورا زوجة لافارغ، لكن القليل من يعرف الحياة النضالية لإليانور الابنة الثانية لكارل ماركس. علما أن كتابها هذا ظل لفترة طويلة لا يوجد إلا باللغة الأنجليزية، حيث ترجم مؤخرا إلى اللغة الفرنسية بالإضافة إلى فيلم إيطالي عن حياتها. هذا، وقد تمت ترجمة هذا النص عن الفرنسية إلى اللغة العربية التي لا تتوفر على أي ترجمة لهذا النص، من طرف جميلة صابر.
ــــ ــــ ـــــ

إدوارد (1) و إليانور ماركس (2) أفلينغ
"المسألة النسائية"
مقال نشر في مجلة "ديالكتيك"، باريس، عدد 8، ربيع 1975، ص 6 – 20، ترجمه من الانجليزية إلى الفرنسية جون – كلود شوميط.

فهرس
مقدمة
كتاب بيبل
المرأة والمجتمع
سؤال الأنوثة
تبعية المرأة
الزواج و المركنتيلية
الطلاق
التربية والقمع الجنسي
العهارة
الاشتراكية
المرأة والاشتراكية

مقدمة
إن نشر كتاب أوغوست بيبل: المرأة والاشتراكية، وصدور الترجمة الانجليزية للكتاب، يجعل مريحا كل جهد بالنظر إلى شرح موقف الاشتراكيين تجاه المسألة النسائية، إن الاستقبال الذي حظي به الكتاب في ألمانيا وانجلترا، يجعل هذا المجهود مستعجلا ما عدا إذا كان خصومنا مهيئين لتجاهلنا، وأننا سلبيين في مواجهة موقفهم. لقد ظن كتاب هذا المقال أن الجمهور الانجليزي، قوي في هذا الحياد، بحيث يقال أنه امتياز له، سيكون منتبها لوجهات النظر والحجج واستنتاجات أولئك اللذين يسمون أنفسهم اشتراكيين.
هكذا، مهما كانت الآراء، التي سيمنحها هذا الجمهور الانجليزي موافقته عليها في التحليل النهائي، فسوف يفعل ذلك عن علم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكاتبان فكرا أن معالجة مثل هذه المسألة كانت تسير بشكل جيد، لما كانت من عمل رجل وامرأة يفكران ويعملان معا. إنهما يرغبان جيدا بطبيعة الحال، في أن الأمر فيما سيأتي، من صنع اشتراكيان يعبران عن آرائهما الشخصية. بالرغم من أنهما يريان أن هذه الآراء يتشاركها أغلبية رفاقهما، مثقفين وعمال في انجلترا، في أوروبا، وفي أمريكا، فلا يجب اعتبار حزب الكاتبان كملتزم بكل المقترحات التالية، فبالأحرى بأي واحدة منها.

كتاب بيبل
بادئ ذي بدء، كلمة أو كلمتين حول هذا المؤلف، الذي يشكل مرجعا لهذا المقال. فبيبل هو عامل، اشتراكي وعضو في الرايخشتاغ. تم منع كتابه "المرأة" في ألمانيا، مما زاد فورا، في صعوبة اقتنائه وعدد اللذين قاموا باقتنائه. فقد أدانته الصحافة الألمانية بشبه إجماع، وألصقت بكاتبه كل المساوئ الممكنة أو التي يمكن تخيلها.
إن أولئك اللذين يتذكرون موقف وشخصية بيبل، سيفهمون في نفس الوقت إشعاع هذا الكتاب وأهمية التهجمات عليه، كأحد مؤسسي الحزب الاشتراكي بألمانيا، وأحد أوائل ناشري الاقتصاد السياسي لكارل ماركس، ويمكن اعتباره أحد الخطباء المفوهين في بلاده، يتمتع بيبل باحترام وثقة البروليتاريا، وبحقد الرأسماليين والأرستقراطيين وخوفهم. لم يكن فقط الرجل الأكثر شعبية في ألمانيا، ولكن مقدرا أيضا من طرف أولئك اللذين كانوا يعرفونه، خصوما كانوا أو أصدقاء. وقد بذلوا طبعا قصارى جهدهم للافتراء عليه، لكن بإمكاننا القول، بدون تردد، أن الاتهامات الموجهة ضده كانت مغلوطة، إن لم نقل مسمومة.
إن الترجمة الانجليزية لكتابه الأخير، قد تم استقبالها بالتحقير في بعض الأحياء. إن غضب هؤلاء النقاد، كان بإمكانه أن يصيب هدفه لو أنه انصب على الإهمال غير المسبوق لناشري النسخة الانجليزية.
إن إهمالهم، بقدر ما هو ملحوظ، وغير مغتفر، فإن الطبعة الألمانية، الصادرة في زيوريخ، جاءت بشكل خاص، خالية من الأخطاء. يجب أن نستثني من إدانتنا، المترجمة، الدكتورة هارييت. ب. أدامس والثر. لقد قامت، على العموم، بعملها، بالرغم من عدم معرفة بينة بالمفردات والصيغ الاقتصادية هنا وهناك، مما سبب الغموض، وبرهنت عن تحفظ لا يمكن تفسيره، في استعمال الجمع. لكن الكتاب مليء بالأخطاء المطبعية، تهم الحروف والإملاء وعلامات التنقيط.
أن تجد في كتاب من 264 صفحة فقط، على الأقل ما مجموعه 170 خطآ، فإن هذا لكثير جدا!
لا نعتزم أن نهتم بالجزء التاريخي الذي يفتتح به الكتاب، فبقدر ما هو مهم للغاية، علينا أن نجتازه بقدر ما يوجد كثير قوله عن العلاقات الحالية بين الرجال والنساء، وعن التغيرات التي نظن أنها وشيكة الوقوع. بالإضافة إل ذلك، فإن الجزء التاريخي في الكتاب، ليس في الحقيقة هو الأحسن، إذ نجد أخطاء هنا وهناك. إن الكتاب الذي يمكن العودة له، والأكثر مصداقية في هذا الباب بشكل خاص حول المسألة النسائية، هو كتاب فردريك انجلز: "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة". لنمر إذن إلى المجتمع والمرأة اليوم.
المرأة والمجتمع
من وجهة نظر بيبل، ويمكن جيدا القول في الحالة الراهنة من وجهة نظر الاشتراكيين بصفة عامة، أن المجتمع في حالة اضطراب واختمار. إنه اضطراب الانحلال وتخمر التعفن. إنه التحلل في متناول اليد بالمعنى المزدوج للكلمة.
إنها نهاية نمط الإنتاج الرأسمالي، ومن هنا المجتمع الذي هو أساسه، يوافق، كما نعتقد، وقتا يمكن حسابه بالسنوات بدلا من القرون، وهذه النهاية تعني، إعادة تصميم المجتمع في أشكال أكثر بساطة، بل إلى عناصر، حيث إعادة البناء، ستخلق نظام أشياء جديد وأحسن. إن المجتمع يعيش إفلاسا أخلاقيا، ويظهر هذا الإفلاس في الوضوح الأكثر اشمئزازا، في العلاقات بين الرجال والنساء.
إن جهود تأجيل هذا الانهيار، من خلال رسم خطط على "المذنب" عديمة الفائدة. إن الحقائق تجب مواجهتها.
في معالجة العلاقات بين الرجال والنساء، فإن واحدة من هذه الحقائق، التي هي ذات أهمية قصوى، كانت وظلت مهملة من أي شخص كان. لم تكن مفهومة حتى من طرف هؤلاء الرجال والنساء الخارجين عن المألوف، اللذين جعلوا من النضال من أجل تحرر المرأة المسألة الأساسية في حياتهم. هذه الحقيقة الأساسية هي:
السؤال هو مسألة الهياكل الاقتصادية. كما في كل شيء معقد في مجتمعنا الحديث، فإن وضعية المرأة تقوم على معطيات اقتصادية، وأن بيبل لم يعمل إلا على الإلحاح على هذه النقطة، الذي كان كتابه بالفعل كتابا قيما. إن المسألة النسائية هي جزء من تنظيم المجتمع ككل. بالنسبة للذين لم يستوعبوا هذا المفهوم، يمكن أن نقتبس عن باكون، الذي كتب في الكتاب الأول في "تقدم المعرفة"، "خطأ آخر ... هو أنه، بعد توزيع الفنون والعلوم الخاصة، فالرجال تخلوا عن الكونية ... الشيء الذي لا يمكن أن يوقف كل تقدم ... وليس ممكنا أيضا، اكتشاف الأجزاء الأكثر عمقا، والأكثر تخفيا لبعض العلوم مهما كانت إذا بقينا فقط على مستوى نفس هذا العلم دون أن نرتقي."
في الحقيقة، فإن هذا الخطأ قد ارتكب عندما "تخلى الرجال (والنساء) عن الكونية"، ليس فقط تعبيرا عن مزاج حزين. إنها مرض، أو، من أجل استدعاء صورة، التي يمكن أن يقترحها المقطع والعبارة المقتبسة، أولئك اللذين يهاجمون الطريقة التي تعامل بها النساء دون البحث عن السبب في النظام الاقتصادي لمجتمعنا المعاصر، مثلهم مثل الأطباء اللذين يعالجون إصابة موضعية بدون فحص الحالة العامة للمريض.
إن هذا النقد موجه ليس فقط إلى أي أحد يقلبها هزلا لكل نقاش يتدخل فيه الجنس، بل يتوجه أيضا إلى هذه الشخصيات المتفوقة، الجادة والمفكرة في حالات عديدة، اللذين يرون في المصير المخصص للمرأة بائسا، و يتشبثون بشكل عميق بشيء ما يفعل من أجل تحسين وضعها. إنها جماهير قوية و رائعة تناضل: من أجل هذا المطلب العادل تماما، تصويت النساء، من أجل إلغاء القانون حول الأمراض المعدية، هذه البشاعة التي ولدت من الجبن و العنف الذكوري، من أجل أن تتمكن المرأة من الحصول على تربية عالية، من أجل أن تفتح أمامها الجامعات، الوظائف الليبرالية، و كل المهن، من مهنة أستاذ إلى تاجر متنقل. في كل هذا العمل، الصحيح تماما، نلاحظ على وجه الخصوص ثلاثة اشياء. في المقام الأول، تأتي الأطراف المعنية كقاعدة عامة من الفئات الغنية.
إن لم يكن في الحركة ضد الأمراض المعدية، استثناء فريد ومحدود، حيث يلعب النساء دورا مهما في هذه الحركات المختلفة، فعدد قليل منهن من ينتمي إلى الطبقة العاملة. نتوقع الاعتراض الذي يمكن قوله تقريبا، فيما يتعلق بإنجلترا، وينطبق الشيء نفسه على الحركة الأكبر التي كرسنا لها كل جهودنا. بالتأكيد، فإن الاشتراكية في هذا البلد ليس أكثر أهمية من الحركة الأدبية، ليس لها إلا هامش صغير من العمال. يمكننا الإجابة عن ذلك بأن هذا ليس هو الحال في ألمانيا، وحتى هنا بدأت الاشتراكية في التوسع بين العمال.
إن النقطة التالية، هي أن جميع أفكار هؤلاء النساء "الطليعية" تستند إما إلى الملكية أو إلى قضايا عاطفية أو مهنية.
لا أحد منهن يذهب أبعد من هذه الأسئلة الثلاثة للوصول إلى الأسس، ليس فقط من كل هذه القضايا، ولكن من المجتمع نفسه: التحديد الاقتصادي. هذه الحقيقة ليست مفاجأة لأولئك الذين يعرفون جهل البيانات الاقتصادية لمعظم أولئك اللذين يدافعون عن تحرير المرأة. إذا حكمنا من خلال كتاباتهم وخطاباتهم، فإن أغلبية المدافعين عن المرأة، لم يهتموا بدراسة المجتمع. وحتى الاقتصاد السياسي المبتذل، الذي نرى أنه مغالط في بياناته وغير دقيق في استنتاجاته، لا يبدو عموما متحكم فيه.
تأتي النقطة الثالثة من الثانية، تلك التي نتحدث عنها، لا تقدم أي مقترحات تتجاوز إطار مجتمع اليوم، ونتيجة لذلك، فإن عملهم، في رأينا، ذو قيمة ضئيلة.
نحن ندعم حق التصويت لجميع النساء، وليس فقط أولئك الذين لديهم ممتلكات، وإلغاء قانون الأمراض المعدية، والوصول إلى جميع المهن لكلا الجنسين.
إن الوضع الحقيقي للمرأة بالنسبة للرجل لن يتم الوصول إليه بعمق (نحن لا نتعامل حاليا مع تطور المنافسة، وتفاقم ظروف الحياة)، لأن لا شيء من ذلك، باستثناء، بشكل غير مباشر، قانون الأمراض المعدية، يحول بالنسبة لها العلاقات بين الجنسين.
ولن ننكر أيضا، أنه بمجرد أن كل نقطة من هذه النقاط الثلاث يتم تحقيقها، فإن الطريق ستكون سهلة، من أجل التغيير الجدري، الذي يجب أن يحدث.
ولكن من الأساسي أن نتذكر أن التغيير النهائي لن يتحقق إلا إذا حدث تغير أكثر جذرية يكون ملازما له. بدون هذا التحول الاجتماعي، لن تكون النساء حرات أبدا.
إن الحقيقة، التي لم يتم الاعتراف بها بالكامل، حتى من قبل أولئك الذين هم حريصون على التصرف بشكل إيجابي لصالح المرأة، هو أن هذه الأخيرة، مثل الطبقة العاملة، تتعرض للاضطهاد، وأن وضعيتها تتدهور لا محالة مثل وضعية العمال. تتعرض النساء لطغيان ذكوري منظم، مثلما يخضع العمال للطغيان المنظم من طرف الخاملين. حتى عندما يتم إدخال هذا، يجب ألا نتعب أبدا من توضيح أنه بالنسبة للنساء، كما بالنسبة للعمال، لا يوجد في المجتمع الحالي حل فعال للصعوبات والمشاكل التي تظهر. كل ما تم فعله، مهما كان موكب الأبواق الذي يعلن ذلك، فهو ليس إلا مسكنا وليس حلا. إن الفئات المضطهدة، منها النساء وكل أولئك اللذين هم منتجون بشكل مباشر، يجب أن يفهموا أن تحررهم سيكون نتيجة عملهم. إن النساء سيجدن حلفاء عند الرجال الأكثر وعيا، كما يجد العمال حلفاءهم في الفلاسفة والفنانين والشعراء، لكن أولئك ليس لديهن ما يتوقعنه من الرجال عموما، والآخرون ليس لديهم ما ينتظرونه من الطبقات المتوسطة عموما.
مسألة الأنوثة
تظهر حقيقة هذا في واقع أنه يجب على المرء، قبل أن يمر على دراسة وضع المرأة، قول كلمة تحذير.
بالنسبة للكثيرين، فإن ما يجب أن نقوله عن الحاضر سيبدو مغضبا، والكثير مما يجب أن نقوله عن المستقبل سيبدو خياليا، وربما كل ما يقال سيبدو خطيرا. عند الناس المثقفين، فالرأي العام يصنعه الرجل، وما هو معتاد يحل محل الأخلاق.
لا تزال الأغلبية تشير إلى الإخفاقات العرضية ل "الأنوثة" لإعاقة مساواتها بالرجل. ويتم الحديث بحماس عن "الموهبة الطبيعية". إنهم ينسون أن فشل الإناث، في ظروف معينة، يتفاقم إلى حد كبير بسبب الظروف غير الصحية لحياتنا الحديثة، إذا لم تكن في الواقع بسببها بالكامل. فلتعقلن هذه الظروف وسوف تختفي كثيرا، إن لم يكن تماما.
ننسى أيضا، أن كل ما هو منقسم حوله عند مناقشة حرية المرأة، يتم تجاهله بسهولة عندما يتعلق الأمر باستعبادها. ننسى أنه بالنسبة لأصحاب العمل الرأسماليين، فإن ضعف المرأة لا يتم إدخاله إلا بهدف تخفيض المعدل العام للأجور.
علاوة على ذلك، لا يوجد أكثر من "موهبة طبيعية" لامرأة، ما دام أن هناك قانون إنتاج رأسمالي "طبيعي"، أو ذلك المبلغ الذي ينتجه العامل محدود "بشكل طبيعي"، والذي يشكل وسائل عيشه. أنه في الحالة الأولى، فإن "موهبة" المرأة من المفترض أن تقوم في تعليم الأطفال، وتدبير المنزل وطاعة سيدها، وأنه في الحالة الثانية، يكون فائض القيمة تمهيدا ضروريا لإنتاج الرأسمال، وأنه في الحالة الثالثة، أن المبلغ الذي تلقاه العامل كوسيلة للعيش، لا يستطيع أن يبقيه فوق نقطة المجاعة الحرجة، إنها ليست القوانين الطبيعية بمعنى أن هناك قوانين للحركة، إنها ليست سوى اتفاقيات اجتماعية مؤقتة، بنفس الطريقة التي تكون بها الفرنسية، اللغة الدبلوماسية تقليديا.
إن المعالجة بالتفصيل لوضعية المرأة راهنا، يعني تكرار قصة، سبق وأن رويت ألف مرة. ومع ذلك، يجب علينا من أجل غرضنا، إعادة من جديد إبراز بعض النقط المعروفة جيدا، وربما الإبلاغ عن واحد أو اثنين التي هي أقل من ذلك. وقبل كل شيء، هناك فكرة عامة تهم جميع النساء، وهي أن حياة المرء لا تتطابق مع حياة الرجل. لا تتداخل، ولا تتلاقى حتى في العديد من الحالات. ومن هنا ضمور حياة الأسرة. وفقا لكانط: "يشكل الرجل والمرأة، عندما يكونان متحدين، الكائن الكلي والكامل، جنس يكمل الآخر". ولكن عندما يكون كل جنس غير كامل، والأقل كمالا منهما يصل إلى الحد النهائي، وأنه كقاعدة عامة، لا يصل أي أحد منهما إلى إقامة علاقة قارة بينهما، حرة، حقيقية وعميقة، باتفاق تام، فالكائن ليس لا بالكامل ولا بالمكتمل.
ثم هناك فكرة معينة تتعلق فقط بعدد معين من النساء، على الرغم من أنه قد يكون هذا مهما.
يعلم الجميع تأثير بعض المهن أو أنماط الحياة على اللياقة البدنية أو وجه أولئك الذين يمارسونها أو يخضعون لها. نتعرف من خلال مشيتهم على الفارس أو السكير. كم منا فكر، ولو للحظة، في الحقيقة المزعجة، التي تظهر في الشوارع، في المباني العامة، و وسط مجموعات من الأصدقاء، يمكننا التعرف على الفور على النساء العازبات إذا كان لديهن ذلك العمر الذي يسميه الكتاب ذوي القريحة بنوع من الحساسية الساخرة الخاصة بهم، سنا "غير مؤكدة".
لكن لا يمكننا التمييز بين رجل أعزب ورجل متزوج. قبل وضع السؤال الذي ينشأ من هذه الحقيقة، دعونا نتذكر النسبة الرهيبة من النساء غير المتزوجات. في إنجلترا، على سبيل المثال، في عام 1870، كانت هذه حالة 42٪ من النساء. كل هذا يؤدي إلى سؤال بسيط وشرعي وغير سار، فقط من خلال الإجابة، التي يجب إعطاؤها له. من أين يأتي أن أخواتنا يضعن على الجبهة آثار هذه الغريزة المدمرة، والعواطف المكبوتة، والصفات الطبيعية المغتالة في جزء منها، من أين يأتي إخوانهم "الأكثر سعادة" لا يحملون مثل هذه الآثار؟ وهنا بالتأكيد، لا يوجد قانون "طبيعي" يسود. هذه الحرية للرجل، هذا التحيز المسبق لعدد الاتحادات النبيلة والشرعية، الذي لا يمسه، ولكن يقع بشكل كبير على النساء، هي العواقب الحتمية لنظامنا الاقتصادي. إن زواجنا، كما هي أعرافنا، مبني على المركنتيلية.
إن عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات التجارية هو خطأ أكبر من التشهير بصديق، بينما زواجاتنا هي معاملات تجارية.
تبعية المرأة
سواء نظرنا للمرأة ككل، أو فقط هذه الجماعة الحزينة، التي تحمل على جبهتها علامات عذرية دائمة، سنجد دائما الحاجة إلى الأفكار والمثل العليا. والسبب مرة أخرى، التبعية الاقتصادية للرجل. إن النساء، مرة أخرى، مثل العمال حرمن من حقوقهن في الإنتاج. في الحالتين معا، فإن الطريقة المستعملة واحدة، التي تسمح بالمصادرة في أي وقت، و في أية ظروف، هذه الطريقة هي العنف.
في ألمانيا، ما زالت المرأة في الوقت الحاضر قاصر مقارنة بالرجل، ويمكن للزوج "في ظروف بئيسة" تأديب زوجته، وجميع القرارات المتعلقة بالأطفال تعتمد عليه، حتى أنه يمكنه تحديد تاريخ الفطام.
هو الذي يقود، بغض النظر عن الثروة التي قد تتوفر عليها المرأة، ولا يمكنها إبرام عقد بدون موافقته، أو أن تكون جزءا من منظمة سياسية. ليست هناك حاجة لنا للإشارة إلى مدى تحسن هذا في إنجلترا في السنوات الأخيرة، أو أن نذكر قرائنا بأن التحولات الأخيرة ترجع إلى عمل النساء أنفسهن. ولكن من الضروري أن نذكرهم أنه عندما تضاف كل هذه الحقوق المدنية، فالمرأة الإنجليزية، سواء كانت متزوجة أم لا، فإنها تعتمد أخلاقيا على الرجل وتتعرض لسوء المعاملة من طرفه.
إن الوضع ليس أفضل بكثير في البلدان المتحضرة الأخرى، مع الاستثناء الغريب الذي تمثله روسيا، حيث النساء أكثر حرية اجتماعيا من أي جزء آخر من أوروبا. في فرنسا، تعتبر النساء في الطبقات الوسطى العليا أسوأ حالا مما هي عليه في إنجلترا، و أولئك الذين يعيشون في الجزء الأكثر حرمانا من الطبقات الوسطى وأولئك الذين ينتمون إلى الطبقة العاملة هم في وضعية مريحة مما هم عليه في إنجلترا أو ألمانيا، لكن اثنين من الفقرات المتتالية من القانون المدني، 340 و 341 تظهر أن الظلم تجاه المرأة ليس من عمل الجرمان وحدهم، "فالبحث عن الأبوة محظور و البحث عن الأمومة مسموح به".
كل من يرفض غض الطرف عن الحقيقة يعرف أن ما قاله ديموستيني عن الأثينيين عن الطبقات الوسطى والعليا من المجتمع صحيح اليوم: "نحن نتزوج المرأة لكي ننجب أطفالا شرعيين وأن نمتلك حارسة وفية لمنزلنا، نحافظ على جاريات لدينا من أجل خدمتنا واستعمالنا اليومي، ولكن لدينا محظيات من أجل شهوات الحب". المرأة هي دائما من يعتني بالأطفال، والقائمة بأعمال المنزل. يعيش الزوج ويحب حسب شهوته الماكرة. حتى أولئك الذين يعترفون بذلك قد يجادلون عندما سنقول أنه من السيء أيضا بالنسبة للمرأة، أن القواعد الاجتماعية الصارمة تجعل من الرجل وحده الذي يجب أن تأتي منه المبادرة الغرامية: طلب الزواج. ربما تعلق الأمر بمبدأ التعويض. بعد الزواج، فالمرأة بالأحرى هي التي تأخذ المبادرة والتحفظ هو من فعل الرجل. لقد أوضح شكسبير بأنه هذا ليس قانونا طبيعيا. ميراندا متحررة من القيود الاجتماعية هي التي تقدمت إلى فردناند: هل تتزوجني؟ ها أنا وإلا سأموت خادمة لك. وهيلينا في "كل شيء حسن ينتهي بشكل جيد"، مغرمة ببرترام، الشيء الذي قادها من روسيون إلى باريس وإلى فلورانس هو كما قال كوليردج "الوجه الأكثر سحرا لشكسبير".
الزواج و المركنتيلية
لقد تطرقنا للطبيعة المركنتيلية لأساس الزواج. في كثير من الحالات هي عملية مقايضة وفي كل شيء، مع الأخذ بعين الاعتبار النظام الحالي للأشياء، فمشكلة "الطرق والوسائل" تلعب بالضرورة دورا كبيرا. في الطبقات العليا من المجتمع تتم القضية دون أي خجل، فصور السير جورجيوس ميداس في "لكمة" تشهد على ذلك. إن طبيعة المنشور التي تظهر فيها، تذكرنا بأن كل الفظائع التي يكشفون عنها تعتبر نقاط ضعف وليس كأخطاء. في الأجزاء المحرومة من الطبقات الوسطى، يحرم العديد من الرجال أنفسهم من سعادة الحياة الأسرية حتى يتجاوزوا سن الشوق إليها، وتغلق العديد من النساء إلى الأبد أجمل الصفحات في كتاب حياتهن خوفا من الحجر الضيق للحياة المنزلية.
هناك دليل آخر على الطبيعة المركنتيلية لنظامنا الزوجي تقدمه الأعمار المختلفة التي نتزوج فيها عادة في مختلف فئات المجتمع. إن اللحظة، في كل الأحوال لا يتم ضبطها كما يجب بحسب سنوات العمر. يتزوج بعض الأفراد المتميزين، الملوك أو الأمراء أو الأرستقراطيين، أو تزوجوا في السن التي تحددها الطبيعة على أنها الأكثر ملاءمة. يتزوج العديد من العمال صغارا، أي في سن عادي، والرأسمالي "الفاضل"، الذي هو في هذه السن يلجأ بانتظام إلى الدعارة، يتحدث بورع مزعوم عن خفة العامل اليدوي. من يدرس علم وظائف الأعضاء والاقتصاد السياسي يجد هناك دليلا مثيرا للاهتمام، على أنه حتى النظام الرأسمالي المخيف، لم يسحق اتجاها طبيعيا ومبررا.
ولكن بالنسبة للفئة الاجتماعية المتوسطة، بين هذين الطرفين، فإن الزواج، كما رأينا للتو، لا يمكن، كقاعدة عامة، أن يحدث حتى تكون مرت ذروة الحياة وتكون العاطفة في انخفاض. كل هذا، ونعلم عن المرأة أكثر من الرجل. هكذا يوفر هذا المجتمع ويعترف ويقنن وسائل تلبية الغريزة الجنسية. في نظر نفس المجتمع، إذا تبنت امرأة عزباء السلوك المعتاد لإخوتها غير المتزوجين وللرجال الذين يرقصون معها في المراقص أو يعملون معها في متجر، فهي منبوذة. وحتى في الطبقة العاملة حيث يتم الزواج في السن الطبيعي، فإن حياة المرأة في النظام الحالي هي الأكثر شقاء وتنكرا من الاثنين. إن الصيغة القديمة من الأسطورة "ستلدين في الألم"، ليست أنها تحققت فقط، بل إنها قد انتشرت.
يجب على المرأة تربية الأطفال لسنوات عديدة، دون راحة للتخفيف عنها، دون أمل في أن يجعلها تتفتح، على الدوام في نفس جو العمل والحزن، والرجل، مهما كان منهكا فله المساء لكيلا يفعل شيئا. إن المرأة مشغولة حتى وقت النوم، وفي كثير من الأحيان مع الأطفال الصغار تستمر عقوبتها حتى وقت متأخر من الليل، بل أنها تستمر طوال الليل.
عندما يتم الزواج، فكل شيء يحابي أحدهما (الرجل) والعكس صحيح بالنسبة للآخر (المرأة). يفاجأ البعض بأن جون ستيوارت ميل كتب: "الزواج هو الشكل الحقيقي الوحيد للقنانة المعترف بها بموجب القانون". إن موضوع الدهشة، بالنسبة لنا، هو أنه لم يعتبر هذه القنانة بمثابة إنها ليست مسألة مشاعر بل هياكل اقتصادية، كنتيجة لنظامنا الرأسمالي.
بعد الزواج، كما كان من قبل، تتعرض المرأة للإكراه، وليس الرجل.
بالنسبة لها فالخيانة الزوجية هي جريمة، أما بالنسبة له فهي جريمة بسيطة، فهو يمكنه الحصول على الطلاق على أساس الخيانة، أما هي فلا يمكنها ذلك، ويجب عليها تقديم دلائل على أنها كانت ضحية "القسوة" (من طبيعة جسدية). إن الزيجات التي تم تصورها وتحقيقها على هذا النحو، مصحوبة بكل هذه التسلسلات من الحقائق والعواقب، تبدو لنا -ونحن نزن كلماتنا - أسوأ من الدعارة، وإن وصفها بالمقدسة وأخلاقية، هو بمثابة تدنيس.
الطلاق
فيما يتعلق بمسألة الطلاق، يمكننا أن نلاحظ حالة من الوهم، حيث ليس فقط المجتمع والطبقات التي تشكله هم الضحايا، ولكن الأفراد أيضا. إن رجال الدين مستعدون عن طيب خاطر لتوحيد أي شخص مع أي شخص، من الشيخوخة إلى الشباب، ومن الفجور إلى الفضيلة، "وبدون طرح أسئلة" كما تقول أنواع معينة من الإعلانات. ومع ذلك عارض رجال الدين الطلاق بشدة. إن الانتفاض ضد مثل هذه الاتحادات المتنافرة، مثل تلك التي يؤيدها بلا توقف، من شأنه أن يشكل "تدخلا في حرية الفرد"، ولكن معارضة أي شيء يسهل الطلاق هو تدخل أكثر جدية ضد حرية الفرد. إن مجموع قضية الطلاق، معقد على أي حال، و لا يزال يتم تعقيدها من خلال واقع، أنه يجب دراستها أولا في سياق الظروف الحالية، ثم فيما بعد بالعلاقة بالظروف الاشتراكية المستقبلية.
تجادل العديد من العقول المتقدمة من أجل مزيد من التحرر في الطلاق منذ الآن. إنهم يدعمون بأن الطلاق يجب أن يكون تحقيقه بسيطا مثل الزواج، و أن التزاما قطعه لديهم فرص قليلة، للتعرف على بعضهم البعض، أو ليست لهم، لا ينبغي أن يكون لا رجعة فيه (الطلاق)، و لا أن يشكل مثل هذا الارتباط الصارم جدا، و عدم توافق المزاج، وعدم تحقيق الآمال العميقة الجذور، و لا أن يعتبر هذا خلافا حقيقيا، يشكل أسبابا كافية للانفصال، و أخيرا، يدعمون، وهذا هو الأهم، فكرة أن شروط الطلاق يجب أن تكون متطابقة عند كلا الجنسين. كل هذا ممتاز، ولن يكون ممكنا فقط، ولكن بالتدقيق، إذا، -التركيز جيدا على إذا- كان الوضع الاقتصادي لكلا الجنسين هو نفسه. نتيجة لذلك، على الرغم من أننا نتفق نظريا مع الجميع، فإننا نعتقد أنه إذا تم تنفيذ هذه الأفكار في نظامنا الحالي، فإنها ستؤدي عمليا إلى ظلم أكبر للمرأة. يمكن للرجل أن يكون الطرف المستفيد وليست المرأة، إلا في المناسبات النادرة عندما تكون لديها ممتلكات شخصية أو أي وسيلة للعيش. إن حل الاتحاد يعني الحرية له، والجوع لها ولأطفالها.
قد يسألنا البعض عما إذا كانت هذه المبادئ نفسها فيما يتعلق بالطلاق ستنطبق على نظام اشتراكي، وإجابتنا هي كالتالي: إن الاتحاد بين الرجل والمرأة، وهذا ما يفسر ما يتلوه، سيكون ذا طبيعة تقي تماما من الحاجة إلى الطلاق.
التربية والقمع الجنسي
إننا نتوقع حكما أكثر عدائية من أي شي قد سبق، حول كيفية تعاملنا مع النقطتين الأخيرتين اللتين أخذنا فيهما المستقبل بالاعتبار، وقد سبق أن تمت الإشارة إلى هاتين النقطتين. الأولى، تتعلق بالغريزة الجنسية. في رأينا، فالطريقة التي اعتمدها المجتمع في هذا الصدد خاطئة حتما في مجملها. إنه أمر سيء منذ البداية. إن أطفالنا يتم إسكاتهم بشكل منهجي عندما يطرحون سؤالا حول الإنجاب أو الولادة. هذا السؤال هو طبيعي مثل ما يتعلق بنبضات القلب أو التبادلات التنفسية، أي يجب الإجابة عليه بسهولة ووضوح مثل الأسئلة الأخرى. قد تكون هناك فترة في سن الأطفال حيث يتم تقديم تفسير فيزيولوجي لسؤال يمكن ألا يكون مفهوما، على الرغم أننا لسنا مهيئين لتحديد هذا الوقت، لكن لا يمكن أن يكون هناك أبدا أوقاتا ملائمة لتعليم أشياء خاطئة حول موضوع وظيفة جسدية معينة.
كلما كبر أولادنا و بناتنا شيئا فشيئا، جعلنا كل ما يمس العلاقات الجنسية غريبا و مخجلا. هذا هو السبب في أن فضولا غير صحي يرتبط بها، حيث يركز العقل بشكل سيء على هذا الموضوع، ويبقى لفترة طويلة غير راض، غير راض تماما ويصل حتى إلى المرض. إن وجهة نظرنا هي أن الآباء والأطفال يجب أن يتحدثوا مع بعضهم البعض بنفس الصراحة والحرية حول الأعضاء التناسلية مثلما يفعلون حول الجهاز الهضمي. إن معارضة هذا ليس سوى مظهر من مظاهر التحيز المبتذل ضد تدريس علم وظائف الأعضاء، وهو تحيز يجد تعبيره الأكثر تعبيرا في رسالة حديثة لمعلمة من أب: "من فضلك لا تعلمي ابنتي أي شيء عن أعضاءها، فهذا ليس جيدا لها وهو غير شريف". كم منا تألم من الاقتراح الخاطئ أو قمع الأمس في هذا المجال بسبب خطأ الآباء والمدرسين وحتى الخدم؟
دعونا نسأل أنفسنا بصدق من أي شفاه، وتحت أي ظروف تعلمنا حقيقة ولادة الأطفال، ومع ذلك، صحيح أنه لا يمكن للمرء أن يكون مخطئا في الحديث عن شيء مقدس لأنه يتعلق بولادة أطفال صغار. في عدد من الحالات، هل كانت الأم قد اكتشفته هي التي لديها أقدس حق، حق مكتسب في المعاناة؟
لا يمكن القبول بأنه ستؤذي الأطفال أكثر، إذا تحدثت لهم بصراحة عن هذه المواضيع. دعونا نقتبس من بيبل الذي يقتبس هو نفسه من السيدة إيزابيلا بيتشر هوكر" من أجل إرضاء السؤال الدائم لطفله البالغ من العمر ثماني سنوات، الذي أراد أن يعرف كيف جاء إلى العالم، وتجنب إخباره بالأكاذيب، تلك التي اعتبرتها غير أخلاقية، أخبرته بالحقيقة كاملة، استمع إليها الطفل بأكبر قدر من الاهتمام، ومنذ اليوم الذي عرف فيه المشقة والاهتمام الذي أعطاه لوالدته، أظهر، في تعلقه بها، حنانا واحتراما مختلفين تماما، احترام على غرار ذلك الذي سيبرهن عليه لنساء أخريات". بينما بالنسبة لنا فإننا نعلم أن امرأة واحدة على الأقل أخبرت أطفالها بالحقيقة الكاملة، وأن لديهم لها احتراما وحبا مختلفا وأعمق من ذي قبل.
مع العار الزائف والغموض الذي نحتج عليه، يسير جنبا إلى جنب الفصل غير الصحي بين الجنسين، الذي يبدأ بمجرد أن يترك الأطفال مربيتهم، ولا ينتهي حتى يتم دفن الرجل أو المرأة في الأرض المشتركة.
في "قصة أرض إفريقية"، تصرخ الفتاة، ليندال: "لقد عرفنا المساواة مرة واحدة، عندما كنا أطفالا حديثي الولادة في حضن مربياتنا، و سنعرف ذلك مرة أخرى عندما سنغلق أعيننا في نومنا الأخير".
يستمر هذا الفصل في المدارس، وحتى في بعض الكنائس، فهذا النظام ساري المفعول، مع كل ما يعنيه ذلك. إن أسوأ أشكاله، بالطبع، يمكن العثور عليها في هذه المؤسسات اللاإنسانية، المسماة أديرة، لكن كل هذه الأشكال لنفس الشر، حتى الأقل عنفا، هي غير إنسانية، إنها مسألة درجة فقط.
حتى في المجتمع العادي، فالقيود المفروضة على العلاقات بين الجنسين، مثلها مثل التدابير القمعية المتخذة ضد تلاميذ المدارس، تعد مصدر الأضرار المختلفة.
هذه القيود ضارة بشكل خاص فيما يتعلق بمواضيع المناقشة. كل رجل يرى العواقب، حتى لو كانت علاقة السبب والنتيجة تفلت منه، فيما يقوله، والمدلى بها في غرف المدخنين للطبقات الوسطى والعليا من المجتمع.
في ذلك اليوم فقط، حيث رجال ونساء ذوي عقول نقية أو فارين من كل تغيير، يناقشون الجنس بكل أبعاده، كبشر أحرار، ينظرون في أعين بعضهم بصراحة، سيكون هناك أمل في حل. كما نقول باستمرار، يجب أن يذهب جنبا إلى جنب إدراك، أن أساس هذا المجال كله هو في الهياكل الاقتصادية.
لقد أعلنت ماري ولستونكرافت في حقوق المرأة، أنه من بين أمور أخرى، يجب على البشر من كلا الجنسين الاختلاط بدلا من الانفصال طوال حياتهم. وطالبت للنساء نفس المزايا التي يتمتع بها الرجال في مجال التعليم، أن تنشأ في نفس المدارس والكليات مثله، من الطفولة إلى سن البلوغ يتم تشكيل البالغين من كلا الجنسين جنبا إلى جنب. هذا المطلب هو شوكة مؤلمة في جنب السيد ج. س. جيفريسون حول مجموعته الأخيرة.
إن شكلا الحدود للتمييز بين الجنسين المتتابعتين لتمييزهما، هي، كما يظهر بيبل، الرجل المخنث والمرأة الذكورية، إنهما النوعان اللذان يثور ضدهما الفرد العادي مع رعب طبيعي تماما مما ليس كذلك. لأسباب تمت الإشارة إليها أكثر من مرة، فإن هذا أقل تواترا من ذاك. لكن هذين النوعين لا ينهيان قائمة الاضطرابات بسبب نهجنا في مجال العلاقات بين الجنسين. تلك العذرية المرضية التي تمت الإشارة إليها هي واحدة أخرى، والحمق رابعها، والانتحار خامسها، وحول هاذين الأخيرين، هناك بعض الأرقام في حالة وتذكير في الأخرى.
التذكير أولا: في معظم حالات الانتحار، تتراوح أعمار النساء بين 16 و 21 عاما. كثير منهن بالطبع هو بسبب الحمل الذي ينخفض في نظامنا الاجتماعي إلى مستوى الجرم. لكن البعض الآخر يأتي من عدم رضى غريزة جنسية، غالبا ما يكون مخفيا وراء "حب محبط" الملطف. هنا بعض الأرقام عن حالات الجنون، مأخوذة من الصفحة 47 من ترجمة بيبل الإنجليزية. في هانوفر: حالة حمق من بين 475 عازب، حالة حمق من بين 1316 شخص متزوج. ساكس: 260 حالة من بين مليون امرأة عازبة. بروسيا: سنة 1882، من بين 10000 من الساكنة 32،2 عازب و 9،5 رجل متزوج، 29،5 عازب، و 9، 5 امرأة متزوجة.
لقد حان الوقت ليعترف الرجال والنساء أن الكبت الجنسي يتبعه دائما آثار كارثية. فلو أن العاطفة الشديدة هي مرض، فالعكس تماما، فالتضحية بالغريزة الصحية والطبيعية هي مرض بنفس الطريقة. "إن اللذين يوجدون في أقصى هذا أو ذاك، هم أشخاص بغيضون". صحيح أيضا في سياقنا أنه في الحزن أو الغبطة التي تسبها غوزالند في "غابة آردن"، ومع ذلك فآلاف النساء يتم التضحية بهن بمرورهن بعذابات هن وحدهن يعرفنها إلى" ملوخ" (إلاه كنعاني كانت تقدم له طقوس العبادة عن طريق إحراق الأطفال) نظامنا الاجتماعي.
إن الآلاف من النساء يشعرن بالإحباط شهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة، من "شبابهن الذي لم يعشنه". هذا هو السبب في أننا، وهنا نحن غالبية الاشتراكيين، نؤكد أن العفة ليست شيئا مقدسا ولكنها مسألة غير صحية.
دائما ما يعنى بالعفة المحو التام لكل الغرائز المتعلقة بالإنجاب، ونعتبر العفة جريمة، مثل كل الجرائم فإن المجرمة ليست الشخص بقدر ما هو المجتمع الذي يجبرها على ارتكاب الجريمة وعلى أن تعاني. هنا نحن متفقين مع شيلي في "ملاحظات على الملكة ماب"، إذ نجد المقطع التالي: "إن العفة هي خرافة إنجيلية ورهبانية، إنها عدو للاعتدال الطبيعي أكبر حتى من الشهوانية الفكرية، لأنها تدمر جذور كل الأفراح المنزلية وتحافظ على معاناة أكثر من نصف الجنس البشري، الذي يمكن عددا قليلا من أن يحتكر وفقا للقانون".
وأخيرا، في سياق هذا البيان الأهم، نذكر بسلسلة من الشهادات الطبية، التي تدل على أن النساء يعانين من هذه الإكراهات أكثر من الرجال.

الدعارة
إن النقطة التالية، قبل أن ننتقل إلى الجزء الختامي من هذه المقالة، تتكون من هذه النتيجة الحتمية لنظامنا اليوم: الدعارة. كما قلنا، أن الشر هو معترف به، ويتم تقنينه في بعض الدول الأوروبية، وليس لدينا إلا مكانا مشتركا لكي نضيف:
أولئك الذين يؤيدونها ينتمون أساسا إلى الطبقات الوسطى، والأرستقراطية بالطبع ليست مستبعدة، لكن الدعم الرئيسي لهذا النظام البغيض هو
1. الرأسمالي "المحترم" والثري ذو "الأخلاق" التي هي "فوق كل شك". هذا ليس فقط بسبب البذخ والعادات الفاخرة التي تتدفق منه، فالحقيقة الواضحة هي أنه في مجتمع مؤسس على الرأسمال، الذي تشكل الطبقة الوسطى الرأسمالية مركزه، فإن الدعارة، وهي واحدة من أسوأ عواقبها، مدعومة بشكل أساسي من قبل هذه الطبقة نفسها. بطريقة أخرى، هذا يعني بوضوح أنه الدرس الذي نحث على تعلمه.
2. ماذا يمكن أن نقول عن الحالات الخاصة التي جعلتها جريدة "بال مول" مألوفة لنا قد تنطبق على الدعارة بشكل عام. للتخلص من الدعارة، يجب أن نتخلص من الظروف الاجتماعية التي تولدها. إن تجمعات منتصف الليل، ملاجئ للمكتئبين، وكل الجهود المنطلقة من النوايا الحسنة لمعالجة هذه المشاكل الرهيبة، هي وهمية كما يعترف بيأس المروجون لها. وستبقى وهمية طالما أن طريقة الإنتاج التي تخلق فائضا من السكان العاملين وتخلق في وقت واحد المجرمين ونساء يتم تحويلهن حرفيا وللأسف إلى "متخلى عنهن". دعونا نتخلص من نمط الإنتاج الرأسمالي، كما يقول الاشتراكيون وستختفي الدعارة.
الاشتراكية
هذا يقودنا إلى النقطة الأخيرة. ماذا نريد، نحن الاشتراكيون؟ ماذا نستشرف؟ ما هو الشيء الذي نحن متأكدون منه غير شروق الشمس غدا؟ ما هي التغييرات في المجتمع الذي نعتقد أنها بالفعل في متناول اليد؟
ما هي العواقب التي نتوقع أن تترتب على التغييرات في وضع المرأة؟
دعونا نرفض كل النوايا النبوئية، فذلك الذي، بالتفكير حول سلسلة من الظواهر الملاحظة، يرى الحدث حتميا وما يقود إليه، ليس نبيا. إن الإنسان لم يعد له الحق في النبوة أكثر مما له الحق في الربح عندما يتعلق الأمر باليقين.
من الواضح لنا أنه، كما في إنجلترا، أساس المجتمع الألماني، أفسحت فيه الملكية الحرة للأرض الطريق للنظام الإقطاعي، ثم أفسح هو نفسه الطريق للنظام الرأسمالي، وبالتالي فهذا الأخير، ليس أكثر أبدية من تلك التي سبقته، سيترك مكانه للنظام الاشتراكي. لقد تم استبدال العبودية بالقنانة، و القنانة هي الاعتماد الحالي على الأجور، وسيتم استبدال هذا الأخير بحالة جديدة، حيث جميع وسائل الإنتاج لن تكون ملكا لمالك العبيد ولا للسيد ولا لسيد العبيد المأجورين: الرأسمالي، و لكن في ملكية الجماعة بأكملها.
مخافة تعرضنا لخطر إثارة الابتسامة والسخريات المعتادة، ندرك أننا لسنا مستعدين تماما لتقديم تفاصيل كاملة عن الأداء الاشتراكي للمجتمع، الشيء الذي لم يتوفر كذلك لأول الرأسماليين في النظام الذي أسسوه. لا شيء أكثر شيوعا، لا شيء أكثر ظلما، لا شيء أكثر من الكشف عن نقص في التمييز من ادعاء بضجيج أصغر تفاصيل الأشياء في هذا النظام الاجتماعي الذي نعتقد أن العالم يتغير نحوه. ولا ذلك الذي يعرض حقيقة جديدة عظيمة، ولا يمكن لأي من أتباعها أن يأمل في تطويرها إلى غاية التداعيات. ماذا كنا سنظن بأولئك الذين رفضوا اكتشاف الجاذبية لأن نيوتن لم يكن من خلال تطبيقه، اكتشف نبتون، أو أولئك الذين كانوا سيرفضون النظرية الداروينية، لأن الحدس قدم بعض الصعوبات. مع ذلك، هذا ما يفعله المعارضون العاديون للاشتراكية.
دائما، مع عدم اكتراث هادئ، متجاهلين حقيقة أنه من أجل كل الصعوبات أو كل المصائب، التي يفترضون ظهورها مع تشريك وسائل الإنتاج، يظهر فيها عدد أسوأ بكثير في مجتمعنا المعاصر المحكوم عليه بالتعفن. ما الذي نحن متأكدون من قدومه؟ نحن بعيدا جدا عن بيبل، في سياق رحلة تفكيرنا، التي توجد نقاط انطلاقها عموما في كتابه الإيحائي، الذي سنعود إليه بفرح وامتنان للإجابة على هذا السؤال.
"إن مجتمعا فيه وسائل الإنتاج ملك للمجتمع يعترف بالمساواة التامة للجميع دون تمييز على أساس الجنس، والذي ينص على تطبيق جميع أنواع التطورات أو الاكتشافات التقنية أو العلمية، الذي يوظف كعمال جميعا أولئك الذين هم الآن غير منتجين أو الذين يلبس نشاطهم شكلا صادما، الخاملين والطفيليات، والذي، في حين أنه يقلل على الأقل وقت العمل اللازم لاحتياجاته، يرفع الحالة البدنية والفكرية لجميع أعضائه إلى أعلى درجة يمكن بلوغها".
نحن لا نخفي، ولا نخفي عن خصومنا، أن الخطوة الأولى نحو ذلك هي مصادرة جميع ملكية الأراضي أو وسائل الإنتاج الأخرى. مع هذا سيحدث إلغاء الدولة في شكلها الحالي. لا يوجد خلط حول أهدافنا أكثر انتشارا من ذلك الذي يقود أولئك الذين لهم فكر موحل في تخيل أنه يمكن للمرء تحقيق التغييرات التي نرغب فيها والظروف الاجتماعية الناتجة عنها في إطار دولة مثل دولتنا.
إن الدولة حاليا منظمة إكراه، في خدمة الحفاظ على شروط الملكية الحالية والقواعد الاجتماعية، ممثلوها هم بعض رجال الطبقات الوسطى والعليا، تتنافس على وظائف تأتي بأجور غير طبيعية. إن الدولة في ظل الاشتراكية، إذا كان بالفعل ذكر مصطلح مرتبط بالعديد من الذكريات التاريخية الفظيعة، سيكون الكفاءة المنظمة لمجموعة من العمال، مسؤولوها لن يكونوا لا أكثر ولا أقل ازدهارا من رفاقهم.
إن الطلاق، بين الفن والعمل الذي يصيب قلوب الفنانين دون أن يعلموا في معظم الحالات، السبب الاقتصادي لحزنهم، سيختفي.
المرأة والاشتراكية
والآن يأتي الجزء المتعلق بعواقب كل هذا فيما يتعلق بالمرأة، وبالتالي بالأسرة. يمكننا التأكد من شيئين اثنين، سيتم حل الأخرى من خلال تطور المجتمع بشكل جيد. أن كل واحد منا يمكن أن يكون له فكرته الخاصة عن كل نقطة معينة. ما هو واضح هو أنه ستكون هناك مساواة للجميع، بغض النظر عن الجنس. وبالتالي ستكون المرأة مستقلة. إن تعليمها وجميع الفرص الأخرى المتاحة ستكون هي نفسها التي للرجل. مثله، يجب عليها، شريطة أن تكون كذلك سليمة الجسم والعقل، (ومع زيادة عدد هؤلاء النساء!) منح ساعتين أو ثلاث ساعات من العمل الاجتماعي مقابل توفير احتياجات المجتمع، وبالتالي، احتياجاتها الخاصة، ثم ستتمكن من الوصول إلى الفن والعلوم والتدريس والكتابة، أو أي شكل من أشكال الترفيه. سيكون البغاء قد اختفى مع الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى ذلك والتي يجعلونها، في هذه الساعة، التزاما. إن الزواج الأحادي أو تعدد الزوجات السائد في ظل النظام الاشتراكي هو تفصيل لا يمكن لأي شخص التحدث عنه إلا باسمه. إن المشكلة مهمة للغاية بحيث لا يمكن حلها داخل أدغال ومستنقعات نظامنا الرأسمالي، وبالنسبة لنا فنعتقد أن الزواج الأحادي هو الذي سيسود. هناك تقريبا نفس العدد من الرجال والنساء ويبدو المثال الأجمل اتحاد متناغم ودائم بين حياتين بشريتين.
مثل هذا المثل الأعلى، الذي يكاد يكون من المستحيل تحقيقه اليوم، يتطلب على الأقل أربعة أشياء: إنه الحب والاحترام والاتفاق الفكري وإتقان ضروريات الحياة. كل نقطة من هذه النقاط كثيرة هي أكثر قابلية للتحقيق في النظام الذي نتجه إليه منه في النظام الذي "نعيشه" حاليا. إن هذا الأخير مضمون تماما للجميع. كما يقول إبسن لنورا بواسطة هيلمر "نوع من العبودية والقبح يتسلل في منزل قائم على الديون والاقتراض".
لكن القروض والديون لا يمكن أن تنشأ عندما يكون المرء عضوا في مجتمع، وليس رجلا معزولا يدافع عن مصالحه الخاصة. الاتفاق الفكري:
سيكون مضمونا بشكل أفضل بكثير من خلال تعليم متطابق للرجال والنساء، من خلال تدريبهم جنبا إلى جنب حتى يتحدون. ثمرة غير مقبولة للرأسمالية، الابنة الصغيرة ل إن ميموريام و لتينسون ستصبح أسطورة، مع "لا يمكن أن أفهم، أنا أحب ". كل واحد سيعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك حب دون فهم. والحب والاحترام الغائب أو الذي فقد اليوم، بسبب العيوب والنقائص، منتجات نظام المجتمع المركنتيلي، سوف تظهر بسهولة أكبر ولن تختفي أبدا، إذا جاز التعبير.
إن العقد المبرم بين الرجل والمرأة سيكون ذا طبيعة خاصة تماما، دون تدخل موظف عام. لن تكون المرأة عبدا للرجل بعد الآن لكن مساوية له، ولن يكون الطلاق ضروريا. وما إذا كنا على صواب أو خطأ عند التفكير في الزواج الأحادي كأفضل نظام زوجي للمجتمع، يمكننا التأكد من أنه سيتم اختيار الأفضل، وهذا، من خلال المزيد من الحكمة الأكثر نضجا، ومثمرة أكثر مما لدينا، يمكننا أن نكون بنفس القدر متأكدين أن هذا الاختيار لن يكون مواتيا للزواج- المقايضة (مع مظهرها، تعدد الزوجات) لعصرنا الحزين، خاصة أنه يمكننا أن نطمئن إلى أن كارثتين كبيرتين تشجعان، مع أخرى، على تدمير العلاقات بين الرجال والنساء، لن تحدث بعد الآن. هذه المصائب تكمن في معاملة الرجل والمرأة ككائنات مختلفة والكذب. لن يكون هناك بعد الآن قانون خاص بالنساء وآخر خاص بالرجال، وإذا كان المجتمع الآتي على غرار مثال المجتمع الأوروبي الحالي، مثل حق الرجل في الحصول على عشيقات بالطريقة نفسها كزوجة، يمكننا أن نكون على يقين من أنه سيتم منح حرية مماثلة للمرأة. ستكون نهاية التستر المخزي، الكذبة الدائمة التي تجعل الحياة المنزلية لمعظم بيوتنا الإنجليزية نفاقا منهجيا. ما سيحكم عليه الرأي المتعمد والمدروس للجماعة الأكثر عدلا سيتم إجراؤه بصراحة، في وضح النهار. سيكون الزوج والزوجة قادرين على فعل ما يمكن القليل منهم فعله منذ الآن: النظر إلى بعضهم البعض في العيون بوضوح في أعماق القلب. أما بالنسبة لنا، فإننا نعتقد أن ارتباط رجل بامرأة سيكون أحسن للجميع، سيجد كل واحد في قلب الآخر، الشيء نفسه في عيونهما صورتهما الخاصة.

ترجمة جميلة صابر
ــــ ــــ
يوجد هذا النص بصيغة بدف مرفقا بمجموعة من الصور على موقع 8 مارس الثورية
http://8mars-revo.hautetfort.com


هوامش:
1 ــ إدوارد إيفلينغ مناضل اشتراكي وعالم، ولد يوم 22 نونبر 1849 في لندن، و توفي في 2 غشت 1898، له أكثر من 40 كتابا و كراسا، ستة منها بمشاركة مع رفيقته إليانور ماركس، من بينها كتاب "المسألة النسائية"، الذي هو موضوع هذه الترجمة.
2 ــ إليانور ماركس، أصغر بنات كارل ماركس و جيني ويستفالن، و لدت في 6 نونبر 1855، بمدينة لندن و توفيت في 31 مارس 1898 بنفس المدينة. أصبحت أوليانور ماركس، و تلقب ب توسي لحبها للقطط و الحيوانات عموما، عميدة الحركة النسائية الاشتراكية، و واحدة من القيادات السياسية و النقابية الأكثر أهمية في بريطانيا. أصبحت منظرة ماركسية كبيرة تحظى باحترام الاشتراكيين، و عرفت بدفاعها المستميت عن حقوق الأطفال، و تعتبر أوليانور مترجمة شهيرة للأدب الأوروبي (كما تشهد عليه العديد من الأمثلة من الأدب في هذا النص المترجم) من ترجماتها رواية "مدام بوفاري" لفلوبير، و تعتبر أوليانور نفسها تلميذة لشكسبير، علما أنها كانت ممثلة و شغوفة بالمسرح، حضرت أوليانور العديد من الجدالات داخل الأممية الأولى و هي في سن 16، خاصة الجدال الشهير بين كارل ماركس و باكونين، و تعتبر أوليانور ماركس من مؤسسي الأممية الثانية، ومن المؤسف أنه تم نسيان مهوداتها و أعمالها النضالية من أجل قضايا النساء والعمال و من أجل الاشتراكية ...