نقاط أربعة للتوضيح و الجدال : حول - عمل الجنس - و إضطهاد النساء


شادي الشماوي
2023 / 3 / 7 - 08:00     

ريموند لوت ، جريدة " الثورة " عدد 791 ، 27 فيفري 2023
https//:revcom.us/en/4-points-clarification-and-controversy-sex-work-and-oppression-women

ملاحظة الناشر : فجّر إعلان البرنامج الخاص لغرّة مارس بمكتبة " كتب ثوريّة " بمدينة نيويورك بشأن " تصنيع الإستغلال الجنسيّ و لماذا " عمل الجنس " إضطهاد و ليس " وكالة " ، فجّر جدالا و نقاشا . و قد تراوحت التعليقات بين التعليقات المدروسة و التساؤل و العليقات اللاذعة و البغيضة . و غالبا ، وُجد إختلاف قويّ مكثّف حول تشخيص ابرنامجل " عمل الجنس " ، خاصة عندما يكون قرارا واعيا ذاتيّا من امرأة ، على أنّه إهنة . و للحثّ على هذا الجدال و الرفع من مستواه و دعوة المزيد من الناس للمشاركة فيه ، اصدر ريموند لوتا هذه النقاط الأربعة .
------------------------------------------------------
في غرّة مارس ، السابعة مساء ، بمكتبة " كتب ثوريّة " بنيويورك ،" تصنيع الإستغلال الجنسيّ والرأسماليّة العالميّة ، أو لماذا " عمل الجنس " ليس " وكالة " و إنّما هي كابوس و إهانة ، و لماذا نحتاج إلى ثورة .
1- أن نطلق إسما آخر لا يغيّر جوهر " عمل الجنس " ... و الدعارة و البرنوغرافيا جزء من نسيج أوسع لإخضاع النساء :
أجل ، "عمل الجنس " شغل . و لنكن واضحين " العاملين بالجنس " لا يجب تجريمهم و إضطهادهم و إساءة معاملتهم فهم بشر يتمذ تجريدهم منإنسانيّتهم كما هو الحال مع جميع النساء ، و يتمّ التقليل من قيمتهنّ و يتعرّضن للخطر في ظلّ الرأسماليّة – الإمبرياليّة البطرياركيّة . و لنكن واضحين كذلك بصدد أنّ " عمل الجنس " ليس مجرّد عمل ، إنّه الجسد الأنثويّ الذى يباع ، حسب اعرض ، للتحكّم الجنسيّ و الهيمنة و الإهانة .
لأنّ الدعارة / " عمل الجنس " جزء من نسيج أوسع من إضطهاد النساء الهيكليّ – الجنسيّ : الإغتصاب و العنف الجنسيّ بما في ذلك الإغتصاب ضمن الزواج ؛ و العنف الأسريّ و الإعتداءات على الأطفال ؛ و النساء في الولايات المتّحدة و في غيرها من الأماكن تُحرم من حقّ الإجهاض و التحكّم في الولادات ؛ و السلعنة الواسعة الإنتشار للجسد الأنثويّ – في الإشهار و الترفيه و الموضة ؛ " صناعة الجمال " التي تقول للبنات و النساء ما يجب أن تبدو عليه اجسادهنّ ؛ و يقع تدريب الرجال الشبّان على " ثقافة الرجولة " ؛ و الهرسلة الجنسيّة التي لا تتوقّف في أماكن الشغل ؛ و صناعة البرنوغرافيا التي تصرف عليها عدّة مليارات الدولارات و التي تسوّى المُتعة و الإثارة مع الهيمنة و العذاب و الإخضاع ؛ و القوالب الجاهزة الجنسيّة العنصريّة عن النساء السود و السُمر و الآسويّات .
" عمل الجنس " ليس الشيء نفسه و المتاجرة / العبوديّة الجنسيّة . لكن كما وضع ذلك بوب أفاكيان ، نتيجة " عمل الجنس " هي إهانة النساء . و مهما كانت نوايا " عاملات الجنس " فإنّ هذا النشاط يعزّز تشييء النساء و يهينهنّ .
2- يمكن أن " تختار " المرأة أن تكون " عاملة جنس " ... لكن ليس بوسعكم إختيار الخيارات :
واقع أنّ الناس يمكن أن يختاوا أن يصبحوا " عمّال جنس " لا يغيّر في شيء من طبيعة الدعارة . و أن تختار ذلك إمراة عاطلة عن العمل أو تكسب أجرا زهيدا جدّا كي توفّر الغذاء لأطفالها ... أو تختار طالبة من الأقسام النهائيّة ذلك لتحصل على اقصى المداخيل و توفّر زمنا للدراسة ...أو أن يختار ذلك متحوّل جنسيّا أُطرد من الأسرة أو حُرم من العمل كي يبقى على قيد الحياة و يبحث عن نوع من تأكيد للنفس – هذا ليس سوى لائحة إتّهام لنظام قائم على الإستغلال و الإضطهاد الجندريّ . الخيارات التي يواجهنا الناس تنبع عن طبيعة هذا النظام . لماذا المتاجرة بالمخدذرات أو الإلتحاق بعصابة أو الإلتحاق بجيش الولايات المتّحدة للإبادة الجماعية جزء من مروحة ضيّقة من الخيارات التي تُعرض على شباب السود و السُمر ؟
بدلا من الدفاع عن الخيارات الفاسدة التي يضعها أمامنا هذا النظام ، لماذا لا يقع تبنّى القضيّة التحريريّة للتغيير الراديكاليّ للخيارات التي يمكن أن تواجه الإنسانيّة !
3- لنستفق و نواجه العولمة المدمّرة و تصنيع إستغلال الجنس :
علّقت الأكاديميّة كتارين ماك كينون لأنّ الدعارة ليست أقدم شُغل في العالم و إنّما هي أقدم إضطهاد في العالم . ( تفهم الماركسيّة أنّ إخضاع النساء مرتبط بالتقسيم التاريخي للمجتمع الإنسانيّ إلى مستغِلّين و مستغَلّين ، إلى سادة و عبيد ). لكن العولمة الإمبرياليّة للخمسين سنة الماضية أفرزت مدى و فظاعة بحجم الماموت [ فيل العصر الجليدي ] في تجارة إستغلال الجنس : سياحة الجنس في تيلندا و أمستردام و غيرهما من الأماكن ؛ قرى البغاء في بنغلاداش ؛ و المتاجرة في لجنس عبر " سلسلة تزويد " تنقل النساء من نيجيريا و النيبال و الصين و عدد لا يحصى من البلدان الأخرى ؛ " صناعة جنس " عالميّة مرتبطة بصناعات السفر و النزل و متواترة كالعملة على الأنترنت و إشهار على الأنترنت .
إقرأوا كرّاسي هنا (https//:revcom.us/en/a/711/raymond-lotta-the-industrialization-of-sexual-exploitation-en.html ) عن القوى المحرّكة لتجارة الإستغلال الجنسيّ و دمجها في الاقتصاد العالمي ... و قراءة قصص " النزول إلى الجحيم " – لنساء مجبرات على خدمة 12 إلى 20 رجل يوميّا . أجل ، العيش في قلب الإمبرياليّة يمكن أن يحوّل بصركم عن هذه الفظائع و يصيّر " عمل الجنس " ليصبح " تمكينا ". لكن هذا هو الواقع العالمي !
4- ليس علينا العيش على هذا النحو :
و هذا أيضا جزء من الواقع ! بوسعنا أن نقوم بما هو أفضل من مغالطة أنفسنا بانّه بإمكاننا أن " نمتلك " إضطهادنا . بوسعنا القيام بثورة للإطاحة بهذا النظام و وضع نهاية لهذا الإضطهاد و لكافة الإستغلال و الإضطهاد . مجتمع و عالم حيث لا تكون النساء معروضات و يُنظر إليهنّ كأشياء جنسيّة أم ترى نفسها على أنّها أشياء جنسيّة قابلة للتسويق . و حيث تكون هناك مساواة تامة بين لنساء و الرجال ، حيث يمكننا العمل على إجتثاث البطرياركيّة / النظام الأبويّ و تفوّق الذكور – و تغيير الاقتصاد ، و الطرق التي يرتبط الناس بهابعضهم مع بعض ، و حيث تقوم العلاقات الجنسيّة على تبادل عاطفي و متعة متبادلة و المساواة .
" ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة . ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانيّة و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهض به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية . "
( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ؛ 3:22 )
نلتقى في غرّة مارس ... لنفتح نقاشا و جدالا ، و لنواجه واقع هذا العالم ... و إمكانيّة ثورة تغيّر كلّ شيء !
----------------------------------------------------------------------------------------------------------