اليوم العالمي للمرأة سنة 2023 : لنطلق غضب النساء كقوّة جبّارة من اجل الثورة !


شادي الشماوي
2023 / 3 / 5 - 14:40     

جريدة " الثورة " عدد 790 ، 20 فيفري 2023
https://revcom.us/en/international-womens-day-2023-unleash-fury-women-might-force-revolution

طوال السنوات العديدة الأخيرة ، نهضت تماما ملايين النساء عبر الكوكب في إنفجارات تمرّد بارزة . فقد أغلقت النساء الشوارع و نظّمت مسيرات في مدن كبرى و قرى صغرى و إحتلّت الساحات العامة معلنة عن غضبهنّ تجاه كافة الطرق التي تهان بها النساء و تُنتهك و تعامل كأدنى من البشرلأنّهن وُلدن إيناثا في عالم يهيمن عليه الذكور .
بزغت تطلّعات النساء للتحرّر من التقاليد الإضطهاديّة التي تثقل كاهلهنّ محطّمة حياتهنّ و ساحقة أجسادهنّ و خانقة أرواحهنّ ، بزغت من تحت هذا الثقل في غضب أحمر وهّاج و حتّى مشاعر فرح مفاجأة اكثر .
في أمريكا اللاتينيّة ، سارت جماهير النساء في مظاهرات بإتّجاه القصور الرئاسيّة محتجّة على وباء قتل النساء . و وُلدت أغنية في أوكساكا ، المكسيك ، صارخة من اجل النساء اللواتي وقع إختطافهنّ -المتاجرة بهنّ أو قتلهنّ – بكلمات : لترتعد الدولة و السماء ، ليرتعد القضاء و موظّفو السلطة القضائيّة ، اليوم نترك جانبا هدوءنا . زرعوا فينا الخوف فنبتت لدينا أجنحة . "
في لندن ، سنة بعد إغتصاب عنيف بوجه خاص ، هاجمت الشرطة النساء اللواتي خرجت للتظاهر ، قائلة لهنّ إنّه كان يجب عليهنّ البقاء في المنازل و حمل إنذارات إغتصاب حين تخرجن إلى الشوارع . و عندما جرى فضح عناصر من الشرطة لنشرهم صورا و رسائلا قصيرة عن ضرب النساء و إغتصابهنّ ، عادت النساء أدراجهنّ متوجّهة إلى مركز شرطة تشارينغ كروس لتقذف بآلاف إنذارات الإغتصاب على الشرطة .
و في بولونيا ، زحفت النساء على الكنائس الكاتوليكيّة مقاطعة سير الصلاة في الكنائس و ملصقات على الأبواب صور مشانق رمزا و تذكيرا بأنّ جعل الإجهاض غير قانوني يساوى قتل النساء . و كانت حركاتهنّ تعبيرا عن غضب مستشري مفاده أنّ الكنيسة قد إستخدمت سلطتها لتدعم حزب القانون و العدالة الفاشيّ الحاكم مقابل تراجعه عن حقّ الإجهاض ، هذا الحقّ الذى كان قانونيّا و متوفّرا و بصفة متصاعدة حرّا منذ ثلاثينات القرن العشرين .
و في الشتاء إلى الربيع الماضيين في هذه البلاد ، نادت منظّمة " لننهض من اجل حقّ الإجهاض " (RU4AR ) بحركة جماهيريّة للحيلولة دون إنقلاب المحكمة العليا للولايات المتّحدة على قانون حقّ الإجهاض(المعروف ب Roe V Wade) الذى ركّز الحقّ الدستوري للإجهاض سنة 1973. و نشرت " لننهض ..." الموجة الخضراء التي إجتاحت أمريكا اللاتينيّة في شمال أمريكا رافعة مطالب شرعيّة و عادلة : " الإجهاض حسب الطلب و دون إعتذار " و " الأمومة الإجباريّة إستعباد للأنثى ". وقد إستجاب للنداء عشرات الآلاف أساسا من الشبابا ملتحقين بالشوارع عبر البلاد. ومضت منظّمة " لننهض..." ضد رفض الحزب الديمقراطي و الحركة النسائيّة الرسميّة اللذين بدلا من النضال لصدّ الإنقلاب على حقّ الإجهاض ، كانا يخطّطان لما بعد الإنقلاب على هذا الحقّ .
و منذ سبتمبر ، إنتشر تمرّد عبر إيران ردّا على وفاة مهسا جينا أمينيّ ذات ال22 سنة من العمر ن و ذلك نتيجة تعرّضها إلى الضرب حدّ الموت على يد شرطة أخلاق النظام بتهمة عدم لباس الحجاب كما يجب . و قد تجاوزت خوفها ، ملأت الجماهير الإيرانيّة الشوارع مطلقة صرخة ضد شريعة الجمهوريّة الإسلاميّة . و سارت شابات جريئات في الشوارع دون حجاب و شعرهنّ يتدلّى على أكتافهنّ و شاركن في رقص جماعي بهيج ، فيما قصّت نساء أخريات شعرهنّ و حرقن الحجاب في عمليّات تحدّى على الملأ . و قد واجهت النساء و الرجال العنف و السجن و يواجهون الآن حكم الإعدام ضد المحتجّين . و سواء إستمرّ هذا ، أو تراجع ليقفز من جديد ، لا يمكن إنكار قوّة و دلالة نهوض النساء الإيرانيّات و مناداتهنّ بوضع نهاية للنظام الإسلاميّ . و بات النظام فاقدا للشرعيّة في صفوف الملايين .
لسنا مجبرين على الحياة على هذا النحو – فلدينا فرصة لإنشاء شيء أفضل بكثير
لقد كان إضطهاد النساء متداخلا عبر آلاف السنوات مع التقاليد البطرياركيّة المتخندقة عميقا و مع الممارسة في كافة المجتمعات التي حكمتها الطبقات المستغِلّة . لكن الحقيقة العلميّة هي أيضا التالية ... نحن نعيش وقتا خارقا للعادة في تاريخ الإنسانيّة حيث من الممكن أن نتجاوز في نهاية المطاف كلّ هذا – نتجاوز إنكار الإنسانيّة التامة للنساء .
إنّه زمن متغيّرات إقتصاديّة سريعة للعولمة الإمبرياليّة بتشغيل واسع النطاق للنساء ما قوّض الأسرة التقليديّة و دور الجندر المبني في سير النظام الرأسمالي . لم يعد موقع النساء كلّيا المنزل في حين أنّ أكثر من 50 بالمائة من النساء عبر العالم يعملون الان خارج المنزل . و قد وفّرت هذه التغييرات للنساء إستقلالا نسبيّا لكن حقيقيّا و تفاعلا مع عالم أوسع ، فاتحة أمامهنّ مروحة من الإمكانيّات . و قد كانت الأسرة التقليديّة و الجندر التقليدي عوامل إستقرار مفاتيح في كلّ المجتمعات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة . عبر العالم ، رأينا هجوما خبيثا و إنتقاميّا من الحكومات و المؤسّسات و جميع الذين يشعرون بأنّهم مهدّدون بإستقلاليّة النساء المتزايدة . و الهجوم الجنسيّ و الإغتصاب و العنف و العدوانيّة تجاه النساء في تزايد . و يتحرّك الجمهوريّون الفاشيّون بقوّة في مسيرتهم نحو التيوقراطيّة لجعل الإجهاض غير قانوني هو و التحكّم في الولايات و حقوق المتحوّلين جنسيّا و حتّى الطلاق بين المتحوّلين جنسيّا يضعونه في الأفق . و قد ترافق هذا بتصاعد العنف ضد النساء و الناس المختلفين جندريّا .
يحدث هذا الصدام عبر الكوكب حول مسألة ما إذا يتمّ سحب النساء و المجتمع إلى الوراء أو دفعهم إلى الأمام تُطرح بحدّة. و بوب أفاكيان وهو ينظر في هذه النزعات في مراحلها الأولى ، كتب قبل ما يناهز الأربعين سنة : " لم يكن من المتصوّر أنّ كلّ هذا سيجد أيّ حلّ إلاّ بالمعنى الأكثر جذريّة و عبر وسائل في منتهى العنف . المسألة التي لم تحسم بعدُ هي : هل سيكون الحلّ حلاّ راديكاليّا رجعيّا أم حلاّ راديكاليّا ثوريّا ، هل سيعنى تعزيز سلاسل الإستعباد أم كسر الروابط الأكثر حيويّة في هذه السلاسل و فتح المجال لإمكانيّة تحقيق الإلغاء التام لكافة أشكال هكذا إستعباد ؟ "
و في عمله الهام للغاية عن هذا الزمن في هذه البلاد ، " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا: أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة - أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة "، توسّع بوب أفاكيان في أنّ هذه التحدّيات تُطرح بقوّة لتشمل كامل توجّه المجتمع الأمريكي ، بطبقة حاكمة و بلاد بأسره منقسمين بلا إمكانيّة لراب الصدع . لا وجود لعودة إلى بعض الماضي الشاعريّ لم يوجد قط في بلد تأسّس على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة و البطرياركيّة . مصنع هذه البلاد و الطريقة التي كانت تُحكم بها ، و نمط حياة صار الناس معتادين عليه ، يتعرّضون للتمزيق بصفة متنامية . و إهانة النساء و إضطهادهنّ و تجريدهنّ من إنسانيّتهنّ تماما عامل رائد و مركزيّ في ما إذا كانت سلاسل الإضطهاد تشتدّ قبضتها أن تتكسّر و يتمّ التخلّص منها .
قبل سنة ، في الولايات المتّحدة، كانت النساء تتمّع بحقّ دستوريّ ، حقّ الإجهاض . و اليوم فقدن هذا الحقّ . و تمثّل خسارة حقّ الإجهاض تمزيقا كبيرا للمصنع الاجتماعي لهذه البلاد . و ستوجد تمزّقات أخرى . هذا هو الإتّجاه الذى تسير نحوه الأمور . و يتشكّل حلّ راديكالي في إتّجاه أو آخر . ما لم ... ما لم يجرى بناء حركة من اجل الثورة و تنظيمها بهدف إنشاء مجتمع جديد راديكاليّا و أفضل بكثير تفتح المجال أمام غمكانيّة تحرير النساء و الإنسانيّة جمعاء .
و يواجه ملايين الناس بصفة متصاعدة أسئلة عميقة : لماذا يحدث هذا ؟ هل يجب أن يكون الأمر على ما هو عليه ؟ هل هناك سبيل آخر يمكن أن يكون عليه العالم . و هنا يأتي اليوم العالميّ للمرأة سنة 2023 كجزء من الإعداد للثورة . هذه لحظة يترتذب علينا أن نضع أمام الجميع وجود مخرج من هذا الجنون . فهناك قيادة لهذه متجسّدة في بوب افاكيان . و هناك تنظيم في نوادى الثورة و هناك إرشاد أسبوعي على موقع أنترنت revcom.us و في برنامجنا الأسبوعي على اليوتيوب: برنامج – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك !
في هذا اليوم العالمي للمرأة -إذا كنتم تساءلتم إن كان شيئا أفضل ممكنا – إجعلوها مهمّة من مهمّاتكم التعرّف على هذه الثورة و المشاركة فيها . إلتحقوا بنا لوضع هذه الثورة التحريريّة على جدول الأعمال . لنطلق غضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة !
إليكم كيف يمكن أن نكون جزءا من وضع هذه الثورة على جدول الأعمال في اليوم العالمي للمرأة سنة 2023 :
1- نظّموا أو إلتحقوا بمسيرات الإحتفال و التعبير عن الغضب في 8 مارس و إنشروا الثورة . أجلبوا معكم أصدقاء و إرتفعوا لافتات أو رايات ، نظّموا لوحات مسرحيّة ، قوموا بأعمال جريئة . DM@TheRevcoms
2- لوس انجلاس ، كاليفرنيا – مسيرة و إحتفالات 11 مارس ، فنيس بيتش الساعة الثانية بعد الظهر – سيقع الإعلان لاحقا عن نقطة الإنطلاق . و ستضاف مدن أخرى .
3- ساهموا و أنشروا و أجمعوا أموالا لبرنامج – الثورة لا شيء أقلّ من ذلك ! الذى سيُغطّى هذا و سيواصل مدّكم بحوارات صحفيّة مع بوب أفاكيان .
4- جمّعوا الناس في منازلكم ، في أحيائكم ، في جامعاتكم ، في مدنكم لمشاهدة شريط فيديو الحوارات الحديثة لبوب افاكيان: https://revcom.us/en/ba-rnl-interview
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------