عاش 8 مارس – اليوم العالميّ للمرأة ! لنقاتل من اجل ثورة تحرّر حقّا النساء و الإنسانيّة جمعاء !


شادي الشماوي
2023 / 3 / 4 - 10:27     

" الفجر الأحمر " ، صوت المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
جريدة " الثورة " عدد 788 ، 6 فيفري 2023
أنجز الترجمة من الإسبانيّة إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع revcom.us


في البلد تلو الآخر ، إنفجر حنق النساء و غضبهنّ في تمرّد تام باعثا الغبطة في النفوس ضد الهيمنة الذكوريّة و العنف و الصدامات الشنيعة التي تحاصرهنّ و التي أملت عليهنّ عذابات شتّى لزمن مديد . لقد نهضت النساء ضد القوى الإضطهاديّة التي ، إنطلاقا من السلطة ، تعزّز السلاسل التي تخضع النساء و تحمى المجرمين الذين يقتلوهنّ . لماذا تفعل الدول هذا ؟ مردّ ذلك هو أنّ إخضاع النساء حجر زاوية في كامل النظام الرأسمالي – الإمبريالي السائد .
هذه المعركة تُخاض الآن في إيران حيث منذ سبتمبر 2022 ، إنتشر كالنار في الهشيم تمرّد نسائي قويّ و إستمرّ مواجها القمع الوحشيّ للدولة التيوقراطيّة . و إلتحقت قطاعات واسعة بصفة متنامية بالتمرّد في " حفل للمضطهَدين " زعزع الدولة الإسلاميّة الرجعيّة . و قد ألهم هذا التمرّد النساء و كافة الذين يكرهون الإضطهاد عبر العالم لأنّ هذا التمرّد يجسّد تطلّعات عميقة للتحرّر .
الشرارة القادحة التي أضرمت النار في إيران كانت وفاة امرأة شابة كرديّة ( الأكراد قوميّة من القوميّات المضطهَدَة في إيران ) على يد شرطة " الأخلاق " . " جريمتها " كانت عدم لباس حجابها " بطريقة صحيحة " ( الحجاب الإجباريّ قانونيّا لتغطية الشعر و العنق ). لقد ماتت جينا مهسا أميني نتيجة تعنيف الشرطة لها . و قد حاولت السلطات التغطية على جريمتها بالتأكيد أنّ هذه الشابة ذات ال22 سنة و المتمتّعة بصحّة جيّدة ماتت جرّاء " سكتة قلبيّة " ما أشعل غضب النساء اللواتي فتحنا شلاّلات من التمرّد الكلّي غير المسبوق ضد النظام القائم : نزعت و أحرقت النساء الشابات الحجاب في نار متّقدة في ساحات عامة و قامت نساء بقصّ شعورهنّ و رقصن في الشوارع ( شيء ممنوع عليهنّ ) ، و صرخن " المرأة ، الحياة ، الحرّية " و نُشرت على وسائل الإتّصال على ألنترنت أشرطة فيديو تصوّر هذه " التجاوزات " . في مواجهة الضرب و الإيقافات و التعدّيات الجنسيّة و التهديدات و الإختطافات و طلقات النار من قبل الدولة ، تضاعفت الإحتجاجات ، و كانت الشابات و الشباب في المقدّمة ، و صاروا الآن مصحوبين بالعمّال و الأطبّاء و الفنّانين و المحامين و الفلاّحين و الرياضيّين و التجّار و أناس آخرين بشكل عام .
لأكثر من أربعة أشهر ، تواصل التمرّد في وجه القمع الوحشيّ الذى أطلقه النظام . و قد حرّك هذا مشاعر الشعوب حول العالم و نظّمت إحتجاجات مساندة للتمرّد في إيران و ذلك في عدّة بلدان أوروبيّة و في تركيا و الولايات المتّحدة و قطر و المكسيك ، ضمن غيرها من الأماكن . و لجأ النظام إلى تنفيذ حكم الإعدام في حقّ المحتجّين الذين تُصدر المحاكم ضدّهم أحكاما بالإعدام دون دفاع محامين أو أدلّة قاطعة عن الجُرم المتّهمين به و قد عمد النظام إلى توجيه تهم من مثل " معاداة الإلاه " .
و تجذّرت الحركة أكثر و طفق المتمرّدون و غيرهم يتحدّثون عن " الثورة " و طُرحت أسئلة من قبيل كيف تتمّ الإطاحة بهذا النظام الوحشيّ و بماذا سيتمّ تعويضه ؟ لا تزال الدولة الرجعيّة قويّة وهي تشدّد من قمعها المميت . و على أرض المعارك تتنازع برامج سياسيّة مختلفة تعكس مصالح طبقيّة و قوى إجتماعيّة مختلفة في صفوف الحركة . و بالإضافة إلى ذلك ، تتآمر القوى الإمبرياليّة كالولايات المتّحدة الأمريكيّة و روسيا و الصين بحثا عن خدمة مصالحها الخاصة الخبيثة . و في هذا الوضع الحيويّ ، يعدُ وجود الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) نقطة فارقة فهو يعارض التعويل على أيّ من القوى افمبرياليّة و يطبّق الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان على الوضع الملموس من أجل القتال في سبيل ثورة فعليّة . وهو ما فتأ يشير إلى أنّ " الثورة تعنى الإطاحة بنظام الجمهوريّة الإسلاميّة و كافة أجهزتها العسكريّة و مؤسّسات الدولة الإيديولوجيّة في إطار نضال شامل و منظّم للملايين الواعين و الهدف هو تركيز دولة إشتراكيّة " . و يمثّل هذا السبيل الوحيد الذى بإمكانه أن يؤدّى إلى تحرير النساء و الإنسانيّة جمعاء ، في غيران و عبر العالم . و كلّ الذين يمقتون الإضطهاد البطرياركي و يرغبون في إنشاء عالم أفضل بكثير يحتاجون إلى دعم هذا النضال البطوليّ ، فهو نضال المضطهَدين حول العالم . [ من أجل المزيد حول الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )، أنظروا مقال " يا شعوب العالم : تبنّى صرخة الثورة الصادرة من إيران على أنّها صرختك ! " – متوفّر باللغة العربيّة على موقع الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] .
من إيران إلى المكسيك و جميع بلدان العالم الأخرى ، وضع النساء وضع شنيع . طُرق إضطهاد و إغتصاب و بثّ الرعب و سرقة حياة النساء متنوّعة و ما من مكان على الكوكب لا يوجد به النظام البطرياركي / الأبوي / الذكوري و إضطهاد الرجال للنساء و أساسه و ما يعيد إنتاجه هو النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي . و من الممكن و لا بدّ من وضع نهاية لهذا الإضطهاد بواسطة ثورة تُطيح بهذا النظام و تشييد الإشتراكيّة و مواصلة القتال قصد القضاء على كلّ أشكال الإضطهاد و الإستغلال .
في المكسيك ، تمرّد النساء ضد التفوّق الذكوريّ – قتل النساء و الإغتصاب و الإختطاف و العبوديّة الجنسيّة و الهرسلة الجنسيّة – أطلق العنان لغضب ملايين النساء و زعزع المجتمع و رفع الوعي و مستوى القتال ضد الجرائم الشنيعة . لكن هذا القتال الشرعي و العادل يمضى ضد الدولة المرّة تلو المرّة : الرئاسة و الحكومة و القوّات المسلّحةو الشرطة و المحاكم إلخ العاملين ضد الحقيقة و العدالة و المتجسّسين على النشطاء و مهدّديهم و قامعيهم و الحامين للمجرمين . [ الرئيس الحالي للمكسيك أندرياس مانويل ] لوباز أوبرادور المشهور ب" أملو " و حكومته يحاولان طمأنة الناس بتقديم مسؤولين جدد وجوههم مجمّلة بمساحيق . و يهنّئان أنفسهما بما يفترض أنّه تراجع صغير في عدد الجرائم المقترفة ضد النساء ، بينما يتواصل قتل 10 فما أكثر من النساء يوميّا ( كمعدّل ) . و فقط 1 من 4 من هذه الجرائم " يتمّ التحقيق فيها " بما هي جرائم قتل للنساء و 9 من 10 جرائم مقترفة ضد النساء يفلت مرتكبوها من العقاب . ماذا حدث في حالات دبنهي لأسكولار و يولندا مرتيناز ، المقتولتين تباعا في مارس وأفريل 2022 في نوابو ليون ؛ و لوز راكال باديّا، و المحرقة في حديقة زابوبان ، خالسكو ، في جويلية الماضيّ ؟ صرّحت الحكومة في البداية بأنّها " عمليّات إنتحار " . و أجبرتها الإحتجاجات على أن تفتح في نهاية المطاف بحثا في جرائم قتل للنساء غير أنّه بعد مرور 8 اشهر أو سنة ، لم يسجّل تقدّم ملموس في البحث . ما من حقيقة و ما من عدالة .
و كلّ يوم يقع إختطاف 8 نساء في المكسيك ، غالبيّتهنّ بين ال15 و ال24 سنة ، و في عديد المناسبات يجرى غلق للطرقات تعبيرا عن السخط . ماذا يفعل مكتب المدّعى العام للجمهوريّة برئاسة غارتز منيرو ؟ إنّه يعلن رفضه لإنشاء مركز معلومات قانونيّة بخصوص أكثر من 52 ألف جثّة لم يقع التعرّف على أصحابها لمقارنتها مع المعلومات المتّصلة بالإختطاف . و بدلا من تطبيق القانون ، ينشر المدّعى العام قضايا ضد الضحايا [ و أسرهم ] ! و فضلا عن ذلك ، المتاجرة بالبشر و الإغتصاب و العنف الأسريّ و قتل النساء ، " القتل المتساهَل معه "( وهذا غالبا ما يحجب قتل النساء ) يشهد نموّا .
و كلّ هذا يبيّن الواقع البارز بأنّ التغيّر الجوهريّ لا يمكن بلوغه في إطار النظام الرأسمالي . المشكل ليس مجرّد " غياب الإرادة السياسيّة " لدي بعض السلطات ، بل المشكل هو طبيعة و سير النظام و مؤسّساته . كلّ هذه الحياة المسروقة ، كلّ هذه الفظائع التي لا يمكن السماح بها و كلّ هذه العذابات غير الضروريّة لن يوضع لها حدّ إلاّ بوضع حدّ للنظام الذى يمثّل عامودها و رافعتها وهو يعيد إنتاجها .
من الممكن و الضروريّ جدّا إنتزاع بعض التنازلات للنساء الآن ، كجزء من النضال من أجل تغيير أكثر جوهريّة و ثوريّة . لكسر إخضاع النساء من الأساسيّ ان تتمكّن النساء من تقرير ما يخصّ اجسادهنّ و حياتهنّ . و نظرا للنضال الجماهيري للنساء ، صرّحت المحكمة العليا [ للمكسيك ] غير دستوري تجريم الإجهاض سنة 2022 . إلى حدّ الآن في المكسيك ، 11 ولاية [ من مجموع 31 ولاية ] قد أوقفت العمل بتجريم الإجهاض إلى حدود 12 أسبوعا من الحمل ، لكن الغالبيّة العظمى من النساء لا تزال غير قادرة على الحصول على إجهاض قانونيّ و آمن . و من غير المقبول تماما أن يرفض أملو و ( حزبه السياسيّ ) كورينا [Morena ] أن يقدّما للبرلمان قانونا يضمن هذا الحقّ ! و بالعغكس سنة 2021 ، كسب النضال الجماهيري للنساء بالأرجنتين حقّ الإجهاض على الصعيد الوطنيّ ، و في سنة 2022 ، كُسِب هذا الحقّ في كولمبيا إلى حدود 24 أسبوعا من الحمل ( أفضل ما تمّ بلوغه إلى حدّ الآن في أمريكا اللاتينيّة ). وبعد شهرين، وجّهت المحكمة العليا بالولايات المتّحدة صفعة لهذا الحقّ عبر البلاد و بعدُ كانت عدّة ولايات قد أعادت منعه مجدّدا . إنّ الإصلاحات المحقّقة في إطار هذا النظام قابلة دائما للإنقلاب عليها ؛ حتّى أمر أساسيّ مثلما هو الإجهاض الآمن و القانوني أمكن و يمكن الإلتفاف عليه طالما لم تحدث ثورة للإطاحة بهذا النظام و لم يُركّز نظام إشتراكي جديد .
إنّ الإضطهاد الذى عانت منه النساء أكثر من سبب كاف للقيام بالثورة ، و النضال من أجل القضاء على هذا الإضطهاد يجب ان يكون في موقع محور الثورة الشيوعيّة . و تتطلّب الكثير من الفظائع الأخرى كذلك بشكل إستعجالي الثورة : الفقر و الجوع ، و المغادرة الإجباريّة للديار للآلاف و إنتزاع شعوب السكّان الأصليّين و قمعهم قمعا دمويّا ، و الهجرة اليائسة للملايين . لقد أوصلنا النظام الرأسمالي – الإمبريالي إلى حافة خطر حرب نوويّة حقيقيّة بين القوى الإمبرياليّة ( الولايات المتّحدة و الصين و روسيا ) ستدمّر الكوكب . و علاوة على ذلك ، يؤدّى ارتفاع حرارة الكوكب إلى إضمحلال أنواع عدّة ، و من الممكن أن يشمل ذلك نوعنا البشريّ ، إذا لم يقع كسر سلسلة الهيمنة الإمبرياليّة و الإستغلال الرأسمالي في كلّ البلدان الممكنة .
إنّنا ندعو جميع النساء و الرجال الذين يرغبون في وضع نهاية للبطرياركيّة و كافة أشكال الإضطهاد للإلتحاق بحركة الثورة ، و لنعمل جماعيّا من أجل الثورة التحريريّة التي نحتاجها . ما الذى ينبغي القيام به على وجه الضبط ؟ التعمّق في لماذا هذه الثورة ضروريّة و ما تعنيه و كيف سيكون المجتمع الإشتراكي الجديد ؛ و التعرّف على و نقاش الشيوعيّة الجديدة التي تمثّلالمرشد الأساسيّ لتدشين مرحلة جديدة من الثورات في العالم . لنبلغ هذه الثورة التحريريّة إلى الجماهير لنشر الحركة من أجل الثورة ، و نحن نتّحد مع كافة الذين ينوون النضال ضد هذه الجرائم ، و الظلم و الدمار و الهجمات التي يقترفها هذا النظام الفاقد للرحمة .
لنكسر القيود !
لنطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة !
المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
[email protected] | aurora-roja.blogspot.com