النساء تتمرّد ضد إجباريّة الحجاب ، العفن الأكثر مركزيّة التي تنظّمه الدولة في إيران !


شادي الشماوي
2023 / 3 / 1 - 23:04     

بمناسبة 25 نوفمبر ، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة !

هذه السنة و نحن نعدّ لنضالات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، تبلغ النضالات البطوليّة للنساء في إيران ضد إجباريّة الحجاب ، شكل العنف الأكثر مركزيّة الذى تنظّمه الدولة ضد النساء ، تبلغ أسوبوعها الثامن .
تركنا خلفنا سنة كانت فيها النساء عبر العالم تقاتل جماعيّا و فرديّا من أجل حقوقهنّ الأكثر أساسيّة . و كانت بطرق متنوّعة تواجه الإغتصاب و الضرب و القتل و جرائم " الشرف " و الحمل الإجباري و الهرسلة الجنسيّة و الزواج الإجباريّ إلخ . في الواقع ، كانت النساء بلا هوادة تناضل ضد العنف . و بقدر ما أضحى العنف ضد النساء عالميّا ، بقدر ما أضحت مقاومة النساء و نضالاتهنّ تتّخذ أبعادا عالميّة أوسع نطاقا .
وفي أفغانستان ، النساء هنّ الفئة الوحيدة التي لم تتوقّف قط عن النضال و وقفن صامدات في وجه حكم معروف بمنتهى كرهه للنساء و رغم عديد المخاطر و التضحيات ، يواصلون مسارهم نحو تحرّرهم من العنف و الإضطهاد .
و في إيران ، نيران تمرّد النساء ضد الحجاب الإجباري الذى إندلع عقب القتل الهمجيّ لزيهنا ( مهسا ) أمينيّ في 17 سبتمبر 2022، إنتشر بسُرعة عبر البلاد . و قد صار هذا التمرّد فريدا من نوعه للدور القيادي للنساء فيه و رغم القمع العنيف للنظام الإسلامي ، التمرّد مستمرّ و يتطوّر إلى اليوم .
و كان للتمرد الثوريّ للنساء عبر البلاد بأسرها ضد الحجاب عدّة أبعاد منها :
1- من البداية ، أعلن النظام أنّ الحجاب الإجباري رمزا له و إستخدم القوّة و القوانين المعادية للنساء ليس لإستهداف النساء والتحكّم في أجسادهنّ فحسب و إنّما أيضالكسب دعم الرجال . و قد مُنيت هذه المساعى بالهزيمة .
2- وجّه هذا التمرّد صفعة هامة للنظام الذى يحاول بإستمرار أن يحافظ على و يعمّق التقاليد المعادية للنساء و على هذا النحو جلب العنف ضد النساء إلى جميع المنازل .
3- كما وجّه هذا التمرّد صفعة فعليّة للنظام الذى طوال 43 سنة كانت أهمّ مجالات دعايته و تحريضه تقوم على نشر الثقافة البطرياركيّة في صفوف الشعب ، لا سيما الرجال .
4- و عبد هذا التمرّد الطريق إلى التغيير الفكريّ و الإجتماعيّ في المجتمع حتّى يبتعد الرجال عن الإمتيازات الخاصة التي أعطاها لهم النظام الحاكم للمساعدة على التحكّم في النساء و قمعهنّ .
5- و قد وحّد التمرّد كلّ القوميّات المضطهَدَة في القتال ضد معاداة النساء فرفعت شعار " النساء ، الحياة ، الحرّية " .
6- و في الوقت نفسه ، تبوّا تمرّد النساء في إيران دورا قياديّا في الحركة العالميّة للنساء ضد العنف و الإضطهاد وهو أحد أعمدة نظام يتأسّس على الإضطهاد و الإستغلال العالميّين .

في الواقع ، بات تمرّد النساء ضد الحجاب الإجباري العلاقة المفتاح ضد كلّ العلاقات الإجتماعيّة المعادية للنساء . في خضمّ تلك النضالات كان عدد كبير من النساء يقاتل بإستمرار لكسب التحكّم في أجسادهنّ و من هنا خسرت عشرات النساء في الأسابيع القليلة الماضية و إلى حدّ الآن حياتهنّ .
يمثّل تمرّد النساء هذا البعد العريض و الملهم بمستقبل مغاير ، مستقبل سيتميّز بالإطاحة الثوريّة بالنظام الإسلاميّ. ثورة تحتلّ فيها النساء الموقع المتقدّم على جبهة القتال . ثورة تضع نهاية لكافة أشكال العنف ضد النساء على أجندتها . ثورة بالتعويل على النساء المتقدّمات تفسح المجال لمزيد القطيعة الراديكاليّة مع الثقافة البطرياركيّة و العنيفة في المجتمع .
و بلا شكّ ، للنضال العالمي للنساء ضد الأشكال المتنوّعة من العنف مكان هام في تقدّم النضال من أجل القضاء على الإضطهاد الجندريّ . لكن النضالات الجريئة و البطوليّة للنساء في إيران كشفت واقع أنّ القتال ضد النظام الرأسمالي البطرياركي الذى يعدّ العامل الأساسي في إنتاج و إعادة إنتاج العنف ضد النساء ، هو الحلّ الحقيقيّ .
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران -أفغانستان ) – 20 نوفمبر 2022