لماذا تم اغتيال تاريخ الجمهوريه العراقيه الثالثه ؟!


ليث الجادر
2023 / 2 / 28 - 16:42     

اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي العراقي لم تكن متذبذبة الموقف اتجاه الموقف اتجاه حركة الانقلاب البعثي فقط بل ان بياناتها كانت تحمل في طياتها تحديدات متناقضه في المعنى , كما انها كانت – اي اللجنه المركزيه – متغاضيه بقصد سياسي بحت عن المفاصل المحوريه التي كان من المفترض ان تقر بها على كونها نقاط جوهريه تم الالتقاء بها بين الحزب وحكومه الانقلاب ,,فهذه اللجنه حددت في بيان اجتماعها الطارى في 29 تموز عام 1968 مطالب مؤطره ب
- التاكيد على النهج الديمقراطي للسلطه من خلال بناء علاقات منفتحه مع الاحزاب الوطنيه تمهيدا لتاسيس برلمان وطني شعبي
- حل المساله الكرديه حلا ديمقراطيا سلميا
- طرد الاحتكارات النفطيه الاجنبيه وتعزيز خطوات قانون رقم 80
- تطهير جهاز الدوله من الجواسيس والعملاء واعلان النضال ضد الامبرياليه والصهيونيه
- تحسين الاوضاع المعاشيه للجماهير
من يستذكر السنوات الثلاث الاولى للمهام التي نهضت بها سلطة الجمهوريه الثالثه , يجد وبكل يسر مدى التطابق الكامل بين هذه المطالب وبين الاجراءات والقرارات التي اتخذتها السلطه , وكأن مطالب اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي كانت برنامجا مؤكد لمهام السلطه ! ومع كل هذا بقى الشيوعيون يؤكدون على ان البعثيين لا يمكنهم من ان يبقوا ملتزمين بمبدأ – الحزب القائد - !؟ كان هذا التاكيد اللاعقلاني هو الركن الوحيد والذريعه التي تشبث بها الحزب الشيوعي ليبقى على خلاف مع السلطه التي بقت بدورها تؤكد على مصيريه وحده العمل الجبهوي للاحزاب الوطنيه التقدميه ..بل ان هذه السلطه بدت لاحقا اكثر التزاما وتاكيدا على تنفيذ بعض بنود المطالب الشيوعيه الانفة الذكر , فميثاق – العمل الوطني 1971- الذي اعلن عنه الرئيس احمد حسن البكر كان قد ذكر بشان التصدي للامبرياليه والحركه الصهيونيه على عباره – تصفية الكيان الصهيوني – الامر الذي اعترض عليه الشيوعيون لاحقا اثناء التفاوض في سبيل اعلان الجبهه الوطنيه القوميه , عام 1968 كان شرطهم اعلان المعاداة للكيان الصهيوني وفي عام 1973 صاروا متحفظين على عبارة تصفية الكيان الصهيوني ؟ واستمروا على هذا الخلاف الشكلي لفترة اشهر مصرين على الغاء العباره الى ان تم لهم ذلك برفعها واستبدالها ب (النضال ضد الصهيونية كحركة عنصرية عدوانية وكنظام عنصري عدواني....))!؟ بالمقابل فان السلطه البعثيه التي يصفها الان الشيوعيون بانها سلطه فاشيه لم تجد اي ضير من ان تراجع فقره ادرجت بشان حل القضيه الكرديه في – ميثاق العمل الوطني – التي تنص على ((إن ممارسة الجماهير الكردية لحقوقها القومية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي تتم ضمن إطارها الطبيعي الذي تجسده وحدة السيادة الوطنية ووحدة الأرض ووحدة النظام السياسي في الجمهورية العراقية.. كما تتم أيضاً على أساس الإقرار والإيمان بان العراق جزء لا يتجزأ من الوطن العربي))’ فرفعت عبارة – العراق جزء لايتجزا من الوطن العربي – في ميثاق الجبهه الوطنيه !!الحزب الشيوعي العراقي وبعد اعلان ميثاق الجبهه وانشقاق الحزب الديمقراطي الكردستاني عنها واعلانه التمرد العسكري على السلطه بسبب اعتراضه على قاتون الحكم الذاتي , لم يكتفي بادانة الاكراد باعتبارهم مارقون على الاجماع الوطني ’ بل ذهب الى اكثر من هذا وشارك فعليا بقتال المتمردين بفصائل عرفت ب( قوات الجبهه الوطنيه ) ! لم يكن دور الحزب الشيوعي العراقي في الاداء السلطوي مقرونا في تلك الفتره بعضويته في الجبهه الوطنيه بل كانت السلطه منذ اولى ايامها مستمعا جادا لكل خطابات ومطالب الحزب الشيوعي العراقي الممثل بجماعة اللجنه المركزيه ( ينقسم الشيوعيون العراقيون تنظيميا بين اللجنه المركزيه والقياده المركزيه ) وكانوا على دراية تامه بان البعث ايضا يحتاحه تياريين متنافسين يقود احدهما احمد حسن البكر وهو تيار بعثي مبدئي وتيار يتزعمه صدام حسين الذي يميل الى القومويه والعروبويه ..المثير للريبه ان الشيوعيون كانوا اكثر تقربا الى هذا الجناح الذي كان يفرض رقابه صارمه على جناح احمد حسن البكر ويتحين الفرصه للانقضاض على السلطه والتفرد بها ...وهذا ما تم له بانقلاب 16 تموز 1979 الذي اجتمع كل الاضداد على تجاهله كانقلاب استحوذ فيه جناح صدام حسين على السلطه وبهذا العهد طويت صفحة الثوره البعثيه التي من الناحيه الموضوعيه سجلت سفرا ضخما من الانجازات والمشاريع في كافة الاتجاهات والمستويات ..ثوره 17 تموز غدرت مرتين ..مره من قبل يمين البعث ومره من خصوم البعث بكافة تلاوينهم من تقدمي الى ديني رجعي باجتماعهم في التعميه المقصوده على تاريخها ...