فكرة الثورة عند لينين (من خلال أعماله الكاملة)


محمد الهلالي
2023 / 2 / 23 - 18:47     

جون سالم(*)
ترجمة: محمد الهلالي


هناك خمس أطروحات حول فكرة الثورة عند لينين(1) انطلاقا من فحص منهجي لأعماله الكاملة.

الأطروحة الأولى: الثورة حربٌ، والسياسة تشبه بصفة عامة القتال في الفنون العسكرية.

تبنى لينين إعلان كاوتسكي الذي كتب سنة 1909 في كراسته "طريق السلطة": "لقد بدأ عصر الثورات"(2). بعد مرور أسابيع على تمرد المدمرة بوتمكين (Potemkine ) سنة 1905. وكان لينين قد أعلن عن نهاية "مرحلة رد الفعل السياسي التي استمرت لمدة طويلة بدون انقطاع تقريبا" والتي سادت في أوروبا منذ سحق كومونة باريس(3). ومباشرة بعد ثورة فبراير سنة 1917 البرجوازية، وجدت توقعات الاشتراكيين (الذين لم تخدعهم العقلية العسكرية المتوحشة والبهيمية) ما يعزز صحتها. إن البيان الذي تم تبنيه في المؤتمر الاشتراكي ببال (Bâle) أشار بوضوح لتجربة كومونة باريس، أي تحوّلُ حرب الحكومات إلى حرب أهلية(4). وكانت الحرب بين القوى الإمبريالية قد بدأت فعلا في التحول إلى حرب أهلية، أي إلى "حرب العمال المضطَهَدين ضد المضطهِدين، ضد القياصرة والملوك، ضد الملاكين العقاريين والرأسماليين من أجل تحرير الإنسانية كليا من الحروب، ومن بؤس الجماهير، ومن اضطهاد الإنسان للإنسان. لقد حظي العمال الروس، حسب لينين، بشرف وابتهاج أول من أطلق الثورة، أي الثورة الكبرى العادلة والمشروعة الوحيدة(5). وبالفعل، فالحروب ليست متساوية في أهميتها. فلقد عرف التاريخ العديد من الحروب التي كانت "تقدمية" أي مفيدة لتطور الإنسانية(6): حروب الطبقة المضطهَدَة ضد الطبقة التي اضطهدتها، حروب العبيد ضد مالكي العبيد، حروب الفلاحين الأقنان ضد الإقطاعيين إلخ(7). وبطبيعة الحال، هناك الحرب الثورية "التي هي حرب شاقة ودموية ومؤلمة"(8). وفي جميع الحالات، فإن خصوم الثورة لن يتوانوا في التنافس على استعمال أشد أنواع الإساءة: "فالبرجوازية الإمبريالية العالمية أبادت عشرة ملايين إنسان، وأصابت عشرين مليون إنسان بإعاقات مختلفة في "حربها" الهائجة لمعرفة أي من القوتين المفترستين، الانجليزية أو الألمانية، ستسيطر على العالم. وإذا كانت حربنا، حرب المضطَهَدين والمستغَلّين، ستجهز على نصف مليون أو على مليون ضحية في جميع البلدان، فإن البرجوازية ستقول مع ذلك أن التضحيات الأولى كانت مشروعة أما الثانية فهي إجرامية"(9). إن الحرب (وخصوصا حرب 1914) هي استمرارية، من خلال وسائل تستعمل لارتكاب العنف، للسياسة المتبعة من طرف الطبقات المسيطرة المشكلة للقوة المتحاربة قبل البدء في الأعمال العدائية(10). وهي "لا تتناقض بالمرة مع مبادئ المِلكية الخاصة، بل إنها بالأحرى "التطوير المباشر والحتمي لها"(11). بل إنها تشكل صيغة طبيعية للحياة الرأسمالية مثلها في ذلك مثل السلم"(12). لما كان لينين يتحدث عن الحزب العمالي، كان يلجأ لاستعمال استعارات عسكرية: الأحزاب الاشتراكية ليست نوادي للنقاش، ولكنها منظمات للبروليتاريا المناضلة"(13)، المرحلة الثورية هي بالنسبة للاشتراكية الديمقراطية "ما يمثله زمنُ الحرب بالنسبة للجيش"(14) إلخ. هل قدم لينين في نهاية سنة 1922 النتائج الأولى للسياسة الاقتصادية الجديدة (نيب) إبان ثمانية عشر شهرا؟ لقد تطرق تلقائيا لضرورة أن يعرف البلاشفة كيف "يتراجعون". وشكلت رأسمالية الدولة هذا "النوع من التراجع"، أي ما سمي بالانسحاب بالنسبة لمن ادعى "المرور مباشرة" لتنظيم العمل وفق الصيغ الاشتراكية الخالصة(15). أما فيما يخص قيادة العمليات العسكرية، فقد برّر لينين، بواقعية تكتيكية، اتفاقية السلم الموقعة في "بريست-لتوفسك (Brest-Litovsk)، ذلك السلم الذي كان في نظره أهم من الحرب، لأنه مكن الجماهير الشعبية من "تنفس الصعداء"(16). كما واجه الانتقادات القائلة بأن "السلم الشاق هو هلاك كبير، بينما الحرب هي طريق الجسارة والخلاص"(17). لقد ابتع لينين الواقعية المشرقة لروبسبيير (Robespierre) من خلال استعماله التصريحات اللاذعة والمستفزة(18).

الأطروحة الثانية: الثورة السياسية هي أيضا وبالخصوص ثورة اجتماعية تحقق تغييرا في وضعية الطبقات المُكوِنة للمجتمع.

تمّ التعبير علانية، إبان "الزوبعة الثورية"، عن "غضب متراكم طيلة قرون"، من خلال أفعال وليس عبر أقوال فقط، أفعال ملايين الناس، وليس أفعال بعض الأفراد"(19). وبعد عقود من التطور الموصوف "بالسلمي"، أي "بعد تطور قبل فيه ملايين من الناس سلميا أن يُسلبوا من طرف عشرة آلاف شخص من الفئات العليا"(20)، حلت سنوات صارت الحياة إبانها في روعة الغنى"(21). فإبان فترات من هذا النوع تُخلقُ أسسُ "بنية فوقية سياسية جديدة، تستمر طويلا بعد ذلك ارتكازا على علاقات إنتاج متجددة"(22).
وهكذا فالثورة "البرجوازية" التي حدثت في 27 فبراير 1917 حققت انتقال السلطة من الإقطاعيين (وعلى رأسهم نيقولا الثاني) إلى البرجوازية، ولما ذهبت الثورة الروسية إلى أبعد من ذلك، أي إلى القضاء التام على الملكية، وإلى تأسيس المجالس العمالية (السوفييتات) وانتخاب النواب من العمال والجنود والفلاحين، "صارت هذه البرجوازية الليبرالية مضادة للثورة بشكل واضح"(23). وبعبارات أخرى، "فثورة 27 فبراير كانت أيضا ثورة اجتماعية"(24). وبصفة عامة، كل ثورة سياسية (لا تختزل في مجرد حُلولِ جماعة محلَّ جماعة سابقة) ستؤدي إلى "تغيير في وضعية الطبقات التي يتكون منها المجتمع"(25). كان تغير العلاقات الاجتماعية في روسيا قد بدأ منذ إلغاء الاسترقاق، أي منذ سنة 1861، لكن بعد مرور خمسين سنة، لم يتغير حكم الأوتوقراطية القيصرية، فقد ظلت عتيقة بالرغم من الاضطرابات التي تسببت فيها الرأسمالية في البوادي(26). وُجدت ثورات برجوازية، ويمكن أن توجد مستقبلا، تقوم فيها البرجوازية التجارية أو التجارية-الصناعية بدور القوة المحركة الأساسية، على أن تكون الجيوش المحاربة، في الصراع الذي تخوضه البرجوازية حتى النصر، من الفلاحين وعامة سكان المدن. كانت هذه هي حالة حركة الإصلاح في ألمانيا وحرب الفلاحين في القرن السادس عشر، والثورة الإنجليزية في القرن السابع عشرن وفي فرنسا أيضا سنة (1793.(27) لكن الأمر مختلف جدا في روسيا حسب لينين. لأن "هيمنة الساكنة الفلاحية والقمع المرعب الذي يمارسه الملاكون العقاريون شبه الاقطاعيين ضدها، وقوة ومستوى وعي البروليتاريا التي نظمت نفسها في الحزب الاشتراكين... كلها عوامل مهمة تمنح "خاصية متميزة" للثورة البرجوازية الروسية. إضافة إلى هذه الظرفية الأصيلة التي جعلت من ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين "ضرورة" مطلقة لتحقيق النصر في هذه الثورة. ففي بلد مثل هذا تكون البرجوازية وبشكل مباشر معادية للثورة عداء تاما تقريبا، وفي بلد مثل هذا، بدون قيادة ومبادرة البروليتاريا، لن تكون للفلاحين أية قيمة تقريبا"(28).

الأطروحة الثالثة: الثورة تتكون من سلسلة من المعارك، وعلى الحزب الطليعي أن يقدم، في كل مرحلة، شعارا ملائما للوضعية الموضوعية، وهو الذي ينبغي عليه أن يتعرف على اللحظة الملائمة لانطلاق الانتفاضة.

كتب لينين سنة 1920 أن "القانون الأساسي للثورة" (القانون الذي أكدته كل الثورات وخصوصا الثورات الروسية الثلاث في القرن العشرين)(29) هو التالي: لكي تحدث الثورة لا يكفي أن تعي الجماهير المستغَلة والمضطهَدة استحالة أن تعيش كما كانت تعيش في السابق، وتطالب بتغييرات (...) فلما يرفض أهلُ الأسفل الوضع القائم، ولا يتحمل أهلُ الأعلى بالمرة الاستمرار في العيش وفق الطريقة القديمة، حينها فقط يمكن للثورة أن تنتصر"(30).
ينبغي بكل بداهة، أن يمتلك المرء "فكرة طفولية عن التاريخ" لكي يتصور أن الثورة ستنجز بدون "قفزات"، كما لو أن الأمور ستسير وفق خط مستقيم وبشكل تصاعدي وبانتظام"(31).
يرى لينين أن الذي لا يقبل قيام ثورة البروليتاريا إلا "شريطة" أن تتم بيُسر وبدون اصطدام، وأن يكون العمل المشترك لبروليتاريي مختلف البلدان مضمونا مسبقا، وأن تسير الثورة في طريق مستقيم رحب بدون عقبات، وألا تكون هناك ضرورة، إبان التوجه نحو النصر، لتقديم تضحيات كبرى، وأن "تتم المقاومة داخل حصن، أو عبر شق طرق ضيقة منحرفة، وعبر العديد من المخاطر... إن شخصا مثل هذا "ليس ثوريا"(32). ويمكن أن نستحضر هنا قولة شهيرة لـ (Tcherny Chevski): "إن مسيرة التاريخ ليست مستقيمة مثل استقامة شارع (Nevski)"(33).
من غير الممكن تصور الثورة «من خلال عمل وحيد"(34). فهذه "السلسلة من المعارك"(35) من أجل إصلاحات اقتصادية وديمقراطية في جميع المجالات، هذا الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية سيشبه، حسب عبارة ماركس، "مرحلة ولادة عسيرة وطويلة"(36). في تلك الآونة، لم يكن الاشتراكيون الديمقراطيون يعادون النضال من أجل الإصلاحات، ولكنهم كانوا يعتبرون هذا النضال تابعا للنضال من أجل الثورة، وقد عبر لينين عن ذلك في دجنبر من سنة 1916(37). إذا كان صحيحا أن "التنازلات" التي تقدمها الطبقة المالكة للسلطة، إبان المراحل العادية، تستعمل في أغلب الأحيان من أجل الخداع والإرشاء(38)، فإن على حزب الطبقة العاملة أن يعرف كيف يدبر عملية قبول "دفعات مسبقة" حسب تعبير فردريك إنجلز(39).
أما بخصوص تاريخ حدوث الثورة "فلا يمكن تحديده مسبقا" حسب لينين، الذي يضيف أن تاريخ حدوث انتفاضة معينة "يمكن تحديده إذا كان للذين يحددونه تأثيرا على الجماهير ويعرفون كيف يقيمون اللحظة المناسبة بدقة"(40). أما بخصوص "الشعارات" فلا ينبغي اعتبارها "كتعويذات" تصاغ بشكل نهائي(41). لا يكفي أن يحفظ الثوريون حسب لينين "الشعارات" عن ظهر قلب: "ينبغي أن نتعلم أيضا كيف نختار اللحظة المناسبة لإطلاقها"(42). وبتعبير آخر، فساعة انطلاقا الثورة غير قابلة للتوقع مسبقا. وبما أن لينين كان يتمنى باستمرار قيام ثورة عالمية تدعم السوفييتات، فقد كرر في نونبر سنة 1918 "أن الثورة العالمية قريبة الحدوث، ولكن لا يوجد توقيت محدد لانطلاقها"(43). ومع ذلك، فإن "أكبر الجرائم"، في المرحلة الثورية، هي "تضييع لحظة انطلاق الثورة"(44). فالقادة العماليون لا يقتصرون، خلافا لليبراليين وأعداء الثورة، على التعرف على الثورة لما تحدث، وإنما يشرحون للجماهير ضرورة الثورة وطرقها ومناهجها قبل حدوثها"(45). ولما تجتمع الشروط الموضوعية لأزمة سياسية عميقة، ينبغي على الثوار معرفة خلق الفرصة أو على الأقل استغلالها. ولقد كتب لينين أن نابليون (Napoléon) قال في الأيام الأخيرة من حياته "نباشر العمل وبعد ذلك نرى ما سيحدث"، وعلق على ذلك بقوله: "وهذا ما قمنا به"(46). ذلك أن "الانتظار بهدف الفعل هو الموت": لذلك "ينبغي إيجاد حل لهذه المسألة هذا المساء أو ليلا مهما كلف ذلك من ثمن"، هذا ما قاله وكرره لينين ليلة 24 و25 أكتوبر سنة 1917، لما أطلق، من مدرسة سمولني(*)، شعار الانتفاضة ضد الحكومة المؤقتة والتي كانت معلقة، سلفا، في الفراغ(47). أما بالنسبة لأولئك الذين انتقدوا "نزعته المغامرة"، فقد كان بإمكانه إجابتهم بما قاله ماركس: "كانت صناعة التاريخ ستكون مربحة جدا، لو كان المطلوب هو النضال فقط بناء على حظوظ مؤكدة"(48).

الأطروحة الرابعة: لا تحسم المشاكل الكبرى في حياة الشعوب إلا بالقوة

يرى لينين، وفقا لما قاله ماركس، أن الدولة "تخلق نظاما"، و"تضفي الشرعية" عليه، و"ترسخ" اضطهادَ طبقة لطبقة أخرى(49)، فالدولة هي "تنظيم العنف الموجه لقمع طبقة معينة"(50). كانت الدولة القديمة والدولة الإقطاعية، كما دافع إنجلز عن ذلك، جهازين في المقام الأول اعتمَد عليهما ملاكو العبيد والنبلاء لقمع واستغلال العبيد والأقنان. كما أن الدولة الحديثة القائمة على مبدأ التمثيلية هي أداة لاستغلال العمل المأجور من طرف رأس المال"(51). إن جيش الشرطة هو، حسب لينين، "الأداة الرئيسية لقوة سلطة الدولة"(52). وهي قاعدة يمكن أن تعاني من مضاعفات مهمة في مرحلة عولمة الليبرالية الجديدة(53).
ولهذا السبب، وكما جاء في كتاب "الدولة والثورة"، فإن "من يعترف بصراع الطبقات وحده، لا يمكن ان يعتبر ماركسيا"، فالماركسي هو الذي يعترف بصراع الطبقات وبدكتاتورية البروليتاريا(54). وبتعبير آخر، فمسألة السلطة هي "المسألة الأكثر أهمية في كل ثورة"(55)، وذلك لأن البروليتاريا في حاجة لسلطة الدولة، في حاجة لمنظمة تتمركز فيها السلطة لقمع مقاومة المستغِلين (ممارسي الاستغلال) ولتوجيه الجماهير الشعبية في عملية "بناء" الاقتصاد الاشتراكي(56). إن جهاز الدولة هذا، حسب لينين، يمكنه أن يُفيد برجوازية لإقامة جمهورية هي عبارة عن "ملكية بدون ملك" مثل الجمهورية الثالثة بفرنسا، ولكنها ستظل عاجزة تماما عن تطبيق إصلاحات، وإلغاء أو تقليص "حقوق" رأس المال، أي حقوق "المِلكية الخاصة المقدسة"(57). كان على الطبقة العالمة، حسب ماركس، أن تهدم "جهاز الدولة القائم"، الجهاز البيروقراطي والعسكري ولا تكتفي بالاستيلاء عليه(58).
من الواضح حسب لينين أن "المستغِلين، ممارسي الاستغلال، يبدون مقاومة طويلة المدى وعنيدة وميؤوس منها، لأنهم راكموا امتيازات كبرى حقيقية طيلة سنين عديدة"(59). إن ما يحتفظون به، بعد ذلك، هو "المال وكميات هائلة من الأثاث والعلاقات وعادات التنظيم والتدبير ومعرفة جميع أسرار الإدارة ومستوى تعليمي عال وعلاقات قوية مع الفاعلين التقنيين الأكفاء وخبرات كبيرة في مجال الفن العسكري". وإذا لم يتم هزم المستغِلين إلا في بلد واحد، فسيظلون أقوى من المستغَلين، بما أن "علاقاتهم العالمية هائلة"(60).
وبالنسبة لظروف روسيا في بداية القرن العشرين، كان يكفي "التخلص جماعيا" من الأوتوقراطية، لذلك كان من الضروري "التصدي جماعيا" للمحاولات العنيفة الهادفة لإعادة حكم الأوتوقراطية، و"التصدي الجماعي" المُمارس في حقبة ثورية ليس إلا "الديكتاتورية الديمقراطية الثورية للبروليتاريا والفلاحين"(61).
هل كانت كومونة باريس ستصمد أكثر من يوم واحد، يتساءل إنجلز، لو لم تستعمل سلطة الشعب المسلح ضد البرجوازية؟ ألا يمكننا لومها لأنها استعملت سلطة الشعب المسلح بشكل محدود؟"(62). إن المؤشر الضروري، الشرط الواضح للديكتاتورية هو "القمع العنيف للمُستغِلين كطبقة، وبعد ذلك، عدم احترام "الديمقراطية الخالصة" أي عدم احترام المساواة والحرية تجاه هذه الطبقة"(63). ويضيف لينين أن الجمهوريين البرجوازيين لما كانوا يطيحون بالعروش "لم يكونوا يحترمون المساواة الصورية تجاه الملكيين والجمهوريين". لما يتعلق الأمر بالإطاحة العنيفة بالبرجوازية "فلن يُطالب بالمساواة الصورية تجاه البرجوازية إلا الخونة والأغبياء"(64).
بالإضافة إلى ذلك، فإن "الديمقراطية" في المجتمع الرأسمالي لا يمكنها أن تكون "إلا ديمقراطية ناقصة، بئيسة، مزيفة، ديمقراطية خاصة بالأغنياء فقط، ديمقراطية الأقلية"(65). فالجميع، حسب هذه "الديمقراطية"، "متساوون، بغض النظر عن المراتب الاجتماعية، المليونير متساو مع حافي القدمين"(66). إن "الديمقراطية الرأسمالية"، حسب لينين، ترخص للمضطهَدين، مرة في كل ثلاثة أو ستة سنوات، في أن يختاروا عضوا من الطبقة الحاكمة ليمثلهم، وتسحق مصالحهم في البرلمان"(67).
يقول لينين في "الثورة والدولة": "لنأخذ أي بلد يعتمد الديمقراطية البرلمانية، من أمريكا حتى سويسرا، ومن فرنسا حتى إنجلترا والنرويج... سنجد أن المهمة الحقيقية "للدولة" تنجز في الكواليس: إنها تنفذ من طرف الإدارات والجيش، أما في البرلمانات، فلا نجد إلا الثرثرة، والهدف الوحيد هو خداع الشعب"(68)، ولهذا السبب، فأفضل صيغة للديمقراطية، أفضل جمهورية ديمقراطية، هي السلطة بدون ملاكين عقاريين وبدون أغنياء"(70).

الأطروحة الخامسة: تمارس السياسة حيث يوجد ملايين الناس، انتقال البؤر الثورية إلى البلدان المسيطَر عليها.

أكد لينين على أن الحقبة الثورية تفرض على الثوري التصرف كمناضل أممي: عدم التصويت على الميزانيات العسكرية، عدم تشجيع النزعة الشوفينية، محاربة الشوفينية البرجوازية بالدرجة الأولى... دون الاقتصار على الصيغ الشرعية للنضال لما تحل أزمة، وتلغي البرجوازية الشرعية التي أقرتها، هذا هو التوجه الذي ينبغي أن تتبناه الاحزاب الثورية"(71)، هذا هو "واجب" الاشتراكيين، أي تحفيز وتحريض الشعب، (وليس تنويمه باستعمال الشوفينية كما فعل ذلك بليخانوف (Plekhanov) وأكسلرود (Axelrod) وكاوتسكي (Kautsky))، استعمال الأزمة من أجل "تسريع" سقوط الرأسمالية(72). يلاحظ لينين بعد مرور عام على بداية الحرب العالمية الأولى أن عدم إنجاز هذا الواجب، أو الاحتماء بالأهواء مثل وهم "التجريد من السلاح"(73): يجسد خيانة الأحزاب الحالية، موتها السياسي، التنازل عن أداء دورها، انضمامها إلى البرجوازية(74).
ليست الإمبريالية إلا "استغلال ملايين الناس من أمم تابعة من طرف أمم غنية". وانطلاقا من هذا الوضع، من الممكن جدا إيجاد أكبر ديمقراطية داخل أمة غنية، في الوقت الذي تستمر فيه هذه الأخيرة في ممارسة سيطرتها على الأمم التابعة. يلاحظ لينين أن الناس يميلون في غالب الأحيان إلى نسيان هذه الوضعية التي تشبه وضعية الأحرار، في اليونان القديمة، الذين كانوا في نفس الوقت ملاكين للعبيد، وهي وضعية إنجلترا ونيوزلندا في بداية القرن العشرين(75).
ينسى أنصاف المثقفين والعمال ذوو الكفاءة العالية بسهولة ان العالم أكثر شساعة من المتروبول (الغرب الاستعماري) الذي يحصلون فيه على بعض الفتات. تشكل هذه الفئة من العمال، "المتبرجزين" والمنتمين "للبرجوازية الصغرى حسب نمط حياتهم وحسب أجورهم وتصورهم للعالم، القاعدة الاجتماعية للانتهازية، أي التكيف مع النظام"(76).
لقد لاحظ ماركس وإنجلز في عصرهما أن "الحركة الثورية يمكن أن تبدأ بسهولة أكبر في البلدان التابعة التي لا تنتمي للبلدان المستغِلة، لأن هذه الأخيرة تنهب البلدان المستغَلة بيُسر كبير وتملك الوسائل لإرشاء الفئات العليا من عمالها"(77).
يؤكد لينين أيضا أن القرن العشرين سيكون عصر الجماهير التي لا تحصى، عصر الحشود(78). لقد صرح سنة 1918 "أن الثورة الحقيقية هي التي يشارك فيها عشرات ملايين الناس في وثبة جماعية"(79). وأشار أيضا، في عملية استشرافية هامة، أن حركة البلدان المُستعمرة، وحركة أغلب سكان الأرض، التي كانت تستهدف في السابق تحقيق التحرر الوطني، سترتد ضد الرأسمالية والإمبريالية، وستقوم بدور ثوري من الدرجة الأولى"(80). ومن الواضح أن القرن الواحد والعشرين سيعرف معارك أكثر جماهيرية وأكثر كونية والتي سينخرط فيها مئات الملايين من الناس ليخوضوا نضالات تصل إلى مستوى غير معهود: تشكل تظاهرة واحدة شارك فيها في نفس اليوم خمسة عشر مليون شخص (في اليابان، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأستراليا، وحتى في الولايات المتحدة الامريكية) ضد التهديد بشن حرب على العراق بداية تكون نموذج ثورة عالمية"(81).
إن الثورات، حسب ماركس، هي "قاطرات التاريخ". ويضيف لينين أن الثورة هي "حفل المضطَهَدين والمستَغَلين"(82)، ولن تتحول الجماهير الشعبية إلى مبدعة لنظام اجتماعي جديد إلا إبان الثورة، ففي هذه الوضعيات الثورية "يستطيع الشعب إنجاز المعجزات"(83). إن البروليتاريا المتقدمة، طليعة الثورة، هي القادرة، حسب لينين، على التعبير عن الحقيقة الموضوعية للنضال الجماهيري "غير المتجانس والمتنافر ومتعدد المكونات"، البروليتاريا "التي تبدو لأول وهلة غير موحدة" قادرة على أن تمنح للنضال انسجامَه وجماله، وتمنح نسقا لهذا الانفجار الذي سيُحدثه المضطهَدون والغاضبون من كل الأصناف"(84)، لأن المجتمع الخالي من الطبقات يَظلّ، حسب ماركس، الصيغة الضرورية والمبدأ الحيوي للمستقبل القريب"(85).

المرجع:
- Jean Salem, L’idée de révolution: quelle place lui faire aux XXI siècle? Olivier Bloch (-dir-.), Éditions de la Sorbonne, 2009, Publication sur Open-Edition Books, 2019, p. 349-360.

الهوامش:

(*) جون سالم (Jean Salem)، جامعة باريس 1 - بانتيون سوربون، من مؤلفاته:
- Georges Plekhanov, lecteur de Spinoza in Spinoza au XIXe siècle, Éditions de la Sorbonne, 2008
- Présentation in Figures de Sieyès, Éditions de la Sorbonne, 2008
- Comment traduire religio chez Lucrèce ? In. Traduire les philosophes, Éditions de la Sorbonne, 2000
1 Paris-Moscou, Éditions sociales et Éditions du Progrès, 1966-1976, 47 volumes. Nous écrirons désormais : OC.
2 L’État et la Révolution, chap. VI, 2 [août-septembre 1917], OC, t. XXV, p. 520.
3 Deux tactiques de la social-démocratie dans la révolution démocratique, § 2 [juillet 1905], OC, t. IX, p. 25-26.
4 Cf. Le socialisme et la guerre (L’attitude du Parti ouvrier social-démocrate de Russie à l’égard de la guerre), chap. I [juillet-août 1915], OC, t. XXI, p. 324.
5 « La Révolution en Russie et les tâches des ouvriers de tous les pays » [12 (25) mars 1917 1re publ. : 1924], OC, t. XXIII, p. 378.
6 Le socialisme et la guerre, OC, t. XXI, p. 309.
7 Ibid., t. XXI, p. 309.
8 Ier Congrès de l’enseignement extra-scolaire de Russie, « Comment on trompe le peuple avec les mots d’ordre de liberté et d’égalité » [19 mai 1919], OC, t. XXIX, p. 345.
9 « Lettre aux ouvriers américains » [Pravda, no 178, 22 août 1918], OC, t. XXVIII, p. 67.
10 « À propos du “programme de paix” » [Le Social-Démocrate, no 52, 25 mars 1916], OC, t. XXII, p. 177.
- اهتم لينين اهتماما كبيرا بعبارة كلاوزفيتز (Clausewitz ) التي يحيل عليها هنا. ويذكرها عدة مرات، نجد ذلك في:
OC, t. XXIV, p. 408-409.
11 « À propos du mot d’ordre des États-Unis d’Europe » [Le Social-Démocrate, no 44, 23 août 1915], OC, t. XXI, p. 354.
12 « La situation et les tâches de l’Internationale » [Le Social-Démocrate, no 33, 1er nov. 1914], OC, t. XXI, p. 34.
13 La faillite de la IIe Internationale [1915], OC, t. XXI, p. 214.
14 « Nouveaux objectifs, forces nouvelles » [Vperiod, no 9, 23 février (8 mars) 1905], OC, t. VIII, p. 215.
15 IVe Congrès de l’Internationale communiste, 2 : « Cinq ans de révolution russe et les perspectives de la révolution mondiale », rapport présenté le 13 novembre 1922 [Pravda, no 258, 15 novembre 1922], OC, t. XXXIII, p. 432-433.
16 IVe Congrès extraordinaire des Soviets de Russie, chap. II : « Rapport sur la ratification du traité de paix – 14 mars 1918 », OC, t. XXVII, p. 186.
17 « La tâche principale de nos jours » [11 mars 1918], OC, t. XXVII, p. 163-165.
18 Cf. cette déclaration de Barère, après que la Convention eut voté par acclamation la guerre à l’Espagne (7 mars 1793) : « Un ennemi de plus pour la France n’est qu’un triomphe de plus pour la liberté ! » cité par A. Soboul, Précis d’histoire de la Révolution française [1962], Paris, rééd. Gallimard, 1970, t. I, p. 341.
19 La victoire des cadets et les tâches du parti ouvrier, V [avril 1906], OC, t. X, p. 254.
20 Programme agraire de la social-démocratie dans la première révolution russe de 1905-1907, OC, t. XIII, p. 231.
21 Cf Journées révolutionnaires, I [Vperiod, no 4, janvier 1905], OC, t. VIII, p. 98.
22 Contre le boycottage, V [1907], OC, t. XIII, p. 31-32.
- بخصوص البنية الفوقية والبنية التحية، لا يمل لينين من الإشارة لمقدمة ماركس لـ"المساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" (1859): "في مرحلة من مراحل تطور قوى الإنتاج المادية في المجتمع، تصطم ، في علاقة تناقض، بعلاقات الإنتاج الموجودة، أو بتعبير قانوني، تصطدم بعلاقات الملكية التي تطورت داخلها إلى حدود لحظة الاصطدام بها (...) وهكذا تبدأ مرحلة ثورة اجتماعية...". يمكن الرجوع للمرلجع التالية من بين عدة مراجع أخرى:
OC, t. I, p. 152-153 OC, t. IX, p. 126 OC, t. XXI, p. 50.
23 « Changements dans la situation des classes » [Pravda, no 92, 27 juin 1917], OC, t. XXV, p. 136.
24 « Comment les capitalistes cherchent à intimider le peuple », OC, t. XXIV, p. 450.
25 « Changements dans la situation des classes », OC, t. XXV, p. 135.
26 « Deux tactiques » [article paru dans Vperiod, no 6, 1er février 1905] OC, t. VIII, p. 148. Cf. également : Le développement du capitalisme en Russie [1899], OC, t. III, p. 7-645.
27 « Pour bien juger de la révolution russe » [publ. le 19 mars 1908, dans la revue polonaise Przeglad Socjaldemokratyczny, no 2], t. XV, p. 55 Lénine renvoie ici à l’étude d’Engels intitulée : « Sur le matérialisme historique » [1892].
28 Ibid., t. XV, p. 55 et 58.
29 À savoir : 1°/ 1905-1907 2°/ février 1917 3°/ octobre 1917.
30 La maladie infantile du communisme (Le « gauchisme »), chap. IX [1920], OC, t. XXXI, p. 80-81.
31 « La dictature révolutionnaire du prolétariat et de la paysannerie » [Vperiod, no 14, 12 avril 1905], OC, t. VIII, p. 300.
32 « Lettre aux ouvriers américains » [Pravda, no 178, 22 août 1918], OC, t. XXVIII, p. 64.
33 Ibid., t. XXVIII, p. 64.
- شارع نيفسكي (Nevski) بسانت بطرسبرغ (Saint-Pétersbourg) هو شارع رئيسي يبلغ طوله 4.5 كلم، يربط ما بين دير ألكسندر نيفسكي (Alexandre Nevski) ولواء الأميرالية.
34 Que faire ? [mars 1902], OC, t. V, p. 528.
35 Cf. « Le prolétariat révolutionnaire et le droit des nations à disposer d’elles-mêmes » [vers octobre 1915 1re publ. : 1927], OC, t. XXI, p. 424-425.
36 « Ceux qui sont effrayés par la faillite de l’ancien et ceux qui luttent pour le nouveau » [janv. 1918 1re publ. : janv. 1929], OC, t. XXVI, p. 419. Cf les lettres de K. Marx à W. Liebknecht du 6 avril 1871 et à L. Kugelmann du 12 avril 1871.
37 « Lettre ouverte à Charles Naine, membre de la Commission socialiste internationale à Berne » [décembre 1916 1re publ. : 1924], OC, t. XXIII, p. 246.
38 « La plate-forme de la social-démocratie révolutionnaire », II [Proletari, no 14 et 15, 4 et 25 mars 1907], OC, t. XII, p. 215.
39 Ibid., t. XII, p. 215. Engels s’était ainsi exprimé dans une lettre à Turati, en date du 26 janvier 1894.
40 « Deux tactiques » [Vperiod, no 6, 1re (14) février 1905], OC, t. VIII, p. 149.
- يتعلق الأمر هنا بإحدى المناقشات التي تمت بين لينين ومارتينوف (Martynov)، وهو أحد المدافعين عن "النزعة الاقتصادية"، والذي كان أحد محرري جريدة " الإيسكرا الجديدة" الناطقة باسم المناشفة.
41 « De certains traits de la désagrégation actuelle » [Proletari, no 32, 2 (15) juillet 1908], OC, t. XV, p. 162.
42 « Une caricature du bolchevisme » [supplément au no 44 du Proletari, 4(17) avril 1909], OC, t. XV, p. 412. Souligné par nous.
43 Le VIe Congrès extraordinaire des Soviets de députés ouvriers, paysans, cosaques et des soldats de l’Armée rouge – 6-9 novembre 1918, OC, t. XXVIII, p. 166.
44 « Lettre aux membres du Comité central » [24 octobre (6 novembre) 1917 1re publ. : 1924], OC, t. XXVI, p. 241.
45 « Les marxistes révolutionnaires à la conférence socialiste internationale (5-8 septembre 1915) » [Le Social-Démocrate, no 45-46, 11 oct. 1915], OC, t. XXI, p. 408.
46 « Sur notre révolution », A propos des mémoires de N. Soukhanov, II [1923], OC, t. XXXIII, p. 493.
(*) (Smolny – بعد غشة 1917 تحولت من مدرسة للبنات إلى معهد، وكانت تلك المدرسة مقرا لسوفييت بتروغراد، وبعد ثورة أكتوبر تحولت إلى مقر للحكومة السوفييتية حتى سنة 1918).
47 « Lettre aux membres du Comité central », OC, t. XXVI, p. 241.
48 Cf. préface à la traduction russe des Lettres de K. Marx à L. Kugelmann [1907], OC, t. XII, p. 108, ainsi que la lettre de Marx à Kugelmann datée du 17 avril 1871.
49 L’État et la Révolution, chap. I, 1 [juin-septembre 1917] OC, t. XXV, p. 419.
50 Ibid., chap. II, 1 OC, t. XXV, p. 436.
51 Cf. ibid., chap. I, 3 OC, t. XXV, p. 424. Il s’agit, en l’occurrence, d’une citation que Lénine reprend dans l’ouvrage de F. Engels : L’origine de la famille, de la propriété privée et de L’État [1884], Paris, Éd. sociales, 1966, p. 157.
52 L’État et la Révolution, chap. I, 2 OC, t. XXV, p. 421.
53 Cf :
- يمكن النظر في تكاثر أعداد الشرطة وأنواع أخرى من الميليشيات الخاصة (والتي تحولت منذ عدة سنوات إلى مؤسسات حقيقية في بعض المدن الكبرى بأمريكا اللاتينية. كما يمكن النظر أيضا إلى تجربة احتلال العراق حيث تم تفويض القيام بالتعذيب لمرتزقة مستقلين نسبيا عن البنتاغون وغير خاضعين للقانون الدولي.
54 L’État et la Révolution, chap. II, 3 OC, t. XXV, p. 445.
55 « Une des questions fondamentales de la révolution » [Rabotchi Pout, no 10, 14 (27 septembre) 1917], OC, t. XXV, p. 398.
56 L’État et la Révolution, chap. II, 1 OC, t. XXV, p. 437.
57 « Une des questions fondamentales de la révolution », OC, t. XXV, p. 398-406.
- يكفي أن نستحضر مصير عمليات التأميم المنجزة في فرنسا في عهد حكومة بيير موروا ( ) ما بين سنة 1981 وسنة 1984: 1) شراء الدولة من جديد (استرداد) لاسهم المقاولات القابلة للتأميم بأثمنة باهظة جدا (50 مليار فرنك فرنسي أي ما يعادل 7.5 مليار يورو). 2) القيام بهيكلة صناعية جديدة يشرف عليها أحيانا قادة نقابيون سابقون تحولوا إلى خدام للدولة. 3) خوصصة نيوليبرالية.
58 Cf. la lettre de Marx à Kugelmann du 12 avril 1871, lettre écrite, comme on le voit, pendant la Commune (citée ibid. : OC, t. XXV, p. 448-449).
59 La révolution prolétarienne et le renégat Kautsky, OC, t. XXVIII, p. 263.
60 Ibid., t. XXVIII, p. 262.
61 « Sur le gouvernement révolutionnaire provisoire » [Proletari, no 2 et 3, 21 et 27 mai 1905], OC, t. VIII, p. 469.
62 La révolution prolétarienne et le renégat Kautsky, OC, t. XXVIII, p. 260. Voir F. Engels : « Über das Autoritätsprinzip » [= « Sur le principe d’autorité »], 1873.
63 La révolution prolétarienne et le renégat Kautsky, OC, t. XXVIII, p. 265.
64 « Lettre aux ouvriers américains » [Pravda, no 178, 22 août 1918], OC, t. XXVIII, p. 70.
65 L’État et la Révolution, chap. V, 2 OC, t. XXV, p. 500.
66 Ier Congrès de l’enseignement extra-scolaire de Russie, IV-6-19 mai 1919, OC, t. XXIX, p. 360.
67 Cf. notam. : L’État et la Révolution, chap. V, 2, OC, t. XXV, p. 498 ou encore : ibid., chap. III, 3, OC, t. XXV, p. 456. Il s’agit là, d’ailleurs, d’une citation de Marx (La guerre civile en France, Adresse du 30 mai 1871, Paris, Éd. sociales, 1963, p. 65).
68 L’État et la Révolution, chap. III, 3 OC, t. XXV, p. 457-458. Cf Pobedonostsev (C.P.), Questions religieuses, sociales et politiques. Pensées d’un homme d’État [= Recueil de Moscou], Paris, Baudry et Cie, 1897, p. 39.
69 Ier Congrès de l’Internationale communiste – du 2 au 6 mars 1919, § 2 [publ. 1920 (éd. allemande) et 1921 (éd. russe)], OC, t. XXVIII, p. 485.
70 Congrès extraordinaire des cheminots de Russie des 5-30 janvier (18 janvier-12 février) 1918, OC, t. XXVI, p. 518.
71 « La situation et les tâches de l’Internationale » [Le Social-Démocrate, no 33, 1er nov. 1914], OC, t. XXI, p. 33-34.
72 La Faillite de la IIe Internationale, II [1915], OC, t. XXI, p. 220.
73 « Le programme militaire de la révolution prolétarienne », OC, t. XXIII, p. 93.
74 La Faillite de la IIe Internationale, II [1915], OC, t. XXI, p. 220.
75 « Remarques à propos d’un article sur le maximalisme [sur un projet d’article de Zinoviev] » [rédigé en 1916], OC, t. XLI, p. 396.
76 L’Impérialisme, stade suprême du capitalisme [1916], Préface de 1920 aux éd. française et allemande, t. XXII, p. 210.
77 Cf. OC, t. XXVI, p. 497.
78 « Journées révolutionnaires », § 3 [Vperiod, no 4, 18 (31) janvier 1905], OC, t. VIII, p. 102.
79 Ve Congrès des Soviets des députés ouvriers, paysans, soldats de Russie – 4-10 juillet 1918, § 1 : « Rapport du Conseil des commissaires du peuple/5 juillet 1918 » [publ. pour la 1re fois en 1924], OC, t. XXVII, p. 542.
80 IIIe Congrès de l’Internationale communiste-22 juin-12juillet 1921, § 4 : OC, t. XXXII, p. 513.
81 15 février 2003 :
- تظاهر خمسون عالما في قاعدة ماك موردو (McMurdo) بالقارة القطبية الجنوبية (Antarctique ) حيث قاموا بالدوران حول محطتهم المتخصصة في الأبحاث، وذلك في نفس الوقت الذي تظاهر فيه 10000شخص في الجهة الاخرى من الكرة الأرضية في أزقة تروندهايم (Trondheim) بالنرويج. كما تظاهر الناس ذلك اليوم ايضا في 600 مدينة موزعة على 60 بلد.
82 Deux tactiques de la social-démocratie dans la révolution démocratique, § 13 [juin-juillet 1905], OC, t. IX, p. 111.
83 Ibid., § 13, OC, t. IX, p. 111.
84 Bilan d’une discussion sur le droit des nations à disposer d’elles-mêmes, § 10 [oct. 1916], OC, t. XXII, p. 383-384.
85 MARX (K.), Manuscrits de 1844, Paris, Garnier-Flammarion, 1996, p. 157.