دور إمبرياليّي الولايات المتّحدة و أوروبا في إنشاء جمهوريّة إيران الإسلاميّة - التعلّم من التجربة : التخلّص من الأوهام و الإستعداد لثورة فعليّة


شادي الشماوي
2023 / 2 / 23 - 00:30     

دور إمبرياليّي الولايات المتّحدة و أوروبا في إنشاء جمهوريّة إيران الإسلاميّة
التعلّم من التجربة : التخلّص من الأوهام و الإستعداد لثورة فعليّة
كافح أردلان – مجلّة آتاش / الشعلة ، مجلّة الحزب الشيوعيّ الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماويّ ) عدد 135 فيفريّ 2023
جريدة " الثورة " عدد 789 ، 13 فيفريّ 2033
https://revcom.us/en/role-us-and-european-imperialists-creating-islamic-republic-iran-learn-experience-cast-away

ملاحظة الناشر : هذا المقال إقتطفه و ترجمه من الفارسيّة إلى الأنجليزيّة و ينشره متطوّعون من موقع أنترنت
revcom.us
طوال 25 سنة [ 1953-1978] ، في ظلّ الحماية المباشرة من الولايات المتّحدة و بشراكة مع الإمبرياليّين الأوروبيّين ، كان نظام الشاه مرتبطا إقتصاديّا و أمنيّا و عسكريّا بشبكة الحكم الأمريكيّ في الشرق الأوسط .
لكن سنة 1978 ، هنض الشعب ضد نظام الشاه و توصّل إمبرياليّو الولايات المتّحدة و أوروبا إلى إستنتاج أنّ نظام الشاه كان يشهد أزمة مشروعيّة و لم يعد قادرا على التحكّم في البلاد و ضمان مصالحهم . لذلك قرّروا معالجة الأزمة بالتدخّل من فوق عن طريق إحداث " تغيير في النظام " حفاظا على كامل النظام الاقتصادي الاجتماعي و العامود الفقريّ العسكريّ و الأمني للدولة التي شكّلوها في إيران . و منعوا الذين في " الأسفل " ( أي الجماهير الشعبيّة و القوى الشيوعيّة الثوريّة ) من إفتكاك المبادرة . و علاوة على الحيلولة دون حدوث ثورة فعليّة ، كان هدفهم تركيز حصن ضد تأثير الإتّحاد السوفياتي في إيران .
و في جانفي 1979 ، في قمّة عُقدت بجزيرة الغوادلوب ، قرّرت الولايات المتّحدة و بريطانيا و ألمانيا الغربيّة و فرنسا فسح المجال أمام القوّة الأصوليّة الإسلاميّة (1) التي كان يقودها الخمينيّ . و لم تكن هذه أوّل مرّة أنجزوا فيها " تغييرا للنظام " في إيران . قبل ذلك ، نظّم إمبرياليّو الولايات المتّحدة و بريطانيا إنقلابا سنة 1953 ضد حكومة الدكتور مصدّق بعمليّة سرّية أُطلق عليها إسم " أجاكس " و أعادوا نظام الشاه إلى الحكم . (2)
و في ديسمبر 1978 ، قرّر قسم دولة الولايات المتّحدة أن يُقيم صلة مباشرة مع يختيار شابور [ آخر رئيس حكومة لدي نظام الشاه ] و آية الله الخميني ّ لضمان " إنتقال سُلطة سلميّ " إلى الحكم الجديد . (3) و الخميني و أمثاله مقيمين في فرنسا، أرسل رئيس الولايات المتّحدة بعثات شرعت في إجتماعات أولى من سلسلسة إجتماعات مع مستشاريّ الخمينيّ . (4) و كتب إبراهيم يزدي ، صلة الربط بين الخمينيّ و البلدان الغربيّة ، أنّه في 8 جانفي 1979 ، " ممثّلون عن الرئيس الفرنسيّ آنذاك ، جسكار دستان ، إلتقوا بالخميني ... و قدّموا له رسالة من رئيس الولايات المتّحدة " (5).
و لاحقا ، كتب إبراهيم يزدي : "... نظريّة برجنسكي [ الذى كان حينها مستشار الأمن القوميّ ] كانت أنّه في غياب الشاه، القوّة الوحيدة القادرة على التصدّي للتهديد الشيوعيّ في إيران هي القوّة الناجمة عن التنسيق والتحالف بين الجيش و رجال الدين " (6) . و قال يزدي : " كان مخطّط برجنسكي أن يقيم تحالفا بين الجيش و رجال الدين و رأت واشنطن رجال الدين بديلا للشاه ".
و كتب الباحث عباّس ميلانيّ من مؤسّسة هوفر (7) : " أجل ، كقوّة يمكن أن تحتلّ الفراغ في السلطة السياسيّة عقب الشاه و تمنع الشيوعيّين من إفتكاك السلطة . و دعونى أضع الأمر على النحو التاليّ ، إعتبرت الولايات المتّحدة حكم رجال الدين و تعاونهم مع الجيش ضرورة لإستبعاد التهديد الشيوعيّ " (8).و في الأخير ، إستخلص سفير الولايات المتّحدة سوليفان أنّ الحركة الإسلاميّة في ظلّ قيادة الخمينيّ كانت عالية التنظيم و قادرة على مواجهة الشيوعيّة .
و في نهاية المطاف يمكن تلخيص ما آلت إليه هذه السلسلة من اللقاءات في الآتي ذكره : طلب الخمينيمن الولايات المتّحدة أن تشجّع جيش الشاه على تقديم المساندة للخمينيّ . و طلب الحلفاء الأمريكيّون و الأوروبيّون مقابل ذلك أن يتّبع النظام الجديد عددا من المبادئ المفاتيح : 1- ضمان أمن الإستثمارات الأجنبيّة في غيران ، 2- مواصلة بيع النفط للغرب 3- عدم التحالف مع الإتّحاد السوفياتي أو ضد المؤسّسات العسكريّة / الأمنيّة للولايات المتّحدة و 4- ملاحقة الشيوعيّين و الحركات العمّاليّة و الطلاّبيّة و الفلاحّية .
و شدّد ممثّلو الولايات المتّحدة على التصرّف على أساس " دستور إيران و تهدأة الأجواء بالبلاد ". و هذا يعنى أمرين إثنين: أنّه على الجيش أن يصطفّ وراء الذين يفتكّون السلطة وأنّه يجب على التمرّد ضد الحكم أن يصبح" غير شرعيّ " و يجب قمعه عسكريّا .و قال مبعوث الولايات المتّحدة لممثّلي الخميني إنّ الولايات المتّحدة ترغب في " إمتلاك القوّات العسكريّة لتجهيزات تقنيّة يحتاجها الحكم الإيراني في الدفاع عن نفسه ". و إتّفق الجانبان على هذه الأرضيّة و و أنهت بذلك الولايات المتّحدة و حلفاؤها ندوة الغوادلوب ( 4-7 جانفي 1979) ، ما عبّد الطريق للأصوليّين الإسلاميّين بقيادة الخمينيّ ليفتكّوا السلطة .
و على هذا النحو ، العامود الفقريّ للدولة – القوّات العسكريّة – صار تحت إمرة الأصوليّين الإسلاميّين بقيادة الخكيني ... و ظلّت كما هي البنية التحتيّة الإقتصاديّة لإيران مرتهنة للنظام الرأسمالي – الإمبريالي ( بخاصة الشبكة الرأسماليّة الخاصة ببلدان الناتو و كذلك البنك العالمي و صندوق النقد الدوليّ ).
و المسألة هي : هل سنسمح مجدّدا بحدوث تراجيديا 1979، لكن هذه المرّة " بشكل عكسيّ " ؟ أم أنّنا سنرسي حركة يكون صوتها عاليا و قويّا و تعلن أنّنا سنطيح بالجمهوريّة الإسلاميّة ، و نركّز جمهوريّة إشتراكيّة جديدة لإقامة أساس للإقتصاد الجديد و إلغاء الفقر و الإنقسامات الإجتماعيّة ... نحتاج مجتمعا فيه إضطهاد النساء و الإضطهاد القومي و ثقافة التبعيّة و الإخضاع تكون قد أُلغيت و يكون ملايين الناس المتحكّمين في المجتمع أحرارا و يتمرّدون ضد أيذ شكل من أشكال الظلم، و الذين تشتعل قلوبهم لكلّ عذابات البشر في كلّ ركن من أركان العالم ، ضد تحطيم البيئة و الذين يكونون مصمّمين على إجتثاث الرأسماليّة من العالم .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. “The agenda [at the Guadaloupe Conference] concerned the world situation and the political crisis in Iran, where a popular revolutionary upsurge was about to topple the Shah, Mohammad Reza Pahlavi…. As a result of the discussions at this summit, the Western imperialists agreed to put an end to the Shah s reign and transfer power to the mullahs headed by Khomeini. It was only after this conference that the U.S. media began to refer to the increasing people s opposition to the Shah s rule and also the possibility that the U.S. might not support the Shah…. The dimensions of the agreements achieved before and after the conference have been kept secret from the people inside and outside Iran. In the contexts of both those times and today, the Western imperialists have had every interest in hiding their role in bringing Khomeini to power.” A World to Win News Service, “The Guadaloupe Conference, The Collapse of the Shah, and Khomeini’s seizure of power,” June 28, 2008.
2. Mohammad Pahlavi became Shah in 1941, but was essentially stripped of his powers in 1953. The coup reinstalled him, now as an absolute monarch.
3. U.S. Foreign Policy and the Iranian Revolution: The Cold War Dynamics of Engagement and Strategic Alliance, Christian Emery.
4. See official U.S. documents: Two Weeks in January: America s secret engagement with Khomeini, BBC Persian Service, 3 June 2016.
5. Ebrahim Yazdi on Carter s message to Khomeini.
6. Ebrahim Yazdi, Islamic Revolution and Guadeloupe Meeting. Pajhwok Azadi [Freedom’s Echo].
7. The Hoover Institution is an imperialist think tank and research center at Stanford University which has historically been associated with right-wing politicians and causes.
8. Abbas Milani, The Shah (Macmillan 2011), p. 494.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------