هل توقظ الزلازل العقول


شاهر أحمد نصر
2023 / 2 / 21 - 16:10     

أما آن الأوان لإنهاء الحروب
مما لاشكّ فيه أن تدخل الإنسان السلبي في الطبيعة يفاقم من آثار الكوارث الطبيعية، والحروب الحديثة هي أحد أشكال هذا التدخل، إذ تزيد من الإجهادات في فوالق في القشرة الأرضية، فضلاً عن تأثيرها السلبي في الأبنية وإضعاف مقاومتها للزلازل، وتشتيت الطاقات البشرية في مواجه الكوارث...
ومما لا شكّ فيه أنّ لزلزال زيارة الرؤساء الغربيين إلى كييف دلائل كثيرة، أهمها الإعلان صراحة من طرفي الصراع عن خطط لاستمرار وتأجيج هذه الحرب العبثية...
فهل ينتصر العقل ويُفشل خطط استمرار الحرب، ويقطع الطريق عليها بمبادرة تنهي هذه الحرب؟!
يرى كثير من المراقبين أنّ قادة الغرب يعلمون أنّ روسيا لن تُهزم حتى وراء جبال الأورال...
ويرى كثير من المراقبين أنّ العقلاء الروس يعلمون أنّ الغرب لن يسمح لروسيا بحسم الحرب في صالحها في أوكرانيا، بل ثمّة من يعمل إلى استنزاف روسيا وأوكرانيا إلى أقصى حد...
ويرى كثير من المراقبين أنّ خسارة العالم لروسيا ولأوكرانيا واستمرار الاستنزاف خسارة ثقيلة للبشرية جمعاء...
وطالما أنّ الجميع يدركون أنّ هذه الحرب لن تنتهي بانتصار أي طرف على الآخر، بل ستنتهي بالمفاوضات؛ فهل يأخذ العقلاء الروس والغربيون زمام المبادرة وينهون هذه الحرب العبثية - التي تهدر طاقات الشعوب وتفرقها، وتهدد مصير البشرية - ويحيلون نقاط الخلاف إلى لجنة تحكيم دولية لإيجاد حل يرضي الطرفين، وينهي الصراع الذي لا يفيد استمراره أي عاقل، ويصب إنهاؤه في صالح أوكرانيا، وروسيا والبشرية جمعاء...
إنّ إنهاء الحروب مهمة إنسانية من الدرجة الأولى لتجنب مزيد من الضحايا البشرية والدمار الذي تخلفه هذه الحروب، وتوجيه كافة طاقات البشرية لإنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية بما فيها الزلازل...
فهل تعيد الزلازل البشرية إلى رشدها؟!