سامي لبيب ما رأيك نتكلم بصدق وصراحة ؟


سامر مليح
2023 / 2 / 20 - 12:15     

أستاذ سامي لبيب المحترم

عندما كنت أقرأ لك في السابق لم أكن صدقا أتفاعل معك إلا في أضيق وأقل الحالات

ليس السبب بالطبع عدم نشر الموقع للردود أو التعليقات

وإن كان ذلك جزءا من مشكلة العزوف لاحقا عن التفاعل والتعليق في الموقع كله
بل لأنك كنت وبشكل فج ومفضوح تكيل بمكيلين
وبنظرة عورة في نقدك للأديان !
وكان نصيب الأخوة المسلمين الكبير في نقدك سببا كبيرا في القول للنفس لا طائل من مناقشته عقائديا وفي الإلحاد
فليست قضيتي
ولماذا أقاتل فكريا عن قضية لا تعنيني؟
لكن
سأكون صادقا معك كنت أحيانا أفعلها من خلال الفيس بوك لسبب حتى الآن أجهله!
رغم أنني كنت على ثقة أن حساب الفيس بوك سأفقده لاحقا
لكنني كنت أقول وما الضير؟
فلدي المقدرة على إنشاء حساب آخر على الفيس بوك بلحظات معدودة

لكن السبب الرئيس لعزوفي عن التفاعل هو كيل الموقع نفسه في سياسة النشر بمكيالين وتعرض الكثير من المخالفين لك لنفس المأساة في سياسة التمييز المفضوح في عملية النشر من عدمه
ونحن نعرف السبب
فعندما نبدأ بالكتابة والرد أو التعليق سياسيا طرحا ومعالجة وتوثيقا
وجمعا بين الواقع المر والتاريخ القريب
ومع ذكر البراهين والشواهد ومعطيات الأرض اليوم
ونشير بأصبعنا لمكمن المشكلة سياسيا !!!
نتفاجأ بالمنع والحظر لأيام ثلاثة وربما لأكثر
والموقع يعرف ذلك!

أستاذ سامي لبيب
محظورات الحقيقة وللأسف هنا في الموقع هي هي التي في جميع دولنا العربية لا أستثني أحدا حتى قطر نفسها وإعلامها الوظيفي

بل حتى منظمة حماس في غزة والتي يقولون أنها الأمارة العربية الوحيدة المحررة
بل وإيران نفسها!
أظنك الآن فهمت عمن أتحدث ؟

أنت يا أستاذ سامي تجلد شعوبا مغلوبة على أمرها وفي كيانات ورقية لا دول أصلا تم رسمها على الخريطة منذ اتفاقية سايكس بيكو في 1916 المشؤومة

يا أستاذ سامي لبيب

هل يعقل لم تسأل نفسك عن الشيخ جون فيلبي ضابط المخابرات ودوره في تأسيس كيان إسلامي مزعوم في أرض مقدسة للأخوة المسلمين
بل ويزعم إسلامه
ويتسمى بالشيخ عبدالله ويخطب في منبر مكة؟

من فعلها قبله في موطنك الأصلي يا أستاذ سامي لبيب؟
ووظف منبر الأزهر لخدمة احتلاله لمصر؟
نابليون بونابرت
فعلها قبله بمئة عام تقريبًا

التاريخ يعيد نفسه
ولهذا عندما كان الكثيرون يقولون إن التنظيمات الإرهابية المسلحة الجهادية المزعومة صناعة مخابراتية كنا نصدقهم
فالتاريخ يعيد نفسه
والتنظيمات السرية المسلحة في اليهودية والمسيحية وقبل الإسلام وبعده معروف وموثق تاريخها الأسود بالاغتيالات السياسية والقلاقل بل وحتى المجاعات والحروب الدينية؟

حراس المعبد والهيكل والحروب المقدسة إياها
وليست قضيتنا هذه الآن

أنت يا أستاذ سامي كثيرا ما تعزف على قمع الأديان للإنسان
وأدلجته وتطويعه على يد وعاظ السلطان
ونحن جميعنا معك في مثل هذا الجلد الفاخر فخر السيجار الكوبي

إلا أنك لم تتجرأ يوما على معالجة ما يعيشه لا أقول العرب بل المشرق كله من تخلف معالجة وطرحا سياسيا
بل
لم تشر قط لمكمن الداء والدواء؟
فعندما تشير إليه قطعا ستذكر الأسباب الحقيقية وتكف عن جلد الشعوب... المسكينة...

إن لم نبدأ بالسياسة في الطرح والمعالجة فلن نكون صادقين مع النفس ولا أمناء على الحقيقة
بل نحن وقد لا ندري مجرد أبواق مجانية لمكمن الداء نفسه!

أستاذ سامي وربما أنت دكتور
وهذا ما أعتقده بشدة
ذات مرة د. سامي لبيب قال طالب عربي لأستاذه الجامعي والذي درس ودَرَّسَ طوال عمره في فرنسا
وفي أشهر جامعة فيها ولمدة ستين عاما متتالية
وهو بالمناسبة كاتب مشهور جدا هنا في الموقع قال له تلميذه

طلال كبده
يا معالي الدكتور
دعني بداية أنقل لمعاليكم سؤالا من شخص ما هو واحد من آلاف مؤلفة من تلاميذك في إحدى الجامعات التي كنتم تحاضرون بها كأستاذ جامعي مرموق ومشهور وقامة علمية تميزت من الصغر بسمات الأكاديمي المخضرم!
يقول تلميذك متسائلا:
هل من صنع أنظمة عربية تحكم !
ورسم حدود دول بل وصنع لها رايات وأعلام دول لها قبل قرن من الزمن؟
يعجز عن صنع تنظيمات متشددة إسلامية!
يا معالي البروف لماذا مع هذا تختزلون الأكثرية السنة العرب في فصيل ما أو تنظيم ما أو جماعة ما !
لماذا تنتزعون من الأكثرية حقها في الإختيار؟
فرضتم عليهم منذ قرن حكاما مجرمين ديكتاتوريين ولازلتم!
ورسمتم لهم حدود دولهم واخترتم لهم شرار ووضاع الخلق ليحكموهم!
وعندما انتفضوا بربيعهم أجهزتهم عليهم قمعا وقتلا وتهجيرا وتشريدا ونهبا لثرواتهم ومسخا لإنسانيتهم!
والآن تريدون فرض نظام معين عليهم ودون إعطائهم حق الإختيار !
ناهيك عن المشاركة في تحديد مصيرهم!
يا معالي الدكتور أخبرني بحق الشيطان :
لماذا الغرب كان ولازال يصر على أن تحكم الأقليات أو الجنرالات الدول العربية ودون الأكثرية!
لماذا في الغرب الأكثرية تحكم والأقلية تعارض
والعرب السنة الأكثرية حتى حق المعارضة السلمية يمنعون منها !

فقط قمع دكتاتورية نهب فساد ... إلخ!

هل قرأت د. سامي لبيب
قمع دكتاتورية؟
ما سبق من كلامي هو جواب في الحقيقة عن السؤال الأخير لتلميذ الأستاذ؟
وقال أيضا تلميذ آخر في جلسة حوار صادق ولقاء مثمر

ابراهيم سوسته:
إذا كان التلميذ لا يقدر أن يُعَبِّر عن رأيه أو يناقش في عالمنا العربي أستاذه علانية بإسمه ويخشى أن يظهره فهذه تكفي لكشف بشاعة القمع وشدة الخوف
كارثة كيف تنهض شعوبنا ودولنا وهذا واقعها التعيس

وقال تلميذ آخر
جابر عثرات الكرام:
يا أخي شف الغرب الكافر المشرك الملحد
مواطن أمريكي يشرش ساسته وعسكره وينتقد سياساتهم بلغة حاده وهو في كليته أو عيادته ويرجع بيته ومزرعته عادي ينام ودون خوف من طوارق آخر الليل المباحث يتلونه ( يعتقلونه ) من علباه (قفاه) للاعتقال والتحقيق
يا أخي حرية الكفار أطهر من أي وسخ حاكم عربي

د. سامي لبيب
هذه قناعات طلاب شباب وبعضهم في سن المراهقة وُلِدُوا وتربوا وعاشوا في الغرب وليسوا من خلفية إسلامية ما عدا واحد منهم
وقد أشاروا لمكمن الداء والدواء معا
بل وأجابوا بأنفسهم ومن حيث لا يشعر بعضهم عن سبب التخلف!

المحزن في الأمر يا د. سامي لبيب أنك لم تتغافل عن هذا فحسب بل وكنت ولازلت تُمَجِّد أداة القمع نفسه
الحُكَّام العرب
وترى أنهم على حق
فهل من
ابتكار وتَطَوُّر يقع بدون حرية؟
لماذا لم تذكر سياسة الإفقار المتعمد المصاحب للقمع الحاصل؟؟؟
والأمية المتعمدة
ودعك من فقد الوعي؟

فساد ونهب للثروات وتريد مركزا حقيقيا معه للأبحاث؟
أنت تمزح والحالة هذه مزحة قاتلة كالدبة التي قتلت صاحبها خطأ وهي تريد قتل الذبابة؟