وإذا الأحباب كل في طريق


محمد الزهراوي أبو نوفله
2023 / 2 / 19 - 10:17     

وإذا الأحباب كل في طريق..!

سألتها عنه يوما، قبل أن يهتدي إليها، وقد طال إنتظارها لتلك المكالمة التي لم تأت، بل أتى هو على حين دهشة منها، وقد بلغ شوقها إليه ذروته وهي تصارع كبرياءها، مترددة في الذهاب إليه:
- حدثيني عنه، كيف هو؟ جميل؟ وسيم؟
عصرت شوقها بين يديها، ابتسمت لذكر اسمه، غابت بمخيالها إليه ثم قالت:
- لم يكن رجلا يوسفي الحسن والجمال، تُقطَّعُ الأيادي لرؤيته، لكن! قُدَّ القلبُ بعد القميص له، الفؤاد يركض إليه لاهثا، كل الجوارح لقربه انتشت، والجسد... طالبه!
‏أيوبية الصبر أنا! وقد سد السلوان نوافذه، فهل يجدي قتله بعد النوى؟ أم أولى بيَ سجنه؟!
دُهِشتُ لهذا الوصف الخيالي، وهذا الفؤاد الرقيق والحس الرهيف، وهذا الحب الذي عاش عقودا في البعد، ولم يعش إلا القليل في القرب.
‏ استغربتُ كيف القصة انقلبت إلى فراق، إلى رحيل! وكأنها كما قالت:
‏- لاشيء!!
‏أو كما تقول كلثوميتها: "كيف ذاك الحب أمسى خبرا وحديثا من أحاديث الجوى؟!"

ذاكرة الحقائب
ر . الانصاري