فضالة (اليسار العربي )..واسفافه بالانحياز لروسيا الليبراليه

ليس هناك شيء اسمه يسار عربي بالمعنى الدقيق لهذا الوصف الا بكونه يسارا معني بالمجتمعات الناطقه بالعربيه ’ غير هذا لا يعني الا نوع من التوهم والخيال الضاريين بمعنى اليسار ذاته , خصوصا وان لهذا المفهوم مرونه تتمطى بدرجه كبيره تبعا لحال واقع المجتمعات التي لابد وان تختلف في تفاصيل معاناتها وما يتبع هذا من دواعي وشروط المواقف التكتيكيه ..هذا ( اليسار العربي ) وبعد انتكاسته التاريخيه وتراجعه التاريخي امام منظومات الاسلام السياسي ’ راحت فضالته من تنظيمات شكليه وناشطين دعاة ترمي بجثتها الفكريه بين طغيان المد الديمقراطي النيابي وبين المعاداة الاعلاميه ل (الانتي امبرياليه ) ..كان هذا مدعاة لان تضع الكثير من هؤلاء في خانات تقييم نشاز وشاذ ,صار تحالف فصائل (اليسار العربي ) مع قوى الاسلام السياسي ظاهره متكرره على مستويات المجتمعات العربيه التي تعاني اصلا من اوضاع سياسيه مرتبكه ومتشابكه الخطوط ..واذ كان هذا قد حدث في الجانب التنظيمي فان الشتات منهم وعلى راسهم فئة الناشطين والمروجين للتوجهات ( اليساريه ) وجدوا انفسهم في وضع مريح للالتحاق بمسيره الاسفاف الفكري هذه ..صار عند هؤلاءفي لبنان حزب الله مرجعيه ثوريه , والمرجعيه الشيعيه في العراق ملاذا وطنيا فوقيا ’ والاخوان المسلمين رديفا نضاليا في مصر ورمزا للمقاومه في فلسطين ...الخ في غضون هذا تحولت (انتي – امبرياليه ) المبسطه عند هؤلاء الى اضيق حدودها بوصفها ( انتي الولايات المتحده ) الامر الذي اعمى بصيرته تماما عن ادراك المعنى الحقيقي لنهج الراسماليه العالميه والذي صار درجة تفاوت تطورها الذاتي يشهد عراكا محتدم بين جناح المنتجه منها وبين الجناح المرفه الذي يعتمد على حركة النقد ..عراك بين خط مسير الراسمال ( نقد – سلعه – نقد ) وبين ( نقد – نقد ) ..بين المعسكر الشرقي الراسمالي وبين المعسكر الغربي ... حالة العمى الثوري هذه استدرجت الكثير ممن يتوهم بماركسيته الى حمى النستلوجيا والتفاعل مع روسيا الليبراليه وكأنها هي الاتحاد السوفيتي !؟ بوتين الذي في النهايه هو واجهة النظام الراسمالي الروسي والذي لايقل براغماتيه سافله عن نظرائه الغربيين , تحول عند عميان اليسار ( العربي ) الى نسخه مطوره للينين او ستالين ’ حليف ايران الاسلاميه هذا صار عند جماعة العميان بصرا وبصيره , رمزا لرجل السلطه العادله واميرا للخندق المقاوم المنتفظ بوجه الامبرياليه !