شياع يتحرك في منطقة فراغ التدافع الامريكي – البريطاني


ليث الجادر
2023 / 1 / 30 - 15:12     

زيارة شياع لفرنسا وابرامه اتفاقيه شراكه ستراتيجيه لا تتعدى بكونها تكليل بروتوكولي لما هو قائم فعليا وسابق على موعد الزياره , فالجوانب التي ذكرها الطرفين الفرنسي والعراقي واشارا الى ان بنود الاتفاقيه قد شملتها , انما هي مطبقه فعلا وبعضها فاعل منذ سنوات ! ففي مجال الطاقه التي اخذت حيزا مهم من بنود الاتفاقيه حسب ما يمكن ملاحظته من ما هو معلن , انما كان قد بلغ قمته عام 2021 حينما ابرمت توتال الفرنسيه عقدا مع العراق بلغ 10 مليار دولار يشمل مشاريع انتاج الطاقه الكهربائيه ويتضمن بناء وحدات تجميع ومعالجة الغاز المستخرج من النفط الخام وبناء محطه كهروضوئيه بقدره 1 غيفاوات بما يغطي حاجة جنوب العراق من الكهرباء بنسبة تقارب 80% ! الذي حدث ان هذا العملاق الفرنسي مازال متلكئ في تنفيذ مشاريعه ! للتلكىء هذا اسبابه ! وهو في النهايه مرتبط بتضارب هذا المشروع مع مصالح ايران ..تنفيذ هذا المشروع سيسهم بنسبه مهمه في عمليه تضييق الخناق الاقتصادي على ايران ..وهذا ايضا يربك التكتيكات الامريكيه المتعدده الاتجاهات والتي بموجبها سمحت بان يكون العراق منفذا يتسرب من خلال جزء مهم من شدة خناق الحصار الاقتصادي على ايران والذي هو اصلا مفروض من قبلها ! الشركات العملاقه البريطانيه والامريكيه بدى وخلال 20 عام من انها لاتملك لاقدره ولا شهيه في القيام بهذه المهمه ! لماذا ؟ لا جواب نافل خارج اطار تشخيص ذاك التدافع المتصاعد بين الاخويين البريطاني صاحب الارث البلوري للعراق وبين صنوه الامريكي الجشع ..كان ذالك التدافع الذي امتد في العراق ( 1947- 1958 ) قد انتهى بتوافر شروط التحرك الوطني في منطقه الفراغ ليتم تغيير النظام والانقلاب على الحكم الملكي ,اما وضعنا الحالي فان توافر امكانيات نسخ التجربه قد فات اوانها ابان الحراك التشريني وبعد الحرب الاوكرانيه وما تمثله من مشاغله عصيبه ومعقده لبريطانيا من جهه وللاتحاد الاوربي من جهه ثانيه , فان التحرك الاستقلالي باتت محكوم النتيجه بالانحياز للمعسكر الغربي كمهدأ لهذا التدافع ! فرنسا وبالادق الاتحاد الاوربي هو الملاذ الحاضن لضمان حياديه السلطه العراقيه في مجريات ذاك التدافع الذي اندفعت به بريطانيا وبقوه منذ انعتاقها بالبركيست ! كلا المتدافعين لهما مصلحه مشتركه في استوداع الولاء العراقي في احضان اوربا ..بينما يتوجه كلاهما لاداء مهمته في عمليه ترسيم النفوذ الدولي ..العراق والى حين هو وديعه( انكلو- امريكيه) في خزينة الاتحاد الاوربي لحين اعادة ترسيم مناطق النفوذ بين المعسكر الغربي وروسيا ( زعيمة المحور الشرقي ) في الساحل والقرن الافريقي ...هذا لا يعني ان اوربا مطلوب منها ان تكون راعيه ناسكه وزاهده ..وهذا ايضا لم يكن مرتبط ارتباطا مباشرا باندلاع الحرب الاوكرانيه , فالتدافع الامريكي كان قد بلغ من التعقيد قبل سنوات بحيث كان احتمال ايداع العراق كوديعه اوربيه امرا ذا احتماليه كبيره ! والحقيقه انه بدأ بما يشبه الاقتراح منذ عام 2019 ..في عهد الكاظمي الذي نجحت بريطانيا اخيرا في تكليل جهدها بتنصيبه والتي كانت المبشره بصعود ما يسمى (بالصف الثاني للسياسيين ) منذ عام 2016 ’ كان قد رسمت في عهده وثيقة الايداع تلك والتي اقرت هذه الايام رسميا في الاتفاقيه الفرنسيه العراقيه ! فبالاضافه الى ما اشرنا اليه من العقد المبرم لشركه توتال الفرنسيه , فان لفرنسا تواجد عسكري نوعي في العراق يتمثل بتواجد قوه عسكريه خاصه في معسكر غرينير الذي يشتمل على مركز استخباراتي متطور ..( بغض النظر عن الخيارات التي يتخذها الامريكيون فاننا سنحافظ على وجودنا العسكري في العراق لمحاربة الارهاب – ماكرون 2021 )...وفي جانب الدعم الاقتصادي فان لفرنسا عده مساهمات منها منح ماليه ضمن صندوق دعم اوربي بلغت في العقد الاخير ما يزيد عن 3 مليار يورو , كما انها تسهم في اعاده اعمار مدينة الموصل وتقوم بدعم قطاعات التعليم والخدمات في اقليم كردستان ..وعلى الصعيد السياسي فان ماكرون زار العراق خلال سنه بين منتصف عام 2020 وعام 2021مرتين , واحده شملت مناطق متنوعه من العراق راعى فيها مغازلة المكونات العراقيه (مسجد نوري في الموصل , كنيسة الساعه , مرقد الامام موسى الكاظم ) وتزامنت مع ابرام عقد شركة توتال , واخرى لحظور مؤتمر التعاون الاقليمي ..وتزعمة فرنسا 2022 جهود مؤتمر قمة بغداد للشراكه والتعاون الذي انعقد في الاردن وكان مهمة فرنسا المحوريه هي طمئنة المملكه الاردنيه اتجاه حكومه السوداني بعدما تلمست الحذر من تنحي الكاظمي عن منصبه والذي بذلت جهودا كبيره في دعمه واسناد سياسته في الداخل والخارج ! كان دورها هذا ولظروف موضوعيه هو في حقيقته دور الوكيل البريطاني ,ومع صمت الاخيره وترحيب الولايات المتحده بانعقاد هذا المؤتمر , تلمس السوداني فسحة التحرك ما بينهما ..لهذا وجد نفسه مهيئا لان يستجيب بفعاليه ودون حذر لان يلبي مطلب فرنسا في توثيق العلاقه الفرنسيه العراقيه بشكل رسمي برتوكولي والذي تبغي منه تحقيق عده اوجه سياسيه واقتصاديه ...منها ان توقيت اعلان هذه الاتفاقيه يتزامن مع انسحاب قواتها من جمهورية بوركينا فاسو وكانت قبلها قد انسحبت من مالي امام تقدم النفوذ الروسي ..انها بالمقابل تؤكد بانها تحقق تقدما في تواجدها بتلامس مع حدود نفوذ المعسكر الشرقي بزعامة روسيا ...هذه الاتفاقيه ايضا تطرح نفسها ندا للاتفاقيه الستراتيجيه الايرانيه الصينيه( 2022 ) التي ضمنت احدى بنودها تواجد عسكري صيني في ايران وهو تواجد ذات بعد ستراتيجي كبير ويمثل سابقه في طبيعة النفوذ الصيني الموجه بالضد من اوربا ! بالمقابل فان استيداع العراق في الحاضنه الاوربيه من خلال فرنسا سيرسل الى تركيا رساله قويه وقاطعه بضروره اعاده حساباتها في قضية ادعاءاتها التاريخيه بحقوقها في الموصل وكركوك ..( نحن هنا للتعبير عن مدى أهمية الموصل وتقديم التقدير لكل الطوائف التي تشكل المجتمع العراقي- ماكرون في زيارته لكنيسة الساعه في الموصل )...."