كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/4 النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق


عبدالامير الركابي
2023 / 1 / 27 - 16:50     

كيف يمهد ماركس لظهور"المهدي"!!؟/4
النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق
نصل الى مايوجب تبديل المروية التاريخيه التصيرية بنقلها من المنظور الاحادي الارضوي الى اللاارضوية، حيث تتبدل المنطلقات، ومن ثم المستهدفات المفترضة الكامنه في العملية التاريخيه الوجودية، فاذا مااعتبرنا ان الوجود البشري هو وجود تحولي لاارضوي، فان مجمل المنظور للتاريخ يتغير عما هو معتمد وماخوذ به من مفاهيم الحضاروية والاهداف المفترضة المستنسبه، ففي الحالة المنتمية للتحولية، يبدا التاريخ المجتمعي لاارضويا، ثم ازدواجيا تصارعيا، له غرضية ومستهدف هو الانتقال من الارضوية ومغادرة الكوكب الارضي والجسدية الى الاكوان غير المرئية، ومطابقها العقل، العنصر الثاني الذي يتشكل منه الكائن البشري بجانب الجسد.
تبدا المجتمعية محكومة لاشتراطات استثناء فريدة في نوعها، وفيما يتولد عنها كينونة مجتمعية، تلك هي شروط "العيش على حافة الفناء"، في الجزء الاسفل من ارض الرافدين في سومر ابتداء لتكون لاارضوية، قبل ان تصل اليها الارضوية النازله من "عراق الجزيرة"، حيث الاشتراطات التكوينيه الارضوية، لينشا من يومها الاصطراع الازدواجي، مولدا حكما الامبراطورية الازدواجية، ومقابلها الكونية اللاارضوية، وماينتج عنهما خارج النموذجية الارضوية الاحادية المحلوية، الكيانوية / الوطنية/، بما هي كيانيه متعدية للكيانيه، لاتحقق لها موقوف على حدودها، والا فانها تنهار وقتها، وتدخل فترات الانقطاع الفاصلة بين الدورات، ماقد جعل هذا الموضع من العالم محكوما لقانون الدورات والانقطاعات كخاصية اساس. هي خاصية وقانون التحولية التاريخيه.
تتوقف الدورة الاولى التحولية السومرية البابلية الابراهيمه، دون بلوغ مايطابق كينونتها ومحركات وجودها، لاسباب اساسية تخص، من جهه مستوى تطور مادة العقل في حينه، وغياب العنصر المادي الضروري للتحول بصيغته "العقلية" اللازمة، وهو مايحكم الدورة الاولى ليضعها امام الممكن من التعبيرية الدالة على الحضور كونيا، بالحدسية النبوية الكونيه المتناغمة مع الحاجة المجتمعية الكونية للازدواج، مايؤمن للرؤية اللاارضوية بصيغتها الاولى، القدرة الاختراقية على مستوى اقرب للشمول على مستوى المعمورة، تكرسها التفاعلية الانصبابية الارضوية في الشرق المتوسطي، الشرقية الفارسية، والغربية الرومانية، وماينتهيان له من حصيله تغني بنية العالمين، بقلبهما من الاحادية الارضوية الى الازدواج، وان بظل الغلبة الارضوية الاحادية، مايشمل اوربا، والمدى الذاهب الى الصين والهند.
ان تاريخ المجتمعات هو تاريخ التحوليه وقانونها وسيرورتها، وهو تاريخ ازدواج بصيغتين ازدواج ازدواجي، وازدواج احادي، وهو مايطابق خاصية الازدواج الشامله، وبمقدمها ازدواج الكائن البشري العقل / جسدي، وازدواج الارض كينونه من يابسه وماء، كما يتمثل شاخصا بعد انتصاب الكائن الحيواني على قائمتين، وحضور العقل الذي ظل كامنا تحت وطاة التغلب الجسدي الحيواني خلال الطور التشكلي الارتقائي الاول، قبل قفزته التشكليه الحالية، وصولا الى المجتمعية.
ماان تنتكس اللاارضوية في طورها الاول متوقفة دون غرضها الابعد، حتى تغلب الارضوية نموذجا وتفكرا من نوعها، هو بالاحرى التفكر "الانسايواني" وحدوده، والذي يظل مستمرا يكرس محدودية وعيه لوجوده وللعالم، لحين بلوغ مشارف الانتقالية العظمى كحصيلة للترقي التفاعلي المجتمعي العقلي عبر الدورات والانقطاعات، ووقتها والى اللحظة الراهنه، يكون المنطوى المجتمعي الوجودي غائبا، خارج قدرة العقل المتاحة على الادراك، بالاخص من الزاوية الاساس "التحولية" اللاارضوية، بينما تشيع التوهمات والافتراضات المصاغة وفق ممكنات الاعقال الارضوي الاحادي، خارج الحقيقة والمحرك الاساس غير المكشوف عنه النقاب.
ولن يكون الانتكاس الاول هو الاخير، ففي موضع الازدواج والاصطراعية المجتمعية الكونية، يعود الانتكاس يتكرر في الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، وبعد عودة الابراهيمه التعبيرية اللاارضوية الاولى النبوية الى ارضها بالفتح الجزيري، وماينجم من تفاعلية اصطراعية امبراطوري بغدادي، ومقابله الكوني، الامامي التشيعي، الاسماعيلي، القرمطي الخوارجي، الاخوان صفائي، المعتزلي، الحلاجي، الزنجي، المنتهي باللاتحققية الثانيه، واعلان "الانتظارية المهدوية"، اي الاحالة الى طور اخر، بينما تكون الامبرطورية من اعلى قد وجدت المجال والمدى الكوني والاقتصادي العالمي التجاري الريعي، لتلعب دورها كمركز يتوسط الامتداد من حدود الصين، الى اوربا، ماوجب على المنقلب الطبقي الاوربي اسباب الانقلابية الالية البرجوازية، المنجز المنتظر المتضمن نهاية المجتمعية الاحادية الارضوية، وتوفر اسباب التحولية المادية والاعقالية.
لم تكن اوربا تقصد التزوير او اشاعة الاوهام على مستوى المعمورة عامدة متعمدة، بينما كانت تدلي بما تعتقده الحقيقة الدالة على ماقد عرفته ابان نهوضها الحديث، بعد الانقلاب الالي الذي ظهر بين تضاعيفها، فهي كانت بالاحرى وماتزال تنطق بما هو مطابق لممكناتها وعيا كمجتمعية لها خاصياتها ومواصفات بنيتها، ماخوذة ضمن اجمالي الوضع المجتمعي التاريخي على مستوى الوعي المتاح، وحالة القصور العقلي البشري دون الحقيقة المجتمعية ومساراتها واهدافها، بظل ماقبل النطقية اللاارضوية التحولية، مايضع هذا الطور من التاريخ بتوهميته الكبرى، بباب المحطة الفاصلة، او الانعطافة الحادة الختامية غير العادية، لطور من التاريخ البشري، هو هو الطور الفاصل بين الانتكاسة التحولية الاولى التي اصابت اللاارضوية ومنعتها من التحقق ابتداء، وبين بدء الانتقال الى الطور التحققي التحولي، بعدما صارت الاسباب الضرورية اللازمة للتحول متوفرة ومتاحة.
وعدا عن الالة الذاهبة الى "التكنولوجيا العليا"، فان نهضة الغرب وانقلابيته الشامله، لاتخلو من فعل على مستوى الاعقالية، وبالذات في المسالة المجتمعية ومحاولة ادراكها كمعطى مستقل، خاضع للفحص، سوى المنجز الاهم المتعلق بخضوع الظاهرة المجتمعية الى القانون وصولا الى الحتميات، الامر الذي لابد من وضعه بالاعتبار على المستوى الاشمل بما خص الديناميات التصيّرية التاريخيه، بغض النظر عماتشير اليه وتعتمده كعينه، تتوهم انها خاضعه لفعل القوانين التاريخيه، علما بانها بالاحرى قابلة لان تكون حافزا يفتح الباب على مسالة اهم، واكثر مساسا بالعملية التاريخيه الشامله ببعدها التحولي، وبعدما ظلت التحولية والازدواجية المجتمعية خاضعه في اقصى حالاتها تعبيرا للحدسية النبوية، الى ان احيلت في الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية المهدوية الى الدورة الثالثة الر اهنه، المبتدئة من القرن السادس عشر، لتاتي "مادية ماركس التاريخيه" فاتحة السبيل امام اللاارضوية لكي تنتقل من الحدسية الى السببية العليّة، وقد صار المنظور العليّ متاحا، حتى وان هو اتخذ في بداياته اشكالا، واكتسب انعكاسات نقلية، واسقاطية توهمية.
المجتمعات خاضعه لقانون ينتظم دينامياتها، وهي ذاهبه الى هدف ومنتهى، يراه ماركس طبقيا وهو مجتمعي، ويعتقده اشتراكي "شيوعي"، وهو تحولي من الجسدي الى العقلي، ومن الارضي الى الكون الاخر، وماركس هنا يقدم المنهجية الضرورية، بينما "المهدي المنتظر" يحول المنهجية من ارضوية احادية، الى تحولية لاارضوية كما اشارت وقفة الدورة الثانيه في سامراء شمالي بغداد مع الغيبه الكبرى، لتنتقل اليوم، من نطاق ولبس ثوب الحدسية التي ظلت طاغية من وقتها والى اليوم، الى ماكانت تنتظره من قفزة كبرى نحو الاعقالية الادراكية السببية، ماركس هو تمهيد لظهور"المهدي المنتظر"، عنوان التحقق التحولي اللاارضوي، والانتقال الاعظم.
لكم هي متداخله، واحتدامية، وتناقضية وغريبه، لحظة الانقلاب الاكبر الراهنه، حين تشمل تاريخ الانتكا س الثاني في القرن التاسع في سامراء، وصولا الى الانقلاب الالي على الطرف المتوسطي الغربي، والغلبة الكاسحة الايهامية الغربية المقرونة ب، والمرتكزة لضخامه المنجز في الميادين المختلفة، وفي مقدمتها التوهمية التي تمركز المسار التاريخي في غير موضعه الفعلي، وبينما تكون المعطيات المتحققة بصدد توفير الاسباب لتحقق المنتظر التحولي، فان الغرب باحاديته وارضويته، يكون في حال اصرار على جعل الاله والانجاز التفكري والعلمي، بخدمة الموضع الذي تحقق فيه وقتها، الامر الذي لايتغير ويصير جالبا للتوقف الضروري، واعادة النظر والتمحيص، الا بقوة فعل الضرورة التي ماتلبث ان تاخذ الكوكب والبشرية نحو مسارب انسدادية كوارثية، تتزايد وطاة بينما ينغلق السبيل امام الاشكال المعتمدة من تنظيمات المجتمعات والدول، وتختل اليات الاقتصاد، وتتوالى الكوارث الطبيعية بما ينذر باحتمالات الفناء.
وكل ذلك هو حصيلة متوقعه، مصدرها التناقض الصارخ بين طبيعة المتغير المادي الفعليه، والوعي بها، اذ يكتب على البشرية اليوم ايضا ان تعاني وطاة القصورية الثانيه، مثلما حدث ابتداء مع انتكاس اللاارضوية، مع الفارق الكبير بين اللحظتين، الاولى التي هي بداية متاح لها لاجل اكتمال شروط تحققها، المرور بطور بعينه من الغلبة المجتمعية الارضوية، والثانيه الراهنه التي تكون المجتمعية المذكورة معها قد فقدت مبررات واسباب وجودها، لتغدو مقاربة لانتهاء الصلاحية، وممكنات الاستمرارية، مع ماتوحي به من افتراضات " تقدم" وانجازية لامحدودة توهما، في الوقت الذي يكون فيه التفارق بين الاليات المجتمعية، والوسيلة الانتاجية في ازدياد متعاظم، مع تحولات الاله عبر الاصطراعية المجتمعية البيئية معها كحاضر، من غير نوعها متدخل في كينونتها، الى ان تتعدى الاله نطاق التفاعلية الانتاجية المجتمعية كما هي، وبحسب اسسها الارضوية فتختل هذه كما هي الحال القائم في اوربا الان، ساعه تنتقل الاله الى "التكنولوجيا العليا"، لتغدو وسيلة انتاج مطابقة للاشتراطات الانتاجية العقلية، لا الحاجاتية الجسدية.
ـ يتبع ـ