الطفوليه الجنسيه ..بين تعنت المثلييه المنظمه ..وقمع الرافضين


ليث الجادر
2023 / 1 / 24 - 20:48     

مسالة ممارسه الجنس مع قرين مماثل جنسيا لايمكن وفق سياق المنطق العقلي المجرد الا ان تكون عملية غير طبيعيه ..ماذا يعني المنطق هنا ؟ انه يعني المعايير النهائيه للعقليه البشريه بما هي مشروطه بقيود الضروره الاجتماعيه والتي ترتبط في ادامه كل ماهو موجود مادي ملموس ...المنطق هنا يطرح سؤال محوري لايعفى اي مجادل منه وهو يطلب تفسير لوظيفة وماهيه الغريزه الجنسيه...هل للغريزه الجنسيه وظيفه انتاج النوع ؟ ام ان لها وظيفة احساس بالوجود ؟ في المستوى الفكري المعتد به لا يمكن ان يتم التوصل الى اجابه طاغيه ونافله وبديهيه , ومرد هذا الى ان العقليه البشريه المفكره تختلف في تفسيرها لمعنى سلوكية هذه الغريزه بكونها مفرده تطوريه او انها مفرده فطريه خالده ,لكن كيف اننا منذ بدايه الكلام شخصنا ممارس الجنس مع القرين المماثل انما هو نشاط غير طبيعي ؟ تشخيصنا هذا يكمن وراءه سبب محاوله تجاوز الجدل الفكري المؤدلج , لنتمكن من ان نتناول المساله من حيث انتهت كقضيه اجتماعيه باتت تتطور بشكل مضطرد , هذا يعني اولا اننا نرفض ادلجه هذه الممارسه من قبل كلا الطرفين , المؤيد والداعم لها , والمعارض والرافض لها .. الاخير لايحس بالرضا اتجاه وصف الممارسه فقط باللاطبيعيه ! بل عنده يجب تجاوز هذا الوصف واعتبارها ممارسه هدامه للطبيعه الانسانيه , وهو لايستطيع ان يقول بهذا الا حينما يبين بجلاء لا لبس فيه بان الغريزه الجنسيه صممت لاداء وظيفه انتاج النوع , هنا يلتقي الضدين , اصحاب العقيده التطوريه التقليديون واصحاب الفطره الخالده في المعنى النهائي للاداء الجنسي ..لكنهم يختلفون تماما في ماهية هذا المعنى فيما اذا كونه حدث بدوافع ماديه تطوريه او انه كان ذا معنى مثالي ميتافيزيقي حدد باراده عليا ..من هذا الافتراق وبالثبات النهائي لموقف الميتافيزيقيون يجد مناصري الجنس القرين – المثيلي – نوع من الفسحه التي تخترق موقف التطوريين في محاوله كسبه الى جانبهم ’ فتطور قدرة الانسان باتجاهيين متوازيين , الذهني – والمادي الموضوعي ’ قد الغيا تفرد الممارسه الجنسيه المباشره في اعاده انتاج النوع ’ هذه المهمه قد توافرت لها شروط صناعيه بوسائل تقنيه علميه تطبيقيه ! قد لايمثل هذا نهاية للجدل القائم بين دعاة المثليه وبين معارضيها ولكنه يضع حدود مرسومه نستطيع من خلالها تضييق الكم الكبير من تشعبات الجدل ! الملاحظه التي يمكن تشخيصها في حوارات ودفاعات انصار المثليه عن قضيتهم انهم دائما ما يقفزون فوق المعطيات الواقعيه ويتجاوزون الاحكام والقيم المتعارف عليها دون اي مستند معقول ..فهم يرفضون وصفهم بالشواذ , ويرفضون بشكل قاطع اعتبار المثيليه على انها نوع من الاختلال الفسلجي او الهرموني ويقولون بطبيعة الانسان المثليه ...الخ ..انهم يقفزون من على الحقائق العلميه وفي نفس الوقت يلجئون الى علم الاركيولوجيا والادبيات التاريخيه ! في محاوله منهم لتعميم ما هو خاص واستثناء , انا هنا اتكلم عن الناشطين اعلاميا وليس بمقدوري ان احدد موقف المثليين فيما اذا كانوا يتوافقون مع هذا النهج او يعارضونه ..لكن يمكن استشفاف من ان الشخص ذو العقليه المتزنه والموضوعيه لا يجد اي غضاضه في ان يعرف مثيليته باعتبارها خلل هرموني او نفسي او عضوي ! هو واثق تماما من انسانيته بمعناها العام الشامل والواقعي ويعي بانه ليس معنيا في المطالبه بان يمنحه الاخرون مباركتهم ويمنون عليه بحريه الممارسه وهو عقلاني بما يكفي لان لا ينمط السلوكيه العامه ويرضخها لسلوكيته ذي الخصيصه المتفرده ...قنونة المثيليه لا تعني الا الاسفاف بخصوصيتها الانسانيه! وهذا ما يقوم به دعاة تنظيم المثليه كمجتمع داخل مجتمع , انها محاوله ومشروع لبناء جدار عزل جنسي بين اقليه انسانيه وغالبيه غالبه ! وعلى هذا فليس من الصعب التمييز بين المثيليه كسلوك جنسي خاص وبين مشروع تنظيم وتوظيف المثيليه لاغراض سياسيه او كاداة في ستراتيجية الصراع بين الاديان .. ان المثيليه بما هي دواعي سلوكيه انما تمثل رفض وتحوير للقيم الجماليه المنمطه بالمعادلات الهرمونيه حيث الانوثه الناعمه المحضونه بالذكوره الخشنه الحاضنه ,ولهذا الرفض اشكال متنوعه ترتبط ارتباطا محوريا بثقافة المثيلي والظرف الموضوعي الذي يحيط به ..وهنا تلتقي السلوكيه الطفوليه بشكل ما مع المثيليه , لكن سبب غياب الجماليه عند الطفل يكون عائدا لقدرته الذهنيه الغير مكتمله والغير مهيئه تماما للاملاءات الفوقيه , بينما عند المثيلي تقترن السلوكيه الجنسيه بتمرد ذاتي هرموني ...انها دا دائيه خاصه ولكنها اعرق قدما من المدرسه الدادائيه الفنيه التي تكونت كموؤسسه ذات هويه اثناء الحرب العالميه الاولى , وهي اذ هاجمت قيم الجمال التقليديه في الفن فانها وجدت نفسها تتخذ من الفن منفذا لتحقيق هدفها ..