كيف يمهد ماركس لظهور-المهدي-!!؟/1 النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق


عبدالامير الركابي
2023 / 1 / 21 - 17:08     

كيف يمهد ماركس لظهور"المهدي"!!؟/1
النداء الأعظم: ياابناء ارض الرافدين/ ملحق
عبدالاميرالركابي
واخيرا حلت الساعه وتبدل الزمان، والازمان قياسها العقل، بينما هو يترقى ذاهبا من خانة "الانسايوان" نحو حواف "الانسان"، والدالة الاولى والملمح الذي يقربنا من عالم الانتقال التحولي الاعلى، بدء كشف النقاب، والتعرف على الكامن المطوي المؤجل بين تضاعيف المجتمعية من اول يوم تبلورها، ثم النكوص عن مستهدفها، وهو ماظلت الارضوية الاحادية دونه، ممتنعه عن مقاربته ادراكا، منذ وجدت اللاارضوية المجتمعية افتتاحا، وحل الازدواج الارضوي/ اللاارضوي، وصارت المجتمعات ازدواجا ارضويا/ سماويا، وازدواجا ازدواجيا بؤرة، العقل مادون المطلوب الاحاطة به.
ولايصير العقل مقاربا لمايتعدى الارضوية "الانسايوانيه" مادامت المجتمعات محكومة لليدوية البيئية، الى ان تنبثق الاله في قلب وبؤرة الديناميه الاحادية الارضوية الاوربية، لتذهب هذه صاعدة من موقعها الى مابعد ارضوية من دون مقومات لاارضوية، مايجعل منها عتبه انتقالية توهمية، مفعمة بالقصورية التصورية قياسا على ماهي واقعه ضمنه من متغير انقلابي نوعي، مع انها تبالغ في الانتماء للعقلانيه والعلموية مدعمه بضخامه وشموليه منجزها في الميادين المختلفة، بما في ذلك الاهم والاخطر قطعا، حيث كشف النقاب عن المضمر والفاعل كقانون في العملية المجتمعية، فاذا بالكائن البشري بقارب فجاة ميدان وجوده ومحركاته، فينتقل من الماضي المبهم والقدري الى الحضور الواعي، والى امكان التدخليه في المسارات واتجاهات المجتمعية بعد ان صارت هذه موضوعا قابلا للفحص والمتابعه، وصولا الى الانقلاب النهائي المقدر.
وليس ماقد ذكر مجرد قفزة "علموية" خاصة بمجال "علم الاجتماع" اخر العلوم من ذات نوع المتحقق في العديد من المجالات، بقدر ماهو بالاحرى مقدمه ونوع بروفه غير عادية تمهيدية، تبزغ مع اكتشاف ماعرف ب " صراع الطبقات" ومايحايثها من قانون المراحلية التاريخيه، وصولا الى انتفاء الطبقات، وماقد تحول الى منظور شامل لمجمل الحياة والسردية التاريخيه والغاية من الوجود ومنتهياته، تقول بالابتداء اللاطبقيي / الشيوعي، وتنهي التاريخ بمايماثل حال البداية، بالشيوعية اللاطبقية، وبهذا فهي قد أحيت "اليوتوبيا" ومنحتها الاسباب المادية للتحقق، ماكان من شانه نوالها انتشارا عالميا متوقعا، عدا عن الاسباب الاهم الاخرى المتصله بالنهوض الاوربي العام المواكب للالة والثورة البرجوازية، واجمالي الانتقالة الاوربية الكبرى، وما لازمها من المكانه والنفوذ على مستوى المعمورة تفكرا ونموذجا، وجعلها مركزية تتعدى حالتها الراهنه وتميزها، الى التاريخ برمته، والى ماتسنى للكائن البشري ان يعرفه ويمر به، مما يعود الى "الحضارة" والتفاعلية التا ريخيه.
وكل هذا كان متوقعا حصوله بغض النظر عن التناقضية الجوهرية التي ظلت تميز الظاهرة الغربية على مستوى الاعقال الموروث من حيث الاسس والمنطلقات الارضوية، الباقية سارية عند بدء مؤشرات الزمن اللاارضوي، واللحظة الانتقالية المفضية الى مابعد ارضوية، مع الالة التي تحضر ابتداء بصفتها طليعة تحولية مافوق ارضوية، منظورلها قصوريا وانيا بذاتها، ووفق مقاييس الحكم الانتاجية اليدوية، بينما هي سائرة الى التحور المطرد عبر الاصطراع، لحين تبلغ محطتها النوعية التكنولوجية العليا كوسيلة انتاج فوق ارضي/ "عقلي" تنتهي معه موجبات المجتمعية الارضوية الاحادية، وزمن صلاحيتها، وممكنات استمرارها.
تتجلى التحولية الانقلابية الطبقية واستقرت على ثلاث صيغ، ممتنعة على التحقق بحسب ماهي موضوعه تبشيريا : الاولى "طبقية" تاسيسية اوربية كلاسيكية، حيث الطقية البرجوازية في ذروة كمالها، والثانيه حزبية استبدادية شرقية واكراهية، بلا برجوازية مكتمله النمو، اساسها ايديلوجي، هي النموذج الحزبي اللينيني الروسي وتوابعه، والثالثة مجتمعية، لاترتقي لمستوى النموذج او الحالة المستقلة، لانها بالاحرى ومن حيث الديناميات ليست منها، توجد فاعله فيها ومؤقلمه لها،،تظل بناء عليه مغمورة تحت وطاة الصيغتين السابقين الغالبتين حتى حينه من حيث الخلفية، بما انها حالة استبدال من عالم اخر، لا تصل حد التحقق القابل للملاحظة لغربته، وبحكم كونه استحالة في الموضع اللاارضوي غير الناطق، الذي يحول المنظور الطبقوي الحزبي الى مجتمعي، والى بديل عن ضائع مازال لم تتهيا اسباب نطقيته ولا ادراكه بعد، ومن ثم تحققه المنتظر على مر التاريخ، مايضعنا امام حالة شديدة التعقيد والتداخل المفصلي، غير الخاضع في حينه للادراك.
والفارق بين الحالتين يتعزز على مستوى غير معلوم في ساعته، ذلك هو مايمكن ان نطلق عليه اسم التعاقبية الانقلابيه التراتبيه، بين الادراكية الطبقية، والادراكيه المجتمعية، حيث الحالة او النموذجية التي لاوجود لما يشابهها على مستوى المعمورة، ف"الحزب الشيوعي اللاارضوي العراقي"، هو بالاحرى حالة انفصال عن المشروع الغربي الطبقي الماركسي، وهو سيرورة تماس مع ضرورة كونيه مقابله، واعلى من تلك الطبقية، مرهونه لمسار الاليات التاريخيه الحالة على المجتمعية بعد ظهور الاله، مابين ابتداء وانتهاء، عند البدايات المصنعيىة الاحتدامية الطبقية والوعي المواكب ماقبل الالي العائد الى الطور الاحادي الارضوي اليدوي، وصولا ال "التكنولوجيا العليا" حيث اكتمال الاله تصيرا بما يتوافق وضرورتها كعنصر تفاعلي نوعي، ذاهب الى كماله النوعي، وما يتطابق مع كينونته كفعالية مختلفة كليا عما يطابق حالته الابتداء، مع مايمكن ان تولده من رؤية وواقع انتقالي غير مدرك في حينه.
وتاتي حالة الادراكية الاولى الاستبدالية، بناء على التوافق الجوهري، وبفعل دفع الاليات الاصطراعية الافنائية الحالة بحكم الحضور الاستعماري النموذجي الغربي، باسقاط مايمت الى الهيكلية التنظيميه الحزبيه، فاللينينيه لم تكن حاضره في ارض سومر، وفي عموم ارض السواد مابين اواخر العشرينات والخمسينات، والعمل الدعاوي في الريف كان يستوجب نمطا من الاختصاص العراقي، له عينه من العاملين يستحيل على الافندية اداءه من امثال وجدوا من امثال كاظم الجاسم في الحله، وحسين ياسين في الناصرية في الفهود، او حسين سلطان في الفرات الاوسط، حيث لاموعد ولا التزام باشتراطات العضوية ولا اجتماعات مقصورة على الخلوية، مع اللغة المختلفه ايحاء وسلوكا"الحسجه"، من المستحيل على الحزبيين من افندية المدن و "فطاريتهم"، التعامل معها اذا لم يكونوا يريدون التحول الى اضحوكه، الى ان يصل الامر مع الزخم الهائل وحصيلته، الى عملية مجتمعية صارخه، يمكن ان تسير تظاهرة من مليون ونصف المليون من العراقيين، في مجتمع لا يتجاوز تعداده السبعة ملايين، مع اسقاط صغار السن وكبارهم، والى حد بعيد المراة كما حدث عام 1959 في الاول من ايار، يوم صدح الشعب العراقي برمته مغنيا "عاش زعيمي عبدالكريم حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي" ابتداء من قرابة السادسة فجرا الى العاشرة ليلا، بينما الشرطة تصدح "اسال الشرطة ماذا تريد .. وطن حر وشعب سعيد"، وهو شعار الحزب الشيوعي الاراس، والمقارنات لاترد هنا استدلالا على خصوصية نوعيه خارجه عن الجاهز والمقرر مسبقا، وحسب تجارب وممارسات الاخر الذي يرقى لمستوى النموذج الجاهز المعلب،وكانما حالة كهذه لاتستحق التخصيص، مقارنة مثلا بالظواهر المرافقه لثورة اكتوبرالروسيه، مع التباين الضمني في بلد كالعراق، تتشكل فيه بمبادرات عفوية، داخل المؤسسة العسكرية في الخمسينات "لجان الضباط والجنود"، او تخرج المراة لتهتف "بس هالشهر ماكو مهر" كما حدث في انتفاضة السماوة عام 1959 بعدما كانت خرجت تحمل السلاح، منتمية ل "المقاومة الشعبية"، فما يحدث هنا على غزارته وتنوعه، هو وقائع لاتجد من يبحث لها عن معنى، او ما يستحق التوقف بحثا عن التميز، فضلا بالطبع عن جراة مقاربة "النموذج".
مجتمع واحد ام مجتمعيتان؟ حين يكون الاصرار على اسقاط نمطية مجتمعية، ونموذج بذاته على العالم، وعلى ارض مابين النهرين البدئية، تكون الثورة والانتفاضة الكبرى العقلية، من نوع مقاربة الذاتيه وفاء للحقيقة، فالعراق ليس ماقرره له ويرلند، وتحدد بموجب قرار كياني و" دولة"ـ لها علم ودستور ومجلس امة ـ كما قال عنها الرصافي:" كل عن المعنى الصحيح محرف" فلا وجود اطلاقا في التاريخ لعراق حدودة تلك التي تقررت اليوم، وله دولة حاكمه سلطتها ممتدة على قدر مساحته وسكانها، والعراق كيان لم يظهر للوجود الا امبراطوريا، او سماويا كونيا، وهو ليس كمصر مساحة محدده ثابته، فقد ابتدا بالاصل في لكش وجنوبها في اخر الجنوب اللاارضوي ضمن رقعه لاتكاد ترى بالعين المجردة!!!، وصولا الى بابل عند منتصف ارض السواد، والملوك هنا يمكن ان تختلط اسماؤهم مع الانبياء، والامبراطوريات لاتقوم باعتبارها تشكلا كيانيا موحدا مصمتا، بل على العكس، بما هي ازدواج وعجز عن بسط السلطة، مايولد الاضطرار للانكفاء الى وراء بحثا عن معادل وبديل لاحتلاب الريع غير المتاح من دون ثمن باهض(1)، بعد ان تكون التغلبيات الارضوية النازله من الاعلى، من "عراق الجزيرة" بطبيعتها الارضوية السلطوية، نحو "عراق السواد" الذي لايحكم من غيره، والمحارب الذي حريته تساوي وجوده كينونة وبنية بصفته مجتمعية اخرى نوعا، ليضطروا لاقامة معسكر/ توطن مستقل، خارج المجتمعية اللاارضوية، في اعلاها، من مدن محصنه اشد تحصين، ومعسكرة سلالية من داخلها، تقوم بصفتها كيانيه امبراطورية، محرك وجودها الازدواج والصراعيه الازدواجية التي هي اليه ديناميه شامله، مشتركة وموحدة ضمن اشتراطات الازدواج، حين تمارس حلب الريع من عراق الاسفل، تقوم بذلك بالغزوات الداخلية المكلفة، لتعود وتنكفي مختبئة داخل مدنها المحصنه، بانفصال عن المجتمع الاسفل الباقي مسيرا بقوانيه البنيوية اللاكيانيه اللادولوية.
مااهم مافي ماركسية ماركس عراقيا، انها نوع منجز موقظ للتفريق بين "وجود العراق نمطا وكينونة"، و" واختفائه تحت طائلة الكيانوية والجغرافيا والنظر للذات بعين الاخر" هكذا كنتم ومازلتم يابناء مابين النهرين، غائبين عن ذواتكم، كما كانت اوربا قبل ان يكتشف صراع الطبقات، والمراحل التاريخيه. والانكى ان يظهر من بينكم من يعتبر ماتحقق اوربيا من اكتشاف متاخر، يخصكم، ويمكن الاستناد اليه لقراءة تاريخكم، وهنا تقع العقدة الكبرى بين محطتين، فاما ان تصير الماركسية عامل طمس مضاعف لوجودكم وخاصياتكم التي هي خاصيات كونيه، اوتضعكم بعد لاي، يالمقارنه على مشارف اكتشاف القانون الاكبر، المضمر والمنطوي بين تضاعيف مجتمعيتكم ابتداء.
وهنا يقع المفترق الكبير، بين ماركسية النقل الماحق للوجود، وماركسية التمهيد لظهور " المهدي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا في الدورة التاريخيه الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، اما في الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، مع انبعاث الاليات الازدواجية بفعل "الفتح" الجزيري، فقد هرب العباسيون من الكوفة باحثين عن موضع "استقلال"، يحميهم من الانتفاضات المتكررة، فجربوا بداية الذهاب للرمادي، ثم الى الهاشميات حين قامت بوجههم انتفاضة الراونديه الى ان قرروا الذهاب الى الاعلى، خارج ارض السواد، فاقاموا مدينتهم/ الامبراطورية بغداد، على النسق البابلي هناك، مكررين تأكيد خاصية بنيوية ثابته/ يراجع/ بغداد/ كتب دائرة المعارف الاسلاميه/ بقلم عبدالرزاق الحسني، عبدالعزيز الدوري/ لجنه ترجمه دائرة المعارف الاسلامية/ ابراهيم خورشيد ـ د عبدالحميد يونس ـ حسن عثمان.