ماركس يرسم معالم نظريته


التيتي الحبيب
2023 / 1 / 16 - 21:50     


عندما اضطر ماركس لتعريف نظريته وتمييزها عن غيرها من النظريات والعقائد استعمل مقولة شهيرة أثارت ولا زالت جدلا لم ينتهي بعد.
إنها مقولته المعروفة ب " إذا كانت هذه هي الماركسية ما هو مؤكد هو أنني لست ماركسيًا". هذه المقولة يتم ترديدها بشكل ببغائي وأصبحت موضة كل الذين يتحينون الفرصة للتخلص من ثقل وواجبات التعامل العلمي مع القضايا الأساسية في المجال النظري آو الممارسة النضالية والسياسية من الموقع الماركسي.
نعود إلى موضوع المقولة لنضعها في نطاقها التاريخي ولنحيط بمدلولاتها النظرية والسياسية والهدف من التصريح بها من طرف ماركس القائد السياسي للحزب الجديد الحزب المستقل للبروليتاريا في ظروف النشأة والتأسيس للأممية الشيوعية.
كانت المجموعات السياسية المتحلقة حول التيار الجديد الذي أسس له ماركس وانجلس ومجموعة من المفكرين والمناضلين السياسيين والنقابيين تطلب المشورة والنصح من المعلمين ماركس وانجلس في كيفية تأسيس الأحزاب الجديدة. وقد طلبت العديد منهما صياغة برامجها او مراجعة مسودات البرامج التي تعدها تلك الأحزاب أو المجموعات حتى تتلاءم مع المنظور الاشتراكي العلمي الجديد.
من بين هذه الاحزاب كان حزب العمال الفرنسي بزعامة جول غيسد وبول لافارج طلب بدوره نقاش مسودة برنامج خوض الحملة الانتخابية التشريعية مع ماركس وانجلس وكان ذلك سنة 1880. ما ميز النقاشات والكتابات داخل مفكري هذا الحزب هو مجموعة من الأفكار يعتقد أصحابها أنهم بها يمثلون الماركسية بفرنسا ومن جملتها القول بان لا جدوى من النضال لتحقيق بعض المطالب الإصلاحية والتي يمكن تحقيقها في ظل الرأسمالية نفسها، الأمر الذي رفضه ماركس رفضا قاطعا مبرهنا بان مثل تحقيق هذه المطالب أمر ضروري ولا يمكن للحزب أن يتخلى عنه وهو يبني نفسه من اجل الإطاحة بالرأسمالية. واعتبر ماركس أن زعماء حزب العمال يكثرون من اللغط وترديد أفكار لا تمت بصلة لمنهجه ورؤيته للصراع السياسي ولوضع حد فاصل مع مثل هذه الادعاءات قال جملته الشهيرة " إذا كانت هذه هي الماركسية ما هو مؤكد هو أنني لست ماركسيًا".
أصبحت مسودة البرنامج الانتخابي لحزب العمال التي راجعها معا ماركس وانجلس من الوثائق المعتمد لحد اليوم في الحركة الشيوعية العالمية نظرا لمنهجية تناول القضايا السياسية والاقتصادية في أي برنامج حزبي يقود حملة دعائية وسط الطبقة العاملة والجماهير الشعبية(1). لقد أوضح ماركس كيف يجب على الحزب عندما يقرر خوض الحملة الانتخابية والمشاركة في المؤسسة الرجعية أن يعلن برنامجا يربط مبدئيا وبوضوح علاقة المطالب الإصلاحية مع الإستراتيجية والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه مع تحويل المؤسسة البرلمانية من مؤسسة رجعية شكلية إلى مؤسسة التحرر. لقد خاض ماركس صراعا قويا مع جول غيسد الذي كان يعتبر الحملة الانتخابية بمثابة طعم يضعه للبروليتاريا لاستدراجها للنضال السياسي إيمانا منه بضرورة تخليص البروليتاريا من أوهامها الإصلاحية. بمقولته الشهيرة صرح ماركس بان جول غيسد لا يمكن اعتباره ناطقا باسمه إلا نادرا ومن جملة أخطاء غيسد مطلبه السخيف حول الحد الأدنى للأجور الذي صححه ماركس بالصيغة التالية: "... الحد الأدنى القانوني للأجور، الذي تحدده لجنة إحصائية للعمال كل سنة وفقا للأسعار المحلية للمواد الغذائية؛" (انظر القسم الاقتصادي من البرنامج (1) ).
ألقى انجلس المزيد من الضوء على موضوع مقولة ماركس في سياق تناوله برنامج حزب العمال الفرنسي وصراعه مع جول غيسد. ففي رسالة انجلس إلى برونشتاين في اكتوبر 1881 (2) وضح أن ماركس أملى على غيسد تعديلاته على مسودة برنامج الحزب مع مقدمة جد مركزة. اعتبر انجلس تلك المقدمة مدهشة لأنها استطاعت بكلمات معدودات أن توضح بشكل جد مركزة ما هو الهدف الأسمى الذي تسعى له الحركة العمالية في خوضها للصراع الطبقي حيث اعتبر ماركس " أن العامل لن يكون حرا إلا حين يصبح مالكا لأدوات عمله- ويمكن أن تكون تلك هي الحال سواء بالشكل الفردي أو الجماعي؛ ولما كان شكل الملكية الفردي يقضي عليه التطور الاقتصادي، وذلك بصورة متعاظمة يوما عن يوم، فإنه لا يتبقى إلا شكل الملكية الجماعية..الخ" ( نفس المصدر (2))
ولمتابعة أطوار هذا الصراع السياسي الأيديولوجي حول استعمال مقولة ماركس الشهيرة والتي قيلت أولا في سياق متابعة ماركس للصراع الطبقي بفرنسا، والذي كان يعتبره صراعا سياسيا بامتياز، غالبا ما يصل إلى أعلى المستويات قد لا يبلغها في بقية البلدان الرأسمالية. فان هذه المقولة استعملت في مناسبة ثانية واجهت انجلس، وضمنها في رسالته إلى ك.شميدت في 5 غشت 1880 وهي رسالته الشهيرة التي تصدى فيها لما تتعرض له المادية الجدلية من تقزيم وتسفيه من طرف بعض الأدعياء باسم الماركسية. أعاد انجلس طرح مقولة ماركس في سياق مختلف، لكنه أيضا مهم للغاية، لأنه يشكل تجديدا وتوسيعا أو تدقيقا من طرف المعلم انجلس هذه المرة.
في هذه الرسالة (انظر (3)) يدحض انجلس بعبارات دقيقة ومركزة تلك السخافات التي تتردد بشكل ببغائي عن المادية والتي ترد كل الأمور إلى العامل الاقتصادي وحده، وتنفي دور بقية العوامل.." بشكل عام، يستخدم العديد من الكتاب الجدد في ألمانيا كلمة «المادية» كعبارة بسيطة تصنف جميع أنواع الأشياء دون مزيد من الدراسة، معتقدين أنه يكفي التمسك بهذه التسمية لقول كل شيء. لكن تصورنا للتاريخ، من قبل كل شيء، توجيه للدراسة، وليس رافعة تستخدم للبناء على طريقة الهيغليين. ومن الضروري إعادة النظر في التاريخ بأكمله، وتقديم شروط وجود مختلف التكوينات الاجتماعية إلى تحقيق مفصل قبل محاولة استنتاج المفاهيم السياسية والقانونية والجمالية والفلسفية والدينية، وما إلى ذلك، التي تتوافق معها. في هذه النقطة، لم يتم عمل الكثير هنا، لأن قلة من الناس أخذوا الأمر على محمل الجد. في هذه النقطة، نحتاج إلى مساعدة جماعية، المجال واسع للغاية، وأي شخص يريد العمل بجدية يمكنه فعل الكثير والتميز. ولكن بدلاً من ذلك، فإن الجمل الفارغة على المادية التاريخية (يمكننا تحويل كل شيء بدقة إلى جملة) تخدم الكثير من الشباب الألمان فقط في أقرب وقت ممكن من معرفتهم التاريخية الضئيلة نسبيًا - أليس التاريخ الاقتصادي لا يزال في القماط بعد ؟ بناء منهجي مصطنع والاعتقاد بامتلاك اعلي درجات الفكر النبوغ..." (3)
في العديد من المناسبات استعملت مقولة ماركس، كما استعمل حصان طروادة لإدخال جنود لتدمير الحصن من الداخل. لقد استعملها الكثيرون لغايات لا تخدم تطوير الماركسية أو لدعم بناء هذا العلم في اتجاهات جديدة ومتعددة ما دام ماركس وانجلس لم يقوما إلا بوضع الحجر الأساس على حد قول لينين.
استعملت هذه المقولة وغيرها في غير محلها، وقد كانت الغاية هي تحريف الماركسية، وتحويلها إلى سلاح لا يخدم مصلحة نضال البروليتاريا. يلزمنا هنا توضيح ما نعنيه بالتحريفية التي أصبحت تهمة شائعة ومتداولة وسط الماركسيين وبعض الأدعياء، ولا يكاد يخلو أي نقاش بين المناضلين الماركسيين من التراشق بها. بل أصبحت تشكل حكما صارما تصدره المجموعات في حق بعضها البعض، وكل من صدر في حقه هذا الحكم بات عدوا طبقيا ستنفذ فيه عدالة الاتجاه الغير التحريفي الممتلك لشرعية ثورية مزعومة ضد العدو التحريفي، لكن الطامة الكبرى تقع عندما يحكم كل واحد على الآخر بالتحريفية، فتندلع حرب أهلية بين جميع الأطراف التحريفية.
لكن عند طرح السؤال على مناضلين اثنين من نفس التيار حول فهمهما للتحريفية، غالبا ما يكون الجواب غاية في الغرابة، نتيجة ما يقدم من أجوبة يختلط فيها المزاجي بالموقف الشخصي والنفسي وببعض مما علق لهما في ذهنهما من قراءة مضببة لمقال حول الموضوع.
هناك أيضا من يرفض الكلام عن التحريفية في الماركسية، بدعوى أنها ليست كتابا أو نصا مقدسا. مثل هذا الرأي يعتبر خاطئا، لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار وجود مبادئ مؤسسة للماركسية وبدون الالتزام بها يضيع الانتماء للتوجه برمته. كما انه يصدر عن رؤية خاطئة ذات منحى ليبرالي تترك المجال مفتوحا أمام كل الأطروحات باعتبارها جزء من الماركسية، ولها الحق في التواجد والتساكن.
نسوق في ما يلي بعض التوضيحات الضرورية من اجل تقريب مفهوم النزعة التحرفية ورسم معالم هذه الظاهرة. ولأجل ذلك نستعرض بعض الأسس التي يمكن اعتمادها من اجل القياس بأن هذا الرأي أو تلك الممارسة، أو هذا التنظيم أو ذاك الشخص، يعتبر حقا في عداد من سقط في التحريفية أو أنه أصبح تحريفيا بالكامل. وفي هذا الإطار سنعتمد على مقالة لينين (4) التي كتبها في 1908 وعنوانها "الماركسية والنزعة التحريفية" وهي متضمنة في المجلد الثالث من المختارات ص414 .
1- التحريفية ظاهرة حتمية في المجتمع الرأسمالي.
في المجتمع الرأسمالي يخلق تطور الرأسمالية نفسه جملة من الشروط والأوضاع تظهر فيها فئات اجتماعية متوسطة تتشكل من منتجين صغارا، يدفعون بدورهم دفعا إلى الالتحاق بصفوف البروليتاريا. وهي وضعية دائمة، ولن تصل الحالة ابدا في ظل الرأسمالية إلى تحويل أغلبية السكان إلى بروليتاريا، وبدوام وجود هذه البرجوازية الصغيرة ستبقى الأسس الطبقية للتحريفية كتعبير طبقي على مصالح هذه الفئة المنجرة الى البروليتاريا وهي فئة متذبذبة ومتخاذلة في علاقتها بالبروليتاريا ويمكنها أن تلعب اخطر الأدوار ساعة الحسم الثوري.
2- التحريفية ظاهرة عالمية
فإلى جانب كونها ظاهرة حتمية نظرا لجذورها الطبقية في المجتمع المعاصر، فإن الواقع المعاش في جميع البلدان الرأسمالية في القرن التاسع عشر وما بعده برزت نماذج من التحريفية وسط الحركة الاشتراكية أو الأحزاب الشيوعية وتجسدت في نوعين من التحريفية: تحريفية يمينية وتحريفية يسارية.
3- التحريفية هي شكل من أشكال الحرب طبقية داخل الحركة الشيوعية
بعد انتصار الماركسية على النظريات المعادية لها، وبعد احتلالها مكانتها الطليعية في النشاط السياسي والفكري وقيادتها نضال الطبقة العاملة، لم تستسلم القوى الطبقية الحاملة للنظريات المعادية للماركسية ولذلك غيرت من طريقة تعاملها وهو ما حاولته عبر استعادة أدوارها ومواقعها لكن هذه المرة من داخل المنظومة الماركسية أو الاشتراكية نفسها. "و هكذا بدأ النصف الثاني من القرن الأول من وجود الماركسية (بعد 1890) بنضال التيار المعادي للماركسية في قلب الماركسية" (4)
4- جوهر النزعة التحريفية الفكري هو التخلي عن الفلسفة المادية.
اعتمدت النزعة التحريفية في حقل الفلسفة على ما سماه لينين ب> التدريسي البرجوازي، حيث شرع أتباعه في التنقيب فيه عن كل الذرائع ليثبتوا دحض أسبقية المادة على الفكر، والبرهنة على موت الفلسفة المادية. وهكذا استجلبوا فلسفة كانط وأتباعه الجدد، ورغم اعتناقهم الفلسفة المثالية فإنهم تخلوا حتى على الديالكتيك الهيغلي واستعاضوا عنه بالتحليل البسيط والرتيب الذي ينفي وجود الطفرات أو القفزات النوعية الثورية.
5- النزعة التحريفية تأسس للتوافق الطبقي
على نقيض خلاصات التحليل الماركسي لتطور الاقتصاد الرأسمالي تنفي النزعة التحريفية ظاهرة "تمركز الانتاج الكبير في الفلاحة وتطوره البطيء جدا في الصناعة والتجارة". كما تؤكد هذه النزعة على دور الإنتاج الصغير وتطوره كما ترى أن الأزمات التي يعرفها الاقتصاد الرأسمالي هي في طريق الزوال وان المعطيات تظهر بأنها آخذة في الندرة. على أرضية هذه الرؤية تدعو التحريفية إلى إصلاح نظرية ماركس حول القيمة والى إعادة النظر في التناقضات الطبقية واعتبار إمكانية خدمة مصالح الفلاح الصغير في إطار خدمة الملاكين الكبار والبرجوازية وهي بذلك تدفع الفلاحين للابتعاد عن التحالف مع البروليتاريا.
بإنكارها للازمة البنيوية للرأسمالية تصبح النزعة التحريفية أداة في يد البرجوازية تستعملها لتأبيد السيطرة الرأسمالية ومعاداة الثورة البروليتارية الرامية إلى القضاء على المجتمع الطبقي. إنها تتحول إلى قوة التوافق الطبقي مع الاعداء.
"لقد تعدلت أشكال بعض الأزمات وتعدلت سيماؤها؛ ولكن الأزمات ظلت جزءا لا يتجزأ، جزءا محتما، من النظام الرأسمالي. فان الكارتيلات والتروستات، بتوحيدها الإنتاج كانت تزيد في الوقت نفسه، وأمام أنظار الجميع، من حدة فوضى الإنتاج، ومن تفاقم الشروط القاسية لمعيشة البروليتاريا، ومن شدة طغيان الرأسمال؛ وبذلك، كانت تزيد من حدة التناقضات الطبقية إلى درجة لم يعرف لها مثيل من قبل. إن التروستات العصرية الهائلة هي التي أثبتت بصورة واضحة وعلى مدى واسع، إن الرأسمالية تسير نحو الإفلاس، سواء من حيث مختلف الأزمات السياسية والاقتصادية أم من حيث انهيار النظام الرأسمالي كله انهيارا تاما." (4).
مما سلف يتضح أن النزعة التحريفية هي نزعة موضوعية لها جذور طبقية وهي ذات صبغة عالمية، وهي تهدف إلى حرمان الطبقة العاملة من سلاحها الفكري ومن أدوات خوضها للصراع الطبقي وانجاز ثورتها الطبقية. ومحاربة التحريفية هي مهمة كبيرة وفي غاية الأهمية، وسيكون من الطفولية ابتذال هذه المهمة وتحويلها إلى مجال الشتائم والزعيق الفارغ. إن الصراع مع النزعة التحريفية يتطلب وعيا قويا بأسبابها، وبحالاتها، وبأسسها، وشرح ذلك للمعنيين بها بهدف توعيتهم، وبهدف دفعهم لتصحيح ممارساتهم، واستخلاص الدروس من سقطاتهم. وكما ان للنزعة التحريفية تجليات متعدد سواء منها النزعة التحريفية اليسارية او اليمينية وجب خوض الصراع الموضوعي حتى لا يتم السقوط عند النقد في احد النوعين.
من كل ما سقناه نستنتج ضرورة خوض الصراع النظري والسياسي من اجل شحذ السلاح النظري واستحضار إن للطبقة العاملة سلاح من اقوي الأسلحة وهو الماركسية اللينينية لأنها علم الثورة البروليتارية.
+++++
مراجع
(1) كارل ماركس وجول جيسد 1880
برنامج حزب العمال
كتبت هذه الوثيقة في مايو 1880، عندما جاء زعيم العمال الفرنسي جول جيسد لزيارة ماركس في لندن. تم إملاء الديباجة من قبل ماركس نفسه، بينما تم صياغة الجزأين الآخرين من الحد الأدنى من المطالب السياسية والاقتصادية من قبل ماركس وجيسد، بمساعدة إنجلز وبول لافارج، مع غيسد، اللذين سيصبحان، زعيمين أساسيين للجناح الماركسي في الاشتراكية الفرنسية. تم اعتماد البرنامج، مع بعض التعديلات، من قبل المؤتمر التأسيسي للحزب (O) في لوهافر في نوفمبر 1880.
فيما يتعلق بموضوع البرنامج، كتب ماركس: هذه الوثيقة الموجزة جدًا في جزئها الاقتصادي لا تتكون إلا من مطالب نشأت في الواقع بشكل عفوي من الحركة العمالية نفسها. هناك أيضًا مقطع تمهيدي حيث يتم تحديد الهدف الشيوعي في بضعة أسطر. [1] وصف إنجلز القسم الأول، كحد أقصى، بأنه "تحفة من الحجة المقنعة نادرًا ما يتم مصادفتها، وكتابتها بشكل واضح وموجز للجماهير؛ لقد اندهشت بنفسي من هذه الصيغة الموجزة "[2]. وأوصى لاحقًا بالقسم الاقتصادي للديمقراطيين الاجتماعيين الألمان في نقده لمشروع برنامج إرفورت لعام 1891. [3]
النص الفرنسي لـ L Egalité
ومع ذلك، بعد الاتفاق على البرنامج، اندلع اشتباك بين ماركس وأنصاره الفرنسيين حول الغرض من الحد الأدنى من القسم. بينما رأى ماركس أنها وسيلة عملية للتحريض حول الادعاءات التي يمكن تقديمها في إطار الرأسمالية، تبنى غيسد وجهة نظر مختلفة تمامًا: ولكن ببساطة... كطعم لجذب عمال الراديكالية. اعتقد جيسد أن رفض هذه الإصلاحات من شأنه أن «يحرر البروليتاريا من أوهامها الإصلاحية الأخيرة ويقنعها باستحالة تجنب 89 عماليةً». [4] اتهم ماركس Guesde و Lafargue بـ «الخطاب الثوري» وإنكار قيمة النضالات الإصلاحية، وأدلى بملاحظته الشهيرة بأنه إذا كانت سياستهما تمثل الماركسية، «ما هو مؤكد هو أنني لست ماركسيًا». («ما هو مؤكد هو أنني لست ماركسيًا»). [5]
يظهر القسم التمهيدي والأقصى من برنامج PO في مجموعة Penguin لكتابات ماركس السياسية، The First International and After، في ترجمة للنص الألماني في Marx-Engels Werke. على حد علمنا، لم يتم نشر بقية البرنامج باللغة الإنجليزية من قبل. الترجمة التي تظهر هنا هي ترجمة النسخة الفرنسية الأصلية في Jules Guesde، Textes Choisis، 1867-1882، طبعات اجتماعية، 1959، ص 117-9. نشكر بيرني موس على تزويدنا بنسخة من النص.
برنامج حزب العمال
الديباجة
مع الأخذ في الاعتبار،
أن تحرير الطبقة المنتجة هو تحرير جميع البشر دون تمييز على أساس الجنس أو العرق؛
أن المنتجين لا يمكن أن يكونوا أحراراً إلا عندما تكون لديهم وسائل الإنتاج [ملحوظة]؛
وجود شكلين فقط يمكن أن تنتمي إليهما وسائل الإنتاج
الشكل الفردي الذي لم يكن موجودًا في الحالة العامة ويتم القضاء عليه بشكل متزايد من خلال التقدم الصناعي؛
الشكل الجماعي الذي تتكون عناصره المادية والفكرية من نفس تطور المجتمع الرأسمالي؛
مع الأخذ في الاعتبار،
أن هذا الاستيلاء الجماعي لا يمكن أن ينشأ إلا من العمل الثوري للطبقة المنتجة - أو البروليتاريا - المنظمة في حزب سياسي مستقل؛
أن تتابع هذه المنظمة بجميع الوسائل المتاحة للبروليتاريا، بما في ذلك الاقتراع العام، الذي سيتحول كما كانت إلى حد الآن من أداة خداع الى أداة للتحرر
إن العمال الاشتراكيين الفرنسيين، باعتمادهم هدفا هو نزع الملكية السياسية والاقتصادية للطبقة الرأسمالية وعودة جميع وسائل الإنتاج إلى المجتمع، قد قرروا، كوسيلة للتنظيم والنضال، الدخول في الانتخابات بالطلبات الفورية التالية:
ألف - القسم السياسي] NB2 [
إلغاء جميع القوانين المتعلقة بالصحافة والاجتماعات والجمعيات، ولا سيما القانون المناهض للرابطة الدولية للعمال. قمع الكتيب [6]، وهذه الرقابة الإدارية على الطبقة العاملة، وجميع مواد القانون [7] التي تثبت دونية العامل فيما يتعلق بالرئيس والمرأة فيما يتعلق بالرجل ؛
إلغاء ميزانية الطقوس الدينية وإعادة ما يسمى «ممتلكات الموتى والأثاث والمواد غير المنقولة» إلى الأمة (أمر البلدية المؤرخ 2 نيسان/أبريل 1871)، بما في ذلك جميع المرفقات الصناعية والتجارية لهذه الشركات ؛
إلغاء الدين العام ؛
إلغاء الجيوش الدائمة والتسليح العام للشعب ؛
والبلدية هي عشيقة إدارتها وشرطتها.
باء - القسم الاقتصادي
يوم راحة واحد في الأسبوع أو حظر قانوني على أصحاب العمل فرض عمل أكثر من ستة أيام من أصل سبعة. - التخفيض القانوني ليوم العمل إلى ثماني ساعات للكبار. - منع الأطفال دون سن 14 من العمل في حلقات العمل الخاصة ؛ وتخفيض يوم العمل من ثماني ساعات إلى ست ساعات بين سن 14 16 سنة ؛
الإشراف على المتدربين من قبل المنظمات العمالية ؛
الحد الأدنى القانوني للأجور، الذي تحدده لجنة إحصائية للعمال كل سنة وفقا للأسعار المحلية للمواد الغذائية ؛
فرض حظر قانوني على أرباب العمل الذين يستخدمون عمالاً أجانب بأجر أقل من أجور العمال الفرنسيين ؛
الأجر المتساوي عن العمل المتساوي للعمال من الجنسين ؛
التعليم العلمي والمهني لجميع الأطفال، وتقع مسؤولية إعالتهم على عاتق المجتمع، ممثلاً بالدولة والبلدية ؛
المسؤولية الاجتماعية تجاه المسنين والمعوقين ؛
حظر أي تدخل من جانب أرباب العمل في إدارة جمعيات وشركات صداقة العمال ومعاشات الادخار، وما إلى ذلك، التي تخضع للسيطرة الحصرية للعمال؛
مسؤولية أرباب العمل عن الحوادث، التي يكفلها ضمان يدفعه رب العمل إلى صندوق العمال، بما يتناسب مع عدد العمال العاملين والخطر الذي تشكله الصناعة؛
تدخل العمال في الأنظمة الخاصة لمختلف الورش ؛ إنهاء الحق الذي اغتصبه الرؤساء في فرض أي عقوبة على عمالهم في شكل غرامات أو اقتطاعات من الأجور (مرسوم البلدية المؤرخ 27 نيسان/أبريل 1871)؛
إلغاء جميع العقود التي تصرفت في الممتلكات العامة (المصارف والسكك الحديدية والمناجم وما إلى ذلك)، وتشغيل جميع ورش العمل الحكومية التي تعهد إلى العمال العاملين فيها؛
إلغاء جميع الضرائب غير المباشرة وتحويل جميع الضرائب المباشرة إلى ضريبة دخل تصاعدية تزيد على 3 000 فرنك. حذف جميع خلافة الخط الجانبي [8] وأي خلافة مباشرة تزيد على 20 000 فرنك.
ملاحظات تحريرية
1. Marx and Engels, Selected Commissiondence, 1975, p. 312.
2. () المرجع نفسه، الصفحة 324.
3. Engels, «A Critique of the Draft Social Democratic Program of 1891», in Marx and Engels, Selected Works, 1983, Vol.3, p.438.
4. Bernard H. Moss, Aux Origines du mouvement ouvrier français, 1830-1914, 1976, p.
5. () المرجع نفسه، الصفحة 11. تم العثور على ملاحظة ماركس الشهيرة، التي نقلها إنجلز في رسالة إلى إدوارد برنشتاين، في Marx and Engels، Werke، المجلد 35. ص 388.
6. الكتيب هو شهادة على أن العامل ملزم قانونًا بتقديمها عند توليه وظيفة جديدة، مما يؤكد أنه تم تسديد ديونه والتزاماته تجاه صاحب العمل السابق. تم إلغاء هذه الممارسة أخيرًا في عام 1890.
7. القانون النابليوني، القانون الفرنسي.
8. أي ليس من قبل الأحفاد المباشرين.
ملحوظة: شكرنا لغراهام تايلور على الإشارة إلى أن الكلمات «(الأراضي والمصانع والسفن والبنوك والائتمان)» التي أضيفت هنا في النص المقدم، ولكن لم يتم تضمينها في الصياغة الأصلية لماركس، وتم حذفها، لأنه وفقًا للنص المطبوع في المساواة.
NB2: النص هنا لم يكتبه ماركس حصريًا، على الرغم من أنه عمل عليه مع Guesde.
(2) رسالة انجلس الى برونشتاين اكتوبر 1881
(3) رسالة انجلس إلى C. Schmidt 5 أغسطس 1890
لندن، 5 أغسطس 1890
(...) قرأت في دويتشه وورت [1] في فيينا ما يقوله كتاب بول بارث [2] عن موريتز ويرث [3] المؤسف، وقد أعطتني هذه المراجعة أيضًا انطباعًا غير مواتٍ عن الكتاب نفسه. سأمر به، لكن يجب أن أقول إنه إذا اقتبس موريتشن بأمانة المقطع الذي يدعي فيه بارث أنه تمكن من العثور في جميع كتابات ماركس على مثال واحد فقط على التبعية التي توجد فيها الفلسفة فيما يتعلق بالظروف المادية للوجود، أن ديكارت يحدد الحيوانات بالآلات، رجل قادر على كتابة مثل هذا الشيء يثير الشفقة. وبما أن هذا الرجل لم يكتشف أنه إذا كانت الظروف المادية للوجود هي العصور الأولية [السبب الجذري]، فإنه لا يستبعد أن المجالات الأيديولوجية تمارس عليها عملاً ثانويًا في المقابل، لقول الحقيقة، فمن المؤكد أنه لا يمكنه فهم المواد التي يتعامل معها. ومع ذلك، مرة أخرى، كل هذا مستعمل، وموريتشن صديق خطير. المفهوم المادي للتاريخ لديه الآن أيضًا عدد من الأصدقاء من هذا النوع، الذين يستخدمونه كذريعة لعدم دراسة التاريخ. قال ماركس عن «الماركسيين» الفرنسيين في أواخر السبعينيات، «كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيًا».
كان هناك أيضًا في Volkstribüne [4] توزيع المنتجات في المجتمع المستقبلي، لمعرفة ما إذا كان سيتم القيام به وفقًا لمقدار العمل المقدم أو غير ذلك. لقد تناولنا القضية بطريقة «مادية» للغاية، على عكس الجمل المثالية الشهيرة على العدالة. ولكن في حقيقة غريبة، لم يكن لدى أحد فكرة أن طريقة التوزيع تعتمد أساسًا على كمية المنتجات التي سيتم توزيعها وأن هذه الكمية تختلف بالطبع مع تقدم الإنتاج والتنظيم الاجتماعي، مما يختلف في التوزيع وفقًا لذلك. بدلاً من اعتبار «المجتمع الاشتراكي» شيئًا يتغير ويتقدم باستمرار، يعتبره جميع المشاركين شيئًا ثابتًا، يتم إنشاؤه مرة واحدة وإلى الأبد، وبالتالي يجب أن يكون لديهم طريقة توزيع مرة واحدة وإلى الأبد. إذا ظللنا معقولين، يمكننا فقط: 1 ° نسعى لاكتشاف طريقة التوزيع التي سنبدأ بها، و 2 ° نحاول إيجاد الاتجاه العام لمزيد من التطوير. لكنني لا أستطيع أن أجد كلمة في المناقشة بأكملها.
بشكل عام، يستخدم العديد من الكتاب الجدد في ألمانيا كلمة «المادية» كعبارة بسيطة تصنف جميع أنواع الأشياء دون مزيد من الدراسة، معتقدين أنه يكفي التمسك بهذه التسمية لقول كل شيء. لكن تصورنا للتاريخ، من قبل كل شيء، توجيه للدراسة، وليس رافعة تستخدم للبناء على طريقة الهيغليين. ومن الضروري إعادة النظر في التاريخ بأكمله، وتقديم شروط وجود مختلف التكوينات الاجتماعية إلى تحقيق مفصل قبل محاولة استنتاج المفاهيم السياسية والقانونية والجمالية والفلسفية والدينية، وما إلى ذلك، التي تتوافق معها. في هذه النقطة، لم يتم عمل الكثير هنا، لأن قلة من الناس أخذوا الأمر على محمل الجد. في هذه النقطة، نحتاج إلى مساعدة جماعية، المجال واسع للغاية، وأي شخص يريد العمل بجدية يمكنه فعل الكثير والتميز. ولكن بدلاً من ذلك، فإن الجمل الفارغة على المادية التاريخية (يمكننا تحويل كل شيء بدقة إلى جملة) تخدم الكثير من الشباب الألمان فقط في أقرب وقت ممكن من معرفتهم التاريخية الضئيلة نسبيًا – أليس التاريخ الاقتصادي لا يزال في القماط بعد ؟ بناء منهجي مصطنع والاعتقاد بامتلاك اعلى درجات الفكر النبوغ...
في هذه اللحظة بالذات يختار بارث الظهور، وأن يكرس نفسه لشيء، في وسطه على الأقل، ليس أكثر من جملة جوفاء.
لكن كل هذا سوف يستقر. في ألمانيا، نحن الآن أقوياء بما يكفي لدعم الكثير. واحد من أكثرالخدمة العظيمة التي قدمها لنا القانون ضد الاشتراكيين [5] هي أنها تخلصنا من «الباحث» الألماني الاشتراكي الغامض غير المرغوب فيه. نحن الآن أقوياء بما يكفي لهضم حتى هذا العالم الألماني الذي، مرة أخرى، أصبح مدمنًا عليه. أنت الذي فعلت شيئًا بالفعل، يجب أن تكون قد لاحظت مدى ضآلة عدد المحررين الشباب الذين ينضمون إلى الحزب والذي يتحمل عناء دراسة الاقتصاد وتاريخ الاقتصاد وتاريخ التجارة والصناعة والزراعة والتدريب الاجتماعي. كم عدد الموريين الذين يعرفون أكثر من الاسم ؟ إن افتراض الصحفي هو الذي يجب أن يحل جميع الصعوبات، لكن النتائج هي أيضًا مؤثرة! يبدو أن هؤلاء السادة يعتقدون أحيانًا أن كل شيء جيد بما يكفي للعمال. إذا كان هؤلاء السادة يعرفون أن ماركس يحكم على أفضل أعماله لا تزال غير كافية للعمال وأنه يعتبر أن تقديم شيء أقل من الكمال للعمال جريمة! (…)
ملاحظات
النص المبرز: بالفرنسية في النص.
[1] Deutsche Worte (الكلمات الألمانية). Viennese Economic and Social Review, published 1881-1904. (N.R.)
[2] هذا هو كتاب بول بارث: فلسفة تاريخ هيغل والهيجليين حتى ماركس وهارتمان. (N.R.)
([3]) M. Wirth: Hegel spected and presented in modern Germany (N.R.)
[4] Berliner Volkstribüne, Sozial-Politisches Wochenblatt (Berlin People s Tribune. Social and Political Weekly): صحيفة ديمقراطية اجتماعية قريبة من مجموعة «الشباب» اللاسلطوية. من 1887 إلى 1892. (N.R.)
[5] القانون الخاص ضد الاشتراكيين: الذي اعتمده الرايخستاغ في 21 أكتوبر 1878 بناءً على اقتراح بسمارك، جعل الحزب الاشتراكي غير قانوني وحظر صحافته. لكنه كان فاشلاً: الجمع بين العمل القانوني وغير القانوني، استمر الاشتراكيون الألمان في توسيع نفوذهم.
(4) "الماركسية والنزعة التحريفية" كتبها لينين في 1908 وهي متضمنة في المجلد الثالث من المختارات ص414 .