مخاطر تغيرالمناخ،الهجرة والنزوح


حازم كويي
2023 / 1 / 13 - 13:59     

أعداد: حازم كويي

الأحداث المتعلقة بالطقس المنسوبة إلى تغير المناخ تؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص. مع ذلك يبقى وضع اللاجئين النازحين بسبب المناخ أو البيئة يعاني من عدم اعتراف الدول التي يلجأون أليها.
إن تغير المناخ،هو سبب لعمليات الهجرة في جميع مناطق العالم. الطقس القاسي كالفيضانات والأعاصير وأرتفاع مستوى سطح البحر،وهي عوامل مؤدية الى الهروب والتشرد.
على الرغم من إنبعاثات الكربون المنخفضة نسبياً، فإن البلدان منخفضة الدخل والمجتمعات المُهمشة تتأثر بشكل غير متناسب.
وتدمر الأحداث المناخية القاسية مثل الجفاف سُبل عيشهم وتُجبر الناس على المغادرة، ليس فقط للعثور على عمل، ولكن لضمان بقائهم على قيد الحياة.
تحدث معظم حركات الهجرة واللجوء داخل البلد نفسه. فإن لم يكن ذلك كافياً،فلابُد من ترك البلد، وعادة ما ينتقل الناس إلى البلدان المجاورة أولاً.
يفترض البنك الدولي أن تأثيرات تغير المناخ ستؤثر على ما يصل إلى 216 مليون شخص بحلول عام 2050.
في عام 2020 وحده، نزح 30.7 مليون شخص بسبب الأحداث المتعلقة بالطقس. ويعد ذلك ثلاثة أضعاف عدد الذين أقتلعتهم الصراعات أوأعمال العنف. معظم لاجئي المناخ هم من آسيا، الذي أثر على أكثر من 57 مليون شخص عام 2021. واحد من كل ثلاثة مهاجرين في جميع أنحاء العالم هو من هذه القارة. المدن الريفية تفرغ، وتتعرض المدن الكبرى مثل العاصمة الإندونيسية جاكارتا للتهديد. فقد ذكرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن بعض المناطق المكتظة بالسكان حالياً ستصبح غير آمنة أو غير صالحة للسكنى. الأسباب هي نقص المياه وقلة المحاصيل، وقوة العواصف، والفيضانات في وديان الأنهار وغيرها من الكوارث.
ومع ذلك، فإن إتخاذ الشخص قراراً بمغادرة منزله خطوة جذرية، لا يعتمد على المخاطر الخارجية فقط. العوامل الاجتماعية مثل الحماية من المجتمع أو الوضع المالي الفردي هي أيضا حاسمة. الهجرة، حتى المؤقتة أو الموسمية، يمكن أن تكون مهمة وأستراتيجية لتحدي آثار تغير المناخ. ولكن إذا لم تدعم السلطات المسؤولة المتضررين بشكل مباشر في التكيف، فإنها تخاطر بالدخول في مواقف أسوأ. الهجرة هو حق عالمي، يجب حماية الحق في عدم الهجرة أيضاً، حيث أن الهجرة بسبب المناخ هي في الغالب هجرة قسرية.
حتى الآن، لا يوجد تعريف مقبول عالمياً لشخص يفرُ بسبب تغير المناخ. على الرغم من أستخدام مصطلح لاجئ لهذا السبب على نطاق واسع، إلا أن الأسباب البيئية للهروب لم تعترف بها الأمم المتحدة رسمياً كسبب مستقل للهروب. وهذا يتطلب قراراً من الدول الأعضاء. فالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أقترحت فقط، مناقشة تحسين الحماية للأشخاص النازحين بسبب الكوارث وتغير المناخ. في عام 2018، أعتمدت الأمم المتحدة الميثاق العالمي بشأن الهجرة.
يجب أن يجري أدراك تغير المناخ كسبب للهجرة. في النهاية، ظهرت الصياغة كما لو كانت الهجرة المرتبطة بالمناخ طوعية. تستخدم المنظمة الدولية للهجرة مصطلح المهاجر البيئي، ولكن مدى ملاءمته هي أيضاً محل نزاع، لأن مصطلح المهاجر ليس له تعريف قانوني.
والدول المتقدمة، المسؤولة عن أكبر إنبعاثات لثاني أكسيد الكربون، هي أيضاً أكبر حرس حدود في العالم. سبعة من أكبر الدول المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري (بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا) تنفق مجتمعة في المتوسط 2.3 ضعف ما تنفقه على مراقبة الحدود والهجرة الخاضعة للرقابة كما تفعل في تمويل التدابير التي تؤثر على المناخ.
في ألمانيا، طلبت لجنة الطيران من الحكومة في عام 2021 إعتبار تغير المناخ أحد أسباب الهجرة المستقبلية. وأوصت بدعم بلدان الجنوب العالمي في مكافحة تغير المناخ لمنع النزوح وأزمة اللاجئين الناتجة في أوروبا.
عندما تكون الهجرة هي الأنسب للتكيف وإنقاذ الأرواح، اقترحت لجنة الخبراء تعاوناً إقليمياً وعالمياً لإنشاء برامج إعادة التوطين وطرق الهجرة المنتظمة وحتى جوازات السفر المناخية للأشخاص في المناطق عالية الخطورة. وهو رمز قوي لحماية اللاجئين على أساس حقوق الإنسان. يجب على ألمانيا أن تستثمر في التكيف مع مخاطر المناخ في الجنوب العالمي، على سبيل المثال في شكل بُنية تحتية مرنة وأنظمة الإنذار المبكر والسيطرة على الكوارث والمساعدات الإنسانية والتعويضات و إعادة الإعمار.
هنا يكمن الطريق إلى المستقبل. إن النهج القائم على حقوق الإنسان والهجرة في سياسات البلدان شمال الكرة الأرضية، يجب أن تدرك أنه لا أحد يريد أن يُجبر على ترك دياره. طالما لم يتم التعامل مع العوامل الكامنة وراء الهجرة بطريقة عادلة ومنصفة.
ويتمسك الشمال العالمي بسياساته في وقف الهجرة وقمعها، وسيضطر المهاجرون إلى البحث عن طرق أخرى وخطيرة في كثير من الأحيان للبقاء على قيد الحياة.أسبابها ترجع الى الكوارث الطبيعية،الفيضانات،العواصف،الزلازل،حرائق الغابات،القحط والجفاف،البراكين،الانزلاقات الأرضية،الطقس المتطرف والنزاعات.
عام 2011كان عدد الذين تركوا أوطانهم بسبب هذه الكوارث بحدود15 مليون أنسان،
وتصاعد الى 30 مليون عام 2012.
وتتراوح الأعداد التي تركت بلدانها مرغمة حتى عام 2020 بين 19 مليون الى 30 مليون أنسان.