في قاعة تشريح الموتى ، قصّة


سفيان بوزيد
2023 / 1 / 8 - 00:03     

دهستني سيّارة و انا خارج من الحانة
سكيرا مخمورا ثملاَ
فمتّ في المشفى القديم
وضعوني في محمل الالمنيوم البارد
في ليلة ماطرة عاصفة زمهريرا
كنت وحيداَ في ثلاجة الموتى
و الضوء الخافت الأبيض يشعّ
خائفا مرتعدا من هول العذاب
و القبر و الشامتين في موتي
////
فجأة ، دقات حذاء على الأرضيةّ بتؤدة تأتي
يا إلاهي سيمزقون جسدي الأطبّاء
سيتكشفون على وشومي و إيري و مؤخرتي
لا حول لي امامهم ، لا قوة لي و أنا الميتّ
تقترب فجأة ، و تتحاور مع مساعدتها
امممم مضى وقت لم أستمع لصوت أنثى
/////
شرحتني الطبيبة بدفء
فوجدت خلاّ و تفاحاّ و برتقالا
و الكثير من ورد حديقة البلديّة
رأت روحي ابتسامة الطبيبة
فسال من جسدي أقداح من المرناق
و عناقيد من العنب
و رائحة الحنّاء و الزيتون
و مواء قطتيّ البشبوشة
//////
ضحكت أكثر الطبيبة فلم لا تشرحّ جسدي اكثر
لعلّها تظفر بالمزيد
داعبت بيدها الصغيرة رئتي المسودة دخاَناَ
فمسنّي بحياة بردُ يدِهاَ
و استنشقتُ شَعرهاَ السلسِ
مسحت من على شفتي الدم
فنطق فمي شعرا و معلقات
قصائدا قديمة
و نثرا وطنيّا ملتزما
وضعت أذنها على قلبي
و استمعت لنبضاته المتوقفة منذ ساعتين
فجأة قمرين تلاحما و أشرقاَ في حجرة الموتِ
لقد عاد قلبي للحياةِ
لكنيّ ميتّ ميتّ ميّت

[سفيان بوزيد جبنيانة 07 جانفي 2023 ]