الانقلاب الناعم المضاد .. أداة سافره لدكتاتورية (حزب ) الدعوه


ليث الجادر
2023 / 1 / 7 - 16:32     

حينما نقول بلا عصاميه النشاط السياسي بشطريه السلطوي والمعارض ومن صغيره الى كبيره , من برلمانه نزولا عند المنتفضين على السلطه , فاننا نعي تماما الحقيقه التي لو استذكرت تفاصيلها امام أعتى معارض لكلامنا ,لما كان باستطاعته ان ينبس ببنت شفه !العراق وبعد عام 2003 لم يعد محيطه السياسي وباجماله الا تجسيدا لوكر يأهله المتامريين والعملاء المدفوعي الاجر , عملاء يبدأ هرمهم بقمة السلطه ورئيس الوزراء ويمر بالبرلماني ويستقر اخيرا عند ما يسمى بالناشطين المعارضين ..المعادله السياسيه في وكر العماله هذا , هي معادله بطرف واحد جوهريا ولكنه يبدوا شكليا كانه طرفين متنافسين لا على شيء سوى السلطنه وشخصنتها ..وهذه الاخيره تحوز على قيمه محوريه لانها تعبر عن صراع اجنحه العماله التي تتفرق بهويات متعدده في انتمائاتها وتبعيتها للاطراف الخارجيه , وتحت خيمه الانكلو- الامريكيه ترعى كافة شؤون الوكر وبشتى تلاوينه الوسخه ..تنظم في هذا الوكر شروط الفوضى العراقيه ..فيكون فيها ضلال الشعوب العراقيه , شعب العراق !؟ وتكون فيه واقع الدويلات العراقيه ..دوله العراق ..وتكون فيه الحكومات العراقيه ..حكومة العراق ..وكر ينتج كل ما هو غير معقول ولامنطقي ..الامتياز الاول فيه هو احتكار (حزب ) الدعوه للمنصب السيادي الممثل برئاسة الوزراء ..الامر الذي يبيح له الخروج عن شروط ونواهي اللعبه المحدده لاندفاع اطرافها والتي بسبب او اخر تحاول من المساس بذاك الامتياز الاحتكاري ..ويبدوا ان (حزب ) الدعوه يجد ان من حقه ايضا ان يعتبر تجاوز امتيازه هذا شكلا من الانقلاب ! على النظام وعليه يترتب حق الحزب بان يقود حركه انقلاب استباقيه ناعمه ..هذا الحق بدى وبشكل جلي مقبول عند اطراف (سلطه الائتلاف الانكلو- امريكيه ) وهو ايضا مقبول لدى جميع اطراف الوكر السياسي العراقي بما فيهم ولاحقا الطرف المتهم بهذه الشبهه ..فبعد ان يوقع به ويركل ..ينزوي في اقصى زاويه صمت ويلعق جراحه كمثل ثعلب مكلوم ..في الانتخابات التشريعيه عام 2010 و خلال الاسبوعيين اللذين شهدا تنظيم واعلان النتائج بفوز القائمه العراقيه برئاسة اياد علاوي وتقدمها على (ائتلاف دوله القانون ) التي يتزعمها نوري المالكي – زعيم حزب الدعوه - شهد العراق أحداث عنف دموية وقعت في بغداد ومناطق أخرى، وتزايدت المخاوف من وقوع مزيد من أعمال العنف إثر إعلان نتائج الانتخابات. وكانت السلطات قد اعلنت بانها شددت الإجراءات الأمنية في العديد من المحافظات في ظل تصاعد التوتر السياسي والمخاوف الأمنية على خلفية الخلافات حول صحة نتائج الانتخابات والتي كان يتزعمها نوري المالكي الذي كان حينها رئيسا للوزراء !! بعدها نفذ الانقلاب الاستباقي الناعم باستصدار قرار المحكمه الاتحاديه الذي اكد على ان الكتله تحت قبة البرلمان هي التي لها حق تشكيل الحكومه ..حينها كانت عصابة حزب الدعوه ومنذ اليوم الاول لاعلان النتائج كانت قد رفضت ترحيب ممثل الامم المتحده بالنتائج المعلنه ووصفها – كانت ناجحه وتمتعت بالمصداقيه – وناشد جميع الاطراف بقبول النتائج مهما كانت ..كما تجاوزت هذه العصابه تقييم وزارة الخارجيه الامريكيه الوارد على لسان المتحدث باسمها الذي هنىء (الشعب ) العراقي واعتبر هذه الجوله الانتخابيه ( محطه مهمه في التطور الديمقراطي للعراق )! اكتمل انجاز مهمة الانقلاب يوم 22- 12- 2010 بتشكيل حكومة المالكي الثانيه ..مابين 30-11-2021 يوم اعلان نتائج الانتخابات بفوز التيار الصدري(73مقعد) والى تاريخ 27-10-2022 كان حزب الدعوه الممثل بزعامة نوري المالكي الذي حصل على (33مقعد ) يقوم بترتيبات الانقلاب الناعم على نتائج الانتخابات , وخلال ما يقارب العام الذي تم فيه التجاوز على الدستور وتعاليمه الملزمه بشان الانتخابات ونتائجها والاجراءات المترتبه عليها وفق زمن محدد ..شهد العراق احداث دراماتيكيه فريده , لعب فيها ما سمي ب( الثلث المعطل ) دورا قياديا صدامي – بكسر الصاد – بوجه التيار الصدري الذي كان قد تمكن من كل شروط اللعبه الا انه بقي عاجزا عن تحقيق مستحقه في تشكيل الحكومه , العجز واسبابه لم تكن معروفه بشكل واضح , اما تفسيرها بوجود الطرف الثالث فهو تفسير مبتسر لا دقه فيه الا باعتبار ان قياده هذا الطرف وبزعامة حزب الدعوه كان تمارس دورا سياسي مدعوم في الحيلوله دون تشكيل التيار الصدري كتله برلمانيه قادره وفق الضوابط من ان تتجاوز العقبه ..الانقلاب شارف على الاكتمال حينما اتخذ زعيم التيار الصدري قرار بانسحاب نوابه من البرلمان ,, قرار لا يجد له اي اجابه مقنعه !؟ قرار قلب المعادله المنطقيه والقانونيه , لصالح الطرف الخاسر انتخابيا والذي لايمثل الا نسبه الثلث في البرلمان ليشكل حكومه شياع السوداني ويتم انجاز الانقلاب في 27- 12- 2022 ...المعارضين لسلطة حزب الدعوه بمن فيهم الصدريون , وكل الناشطين على مختلف هوياتهم السياسيه من اللذين يوجهون نقدهم للنظام الحالي واللذين يمارسون نشاطاتهم المتنوعه بهذا الاتجاه ..لم يشيروا الى طبيعة هذين الحدثين باعتبارهم عملية انقلابيه , بل اكتفى الجميع بتناول نقد تفاصيلهما كل على حده ..بينما (حزب الدعوه) ايضا هنا يقلب الموازين بتسارعه في كل مناسبه يجد فيها دكتاتوريته في خطر على نعت خصومه بمحاولتهم للانقلاب على النظام ! ان الاستدلال على هذه الدكتاتوريه بشكل صريح في دعاية التحريض الموجه للنظام لا تنحصر قيمته على المستوى الخطابي ورصانته التعبيريه , انما تشكل محفز فعال للنشاط التوعوي , باعتباره يمثل درع يمنع تشتت النقد والمعارضه باتجاه عدد لايحصى من التفاصيل وبالتالي يوفر الشروط الملائمه لتوجيه الضغط على بؤره الاشكاليه العراقيه ..ان الخطاب السياسي المعارض يجب ان يعنون هويته بشكل دقيق وان يحدد مرحلتيه بالنضال والسعي لاجهاض دكتاتوريه (حزب) الدعوه , الامر الذي من شانه تفعيل الخلافات في ذات العش الاسلامي السياسي ويؤجج متناقضاتها .