العلمانية بين المسيحية والإسلام


كمال غبريال
2023 / 1 / 6 - 21:02     

العلمانية في تعريفها أنها الاهتمام والانشغال بالحياة الدنيا. وتقوم على دور الإنسان في تشكيل عالمه.
- المسيحية وفق هذا التعريف تُعد لاعلمانية.
لأنها تدعونا لاحتقار هذه الحياة الدنيا، والتطلع للحياة الأخرى بعد الموت. وتعتبر المسيحية حياتنا على الأرض فترة غربة في سجن الجسد. على المؤمن الحقيقي أن يشتهي الانطلاق خارجاً منها.
وتعدنا بعمل الروح القدس في حياتنا. وتقول بأن عمل الله في حياتنا هو الذي يقرر مصيرنا.
لكن المسيحية تتعايش مع النظم السياسية العلمانية.
فلا شأن لها بالدولة، وتخاطب وصاياها الإنسان الفرد لا المجتمع. ولا تتدخل في تفاصيل الحياة الشخصية للإنسان عن طريق فرائض أو وصايا. وإنما فقط تشير إلى مبادئ ومثل إنسانية عليا، لكي يضعها المؤمن نصب عينيه.
- الفكر الإسلامي الذي يطالعنا به أغلب الدارسين في اجتهاداتهم يُعتبر فكراً علمانياً. رغم عدم فصله بين الحياة العامة والخاصة. أي عدم فصله بين الدين والدولة.
لأنه يركز على صلاح هذه الحياة الدنيا، مع انتظار النعيم أو العقاب في الحياة الآخرة.
فالفكر الإسلامي يركز على الفعل والجهاد الإنساني بكافة أنواعه. ولا يعد بقوة خارجية (كالروح القدس) لتعمل في الإنسان. بخلاف الوعد الإلهي بتوفيق المؤمن الملتزم في سعيه.
ويتضمن الفكر الإسلامي منظومة وصايا وفروض ملزمة، شاملة لكل نواحي حياة الإنسان. سواء النواحي المجتمعية العامة، أو حياة الإنسان الشخصية.
نحن هكذا أمام منظومة فكرية شاملة مهيمنة على كل من الدولة والإنسان الفرد. تقوم على فعل وإيمان الإنسان الملتزم بها. وعلى خضوعه التام للسلطة الدينية السياسية المجتمعية.
هي إذن علمانية محكومة بمنظومة فكرية شمولية مقدسة.