السياسة والاخلاق


ماجد الشمري
2023 / 1 / 4 - 20:01     

من يحدد من؟..الاخلاق تحددالسياسة؟.ام السياسة تحدد الاخلاق؟.او لاهذا ولاذاك؟ او ليس هناك من صلة ،اوعلاقة لاحدهم بالآخر؟..سؤال اشكالي متناسل عويص شغل مفكرين وفلاسفة وسياسيون وادباء.فأفلاطون احد الذين يقولون:"الاخلاق هي التي تحدد السياسة".اما مكيافيلي فهو يقول:"السياسة لاعلاقة لها بالاخلاق".اما موراس فيقول:"السياسة هي التي تحدد الاخلاق". وهناك طيف واسع من المواقف والاراء والتصورات المتدرجة في التحديدات او الصلات او العلاقات التي تجمع او لاتجمع،او تسيد وهيمنة احد المفهومين على الآخر-الساسة والاخلاق-وفي الوقت الذي نجد فيه افلاطون وكنتيجة لمثاليته الفلسفية،ومزجه للسياسة بالحكمة والفضيلة يضع الاخلاق قائداومعيارا للسياسة الفاضلة.اما مكيافيلي الذي جعل من الغاية هي المحك المبرر المفتوح لكل الوسائل مشروعة وغير مشروعة مباحة ومقبولة للوصول للغاية السياسية المرامة!.لذلك كانت السياسة ايقونة متعالية و مقدسة لاتمت بصلة لمايسمى بالاخلاق او الفضائل الا حين تكون مطية او جسر للعبور اي(وسيلة) لاأكثر!.اما موراس وفلسفته السياسية المضادة للثورة والمعادية للديمقراطية،ورفعه لشأن السياسة كقيمة عليا،فلم تكن الاخلاق تعني له شيئا بكل الاحوال فلا فضيلة هناك تعلو على السياسة!.هذا في الغرب بتلاوينه بين المثالية والمادية،وبين الفلسفة السياسية،وبين القيم الاخلاقية،ومن يحكم من؟و من يقود من؟ومن له السيطرة او السيادة:الاخلاق او السياسة؟.اما بلداننا السعيدة ودولنا التقية واوطاننا التليدة فالسياسة عندنا!-ومن نحن حتى يكون لنا(عند)!كما رأى ابن دقيق العيد- لاتحدد الاخلاق فقط،بل هي الذروة السيدة،والمقياس الأب،وكل شيء في خدمتها ومن اجلها،وبها وحدها تبرر الاسباب والوسائل والويل لمن يقف في وجهها او ينافسها،فليس له سوى السحق والتصفية والالغاء....
.....................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي