الأردن ما بين الحاضر والواقع


فؤاد أحمد عايش
2022 / 12 / 20 - 10:53     

في البداية رحم الله شهداء الوطن الأبرار الذين نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم وشعبهم ومليكهم في هذا الوطن الحبيب.

شاهدنا خلال الأيام الماضية المظاهرات التي اعتلت في العديد من أنحاء ومحافظات المملكة، ولكن عندما تتحول المظاهرات من سلمية إلى تخريب وتدمير، فهناك أيدي خبيثة تعبث بها. فكل من يطلق النار على رجال الأمن العام فهو عديم للوطنية والانسانية، وكل من انضم إلى المتظاهرين لإغلاق الطرق وإطلاق الهتافات المزعجة فهو خائن ولن يجد مقعدًا مع شرفاء هذا الوطن، وكل من شجع على المظاهرات ولو بكلمة أو بمنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهو خائن للأمة.

يعلم الجميع أن أردننا الغالي تأثّر وما زال بالأزمات الإقتصادية العالمية، التي تُواجه معظم بلدان العالم والتي تتمثل بالمديونية المترتبة على الأردن للبنك الدولي وبعض الدول الكبرى وتزداد سنة بعد أخرى.

هذا العجز الكبير الذي تتحمله خزينة الدولة الأردنية جرّاء الزيادة المضطردة في أعداد السكان وما يتحمله الأردن من أعباء مالية وإقتصادية أثّرت عليه على المستوى المعيشي للسكان، نتيجة استضافته خلال السنوات الماضية للعديد من اللاجئين على أراضيه ، وهذا بالتالي أثّر على البنية التحتية وما رافق ذلك من شقٍ وفتح طرق مواصلات وايصال الخدمات من مياه وكهرباء وتشييد المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات وغيرها.

وكما هو معلوم، فإن الأردن المحدود في موارده والذي يُعد من أفقر بلدان العالم مائيًا فهو أيضًا يعاني من البطالة بين أبنائه من الشباب الذين يشكلون ثلاثة أرباع مجتمعه، ولا تتوفر فرص عمل لهم حيث يتخرّج سنويًا الآلاف من الطلبة من الجامعات المحلية والاجنبية، علماً أن معظم فئات الشعب الأردني يعيشون تحت مستوى خط الفقر، حيث الرواتب المتآكلة والتي تنحصر ضمن (300 دينار أردني) أي ما يعادل (423 دولار أمريكي) في متوسطها لمعظم فئات الأردنيين، فهي لا تكفي لسد النفقات والمستلزمات الرئيسة لكل أسرة، فأصبح المواطن عاجزاً عن توفير أبسط مقومات الحياة نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار والخدمات والسكن، مع أن قِسْمَاً من دخل المواطنين يذهب لتسديد الضرائب والرسوم التي تُقرّها الدولة على المواطنين بين الحين والآخر، وحيث أن الدولة لا تجد سوى جيب المواطن البسيط لتسديد العجز في ميزانيتها.

إزاء هذا الوضع الذي يعيشه كما ذكرنا معظم فئات الشعب الأردني نجد أن هناك فئة البراجوازيين من الأغنياء والأثرياء، أصحاب الأموال والأراضي والعقارات، يعيش أكثرهم في ترفٍ ولا يعنيهم ما يطرأ على المواطنين الآخرين من غلاء في الأسعار وما يعيشونه من فقر وبطالة.

أعتقد أن الأمور لن تُحل في مثل هذه المظاهرات التخريبية والتدميرية فهناك العديد من الطرق والسُبل لحل أزمة إرتفاع الأسعار. ويجب علينا أن نتذكر دائما أننا في بلد ديمقراطي.

حمّى الله الأردن وقائد الأردن سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وأدام عليه نعمة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية بين أبنائه.