قراءة في التاريخ القديم / بين العرب والتجارة في ظل الامبراطورية الرومانية

قراءة في التاريخ القديم- بين العرب والتجارة في ظل الإمبراطورية الرومانية
في تلك الأزمنة، لم تكن التجارة للعرب كمورد اقتصادي فحسب، إنما قد وهبتهم التعرف على العالم الخارجي، تجاوزت فيه عالم روما، ورأت عن كثب العالم الآسيوي من الهند حتى الصين، فضلاً عن أفريقيا التي كانوا على اطلاع عليها. الأمر الذي حرر رؤيتهم من عالم روما والفرس معها...
من جانب آخر، لم تكن الذاكرة الجمعية للعرب بمعزل عن تذكر مجريات الأحداث لدى البوتقة الحضارية الأولى، التي تربطها بهم ماضي مشترك، وفضاء جغرافي واحد..
ومن المؤكد، انهم كانوا على اطلاع واسع على الأحداث التي كانت تجري لدى روما، في صراعاتها الداخلية التي لم تتوقف، فضلاً حروبها الدائمة مع جوارها.
كما كان العرب في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية المتحررين من سطوة الأجنبي الروماني والفارسي، على تواصل دائم مع أشقائهم عرب الشمال أي بلاد الشام والرافدين، وعلى اطلاع واسع على معاناتهم في ظل التسلط الأجنبي الروماني والفارسي..
على وقع من تلك العوامل والأحداث، تولدت لدى عرب الجنوب نزوع عدائي مبهم ضد القوى الأجنبية الوافدة والمتسلطة على مجمل البقاع التي قد شكلت البوتقة الحضارية الأولى، الممتدة من حوض الرافدين إلى حوض النيل والمناطق المجاورة لها..
(وللعمل بقية)