هل الكونفدراليه العراقيه ....هي الحل؟ج9


ليث الجادر
2022 / 12 / 2 - 16:04     

أشاره* تم نشر الاجزاء السابقه في محور ابحاث سياسيه ( من 1الى 8 )
في مجرى نقدي لدولة (العراق ) كبرجوازي صغير – مفترض – كنت اعتقد بانني مخلصا تماما لمنهج البرجوازيه الصغيره فتناولت بقدر وافي من الموضوعيه الجوانب التاريخيه والواقع المعاش وانعكاسات النظام السياسي عليه ..ويبدوا واضحا التزامي بالمنهج البرجوازي الصغير باعتباري كنت انقد نظام الدوله العراقيه المصطنعه باحثا عن نظام دوله اخر . فحتى لو اني تلمست الحل في الكونفدراليه الناعمه , فانني بقيت ملتزما بحتميه وجود دوله برجوازيه قائمه على اركانها الثلاث (الارض , الشعب , السلطه ) ..يبدوا انني كنت احاور اقراني من البرجوازي الصغيره , لكن ما لفت انتباهي في ما استرسلت به هو تساؤلي عن (متى تكون قيمة الانسان الوجوديه هي القيمه العليا وفوق قيمه الدوله او الوطن ؟) ..هذا تساؤل لا يمت بصله الى برجوازيتي الصغيره بشيء ! فنحن البرجوازيون الصغار انما قيمة الانسان عندنا تحدد واقعيا بالقوانين التي تحتضنها الدوله والتي لا تتعارض مع شروط امنها , ومثلما لانفرق ولايوجد في قواميسنا ما يفرق بين الدوله والوطن الا في اختلاف اللفظه , فاننا نقدس الدوله بموازاة تقديس الرب , لكننا نغفر للبرجوازيه الكبيره او نغض الطرف او نستنبط تبريرات لنشاطاتها التي تمس بعض مفردات هذا التقديس ؟ فارتباطات برجوازيتنا وفق ما يخدم طموحاتها مع قوى او جهات خارجيه على شكل تعاملات تجاريه مباشره او راسماليه مبطنه تخدم تلك القوى وتلحق ضرر بمفرده من مفردات مصالح المواطنه , تكون في منأى عن نقدنا !, وهذا هو ديدن الفكر الانساني الشائع , اذن لماذا اسميه بالبرجوازي ؟ مرد هذا التصنيف يعود الا ان الفكر الانساني منذ عصر الثوره الصناعيه لم يعد بهذه النمطيه الصرفه والستاتيكيه الخالده , فلقد طفت على سطح النشاط الفكري بؤر تنظر الى كل المفاهيم الرائجه على انها مقولات تاريخيه متغيره وان الكثير منها ان لم يكن اغلبها كان مرهون بفتره زمنيه من مراحل تطور المجتمع الانساني , هذه البؤر نزعت رداء القدسيه عن مفاهيمنا وتفسيراتنا القيميه وكان منها مفهوم الدوله والوطن والسياده والسلطه , فظهر الفكر الفوضوي او الاناركي الذي لم يكتفي بنزع القدسيه عن الدوله بل انه ادانها بعهر الظلم الاجتماعي ..وجاء الفكر الطبقي ليفضح سر تفرد طبقه معينه بكل امتيازات مفهوم الشعب , وكيف ان هذه الطبقه تقزم باقي الطبقات في الامتيازات المستحقه نتيجه الانتماء للشعب بينما تلقي على عاتقها وبالكامل مسؤولية الدفاع عن الشعب , ثم جاءت الماركسيه لتزيح اولا الفكر التاملي عن منصة تربعه وتولي الاحساس بالواقع اولويه في شروط التفكير , فتجاوزت بذلك الاناركيه وفرقت بين مفهوم الدوله وبين السلطه ...ومن هنا سمتنا الماركسيه بهذا الاسم ( البرجوازيه الصغيره ) فنحن بمنظورها, فئه قلقله طبقيا , فئه مأسوره بقيميه مفاهيميه قديمه ومرهونه باحساس الواقع الذي تتارجح فيه ما بين الطموح للحاق النهائي بالطبقه العليا او الانزلاق الى ظروف المعاشيه واليوميه للطبقات الدنيا , وهذا ما بدى على موقفي كبرجوازي صغير – مفترض – حينما تسائلت عن قيمه الانسان ومتى تتحقق فوق اعتبارات الفدراليه العراقيه المشوهه ودعوت الى الكونفدراليه الناعمه , هذا يعني انني اولا يجب ان احدد فيما اذا كنت برجوازي صغير كردي ام عربي ..عربي سني أم عربي شيعي , هل انا علماني ام اسلامي ,,ألخ ...ان لم احدد صفاتي تلك فانني ابقى في اطار فكري تاملي بحت , ان اقول بمشروع (نحو كونفدراليه ناعمه ) ردا على تساؤلي عن مكانة قيمة الانسان ! لكن الفكر التاملي وهنا بالذات لايفرق قيد انمله عن ماهية الامل والتمني ! فالخطاب السياسي اذا ما شق طريقه نحو تبني هذه المقوله سيكون ملزما بخوض تفاصيل الواقع , في احيان كثيره التزام الموضوعيه في تغذية التفكير ’ تحمل بين طياتها بذور التغيير لمنهجية الفكر ذاته وتعمل على اعاده انتاجه , بمعنى ان الواقع ينعكس في العقليه المفكره ويمر دون اي رقابه ايدلوجيه مسبقه , فانا كبرجوازي صغير مفترض تناولت نقد الدوله (العراقيه ) بموضوعيه ومفاهيميه متعارف عليها وتوصلت الى ان هذه الدوله المصطنعه انما وصلت بحكم الضروف الموضوعيه الى حدود حرجه في نفاذ صلاحيتها ..وكانت القيمه الوجوديه للانسان قد ظهرت كدافع اساسي في الدعوه للكونفدراليه ..هنا واذا ما اردت ان ابقى امينا على موضوعيتي , علي كما قلت ان انتقل الى تحديد هويتي كمواطن لاحد الدول المكونه للاتحاد الكونفدرالي , ومن ثم ابحث عن الامكانيات التي ستتوافر لتحقيق وتحسين قيمة الانسان الوجوديه ..سابحث في احتماليات تمتع الانسان الكردي بقيمه وجوديه افضل في ظل دولة كردستان المستقله , او الانسان العربي في ظل نظام الدوله العربيه المستقله ...؟؟ ان الاجابه النافله على هذا التساؤل , ستجعلني اصل فيما اذا كنت على صواب باعنباري برجوازي صغير حينما اقرنت تقزم قيمه الانسان في الاطار الخاص لكيان الدوله (العراقيه ) ..ام ان تقزم قيمه الانسان هو مقترن بالنظام والسلطه التي تدير كيان اي دوله كانت , قطعة مغناطيس كبيره نجزئها الى اربعه او خمسه او عشره اجزاء ..هل يبقى كل جزء مغانطيس أم لا ؟ ... ما دام التفكير الموضوعي في هذه القضيه وصل بي الى حدود هذا التساؤل .. الذي يوحي بامكانية الفصل ولربما بحتميه الفصل بين مفهوم الدوله والسلطه او النظام ..فهذا يعني ان برجوازيتي الصغيره ..صارت تتقرب وبحذر من المفهوم الطبقي لمعنى الدوله .. والى حين التاكد من هذا ساحاول ان ابقى برجوازيا صغير , سواء كردي ام عربي ...
فهل استقلال كردستان ممكن وفق مشروع الكونفدراليه الهادئه والاهم هو السؤال عن امكانيات تطور قيمه الانسان في ظل هذا الاستقلال؟