-قرآن العراق-وظهور-الانوناكي- في اوكرانيا؟


عبدالامير الركابي
2022 / 12 / 1 - 21:07     

تتوارد الاخبار (1)مؤخرا عن ظهور "الانوناكي"في اوكرانيا، المكان مناسب، و عناصره ملائمة لنوع مسارات متاخرة، تحل اليوم على الكوكب الارضي، ثمة تخبطات سوف تجدونها في الفيديو، من قبيل وجود خمس حضارات في الكون، او الاتصال الامريكي المزعوم بقرابة الف وخمسمائة حضارة خارج الارض في بلد حكمه ىترامب وبايدن دلالة الخرف والعجز، او الحديث عن قرب اللقاء مع كائنات الحضارات الاخرى الكونية، والمهم في الامر هو ماذكر عن ظهور "الانوناكي" في اوكرانيا، وهي الهة مرتبط وجودها الاصل في ارض مابين النهرين، وبدء المجتمعات وخلق الكائن البشري.
وهاهو العالم يعود مرة اخرى الى البدئية الاولى ليعيد قراءة التاريخ، الموضع الذي فيه وعنده اودعت الاسرار الكبرى للوجود ولمساراته، وهي حالة يبدو اننا سنواجهها من هنا فصاعدا، من قبيل تعدي الاشتراطات التازمية الوجودية نطاق الاحاطة العادية والحاح الانقلابية العقلية، بعد ماهو حاصل من توالي الكوارث الكبرى، الامر الذي لم يكن حدث مع الكورونا وظهورها، فلم تظهر ردة فعل مخالفة للمعتاد والمتداول، ومرت الكارثة بلا تفعيل للخيال او الهاجس، في حين لم يكن من المنطقي على مايبدو، استمرار نفس التعامل، أوردة الفعل الاعقالية على النسق ذاته، وقد صار واضحا ان مستوى الاضطراب في السياقات الوجودية قد تعدى مع الكارثة الروسية الاوكرانية، متجاوزا اية توافقية تصورية، خصوصا مع مايمكن ان يولده التتابع الحاصل الكوارثي، وهذه المرة الكيانوي النموذجي ومايعرف بالنظام الدولي المتهالك، مع ما يمكن ان يولده من شعور بالتكرار المتتابع، والاحتمالات الكوارثية المرجحة ممالايمكن استبعاده.
المهم في الامر هو العودة العراقية المنتظرة والمتوقعه الى المحورية الكونية بعد الموقع الوسط الافنائي بين انهيارين، الاول السوفيتي والحالي الغربي الشامل، فالانوناكي او الحكماء السبعة، هم الالهة التي خلقت الكائن البشري، وعلمته شوؤن حياته، تعرف باعتبارها مخلوقات آتيه من كواكب اخرى، بحسب بعض الاعتقادات والمذاهب التي تعتبر المجتمعيات الاولى، اتية من حضارات كونية اخرى، كما يرى بالنسبه لمصر، احد كتابها هو "انيس منصور"في كتابه" الذين هبطوا من السماة"، والبعض يرى كما في الفيديو المثبت رابطه ادناه، ان القول بالخلق الارضي من لدن كواكب اخرى، يقع في باب الالحاد، او الترويج له، وهي فكرة ساذجه وضيقة الافق، لان مخلوقات الكواكب الاخرى، هي نفسها مخلوقات يمكن ان تدخل حيز الخلق الاكبر.
مماينطوي على عميق الدلالة، ان تاخذ الانقلابية التصورية الراهنه شكل عودة منتكسه الى الاصول، الاان الاهم حتى من ذلك، بدء سقوط المروية الايهامية الغربية الحديثة عن الوجود والتاريخ المجتمعي وتفاعليته، وهو ماسبق ونوهنا به مرارا، ملاحظين كون الغرب الحديث قد قام على هذا الصعيد بالتعرف على اللحظة الحداثية العقلية مافوق الجسدية، ممثلة بالانقلاب الالي، بمنطق الارضوية الذي هو ادنى، ولايتماشى مع طبيعة الانقلاب الحاصل اللاارضوية، الامر الذي يحول القصورية التعرفية التوهمية، الى عنصر خطر، لايخلو من منطويات واحتمالات افنائية، ناجمه عن الصراعية الاليه المجتمعية الناشئة، بسبب الاله من ناحية، ومن تراكمات التفارق، بين وسيلة الانتاج، وتحوراتها، وبين نوع او صنف المجتمعية الارضي الجسدي.
ان مستوى الاضطراب الوجودي المجتمعي الراهن، هو عتبة صارت الان متقدمه ومقاربة لاحتمالات توقف المجتمعية الارضية عن الاستمرار، بعد ان تجاوزت تاريخ صلاحيتها، ومانشهده اليوم من مقدمات، يذهب على الارجح كما هي الاشارات الابرز، الى تسليم العقل لمافوق ارضوي، انما من جهة ماليس متحققا لاارضويا، حيث المسارات محكومة لقانون اخذ بالكائن البشري، من الارض، الى الاكوان الاخرى غير المرئية، عن طريق انفصال العقل عن الجسد، واستقلاله عنه.
يبدو ان الغرب يحاول الهرب من توليفته الحداثية الايهاميه الخطرة، وعجزه الفاضح عن مقاربة السرالمجتمعي، بمزيد من الهرب المغلق، العديم النتيجه، لدرجة العبثية واللاجدوى، عليكم ان تنتظروا من هنا فصاعدا، لا " العلمية" الادعائية الخارقة الغربيه التي هي منتهى المامول، بل وزيارة السيدة مخلوقات الكوكب الاخرى، وحضاراتها التي بشرت بها ايضا رائية من شرق اوربا، يقول عنها المتحدث في الفيديو، انها صناعة وفبركة مقصودة، هكذا ننتقل من "العلماء": والعبقريات الفذة، الى الرؤى والتبصير، ليحل من هنا فصاعدا زمن يقارب الانتحارية التصورية، الغرب فيها بموقع شديد الزرايه والانحطاط على المستويين، الاول الادعائي العلموي العقلاني، والحالي الانهياري الخالي من الحد الادنى من تطلب الصدقية.
قبل ظهور الانوناكي في اوكرانيا، بدا العراق يبشر يقرآنه، لكن ليس من خارجه، حيث لايمكن على الاطلاق توقع مثل هذا المنجز، الذي صار ينبه الى ماستكون البشرية مقبله باتجاهه قريبا، مع انهيار منظومة التصورية الغربية الحداثية الايهاميه، ماكان قد جرت الاشرة لتوجهاته، ومنها واخرها القول بانقاذية العراق للعالم، ومدى احتماليتها، او التساؤل بخصوص متى يتخلص "الكائن البشري من عقله الحيواني"، وفي المركز والاساس، تفريق الظاهرة المجتمعية وانماطها، وبالاساس نمطيها الاصل "اللاارضوي"، و "الارضوي"، وكل هذه تنويهات تاتي اليوم في موضعها الزمني والحددثي، بينما تاخذ الاشارات والدلائل المتاخرة بالقول بان النطقية اللاارضوية قد صارت اليوم امرا واقعا، حضوره مما لايمكن على الاطلاق تاجيله، او القول بامكان تحاشيه.
الانوناكي في اوكرانيا، " القرآن اللاارضوي" في ارض الرافدين العراق حيث النطقية ظلت مؤجله على مدى الاف السنين وقد حلت ساعتها الان... العالم ينقلب، الانقلاب الاعظم المنتظر، والكائن البشري يتهيأ اليوم، وعليه ان يكون حاضرا، لكي يدخل عالم الانتقال من الارضوية الجسدية الحاجاتية، الى الاكوان الاخرى، عقلا، بما يتطابق مع كينونتها الاخرى اللامرئية، بعد ان انقضى زمن الكونية المرئية.
التحولية الكبرى على الابواب، في يمينها" قران العراق" الذي لاانتقال من دونه، " وقران العراق" على الابواب، لافي اوكرانيا، ولا امريكا، ولا الغرب. بل في ارض المنشا الاصل، ارض اللاارضوية الغائبه عن الاحاطة العقلية الى اليوم، وقد صارت من هنا وصاعدا، هي الحياة وهي الوجود الذي لاوجود سواه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للضرورة غير العادية تجاوزنا على المعتاد لننشر هذا المقال بدل الجزء الثالث من " الابراهيمه الثانيه ومتبقيات الابراهيمه الاولى" الذي سنعود اليه كالمعتاد.
(2)
https://www.youtube.com/watch?v=S7Vb1POAE_k