Marta .. Challenge and Perseverance .. Part To


فؤاد أحمد عايش
2022 / 11 / 26 - 18:54     

Marta .. Challenge and Perseverance .. Part Two

وبعد وهلة زمنية يسيرة افتتح الباب وخرج أربعتهم وظاهر على ملامحهم الغضب الشديد، سألها “Alexander” بنظرة استغراب شديد علت وجهه: ما الخطب؟!.

أمسكت بهاتفها وأخبرته بانفعال شديد: “أريدك أن تصلح لي هاتفي، فمن أتلف شيئًا فعليه بإصلاحه”.

سارَ بعيدًا عنها بنظرات تجاهل وتهكم كأنها لم تكن شيئًا من الأساس، اشتعلت بداخلها نار الغضب الشديد من شدة تجاهله لها، ومن هنا بدأت القصة، قصة حب بنيران ملتهبة في قلب “Alexander” للفتاة الوحيدة التي أثارت جنونه بأفعال جريئة لم يعهدها من أحد قبلها.

تجنبته “Marta” ولكنها كانت تشعر بالضيق كلما نظرت إلى هاتفها المكسور؛ صادف اليوم التالي عيد مولد صديقتها “Patricia” فقامت بصنع كعكة من أجلها وزينتها بطريقة مذهلة وجميلة، وفي الصباح أخذتها إلى الجامعة معها لتحتفل معها، كانتا على السلم الخلفي تأخذان صورة سيلفي للذكرى ولمشاركتها مع الأصدقاء، حينها تعثرت “Patricia” وفقدت اتزانها فوقعت الكعكة المزينة من يديها لتسقط على وجه “Alexander” فيستثار غضبًا وحنقًا، وينظر في وجه الفاعل ليجدها نفس الفتاة التي أثارت غضبه مسبقًا عند المقر، يهم قائلاً: “ألا ترين، أم أنكِ عمياء؟!”

لم تجيبه “Marta”، فأمسك بيدها بقوة لدرجة أنه آلمها كثيرًا مهددًا إياها ومحذرًا بألا تقترب من طريقهم مجددًا، “Marta” لم تتفوه بكلمة واحدة ومنعت دموعها من السقوط أمامهم رغمًا وجبرًا، هنا تتدخل “Patricia” فتعتذر لـ “Alexander” بأنها كانت هي السبب في ارتطام الكعكة به وتوسيخ ملابسه بها كليًا وتسارع لتنظيف ثيابه، ولكنه بكل قوة يصدها بيده لدرجة أنها ترتطم رأسها بالجدار، ذهلت “Marta” من ردة فعله وطريقته في التعامل مع اعتذار صديقتها، ثار غضبها وانصب كليًا عليه بكلمات قاسية ذات أثر قوي على نفسه: “صدقًا أنا لا أصدق الغطرسة التي تمتلكها دونًا عن غيرك، إنك حقًا مغرور ومتكبر ولا ترى أحدًا غير نفسك بأنانيتك هذه، بداية كسرت هاتفي ولم تعتذر أصلاً، ومن ثم أحرجتني أمام جميع الحضور، وها أنت اليوم ترفض اعتذار صديقتي بكل وقاحة”.

نظر في عينيها بكل شراسة وأمسك برأسها وقربها من عينيه أكثر، تسارعت حينها دقات قلبها من شدة ما ألم بها من خوف، ولكنه لم يمسسها بسوء لم يقل لها إلا جملة واحدة: “يا لكِ من جريئة!”.

كان لـ “John” من الأعضاء الأربعة موقفًا جميلاً، لقد التقط بيده البطاقة التي ألحقتها “Marta” مسبقًا بالكعكة المزينة لتهنئة صديقتها وأعطاها إياها وانصرف مع أصدقائه.

باليوم التالي جاءت “Marta” إلى الجامعة لتجد معلقًا بمكانها الخاص صورة خاصة بمجموعة الأصدقاء الأربعة والخاصة بلعبتهم الشهيرة “الروليت - Roulette”؛ لم تستطع أن تتمالك أعصابها لذلك طلبت من صديقيها أنها ذاهبة بسرعة للتنزه لئلا يقلقان عليها، فصعدت سطح جامعة ميلانو وصرخت صرخة طويلة بأعلى صوتها وبعدها صارت تتمتم بكلمات بصوت مرتفع وكأنها تخاطب مجموعة الأصدقاء الأربعة: “إنكم حقًا حمقى، عندما أتيت إلى هذه الجامعة لم أرد إلا الدراسة بشكل جدي فقط، لم أرد أن أدخل في تحديات أو أن يتنمر علي أحدًا، ما الذي فعلته للأصدقاء الأربعة، أتمنى أن ينقطع عنهم اتصال النت من الأقمار الصناعية وأن يعانون من قلة اتصال أحبتهم بهم كما أعاني من ذلك، أتمنى ألا يجدوا أحبة من الأساس لكي لا يسأل عنهم أحد، أتمنى أن يتعثروا بطريقهم ولا يجدوا أحدًا يأخذ بأيديهم…”

كانت تتحدث بصوت مرتفع ومستمر دون أن تأخذ نفسًا أو تستقطع حديثها إلى أن فاجئها “John” بوجوده على السطح أيضًا وأنه يستمع لها، فسألها: “أكملي ماذا بعد لا أجد أحدًا يأخذ بيدي عندما أتعثر في طريقي؟!”

أجابته قائلة: “هل ألاقي منك التنمر مثل صديقك؟”.

أجابها: “أنا لا أتدخل في شؤون الناس مطلقًا” ... وانصرف.

هل ستقبل “Marta” تحدي لعبة الروليت التي لا تعلم عنها شيئًا على الإطلاق؟.

بعد يومها الدراسي كانت “Marta” تدرس بالمنزل وإذا بوالدتها تسألها: “Marta” أيمكنكِ توصيل هذه الطلبية يا صغيرتي، إنها تحوي 20 طلبا؟”، تسرع الفتاة ملبية نداء والدتها ومستخدمة دراجتها لتصل إلى المكان لتسلم الطلبية، وهناك تجد “Alexander” تتفاجأ بوجوده في مكان شبيه بذلك، تحاول أن تعطي له الطلبية متجنبة أية مشاكل ممكن أن تحدث بينهما، Marta: “إنه طلبك يا سيدي، هنيئا لك”.

ولكنه يستوقفها أثناء رحيلها قائلاً: “انتظري حتى أتأكد من طلبي، من المحتمل أن يكون خاطئًا”.

انتظرت الفتاة ولكنها على يقين تام بأنه يفتعل المشاكل وبصبر وروية أخذت قرارًا في نفسها بتجنبه، ولكنها لم تتمكن من الصمود طويلاً فعندما بدأ يستهزئ بنوعية الطعام التي تعدها والدتها، وأنه بطلبه قد ساعد في نفقاتها ونفقات أهلها، صرخت مارتا في وجهه قائلة: “دائمًا ما كنت أسمع أن جامعة ميلانو هي جامعة طلاب الصفوة، الصفوة في الأدب والسلوك والتربية، ولكني كلما نظرت إليك أشعر بالخجل من نفسي بأنني بيوم التحقت بتلك الجامعة والتي تمثلها أنت بوقاحتك، أتعلم كم من الوقت تقضي والدتي في إعداد تلك الوجبات حتى تتمكن من مساعدة والدي في نفقات المعيشة، ولكن كيف لشخص مثلك مغرور لا يرى في كل الدنيا إلا نفسه أن يقدر ذلك، إنك فعلاً عار على الحياة”.

هنا لم يتمالك نفسه إلا وهو يرطم وجهها بالوجبة التي بيده، نظرت إليه بحسرة وألم وفي هذه المرة لم تستطع كبح دموعها الجامحة، لم يستطع أن يرفع عينيه من عليها ولم يستطع التفوه إلا بكلمة واحدة: “أنتِ من اضطررتني لفعل ذلك”.

سارعت بالرحيل والدموع لم تتوقف من عينيها ولم تجف لوهلة، أمسكت بدراجتها وفي طريقها للعودة إلى منزلها رأت ماءًا فأرادت أن تنظف ملابسها خشية سؤال والديها عن السبب، فاضطرت إلى خلع معطفها، فتعرضت للمضايقة من شابين أرادا بها الفاحشة والسوء، فأخذت تصرخ وتقاومهما، ومن حسن حظها أن “John” كان حينها في طريقه إلى المكان الآتية منه “Marta” لمقابلة صديقه “Alexander”، فقاتل الشابين وأنقذ الفتاة.

تزايد بكائها وسألت “John”: “لماذا يفعل بي هكذا “Alexander”، وماذا فعلت له ليفعل بي كل ذلك؟!”، وتكاثفت دموعها، اغرورقت عيني “John” من شدة تأثره بحالتها وبما حدث معها، فوضع يداه على الأرض ورفع رجليه على لحائط وأخبرها قائلاً: “عندما تشعرين برغبتك الشديدة بالبكاء، قفي على يديكِ، هكذا لن تتساقط دموعك على الإطلاق”.

يتبع ...