المضطهَدون الذين يقعون في أحابيل كذبة - اليهود يتحكّمون في كلّ شيء - يتعرّضون للخداع و يتركون العدوّ الحقيقيّ جانبا


شادي الشماوي
2022 / 11 / 23 - 22:32     

المضطهَدون الذين يقعون في أحابيل كذبة " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء " يتعرّضون للخداع و يتركون العدوّ الحقيقيّ جانبا
مقتطف من مقال بجريدة " الثورة " عدد 775، 31 أكتوبر 2022
www.revcom.us

... أظهر الجدال المحتدم إلى السطح مسألة معاداة الساميّة حتّى في صفوف الذين يقفون ضد قتل الشرطة للسود . و في ما يلى نقطة توجّه أساسيّة بهذا الصدد :

معاداة الساميّة – وجهات نظر بطريقة أو أخرى تشيطن اليهود و تجرّدهم من الإنسانيّة – لا أساس لها من الصحّة و لا صلوحيّة لها مطلقا ، و يجب أن تكون " فوق النقاش " و يجب فضحها بإعتبارها سُمّ رجعيّ . فهكذا وجهات نظر أدّت إلى أو برّرت عمليّات إبادة جماعيّة خلال آلاف السنوات بما في ذلك و ليس حصرا القتل النازيّ لملايين من اليهود ، و إلى مدّة حديثة " سهم من أسهم التجارة " لدي مؤسّسات الطبقات الحاكمة في أوروبا بما فيها الكنيسة الكاتوليكيّة .
" نظريّة " المؤامرة العالميّة لأصحاب البنوك اليهود الماسكين بخيوط جميع الحكومات و الذين يديرون كلّ شيء كانت مفيدة إلى أقصى الحدود للأنظمة الخبيثة و الإضطهادية تماما . " فضيلة " معاداة الساميّة لدي مختلف الملوك و القياصرة و الرأسماليّين و الإمبرياليّين و من يرغبون في التحوّل إلى مضطهِدين و يروّجون لذلك ، أنّها تغذّى غضب الناس في قاع المجتمع و خوفهم و إنعدام الأمن في صفوف الطبقات الوسطى و في الوقت نفسه تبعد هذا السخط عن النظام المسؤول عن ظروف المجتمع و توجّهه ضد اقلّية مضطهَدَة . و لأنّ عديد اليهود ( لأسباب تاريخيّة متنوّعة ) ينتمون إلى فئات بارزة من الطبقات الوسطى و حتّى العليا – في الفنون و الأكاديميا و الأعمال و ما شابه ، و ينتمى بعضهم حتّى إلى الطبقة الرأسماليّة الحاكمة ، قد تبدو معاداة الساميّة كما لو أنّها " توجّه إلى فوق " بإتّجاه " النخب " و " ذوى النفوذ " ...فيما هي عمليّا تمثّل حماية للنظام ككلّ و للطبقة التي تسيّره .
و الآن ، [ كتبت نقطة التوجّه الأساسيّ هذه زمن إدارة نظام ترامب / بانس – المترجم ] يسود في البيت البيض تفوّق البيض و الفاشيّة و هما يُغذّيان معاداة الساميّة مصرّحين أنّ " أناسا جيّدين " شاركوا في مسيرة للنازيّين بشرلوتفيل . و من يروّج اليوم لمعاداة الساميّة – من آلكس جونس إلى لويس فراغان و دافيد آيكى إلى داعش إلخ – يقوم بذلك بصورة عامة كجزء من خطاب و برنامج رجعيّين بعمق و عادة فاشيّين صراحة و وجهات النظر و البرامج هذه من واجبنا معارضتها كذلك معارضة صارمة . أمّا بالنسبة إلى المضطهَدين الذين يقعون في أحابيل أكذوبة أنّ " اليهود " مسؤولين عن تجارة العبيد أو أنّهم اليوم " يتحكّمون في كلّ شيء من وراء الستار فيتعرّضون للخداع بينما يتركون العدوّ الحقيقيّ – النظام الرأسمالي – الإمبريالي – جانبا .