في الديموقراطية العربية وهل نستحقها!


ادم عربي
2022 / 11 / 18 - 20:05     

إن كثير من الكلام قيل في ثورات الربيع العربي وما آلت اليه ، حتى بتنا نسمع القول اننا شعوبا لا ديموقراطية و أن البقاء تحت حكم ديكتاتوري افضل الف مرة من ما خلفته ثورات الربيع العربي من حرب اهلية وانهيار اقتصادي وانعدام الامن والامان ، فلنخضع لديكتاتور ومن ثم ننعم بالامن والاستقرار. مما لا شك فيه ان الارادة الحرة للشعب هي الاساس في الانظمة الديموقراطية ، وهذه مسألة بديهية لا جناح عليها ، لكن في المقابل ، أليس من الممكن أن تعبر الامة وعبر صناديق الاقتراع الحرة النزيهة والتي لا تشوبها شائبة بما ياتي بحكم منافي للقيم الديموقراطية؟ ويؤسس لدولة بعيدة كل البعد عن الدولة المدنية والديموقراطية؟ . هذه حقيقة وليس ترف فكري ، فهذه الظاهرة على وجه الخصوص في مجتمعاتنا الاسلامية وهذا التناقض عايشناه ونعيشه الان ، ولا اعتقد ان شعبا يتبنى شعار " الاسلام هو الحل" يمكن ان يفرز شيئا ليس من جنسه ، وهكذا تمكنت احزاب اسلامية من الوصول للسلطة واسلمة كل مناحي الحياة فيها . حتى في الفشل الذي منيت به تجارب الاسلام السياسي ليس الا دليلا قاطعا لدى فئات الشعب او العامة من الناس على ان هذا الفشل جاء بسبب عدم فهم الامور بما يوافق الاسلام الحقيقي ، انه كمثل جوهر الشيء عند فيورباخ ، وجوهر الشيء عند هذا الفيلسوف لا يمكن ادراكه .
ان هذا التناقض لا يمكن فهمه الا بالعبارة التالية : كل نظام ديموقراطي يجب ان ينبثق عن الارادة الحرة للشعب ، ولكن ليس كل ما يصدر عن الارادة الحرة للامة يجب ان يكون ديموقراطي ، أقول نعم للدولة المدنية الديموقراطية ولكن كيف لهذه الدولة المدنية الديموقراطية ان تقوم في مجتمع لا يعرف عن الديموقراطية سوى الاسم والذي يشوبه كثير من الظلال؟ . وكيف للديموقراطية ان تقوم لها قائمة في مجتمع عدد الديموقراطيين فيه لا يزيد عن مبادئ الديموقراطية نفسها؟ نحن امة العرب المواطنون في الدول العربية، فلنكن صادقين صريحين مع انفسنا ، فدولة المواطنة حتى الآن، فكرة طوباوية، أو خرافية، من وجهة نظر الواقع الموضوعي العربي، وان من السذاجة بمكان أن يُدعى الى جعلها حقيقة واقعة ، فعنصراها الاوليان:الدولة والمواطن (المواطنة) لا وجود لهما على ارض الواقع، وليس ممكنا أن تنشيء هذا المركب، المسمى دولة المواطنة. كل مجتمع يفرز شكله وطريقة عيشه ولم ار لحد الان شعبا الا ويشبه طريقة عيشه .وخلاصة القول وحتى لا أتهم بتحميل الموضوع اكثر مما يجب فان المجتمع المدني الديموقراطي يفرز دولة مدنية وديموقراطية ، وهذه الدولة تنمو وتزهر وتثمر مزيدا من مدنية وديموقراطية لهذا المجتمع في جدلية تفاعل مستمرة . في الحالة العربية يقف تحرير هذا التفاعل وهو التفاعل بين الدولة المدنية الديموقراطية والمجتمع المدني الديموقراطي يقف على سلم الاولويات ولن يتحرر الا بالاطاحة بالانظمة الاستبدادية والديكتاتورية كخطوة اولى ، ومن ثم ندع البشر يختبرون اوهامهم بانفسهم فان افضل طريقة لتخليص شخص من وهم معين تاتي عن طريق تجريبه واختباره بنفسه .