الرهان على الانتخابات المبكرة.. مرهون بالتغيير الشامل


علي عرمش شوكت
2022 / 11 / 13 - 15:48     

1 ـ كانت وما زالت وسيلة العبور الى ضفة التغيير المفضلة هو جسر الانتخابات.. على ان يكون سليم الهياكل وسالك الممرات اي يخلو من مرابطة السلاح المنفلت ومازاد سحت المال السياسي غير النضيف، كما لايختلف اثنان حول ضرورة توفر العدالة الانتخابية المتمثلة بقانون الاقتراع. فهل هذا ممكناً في ظل تكريس هيمنة الفشل والفساد من جديد ؟. صحيح ان مطاولة حراك شارع التظاهر على النمط التشريني من شأنه ان يزحزح وتد خيمة التسلط ، الا ان ذلك ليس كفيلاً بمفرده ان يطوّح بهذه الخيمة المحروسة البعيدة عن هموم الشعب العراقي.
2 ـ لقد عرّف مطلب الانتخابات المبكرة حينما رفعته قوى التغيير وتبنته اننتفاضة تشرين 2019 بل وفرضته، وكان له الفعل الملموس في حينه، رغم التصدي الشرس من قبل اعداء الديمقراطية الذين تفننوا في القمع الدموي والدسائس المحاكة سلفاً لاجهاض انجازات الانتفاضة . وهنا صحت المقولة بان ثمار الثورات لم تكتمل في انتصارها الاولي، وانما بحسن الحفاظ عليها واستمرارها..وان ما نراه اليوم مجسداً بحصيلة تراجع ناطق صارخ لائم . لا يوصف باقل من كونه طعناً لكبد الانتفاضة التشرينية التي لم يبق منها سوى رماد مواقدها مع شيئ من الاستثناء.
3 ـ عفواً لم يتولانا ادنى شك بوجود جمر ملتهب قابل للاشتعال تحت هذا الرماد، غير ان ذلك سوف لن يتحول الى شرار لشعلة ثورة التغيير.. لا سيما من خلال المطالبة بالانتخابات المبكرة بوهم شديد وعلى امل { طريقة طبخ الحصا } بان الخاسرين الرابحين سوف يستجيبون ويقدمون على حل برلمانهم والتفريط بكنوزهم التي جرى الاستحواذ عليها باحابلهم اللعينة، وكذلك بغرائب هذا الزمن حيث تم اعطائهم اياها " منحة " على طبق من ذهب من قبل المنتصرين الخاسرين.. لكن اذا ما تمت هذه المعادلة المقلوبة من قبل " الزاهدين " فالمنطق يؤكد ان ذلك سوف لن يحدث من قبل الشرهين الذين لم تشبع نفوسهم الا بتراب القبر.
4 ـ ان من يراهن على الانتخابات المبكرة كمخرج للازمة الحالية في ظل حكومة الاطاريين فهو اكثر من واهم. لكون التجربة القريبة الماضية اي اجراء انتخابات مبكرة قد اوصلتنا نتائجها في مطافها الاخير، الى خسارة حتى الشيء اليسير الذي حققته انتفاضة تشرين الباسلة.. وليس هذا فحسب انما قد صنعت معادلة غريبة مقرفة تمثلت بوضع الفائز بمكان الخاسر والعكس صحيح، وهو ما يعادل الكفر بالديمقراطي وبالانتخابات على حد سواء. بيد ان الانتخابات النزيهة تبقى حجر الاساس في الحياة الديمقراطية ، ولن ستكون هناك عملية سياسية مكتوب لها النجاح من دون انتخابات سليمة وعادلة معافاة من ارهاب السلاح المنفلت وخساسة المال السياسي غير النظيف، ومخاطرالتدخل الخارجي المرفوض قطعاً.
5 ـ سيظل همنا الاساس هو التغيير الديمقراطي المدني العادل. حيث سيشكل الفضاء السياسي المطلوب حضارياً وبالضرورة القصوى، الذي يمكن ان تجرى به انتخابات قوامها العدالة وهدفها الحفاظ على مصالح الشعب والوطن وارساء وترسيخ مفهوم حكم المواطنة، اللاغي لاية هوية فرعية من شأنها تمزيق وحدة ابناء شعبنا العراقي . ان التغيير لم ولن يصنعه الا رواده والمؤمنون بفلسفته التي تؤكد دوماً وقطعاً بأن كل شيء في الحياة قابل للتغيير والتطور والتحول وان البقاء للاصلح دون منازع وان طال الزمن