المجتمع العراقي مجتمع لا اجتماعي


سلام إبراهيم
2022 / 11 / 5 - 15:27     

كتب الصديق د.على حاكم صالح " في إهدائه لكتاب "المجتمع اللا اجتماعي، دراسة في أدب فؤاد التكرلي"
بأنه يقدم المجتمع العراقي في صورة أخرى، الكتاب أعدت قراءته للمرة الثانية، أنه ليس كتاباً نقدياً تحليلياً لأدب التكرلي فحسب، بل كتاب يحفر عميقاً ببنية المجتمع العراقي ومنظومة قيمه وعاداته وتقاليده وبالخلاصة قيمه الأخلاقية من خلال نصوص التكرلي التي حفرت بدورها بالمنظومة نفسها بنصوصه الروائية والقصصية والمسرحية المكثفة التي عنت بالعالم الداخلي للشخصية العراقية وما يجري في الخفاء في مجتمع طهراني شكلي يدعي مكارم الأخلاق ويرتكب الكبائر في السر والظلام، وأكبرها سفح المحارم المكررة في غالبية قصصه ورواياته بأشكال مختلفة من رجال المجتمع الراقي إلى رجال الطبقات الشعبية في الريف والمدينة،عمل "علي حاكم صالح" على تفكيك بنية الشخصية والمجتمع، أولاً الكاتب نفسه التكرلي كشخص،
منظومته الفكرية من خلال حواراته وأرائه و (عمله كحاكم طوال سنوات حياته) حيث أطلع من خلال وظيفته على الجحيم الباطني للمجتمع العراقي وهذا بطبيعة الحال اليسير الذي يصل للشرطة والمحاكم أما الغزير فمدفون تحت صرامة التقاليد والقيم تحت الشعار الشعبي المعروف (البيوت أسرار)، وثانياً: من خلال نصوصه التي طغت على جميعها أو بتعبير أدق ظهرت في أغلبها ثيمة (سفح المحارم) لتخلص الدراسة إلى أن المجتمع العراقي هو (مجتمع لا اجتماعي) والتعبير أجده مخففاً عن صورة مجتمع منخور من الداخل، مخرب شخصه، مكبوت، مسحوق طوال تاريخه، يرتكب الكبائر في السر ويتظاهر بالتقوى في الظاهر.
قدم "علي حاكم" و "فؤاد التكرلي" ليس صورة أخرى للمجتمع العراقي بل الصورة الحقيقية التي ظهرت هذه الأيام مع فسحة الحرية التي وفرها الأحتلال الأجنبي 2003 بصورة فاضحة تجسدت في تحول العراقي المشوه سافح المحارم إلى قاتل وسارق ورجل ميلشيات ومرتشي وووووووووووو بما لا يعد من صفات الشر والخراب.
مشروعي السردي ذهب أبعد في هذا المنحى من خلال تقديم سيرة ذاتية بتخييل سردي للواقع بينما قدمها التكرلي بتخييل روائي، شخصياته مركبة لأغراض الثيمة، وعمد إلى صياغات فكرية على لسان المؤلف وهذه الصياغات أرتكز عليها كثيرًا د. علي حاكم صالح في تحليلاته.