انتصار مهم في على طريق مواجهة الفاشية / لولا رئيسا لجمهورية البرازيل للمرة الثالثة


رشيد غويلب
2022 / 10 / 31 - 23:17     

بعد معركة انتخابية صعبة وقاسية، تمكن مرشح حزب العمل البرازيلي، ورئيس جمهورية البرازيل الأسبق، والشخصية الأبرز في اليسار البرازيلي، لولا دا سلفيا من الانتصار في جولة الانتخابات الثانية، التي جرت الأحد الفائت، على الرئيس الفاشي المنتهية ولايته خايير بولسونارو. وحصل لولا على 50,90 مقابل 49,10 في المائة لمنافسه، متقدما عليه بأكثر من مليوني صوت.

وبعد اعلان النتائج تحدث لولا دا سيلفا عن “أجمل الانتصارات” لأن الاستبداد والفاشية قد انهزما في البلاد. قال لولا: “عادت الديمقراطية إلى البرازيل”. من جانبه، لم يعلق بولسونارو على النتيجة بعد. وهذه هي المرة الأولى التي لا يتم فيها إعادة انتخاب الرئيس الحالي.
وعلى الرغم من الفارق النسبي، حصل لولا بلغة الأرقام على رقم قياسي بلغ 60,3 مليون صوت، متجاوزًا الرقم القياسي الذي سجله في عام 2006 عندما أعيد انتخابه رئيسا بـ 58.3 مليون صوت. كما زاد بولسونارو عدد ناخبيه إلى 58.2 مليون. يبدو أن الانقسام السياسي في البلاد قد تعمق ويشكل تحديات كبيرة أمام لولا وفريقه الحكومي.
في وسط مدينة ساو باولو، حيث تجمع الآلاف من أنصار لولا، أوضح لولا أنه لم تتم مواجهة خصم عادي. “لقد كان جهاز الدولة بأكمله ضدنا، واستخدمه الآخر لمصلحته لمنع انتصارنا”. ومع ذلك هناك أوساط يسارية وتقدمية كانت تتمنى انتصارا مجتمعيا أكبر على الفاشية الجديدة واليمين المتطرف، لان ذلك سيعزز موقف الحكومة الجديدة.
حتى ساعة اعداد هذا التقرير، لا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل بولسونارو مع النتائج المعلنة. في الفترة التي سبقت الانتخابات، أعلن أنه في حال خسارته، قد يطعن في نتائجها. وقبل فترة وجيزة من يوم الاقتراع الثاني، اشتكى من تمييز العديد من المحطات الإذاعية، التي لم تبث إعلانات حملته، ولهذا هدد بتأجيل الانتخابات. في الواقع، تم حظر إعلاناته التجارية لنشرها أخبارا كاذبة. بالإضافة إلى ذلك، يخشى المراقبون من أن أنصاره قد يحاولون القيام بأعمال عنف، لزعزعة استقرار البلاد، والتي يمكن أن يستخدمها بولسونارو لإعلان حالة الطوارئ، ويبقى بمساعدة الجيش في منصبه.
وكانت الحملة الانتخابية، قد شهدت عمليات اغتيال واعمال عنف نفذها أنصار الرئيس المهزوم. وبعد اعلان النتائج خاطبهم لولا بالقول: “حان وقت القاء بنادقكم. البنادق تقتل ونحن اخترنا الحياة”.
ولم تجرِ عمليات التصويت في العديد من المناطق بسلاسة. في العديد من المناطق عملت قوات الشرطة الاتحادية التابعة للحكومة، على عرقلة وصول الناخبين، خاصة في المناطق الداعمة لليسار، لقد توقفت حركة المرور لفترات طويلة، وقيل ان الشرطة منعت مشاركة مجتمعات السكان الأصليين في التصويت، لان اصواتها تذهب حصرا لصالح لولا.
وكان على محكمة الانتخاب العليا التدخل. وطلب رئيسها ألكسندر دي مورايس من الشرطة الاتحادية تبرير هذه الإجراءات على الفور. وإلا سيتم إيقافها. وكان قائد الشرطة الاتحادية قد دعا في السابق إلى انتخاب بولسونارو، ما اضطر محكمة الانتخابات العليا الى منعه رسميا.
انتخابات حكام الولايات
بالتوازي مع جولة انتخابات الرئاسة الثانية، أجريت انتخابات الجولة الثانية لحكام العديد من الولايات. فاز في ولاية ساو باولو الأكثر اكتظاظًا بالسكان، والتي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، المرشح تارسيسيو دي فريتاس، المقرب من بولسونارو، بنسبة 55 في المائة على المنافس اليساري فرناندو حداد (حزب العمال) بنسبة 45 بالمائة. وهي نفس نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولاية، حيث حصل بولسونارو على 55 في المائة ولولا على 45 في المائة من الأصوات.
بالمقابل، عزز اليسار موقعه في الشمال الشرقي من البلاد، حيث أمّن حكام الولايات الأربع وهي باهيا وسيارا وبياوي وريو غراندي دو نورتي. لقد فاز حزب العمال الاشتراكي ذو التوجهات اليسارية، والمشارك في تحالف اليسار على الصعيد الوطني، بثلاث ولايات أخرى هناك. وكما في الانتخابات السابقة، ساد المحافظون من المرشحين الرجعيين في الجنوب والجنوب الشرقي الغني.
في جنوب سانتا كاتارينا وريو دي جانيرو، فاز مرشحون من حزب بولسونارو. وكذلك في الولايات التي يهيمن عليها القطاع الزراعي. وفي ولايتي عكا ورورايما الأمازون، انتصر