أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة


نضال نعيسة
2022 / 10 / 23 - 22:58     


شعار البعث الأشهر الذي رددته حناجر سوريين مغلوب على أمرهم على مدى سبعين عاماً تقريبا لكن لم تجلب سوى التفكك والقحط والجوع والخراب وكان أصحاب هذا الشعار وحملته من أفشل الموظفين الحكوميين وعمال الشأن عبر التاريخ وتبين أنها كانت مجرد شعارات وهتافات ومفرقعات صوتية خاوية جوفاء وتلوث سمعي من دون أي مضمون ومعنى على الأرض اللهم إلا للاستهلاك المحلي والاجترار والعلك الإعلامي...ومن كبّر الحجر ما ضرب كما تقول الامثال..
ومنصب المحافظ الـ"Mayor " هو واحد من أهم المناصب الخدمية المتصلة بحياة الناس مباشرة وشؤونهم اليومية، في الدول المتقدمة والمتطورة ويتطلب مهارات وخبرات وقدرات استثنائية، لكن معظم من تسلّم منصب المحافظ ها هنا، مثلاً، لم يكونوا أكاديميين أو تكنوقراط مؤهلين إداريا باختصاصات تنموية واكاديمية ذات صلة بالإدارة والحوكمة، أو على الأقل متعلمين وحاصلين على درجات جامعية، والمنصب عموما كان فخرياً استعراضياً و"سياسياً"، ولم يكن منتخباً كما هو في الدول الناجحة والمتقدمة إنما بالتعيين وكهبة ومنحة واستقطاعا وعطاءً ومكرمة واسترضاء لفلان وعلان وقريب واخ صديق قديم من ايام الفتوة والشباب أو كان عبارة مكافأة على خدمة ما ،( على الغالب امنية او تجارية)، ولم يكن المحافظون عموما بأية كاريزما ولا يمتلكون اية شعبية أو خلفية نضالية او مجتمعية ووطنية(المكروهون والمتبوذون اجتماعيا وأصحاب السمعة الرديئة كانوا أوفر حظا من غيرهم في،شغل المقام العالي) ويعتقد انه كان هناك خزان وقاعدة بيانات وبنك لاسماء عائلات وسلالات بعينها دون غيرها، يتم جرده (أي البنك) مع كل سانحة وإشغار للمنصب في ولاية بعثية أو في لعبة تدوير المناصب او الطرابيش الشهيرة، حيث جري عملية إعادة توزيع للولايات البعثية وتبادلها فيما بين نفس الأشخاص، الذين كانوا بالعموم مجرد بعثيين من أشباه المتعلمين أو خريجي جامعات الحزب القائد الشهيرة وحملة شهاداتها بالمعايير إياها لكن والشهادة للتاريخ كانوا منظرّين وفلاذكة كبار باختصاص شعارات وتسيير وقيادة مسيرات قومية شعبية والإشراف على يوم العمل الطوعي الوطني الذي، يكون عادة بدون أجر ولا إنتاج لكنه مخصص لمراقبة "التزام" الرفاق وترديد هتافات ودعوات للوحدة مع جيبوتي وجزر القمر وصوماليا العظمى وهم أصحاب خبرات نادرة مشهود لهم بالنخ والرقص وهز الخصر والدبكات والبروظة أمام كاميرات فضائيات حزب قريش والرسالة الخالدة ومعظمهم جنرالات مستوى بكالوريا أدبي شحط أو ما يعادلها ومتقاعدين من الخدمة بدرجة زهايمر أو قد تزهمر (أي خالص كازهم وبدون أي دسم وفعالية إدارية تقريباً) وبخلفيات ومهام امنية محضة ومحددة (المحافظ رسميا هو رئيس اللجنة الأمنية في كل محافظة أي المنسق العام للأفرع الأمنية وللمفارقة انشق اثنان من أبرزهم لاحقاً من محافظة ساحلية شهيرة واتهمهم إعلام البعث الحكومي بالجاسوسية والخيانة والتآمر على الوطن والمؤامرة والعمالة للخارج) وليست إدارية وخدمية ولم يكن من ضمن اختصاصهم واهتمامهم كما ظهر وتبين بعد هذه العقود الطويلة الثقيلة الكأداء وجود نية للعمل أو توفر رغبة حقيقية للنهوض بالواقع العام وتحسين مستوى معيشة وحياة الناس أو استجراح المعجزات وخدمة السكان فكان هذا الانهيار الفظيع والمزري بالبنية التحية والخدمية وانتشار الحفر والمكبات والقمامة بالشوارع وتردي الأوضاع العامة بمعظم المحافظات للحضيض وفقر وبؤس السكان ولم يتم، يوماً، مثلاً، نشر أية بيانات او كشوف مالية بوسائل الإعلام المملوكة لحزب قريش القائد عن صرف الميزانيات الخرافية التي كانت توضع بتصرف المحافظ ومخصصات اي مدينة من المدن التي تم فرضه واليا عليها.....
ودائما كنت تسمع جعجعة ولا ترى طحينا......