الثالوث الإلهي Trinity


كمال غبريال
2022 / 10 / 18 - 20:33     

يشيع لدى العامة أن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة.
في حين أن المسيحيين يؤكدون أنهم يعبدون إلهاً واحداً مثلث الأقانيم. لكنهم يفشلون رغم مرور قرابة عشرين قرناً على المسيحية، في شرح كيف يكون ثلاثة أقانيم (ذوات) إلهاً واحداً.
وتجد كثيراً من كبار من يفترض فيهم القدرة على شرح هذا للعامة، يذهبون في شروحاتهم إلى الإخلال بصلب عقيدة الثالوث. أو الذهاب عن جهل للأفكار التي سبق وأن عدتها الكنيسة هرطقة، وحرمت القائلين بها مثل سابيليوس وآريوس.
لكننا إذا ذهبنا إلى أصل هذه العقيدة وهو قانون الإيمان المسيحي الصادر عن مجمع نيقية 325 م. والذي يتحتم على المؤمن المسيحي ترديده حتى الآن، إعلاناً لتمسكه بالإيمان، نستطيع أن نفهم ماذا يقول بالفعل، بغض النظر عما لحق بفكرة الثالوث عبر القرون من تشوهات جرت من وراء كواليس القانون الذي ابتدع القضية من أساسها.
نستخلص من نص القانون ما يلي:
- نؤمن بإله واحد (الله الآب)
- نؤمن برب واحد (ابن الله الوحيد المولود من الآب).
- نؤمن بالروح القدس (الرب المحيي المنبثق من الآب).
لدينا إذن بنص القانون "إله واحد" هو الآب.
ولدينا "كائنان إلهيان".
أحدهما مولود من الآب.
والثاني منبثق من الآب.
الأخيران إذن كائنان إلهيان (صنيعة إلهية وليسا آلهة)، خارجان من نفس الجوهر، يستمدان وجودهما من الإله،
بالولادة والانبثاق. وليسا إلهين قائمين بذاتهما. لهذا لم يذكرهما القانون مصحوبين بلقب "إله".
مع ملاحظة أن مفهومي الولادة والانبثاق يعنيان وجود علة لمعلول، والذي يعني بالضرورة أسبقية زمنية للعلة على المعلول، من حيث المبدأ والمفهوم.
لم يخرج قانون مجمع نيقية إذن عن مفهوم آريوس، وإن كان القانون قد صاغ الأمر بصورة مضغمة.
هي تصورات تجريدية من قريحة عقلية الثقافة اليونانية،
التي نسجت العديد من قصص الآلهة وتناسلها وعلاقاتها المتشابكة.