جريدة طريق الثورة، العدد 65


حزب الكادحين
2022 / 10 / 19 - 11:53     

‎ ‎

‏ ‏
‏ ‏




مــــا العمــــل ؟
=============
‏ مرّة أخرى يضرب الشّعب التونسي ‏موعدًا مع التّاريخ ويعلن للعالم أنّ الحياة ‏مقاومة وأنّ المقاومة حياة وأنّه لا يأس ‏مادام هناك قوًى حيّة ترفض أن تموت ‏وتنشر النّور وسط العتمة مهما طال زمانها ‏فهي زائلة لا محالة. يوم 25 جويلية، لم ‏يكن نهاره عاديّا ولم يمر ليله ككلّ اللّيالي، ‏فقد أجّجت نهاره القائظ حرارة احتجاجات ‏الجماهيرالشعبية التي هاجمت مقرّات حزب ‏النهضة وحلّ ليله بمظاهر الابتهاج والفرح ‏إثر قرارات غلق مقر البرلمان وتجريد ‏أعضائه من الحصانة وتجميد نشاطهم وحلّ ‏الحكومة، وهى التي اتّخذها رئيس الدّولة ‏استجابة للمطالب المرفوعة خلال ‏الاحتجاجات الشعبيّة، فلاحت بعد ظلمة ‏الأعوام العشرة بشائر فجر جديد حين ‏أزيحت الرّجعيّة الدّينيّة وحلفاؤها عن ‏السّلطة السياسيّة فشعر الشّعب بأنّه تخلّص ‏من كابوسها. ‏
‏ ولئن مثّل يوم 25 جويلية بداية ظرف ‏جديد في تونس تقوم على محاربة الفاسدين ‏والمضاربين وناهبي الثّروة وكلّ من أجرم ‏في حقّ الشعب والوطن فاستقبلها الشعب ‏بالتّرحاب واعتبرها الثّوريون خطوة ‏إيجابيّة في مسيرة الصّراع ضدّ القوى ‏الرّجعيّة تجعل الشعب طرفا رئيسيّا في ‏التناقض بينه وبين أعدائه وقد دعا ‏الثوريون إلى دعم تلك القرارات وتطويرها ‏في سبيل تحقيق المطالب التي رفعتها ‏انتفاضة 17 ديسمبر الشعبيّة، فإنّه، ‏وبالمقابل، اعتبرت الرّجعيّة الدينية تلك ‏الإجراءات انقلابا محاولةً تأليب أنصارها ‏ضدّ رئيس الدّولة لكنّها فشلت فعادت إلى ‏وكرها خائبة ولجأت إلى أسلوب المخاتلة ‏محاولة كسب ودّ بعض القوى العالمية ‏والإقليميّة تحت ذريعة ضرب قيس سعيد ‏المسار الديمقراطي وخرق الدّستور..‏
‏ وليس غريبا أن تتبنّى بعض الأطراف ‏الليبرالية واليساريّة الانتهازيّة نفس الموقف ‏تحت ذريعة احتمال العودة إلى الدكتاتورية ‏والاستبداد رافعة شعار الحريات ‏والديمقراطية لتبرّر هذا الموقف المعادي ‏للشعب. وقد عملت هذه الأطراف مجتمعة ‏على كسب مساندة القوى العالميّة عبر ‏التصريحات والبيانات وتنظيم بعض ‏التظاهرات من أجل محاصرة رئيس الدّولة ‏وإجباره على التّراجع عن قراراته. لكن ‏حسابات هذه القوى تسقط يوما بعد يوم في ‏المياه الرّاكدة ويغمرها الطين بينما تزداد ‏ثقة الكادحين بانّ تونس تسير نحو غد ‏أفضل، غير أنّ هذا الغد لا يمكن أن يأتي ‏إذا ما لم يهبّ الثوريون في كلّ مكان من ‏البلاد إلى شنّ كفاح مستمر ضدّ الرجعيين ‏والانتهازيين وداعميهم في الخارج وشحذ ‏همم الجماهير وتنظيمها من أجل تحقيق ‏الشّعب لسلطته على وطن مستقلّ فعليّا ينعم ‏فيه الكادحون والكادحات بثمار كدحهم.‏

لقد انكشف زيف ديمقراطية الرّجعيّة، فلننهض من أجل إرساء ديمقراطيّة الشّعب ‏‎!‎
---------------------------------------------------------------------
النّهضة والدستوري الحرّ: صراع الدّيكة ‏

‏ احتدم الصراع، قبل 25 جويلية 2021، ظاهريا بين اليمين الديني ممثّلا في حزب حركة ‏النهضة وائتلاف الكرامة من جهة والحزب ‏
الدستوري الحرّ من جهة أخرى، وقد تمظهر هذا ‏
الصّراع الزّائف في ‏مسرحيّات سيّئة الإخراج ‏قدّمت على خشبة مقرّ ‏البرلمان بباردو من خلال ‏الاعتصام الذي نفّذه الحزب ‏الحرّ بقيادة عبير موسي التي ‏احتلّت مقعد رئيس المجلس ‏في البداية ومكتبه في فترة ‏لاحقة مع تبادل الاتهامات ‏بين هذه الأطراف التي ادّعى ‏كل طرف منها تعرّضه ‏للعنف اللفظي والمادّي من ‏قبل الطرف الآخر. وأصبح ‏بذلك مقرّ البرلمان مسرحا ‏للبكائيّات وتبادل العنف ‏وإطلاق الشتائم والسباب ‏والتهديد والوعيد وتعطلت ‏بذلك أعماله في العديد من ‏المناسبات ورفعت جلساته ‏عندما يختلط الحابل بالنابل ‏وتعمّ الفوضى والغوغائيّة. ‏لقد انتقل هذا الصراع من ‏داخل أسوار المجلس إلى ‏خارجه ثمّ إلى الشارع ‏بمناسبة فضّ اعتصام الحزب ‏الدستوري الحرّ أمام مقرّ ‏هيئة علماء المسلمين بتونس ‏العاصمة. فما هي طبيعة هذا ‏الصراع وكيف يمكن التعامل ‏معه ؟ للإجابة عن هذه ‏التساؤلات سنتعرّض في ‏البداية إلى الاتّهامات ‏المتبادلة بين طرفي الصراع ‏والتي ستقودنا حتما إلى ‏الكشف عن حقيقتهما. ‏
‏ لقد اتّهم حزب حركة ‏النهضة وائتلاف الكرامة ‏الحزب الدستوري الحرّ ‏بكونه مرتبط بقوى إقليميّة ‏عربيّة وعالميّة وبالتحديد ‏الإمارات العربيّة وفرنسا ‏وأنّ رئيسة هذا الحزب عبير ‏موسي تنقل كل ما يحدث ‏داخل قبّة المجلس عن طريق ‏البث المباشر وعبر ‏الفيديوهات إلى حلفائها وأنّ ‏هذا العمل هو نوع من ‏الجوسسة. بينها يتّهم الحزب ‏الدستوري الحر حزب ‏النهضة وحليفه ائتلاف ‏الكرامة بارتباطهما بقطر ‏وتركيا وأمريكا. وما يؤكّد ‏صحّة هذه الاتهامات ‏المتبادلة مضامين مشاريع ‏تلك اللوائح المقدّمة من ‏طرفي هذا الصراع للمجلس ‏للتداول بشأنها غير أنّها لم ‏تجد التأييد الكافي لتمريرها، ‏فلائحة الحزب الحر ‏الدستوري التي عرضت في ‏أواخر شهر ماي 2020 ‏تضمنت إعلان المجلس ‏رفضه لأيّ تدخّل خارجي ‏في ليبيا من شأنه ضرب ‏وحدة ترابها والمساس من ‏سيادتها وهي موجّهة ‏بالأساس إلى تركيا التي ‏عقدت صفقة مع رئيس ‏الحكومة الليبية فائز السراج ‏تخصّ التنقيب عن النفط بعد ‏أن دعّمت تواجدها بالقطر ‏الليبي، وقد تصدّى لها نواب ‏النهضة وائتلاف الكرامة ‏بكل عنف. بينما دعت ‏اللائحة المقدمة من طرف ‏ائتلاف الكرامة في 10 ‏جوان 2020 إلى مطالبة ‏الدولة الفرنسية بإعلان ‏اعتذارها الرسمي والعلني ‏عن كلّ الجرائم التي ‏ارتكبتها في حقّ الشعب ‏التونسي زمن الاحتلال ولم ‏تحز على موافقة 54 نائبا ‏فقط من جملة الحضور بينما ‏تمّ رفضها من قبل الحزب ‏الدستوري الحر وحزب تحيا ‏تونس.‏
‏ لقد أكّد لنا هذا الصراع ‏بأنّ اليمين الديني واليمين ‏الليبيرالي مرتبطان وثيق ‏الارتباط بالأنظمة العربيّة ‏العميلة والقوى الإقليميّة ‏والاستعماريّة وتعتبر بذلك ‏أحزاب عميلة لا ولاء لها إلاّ ‏للقوى المعادية للشعب ‏والوطن، وما صراع كتلها ‏داخل البرلمان سوى صورة ‏مصغّرة للصّراع الإمبريالي ‏المحموم على القطر وثرواته ‏تسعى من خلاله كل كتلة ‏إلى الحفاظ على مصالح ‏حلفائها. وبمعنى آخر تتسابق ‏هذه الكتل الممثلة لهذه ‏الأحزاب العميلة إهداء ‏ثروات الشعب وتقديمها ‏لأعدائه على طبق من ذهب ‏عربون وفاء لها مقابل ‏المحافظة على مركزها ‏السياسي وتدعيمها إن أمكن ‏ذلك وتوفير الحماية لها. كما ‏تؤكّد لنا بما لا يدع مجالا ‏للشكّ أنّ هذا الصراع لا ‏يعكس تناقضا جوهريّا بين ‏أطرافه بل هو تناقض ثانويّ ‏سرعان ما يختفي في ‏مواجهة غضب الجماهير ‏الكادحة. إنّ الشيء الإيجابي ‏الوحيد الذي يهمّ هذه ‏الجماهير من هذا الصراع ‏هو انكشاف بعض الحقائق ‏الخفيّة المرتبطة بالأساس ‏بالعمالة والتي كانت تتستّر ‏عنها هذه الأحزاب اليمينيّة ‏بشعارات "ثوريّة" ترفعها لا ‏من باب الاقتناع المبدئي بها ‏بل لغاية الاستهلاك ‏والتضليل. ولسائل أن يسأل ‏هنا، لماذا طغى هذا الصراع ‏على الساحة السياسيّة ؟ ‏
‏ تقودنا الإجابة عن هذا ‏السؤال إلى مزيد التعمّق في ‏الكشف عن طبيعة هذه القوى ‏ومدى ارتباطها بمشاغل ‏الجماهير الكادحة من عدمه ‏وهل هي قوى ثوريّة كما ‏تدّعي أم أنّها كما اعتبرناها ‏منذ البداية بكونها رجعيّة ‏وعميلة وأن الصراع الدائر ‏بينها هو صراع رجعي لا ‏يهمّ الكادحين في شيء.‏
‏ لنتناول في البداية ‏بالتحليل طبيعة الحزب ‏الدستوري الحرّ، هذا الحزب ‏الذي بني على أنقاض ‏التجمّع المنحلّ الذي عانى ‏منه الشعب الويلات واكتوت ‏بنيرانه الجماهير الكادحة ‏والتي أمعن في استغلالها ‏وتفقيرها وتجويعها وهو ‏المتسبّب الرئيسي في كلّ ‏المآسي التي حلّت بها طوال ‏حكم الجنرال بن علي وفي ‏تردّي الوضع الاقتصادي ‏والاجتماعي والسياسي ‏والثقافي وغيرها. فحكم ‏‏"السابع من نوفمبر" كان همّه ‏الوحيد فتح أبواب القطر ‏على مصراعيها لحلفائه ‏الإمبرياليين لنهب ثرواته ‏مقابل الحفاظ على مركزه في ‏السلطة. ورغم ما قدّمه ‏الجنرال من خدمات ‏وتنازلات لصالح أسياده ‏ودفاعه المستميت عن ‏مصالحهم دفعه في العديد من ‏المناسبات إلى مجابهة ‏الجماهير الشعبيّة الغاضبة ‏بالحديد والنار (الحوض ‏المنجمي سنة 2008 على ‏سبيل الذكر)، تمّت التضحيّة ‏به في الأخير عندما انتهت ‏صلوحيّته وأصبح ورقة ‏محروقة وغير قادر على ‏ضمان أو المحافظة على ‏مصالح حلفائه الذين كان ‏يدين لهم بالولاء فاستبدلوه ‏بوجوه جديدة تمثلت في ‏رموز الإسلام السياسي ‏وضربوا بذلك عصفورين ‏بحجر واحد حاولوا من ‏خلاله الإيهام، من جهة ‏أولى، بأنّ الانتفاضة ‏انتصرت وحققت أهدافها ‏‏"بهروب بن علي" وإيقافها، ‏من جهة ثانية، خوفا من ‏تطوّرها وتجذّرها الذي يمثل ‏خطرا على مصالحها الآنيّة ‏والاستراتيجيّة ولتمهيد ‏الطريق لبديلها الثاني وتوفير ‏الظروف الملائمة لتدعيم ‏موقعه في السلطة. إنّ كلّ ‏المؤشّرات تفيد بأنّ الحزب ‏الدستوري الحرّ لن يحيد ‏على سياسة التجمّع إذ منذ ‏وصوله إلى البرلمان لم يتقدّم ‏بأيّ مبادرة تشريعيّة من ‏شأنها رفع الظلم والحيف عن ‏الجماهير الشعبية ولم ترتفع ‏أصوات نوابه في يوم ما ‏دفاعا عن حقّ هذه الجماهير ‏في العيش بكرامة، وفي ‏المقابل عبرت رئيسته عن ‏معاداتها للمنظّمة الشّغيلة ‏وللعمل النقابي بل ذهب بها ‏الأمر إلى السعي إلى تمييع ‏إحياء ذكرى الأول من ماي ‏من خلال كرنفال السيارات ‏الذي ادّعت وأنّه يمثّل ‏طريقتها في الاحتفال بهذه ‏المناسبة العماليّة الأمميّة ‏وهو ما ينمّ عن الحقد الطّبقي ‏الدفين الذي يكنّه هذا الحزب ‏للكادحين الذين انتفضوا ضدّ ‏وليّ نعمته وجرّدوه من ‏بعض صلوحيّاته. ‏
‏ لنعد إلى حركة النهضة ‏ولنبحث في البداية عن ‏أسباب ترشيحها من قبل ‏القوى الاستعمارية ودعم ‏موقعها في السلطة وبالتحديد ‏أمريكا باعتبارها اللاعب ‏الرئيسي. علينا أوّلا الرجوع ‏إلى سيناريو الانقلاب في ‏نوفمبر1987 والذي خطط ‏للقيام به يومي 07 و08 ‏نوفمبر وتمّ إعطاء الأولويّة ‏في تنفيذه لليمين الليبيرالي ‏من داخله وفي صورة فشله ‏في إنجاز المهمّة يوم 07 ‏تسند نفس المهمّة للبديل ‏الثاني المتمثّل في اليمين ‏الديني يوم 08 من نفس ‏الشهر، إذن فمسألة التعويل ‏على الإسلام السياسي في ‏الحكم لم يكن من قبيل ‏الصدف أو وليد اللحظة بل ‏تمّ إدراجه ضمن حسابات ‏القوى الاستعماريّة منذ مدّة ‏طويلة، كما تمّ التحضير له ‏وانتظار الظروف الملائمة ‏لتمكين هذا البديل من ‏الوصول إلى السلطة ‏والسيطرة على دواليب ‏الدولة بعد أن تمّ تسهيل ‏رجوع العديد من رموزه من ‏بلدان الإقامة وما رافق ذلك ‏من تهليل وتكبير عند ‏استقبال الغنوشي مثلا ‏بالمطار، كما تمّ إصدار العفو ‏التشريعي العام حتى تتمكن ‏رموز الإسلام السياسي من ‏المشاركة في الحياة السياسيّة ‏والترشح للمناصب السياديّة ‏مع ما رافق ذلك من دعاية ‏واسعة ومتواصلة وتقديمهم ‏للجماهير الشعبيّة على أنّهم ‏‏"الناس اللي تخاف ربّي" ‏و"أكثر الناس اللي تظلموا ‏من طرف بن علي" و"أنّ من ‏جرّب الظلم والقهر في ‏السابق لن يكون ظالما عند ‏وصوله إلى السلطة". لقد ‏استغلّت النهضة ترسانتها ‏الدعائيّة والإعلاميّة والتي ‏تكوّن مجمل عناصرها في ‏أمريكا في استقطاب المزيد ‏من الأنصار ودفعتها رغبتها ‏الملحّة في الوصول إلى ‏السلطة إلى تقديم العديد من ‏الوعود الكاذبة وغير القابلة ‏للتحقيق مثل تشغيل مئات ‏الآلاف من المعطّلين على ‏العمل، غير أنه سرعان ما ‏تمّ اكتشاف زيف هذه الوعود ‏حال تمكّن الإسلام السياسي ‏من السلطة والسيطرة على ‏دواليب الدولة. وإلى جانب ‏تدهور الوضع الاقتصادي ‏والاجتماعي والسياسي ‏والثقافي وازدياد وتيرة ‏التجويع والتفقير والتهميش ‏إبّان حكم اليمين الدّيني، لم ‏تختلف ممارساته القمعيّة ‏على ممارسات نظام السابع ‏من نوفمبر بل ربّما تجاوزتها ‏خاصّة مع إطلاق العنان ‏للتكفيريين الذين حاولوا بكلّ ‏الطرق السيطرة على الحياة ‏العامّة للجماهير الكادحة ‏والحدّ من حريّاتها الفرديّة ‏والعامّة والتي ردّت الفعل ‏في العديد من المناسبات ممّا ‏تسبّب في أزمات سياسيّة تمّ ‏التعامل معها في البداية ‏بتغيير الحكومات نتج عنها ‏انحسار شعبيّة الإسلام ‏السياسي بعد أن اكتشفت ‏الجماهير أنّ الذين "يخافون ‏الله" لا يتورعون عن ‏ممارسة الخداع والمخاتلة ‏وأنّ كلّ الوعود التي أطلقوها ‏لكسب الأنصار إبّان ‏الحملات الانتخابية البلديّة ‏والتشريعيّة والرئاسيّة كانت ‏كاذبة ولم تكن سوى طرق ‏خسيسة لاستدراج الناخبين ‏إلى صفّهم لأنّ غايتهم ‏الحقيقيّة هي السيطرة على ‏السلطة بالقدر الذي يضمن ‏مصالحهم ومصالح حلفائهم ‏وليس لخدمة الكادحين الذين ‏تحاول النهضة (الإسلام ‏السياسي) بكلّ الطرق ‏الخبيثة استعمالهم كجسر ‏للعبور نحو السلطة.‏
‏ في ظلّ هذه الازمة، ‏ولإخفاء هذه الحقائق بحثت ‏الرّجعيّة الدينية عن طوق ‏للنجاة وجدته في اختلاق ‏خلاف وهمي مع اليمين ‏الليبيرالي ممثّلا في الحزب ‏الدستوري الحؤّ لتلهيّة هذه ‏الجماهير بصراعات هامشيّة ‏ولحرف نضالاتها اليوميّة ‏عن مسارها الصحيح فتطوّر ‏هذه النضالات من شأنه أن ‏يهدّد كيان هذه الأطراف ‏اليمينيّة المتصارعة والحلّ ‏الوحيد الذي يقيها هذا الخطر ‏هو توجيه ردود الفعل ‏الجماهيريّة الوجهة الخاطئة ‏أي دفعها إلى الاصطفاف ‏حول أحد أطراف هذا اليمين ‏عوض التصدّي له وبالتالي ‏جرّ الجماهير المفقّرة ‏والمهمّشة لتكون حطبا يسعر ‏لهيب نار الصراع الدائر بين ‏هذه القوى اليمينيّة الرجعيّة ‏العميلة التي تتّفق فيما بينها ‏في عدائها لتطلّعات الجماهير ‏الكادحة نحو التحرّر ‏والانعتاق. فبهيمنة شقّ من ‏هذا اليمين على السلطة لا ‏يمكن لنا الحديث لا عن ‏السيادة الوطنيّة ولا عن ‏التحرّر لأنّها في مجملها ‏قوى مهمّتها الرئيسية والتي ‏وجدت من أجلها تتمثّل في ‏توفير الظروف الملائمة ‏لاستمرار هيمنة الاستعمار ‏بشكله غير المباشر على ‏القطر لمزيد نهب ثرواته ‏وتجويع شعبه والسيطرة ‏عليه.‏
‏ إنّ مهام التحرّر لا يمكن ‏أن تنجز إلاّ بالنضال ضدّ ‏القوى اليمينيّة دينيّة كانت أم ‏ليبيراليّة وهو الطريق ‏الصحيح لدحر القوى ‏الاستعماريّة التي تبسط ‏سيطرتها بمختلف الطرق ‏على الشعب والوطن بتسهيل ‏من عملائها، فلينين العظيم ‏علمّنا أنّ النضال ضدّ ‏الإمبرياليّة يمرّ حتما عبر ‏النضال ضدّ الرجعيّة ‏المحليّة. من هذا المنطلق ‏نعتبر وأنّ اصطفاف البعض ‏ممّن يسبغون على أنفسهم ‏صفة الثوريّة خلف هذا ‏اليمين أو ذاك يعدّ خطأ فادحا ‏لأنّه سيؤدّي بالضرورة إلى ‏تقويّة طرف من أطراف هذا ‏الصراع على الطرف الآخر ‏والذي سيستغل الفرصة ‏لمزيد تركيز سلطته وتوسيع ‏نفوذه لتركيع الجماهير ‏ومزيد السيطرة عليها ‏وتوجيهها حسب مصالحه لا ‏غير. إنّ الموقف الصحيح ‏تجاه هذا الصراع هو تجنيد ‏هذه الجماهير ورصّ صفوفها ‏وتنظيمها وتوجيهها إلى ‏مزيد الدفاع عن مصالحها ‏بعد فكّ ارتباطاتها مع ‏الأطراف اليمينيّة من خلال ‏الكشف عن كل تلك الحقائق ‏التي كانت مخفيّة والتي ‏كشفها ما يدور بينها من ‏صراع واهم. ولنا في ‏التاريخ القريب أمثلة في ذلك ‏لعلّ أهمّها اصطفاف الجبهة ‏الشعبيّة وراء نداء تونس ‏ومؤسسه الباجي إبّان ‏اعتصام الرحيل (صيف ‏‏2013)، وحال وصول هذا ‏الحزب (نداء تونس) بأغلبيّة ‏لم يكن يتصوّرها إلى الحكم ‏وصعود مؤسسه إلى كرسي ‏الرئاسة، رمى بحلفائه جانبا ‏والذين وفروا له الظروف ‏الملائمة للظهور والتّمدّد ‏وهرول للتّحالف مع حركة ‏النهضة بتعلّة أنّ طبيعة ‏المرحلة تقتضي ذلك ‏والحقيقة أنّ القوى ‏الاستعماريّة هي التي عملت ‏على تجسيد ذلك حتّى يظلّ ‏التحالف الكمبرادوري ‏الإقطاعي هو الذي يسطر ‏على السلطة ممّا يعني وأنّ ‏التحرّر الفعلي لن يكون لا ‏عبر الانتخابات ولا من ‏داخل البرلمان ولا من خلال ‏الاتفاقات والحوارات ‏اللاوطنية وإنّما عبر الثورة ‏الوطنية الديمقراطية ‏المتحولة إلى الاشتراكيّة ‏والتي يتمّ بمقتضاها تغيير ‏السلطة تغييرا جذريّا بعد ‏الإطاحة بالكمبرادور ‏والإقطـــــــــــاع والقضاء ‏بصفة نهائيّة على الهيمنة ‏الاستعماريّة.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
تـــونس: وزيران يتبادلان باقات الورود على جثث ضحايا الوباء

‏ في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة عمليّة ‏اغتيال جماعي لهذا الشعب من خلال ‏سياستها المرتبكة في مجابهة وباء كورونا، ‏يتبادل الوزيران (الذي طار والذي حطّ ‏مكانه) باقات الورود حفاظا منهما على ‏بروتوكولات "التداول السّلمي على ‏المناصب" ويلتقطان الصّور بهذه المناسبة ‏التي سيخلّدها التونسيون في التاريخ الأسود ‏لهذه الحكومة والنظام القائم‎.‎
‏ إنّهم فعلا يلهون بمصائب الكادحين ‏والكادحات ويتلهّون بقضايا لا علاقة لها ‏بواقع هذا الشعب ويريدون إلهاء الجماهير ‏بها (قرارات وزير الصحة شعبويّة، هل أعلم ‏وزير الصحة وزارة الداخلية بالتلقيح ‏المفتوح أم لا ؟ هل تمّ توفير الجرعات ‏الكافية ليومي التلقيح المفتوح ؟ الانطلاق في ‏التلقيح المفتوح ثمّ تعليقه، فتح تحقيق في كذا ‏وكذا، إقالة وزير صحة وتعيين وزير ‏بالنيابة...) في مقابل ذلك لا زال الموت ‏يحصد الأرواح ولا توجد أيّ مؤشّرات عن ‏تحسّن مرتقب في الوضع الوبائي عكس ما ‏بشّر به رئيس الحكومة رغم الهبات ‏والمساعدات التي تدفّقت على الدّولة في ‏الأيّام الأخيرة من الشّرق ومن الغرب وهذا ‏يؤكّد أنّ المسألة لا تتعلّق بوفرة التلاقيح او ‏عدمها ولا بوفرة الأكسجين أو قلّته وإنّما ‏بالسّياسة الرّعوانيّة التي تعتمدها الحكومة ‏بأكملها هذا إن كانت هناك سياسة متّبعة فعلا ‏في هذا القطاع الصحي كما في غيره من ‏القطاعات التي تهمّ الفئات الشعبية الواسعة ‏كالصحة والنقل والتعليم ومختلف الخدمات ‏الأخرى.‏
‏ إنّ هذه الحكومة، كما سابقاتها، ومن ‏ورائها هذه الدّولة لا يهمّها موت القليل أو ‏الكثير ما دام ذلك لا يخلخل الكراسي من ‏تحت معالي الوزراء.. لكنّ هذا الاطمئنان ‏الذي تعوّد عليه هؤلاء الحكّام لن يطول ‏وبركان الغضب الشعبي آت لا محالة طال ‏الزّمان أو قصر.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏

التلقيح كما الموت مجاني ومفتوح للجميع‎..‎

‏ ما قامت به الحكومة هو أنّها فتحت الباب ‏أمام السكان الذين لم يصابوا أو لم يموتوا ‏بالفيروس قبل العيد ليتحقّق لهم ذلك يوم ‏العيد وبعده. أمّا رئيس الحكومة، وفي ‏إطلالته البرقيّة التلفزيونية ليلة العيد، فقد ‏تنبّأ بأنّ الوضع الوبائي ستخفّ وطأته في ‏الأيام القريبة، وهنا يطرح السؤال التالي: ‏أهذا غباء أم استغباء ؟؟؟ فأيّ مؤشّرات ‏سمحت له بالوصول إلى هذا الاستنتاج وهو ‏كبير العالمين بدقائق السياسة التي تتّبعها ‏حكومته في هذا المجال ؟ إنّها فعلا محاولة ‏يائسة لاستغفال واستغباء الجماهير والضّحك ‏على ذقونها من خلال محاولة بيع أوهام ‏كاذبة لا يصدّقها سوى المغفّلون والمصفّقون ‏لتلك السياسة، والحال أنّ الزّمن لم يمهله ‏سوى سويعات قليلة ليدحض "بُشراه" ويفنّد ‏استنتاجه، فتلك الأيّام المفتوحة للتلقيح التي ‏أعلن عنها تحوّلت في أولى ساعاتها إلى أيّام ‏مفتوحة للموت. فقد انتشرت مشاهد التزاحم ‏والتدافع والتجمّعات المهولة للسكان الذين ‏تسابقوا للظفر بجرعة من التلقيح الذي وعد ‏به معالي رئيس الحكومة في كلمته.. وتدفّقت ‏أنباء سوء التنظيم أو غيابه في مراكز التلقيح ‏المفتوحة وأنباء نفاذ الجرعات في مراكز ‏أخرى وتحوّلت بعض التجمّعات إلى ‏احتجاجات.. وكان ما كان ممّا دفع برئاسة ‏الحكومة إلى "تعليق" هذه الأيام المفتوحة ‏وإقالة وزير الصحة..‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏

تونس، 25 جويلية 2021: مسار الاحتجاجات الشّعبيّة

‏-انطلاق الاحتجاجات وتوسّعها: منذ الصّباح ‏يتحوّل شارع بورقيبة وسط مدينة تونس إلى ‏ثكنة للأمن من خلال أصناف مختلفة من ‏الآليات.‏
‏ الجماهير الغاضبة في عدد من الجهات ‏تتحدّى الحصار الأمني وتصعّد من أشكال ‏احتجاجها: في تونس، مواجهات مع البوليس ‏قرب البرلمان في ساحة باردو والجماهير ‏تتجمع من جديد أمامه والبوليس يتراجع إلى ‏الوراء. في القيروان، محاصرة مقر النهضة ‏واقتلاع لافتته. في صفاقس المتظاهرون ‏يتجمعون امام مقر البلدية. في سوسة، ‏مظاهرة وتجمع امام الولاية‎ .‎في توزر، ‏حرق مقر حركة النهضة واتلاف محتوياته. ‏مظاهرات في نابل والكاف. والشعار الغالب ‏في هذه المظاهرات: "حل حل البرلمان"، ‏‏"الشعب يريد حل البرلمان"، وإجماع في ‏صفوف المحتجّين على المناداة باستقالة ‏المشيشي ومحاسبة الغنوشي.‏
‏- إعلام صامت: القنوات التلفزية التونسية ‏تلتزم الصمت ولا تنقل ما يجري من ‏مظاهرات. الإعلام العربي والعالمي أيضا. ‏بينما قامت بعض الإذاعات التونسية ومواقع ‏التواصل الاجتماعي بتغطية مباشرة ‏للأحداث.‏‎ ‎
‏-النّهضة في مرمى غضب الجماهير: اقتحام ‏مقرات النهضة في سوسة والمنستير ‏والقيروان وتوزر ومحاصرة مقرها في ‏صفاقس. وفي سيدي بوزيد محاولة خلع ‏مقرّها وتمّ اقتلاع اللافتة وحرقها‎.‎
‏ استعمال مكثف للغاز المسيل للدموع في ‏صفاقس ضد المتظاهرين، عمليّات كرّ وفرّ. ‏في الاخير المتظاهرون يصلون الى مقر ‏حركة النهضة ويقتلعون لافتتها ويسدّون بها ‏الطريق أمام عربات البوليس. منطقة الربض ‏تتحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة، دخان ‏كثيف، ومواطنون يختنقون في منازلهم‎ .‎
‏- قمع المحتجّين: تونس: تجدّد المواجهات ‏قرب البرلمان. يبدو أن الأوامر صدرت ‏بتفريق المتظاهرين باستعمال العصي ‏والغاز، يحدث ذلك في نفس الوقت في مدن ‏مختلفة.‏
‏ في حيّ الرّبط بصفاقس تستمرّ المواجهات ‏العنيفة بين المتظاهرين والبوليس الذي قام ‏بإطلاق الرصاص الحي في الهواء ‏والمتظاهرون يحرقون مدرعة ورواج خبر ‏عن استشهاد امرأة بسبب الغاز المسيل ‏للدموع.‏




‏-----------------------------------------------‏

بيان : خطوة إيجابية

‏ هبّت جموع واسعة من الجماهير الشعبية إلى التظاهر يوم 25 جويلية 2021 في ولايات ‏مختلفة، مُستغلّة دعوات مجهولة الهوية السياسية للتظاهر وأعطتها طابعا سياسيا وطنيا واضحا ‏من خلال شعارات معادية للنظام الحاكم، مُنادية بحلّ البرلمان، مهاجمة مقرّات حركة النهضة ‏الإسلامية التي اقتحمت بعضها وأشعلت النيران فيها وقد واجهتها قوات الشرطة بالقمع ولكنّها ‏لم تنجح في السيطرة عليها وإنّـما زادتها اتّساعا، وفي انسجام معها اتخذ رئيس الدولة قرارات ‏تقضي بتجميد عمل البرلمان وتجريد نوابه من الحصانة وإقالة رئيس الحكومة وقد وجدت ‏ترحيبا من قبل الشعب الذي خرج إلى الشوارع معبّـرا عن ابتهاجه، وفي علاقة بذلك نعبّر ‏عما يلي:‏
أولا: نحيّي المظاهرات الشعبية و ندعم شعاراتها الوطنية‏‎.‎
ثانيا: تمثل قرارات رئيس الجمهورية خطوة إيجابية في اتجاه تخليص الشعب من سلطة ‏الإسلام السياسي وحلفائه الذين أغرقوا البلاد في الفساد والفقر والمرض والارتهان للإمبريالية ‏والمحاور الرجعية العربية والإقليمية‎ .‎
ثالثا: ندعو الى حماية تلك القرارات وقطع الطريق أمام الساعين الى العودة الى ما قبلها‏‎ .‎
حزب الكادحين،‎26 ‎‏ جويلية 2021‏‎.‎

النهضة تتذوّق مرارة قرارات 25 جويلية

‏ قرّر يوم الأربعاء 1‏‎ ‎سبتمبر 2021، ‏رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تجميد ‏عضوية عماد الحمامي في الحزب و إحالته ‏على لجنة النظام. وفسّرت الحركة في بلاغ ‏نشرته اليوم على صفحتها على الفايسبوك ‏هذا القرار بـ"تكرّر تجاوزاته لسياسات ‏الحركة‎".‎
‏ وهذا يدلّ أنّ الازمة السياسية مازالت ‏تعصف بهذه الحركة من الدّاخل بسبب ‏التّداعيات التي لحقتها من الإطاحة بها من ‏الحكم إثر قرارات 25 جويلية 2021‏‎.‎‏ فقد ‏سبق أن حلّ راشد الغنوشي المكتب التنفيذي ‏لحزبه ثمّ عيّن القوماني على رأس إدارة ‏للأزمة، وفي ذلك اعتراف بأنّ الأزمة ‏تعصف بالحركة نتيجة الضّربة التي لم تقدر ‏على استيعابها بإزاحتها من السّلطة ‏السياسيّة. ورغم هذا الاعتراف من داخل ‏الحركة نفسها بواقع الأزمة التي ضربتها، ‏فإنّ الانتهازية المعادية لقرارات 25 جويلية ‏ولقيس سعيّد لم تجد من عذر تعلّل به ‏اصطفافها في الخندق المعادي للشعب غير ‏انّ "النهضة هي المستفيد الأكبر من قرارات ‏سعيّد"، وهو ما يثبت الدّور التّخريبي الذي ‏تلعبه الانتهازية بوقوفها إلى جانب الرّجعيّة ‏الدّينيّة افي معاداتها لقرارات 25 جويلية ‏والإجراءات التي لحقتها. ومازاد في افتضاح ‏أمر الانتهازية هذه المرّة هو أنّ اصطفافها ‏في الخندق الرّجعي يأتي في ظلّ تصاعد ‏الحقد الشعبي ضدّ حركة النهضة وحكومتها ‏وحلفائها، وهو ما يؤكّد أنّ دور هذه ‏الانتهازية والإصلاحية لم يتغيّر عبر التاريخ ‏من خلال مراوحتها بين الاصطفاف إلى ‏جانب الرجعية الدينية أحيانا والارتماء في ‏أحضان الرجعية الليبرالية في أحيان أخرى.‏
‏ ولئن خسرت الرّجعية الدينية موقعها ‏السياسي في حكم البلاد، فإنّ استمرار ‏الاخطبوط الاقتصادي الذي زرعته طيلة هذه ‏السنوات في مختلف القطاعات وكذلك في ‏مختلف ميادين الحياة والذي أدّى إلى حالة ‏الخراب والدّمار وانتشار مظاهر البؤس ‏الاجتماعي سيجعل من النهضة وحلفائها ‏قادرة على تجاوز أزمتها. ولذلك، فإنّ ‏محاسبة هذه الحركة ورموزها على سياساتها ‏المعادية للشعب والوطن طيلة سنوات حكمها ‏وتفكيك عصابات المال والفساد والتهريب ‏والجريمة التي تعاملت معها وكشفها ‏وفضحها هي ضروريّة وملحّة ولا تتوقف ‏على المستوى القانوني فحسب‎.‎

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏

إنّهم نمور من ورق فلنجعل الأرض من تحتهم تحترق ‏‎ !‎

‏ راكم زعماء عصابات الفساد والتهرّب ‏ثرواتهم من نهب عرق الكادحين ومن ‏الاستيلاء على ثروات الوطن دون ان يقدّموا ‏له شيئا وأصبحوا يصولون ويجولون في ‏حقل السّياسة مثل نمور شاهرين مخالبهم ‏وأنيابهم في وجه الشعب طامعين في ‏الصّعود إلى أعلى المناصب‎.. ‎
‎ ‎مضت الأعوام ودارت الأيّام وتحوّل ‏هؤلاء إلى فئران تختبئ في جحور وأخرى ‏تجتاز الحدود خفية ليتمّ القبض عليها ‏وتحويلها إلى المحاسبة‎..‎
‎ ‎الأخوان القروي ولطفي علي وسليم ‏الرّياحي وأمثالهم الذين شبعوا من جوع ‏الكادحين والكادحات وأثروا من نهب ثروة ‏الوطن هم نمور من ورق فلنجعل الأرض ‏من تحتهم والسّماء من فوقهم تحترق.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
أخفّ الضّرريْن

‏ ألزم قيس سعيّد يوم 27 أوت 2021 ‏الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات ‏المالية في اجتماعه بممثّلي المؤسسات ‏بتخصيص مبلغ قدره 160 مليون دينار أي ‏ما يناهز 2 % من إجمالي الفوائض الخام ‏المحصّلة خلال سنة 2020 لدعم قطاعي ‏الصحّة والتعليم.‏
‏ هذا الإجراء الذي أقدم عليه رئيس الدّولة ‏يتنزّل في إطار تنفيذه لمبدأ مساهمة رؤوس ‏الأموال في الإنفاق على المؤسسات ‏العموميّة وهو يعلم أنّ أصحاب البنوك هم ‏تجّار أموال كبار يحقّقون أرباحا ثقيلة على ‏حساب حرفاء مؤسساتهم من مختلف الطّبقات ‏الاجتماعيّة وخصوصا الطّبقات المفقّرة، وهو ‏يدرك أيضا أنّ أصحاب المؤسسات الماليّة ‏يشكّلون عصابات تتحكّم في القطاعين ‏الاقتصادي والمالي وأنّ إعلان الحرب ‏عليهم له انعكاسات خطيرة على وضع متأزّم ‏بطبعه وقد يؤدّي إلى شلل تامّ بالبلاد، ولذلك ‏استدرجهم إلى تنازل بسيط على جزء محدود ‏من أرباحهم لينتفع به قطاعا الصحة والتعليم ‏العموميين وهما القطاعان الأكثر ارتيادا من ‏الطّبقات الشّعبيّة.‏
‏ إنّ ما انتزعه الرئيس من أصحاب ‏المؤسسات الماليّة رغم محدوديته هو من ‏حقوق هذا الشّعب المنتج وليس منّة من أحد ‏وما على السلطة المسؤولة إلاّ تعميم هذا ‏الإجراء على مختلف الشركات والمؤسسات ‏الاقتصاديّة الخاصّة وسنّ ضريبة قارّة عليها.‏
‏ ويظلّ هذا الحلّ وقتيّا ومجديا وليس من ‏اليسير أن ترفض هذه المؤسسات مثل هذه ‏القرارات لأنّ رياح التغيير الثوري إذا ما ‏هبّت لن تغفر لأولئك المستكرشين وستهاجم ‏الجماهير المفقّرة تلك المؤسسات وتنتزعها ‏من أصحابها غير الشرعيين وتؤمّمها وحينها ‏سيندم أولئك المستكرشون عن رفضهم ‏لـ"أخفّ الضّرريْن".‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏

نوّاب أم نـــوائب ؟

‏ لم يجمع البرلمان المغلق منذ مساء 25 جويلية 2021 بين جدرانه نوابّا للشعب وقد قلنا قبل ‏كلّ انتخابات أنّ أغلب من سيدخلون ذلك القصر (قصر باردو) هم من سيفوزون بفضل المال ‏والإعلام الفاسديْن وبفضل التجارة بالدّين وبغيرها.. ورغم ذلك يصرّ العديد على تسميته ‏‏"مجلس نواب الشعب" غير قابلين الجدل حول تلك الانتخابات التي هرولوا إليها معتبرينها ‏اختزالا للدّيمقراطيّة الفعلية مصبغين عليها سمات الشفافية والنزاهة حتّى كادوا يغطّونها برداء ‏القداسة السياسيّة التي يُحرّم التشكيك فيها ومقاطعتها.. ‏

‏ لم يكن ذلك المجلس سوى حديقة لعديد من النّوائب التي ألقيت على الطبقات المفقّرة التي لم ‏تقف غالبيتها العظمى في صفوف أمام الصناديق أيام كرنفالات الديمقراطية المغشوشة.. ‏وظلّت هذه النّوائب تكدّس الأموال بألف طريقة وطريقة وتستولي على الأراضي وتقتني ‏القصور والفيلات والسيارات الفاخرة... من خلال سرقتها للقمة الفقراء الذين ازداد تفقيرهم من ‏قبل أولئك النواب الذين ما فتئوا يتكلّمون باسم الشعب ومثلما كان الدين سلعة متداولة يمينا ‏ويسارا صار الشعب وقضاياه أيضا أصلا تجاريّا استولى عليه أولئك وصاروا يعرضونه أينما ‏حلّوا متمتّعين بحصانة قضائيّة شرّعوها لأنفسهم من خلال دستور سنّوا فصوله على مقاسهم ‏ليكونوا أعلى من قوانينهم وخارج دائرة المحاسبة من أيّ كان.‏
‏ هؤلاء النوّاب لم يكونوا سوى نوائب ألقت بها القوى الاستعمارية العالمية والرّجعيات ‏الإقليمية على هذه الأرض لتتنافس من أجل بيع الوطن واضطهاد الطّبقات الشعبيّة الكادحة ‏واستغلالها عكس ما أرادوا تصويره لنا... وها أنّ أرصدة وممتلكات بعض أولئك النّواب التي ‏بدأت تتكشّف تؤكّد أنّ ذلك المجلس لم يكن يضمّ نوابا وإنّما نوائب !‏
‏ إنّ الثوريين، والكادحين خصوصا، نبّهوا، منذ الوهلة الأولى، ودائما، إلى تلك الأوهام التي ‏حرفت بها القوى الاستعمارية والرجعية والأطراف الانتهازيّة انتفاضة الجماهير الشعبيّة عن ‏مساراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة وحوّلتها إلى مطالب سياسويّة وحقوقيّة، وقاطعوا ‏تلك الهيئات التي شُكّلت تحت مسمّيات عديدة والكرنفالات الانتخابيّة مؤكّدين أنّها لن تؤدّي إلاّ ‏إلى مزيد التفريط في الوطن ومزيد الاضطهاد لجماهير الشعب الكادحة ومزيد تخريب البلاد ‏وتدميرها.. وهذا ما حصل.. ولم نكن يوما على وهم.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏

فضيحة سياسيّة ثقيلة

‏ أن يقوم حزب يساري وجمعيات حقوقية ‏بتدبيج البيانات دفاعا عن الانفصاليين ‏الجزائريين حلفاء الصهيونية فتلك فضيحة ‏كبرى يتطلب غسلها الرجوع عنها بنقد ‏الذات... ربّما ما يفسر السقوط فيها هو فقر ‏في الفكر والمفهوم وكسل في القراءة...‏
‏ ربما أيضا أنّ تلك القوى كانت ضحية ‏التضليل فقد أخرج المضللون حكاية سليمان ‏بوحفص لحشد الرأي العام حولها وفي حال ‏النجاح يخرجون حكاية نبيل القروي فهما ‏سياسيان لا يجوز تسليمهما... وبطبيعة الحال ‏إذا ما رفضت تونس التسليم سترفض ‏الجزائر أيضا... ربما فضلا عن التضليل ‏هناك مال وضغوط.. كما العداوة المجانية ‏والمضحكة لقيس سعيد... ‏
‏ الالتزام بقضايا الشعب والوطن وتحكيم ‏الحكمة ودراسة كل قضية قبل إصدار ‏موقف.. كلّها سبل تحول دون الوقوع في ‏فضيحة مستقبلا‎..‎
‏ للتّذكير، فإنّ جمعيّات حقوقيّة، وحزب ‏العمّال وحزب المسار سليل الحزب ‏الشيوعي التحريفي أصدرت بيانات إثر ‏انتشار خبر تسليم بوحفص للسلطات ‏الجزائريّة. هؤلاء، وباسم حقوق الإنسان ‏والحريات الفردية والعامّة، لم يعد من همّ لهم ‏إلاّ الدّفاع عن "الإنسان" في المطلق مهما ‏كان موقعه ومهما كانت قضيّته، هؤلاء، ‏وخصوصا دعاة اليسار منهم لم تعد تهمّهم ‏قضايا تحرّر الشعوب والأوطان والطّبقات ‏المضطهَدة. ‏
‏ لأصحاب هذه الفضيحة الثقيلة عبارة ‏معبّرة نطق بها هذا اللّاجئ السياسي الذي ‏تهافتوا على إصدار بيانات المساندة له ‏والاحتجاج على من سلّمه: هذا ما ختم به ‏فرحات مهنا رئيس حركة‎ " ‎الماك " (حركة ‏استقلال منطقة القبائل) إحدى حواراته مه ‏الصحيفة "الاسرائيلية" جيروزالام بوست ‏أثناء زيارته للكيان: "الحرّية للقبائل.. ‏والخلُود لإسرائيل".‏‎ ‎
‏ سليمان بو حفص من القياديين في هذه ‏المنظمة الانفصالية ويبدو أن ذلك كان له ‏دخل في طرده من تونس وترحيله الى ‏الجزائر فالرئيس التونسي معروف عنه ‏رفضه للتطبيع واعتباره خيانة عظمى ‏متماهيا مع الموقف الشعبي‎ .‎
‏ المعترضون على تسليم أبي حفص إلى ‏الجزائر التي تتهمه بالإرهاب عليهم أيضا ‏الاعتراض على تسليم نبيل القروي الى ‏تونس فهو رئيس حزب سياسي الخ...‏


‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
فيضانات أوروبّا: رأس المال الجشع هو سبب الكارثة

‏ أدّى نزول الأمطار بصفة ‏فجئيّة وبكميات كبيرة خلال ‏مدّة زمنيّة قصيرة في بعض ‏بلدان أوروبا الغربية ومنها ‏ألمانيا وبلجيكيا إلى حدوث ‏فيضانات ضربت عديد ‏القرى والمدن خاصة ‏المناطق الواقعة قرب ‏المجاري المائيّة. وقد خلّفت ‏هذه الفيضانات خسائر مادية ‏كبيرة خاصة في المنازل ‏والممتلكات وشبكات النقل... ‏كما أودت بحياة اكثر من ‏‏150 من السكان وفقدان ‏المئات الآخرين. واعتبرت ‏هذه الامطار فجئيّة لانّ ‏البلدان الاوروبية لم تتعوّد ‏على نزول أمطار صيفية ‏بكميات كبيرة. غير أنّ صفة ‏الفجئيّة ناتجة عن التغيرات ‏المناخية المتراكمة التي ‏يشهدها كوكب الارض منذ ‏عقود وهي تغيّرات منجرّة ‏عن الاحتباس الحراري الذي ‏أدّى إليه التلوّث الذي تتسبّب ‏فيه المنشآت الصّناعيّة ‏خصوصا في البلدان ‏الرّأسمالية ممّا يؤدّي إلى ‏حدوث تغيرات في العوامل ‏المؤثرة في المناخ وهو ما ‏يساعد على استمرار سنوات ‏الجفاف لمدّة اطول من ‏المعهود من جهة وعلى ‏حدوث فيضانات من جهة ‏أخرى.‏
‏ إنّ ما تشهده بعض بلدان ‏اوروبا الغربية اليوم من ‏كوارث طبيعية وضحايا ‏بشرية هو نتيجة لجشع رأس ‏المال المعادي للطبيعة ‏وللإنسان‎.‎

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏‏-----‏


الــوطن الــعربي
تونس-ليبيا: داعش تحاول نقل أسلحة إلى تونس ‏

‏ أعلنت القيادة العامة ‏للقوات المسلحة الليبية، ‏مساء يوم الجمعة 3 سبتمبر ‏‏2021، القبض على ‏إرهابي تابع لتنظيم "داعش‎" ‎جنوب غربي البلاد‎.‎
‏ وبحسب البيان تمكنت ‏وحدة المهام الخاصة للواء ‏طارق بن زياد "من إلقاء ‏القبض على الإرهابي ‏العجيلي علي العجيلي ‏الحسناوي التابع لتنظيم ‏داعش وذلك بعد رصد ‏تحركاته وجمع المعلومات ‏الهامة حول نشاطه ‏الإرهابي‎".‎
‏ وأوضح البيان أنه كان ‏بحوزة الإرهابي العجيلي ‏‏"أسلحة متعددة الأنواع ‏وذخائر وأجهزة عسكرية‎".‎
‏ والعجيلي كان مرتبطا ‏بالإرهابي عبد المنعم ‏الحسناوي المكنى بأبو ‏طلحة الليبي، أحد أبرز قادة ‏التنظيمات الإرهابية جنوب ‏غربي ليبيا الذي قتل في ‏عملية نوعية للجيش الليبي ‏مطلع عام 2019، وفق ما ‏أورده البيان‎.‎
‏ وكانت مهمة الإرهابي ‏المعتقل "تأمين نقل التموين ‏والأسلحة والذخيرة بين ‏تمركزات التنظيمات ‏الارهابية في الجنوب ‏الغربي... وكان يجهز لنقل ‏ذخائر وأسلحة وإرهابيين ‏إلى دولة مالي والجزائر ‏وتونس.‏

‏--------------------------------------------‏
فلسطين المحتلّة: مقتل قنّــاص صهيوني

‏ أعلن الكيان الصّهيوني ‏عن مقتل قنّاص على الجدار ‏العازل في غزّة بعد إصابته ‏في الرّأس يوم 21 أوت ‏‏2021 خلال المواجهات ‏الدّائرة في هذه الحدود بين ‏الفلسطينيين وقوات ‏الاحتلال. وكانت ‏المواجهات ادّت في نفس ‏الفترة إلى استشهاد ‏فلسطينييْن اثنين وإصابة ‏العشرات برصاص قوّات ‏الاحتلال الصّهيوني.‏

الحريّــة لخالدة جرار

‏ سهى جرار ابنة الرفيقة خالدة جرار عضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير ‏فلسطين، سهى توفيت فجأة بسكتة قلبية، أمّها في السجن لقضاء عقوبة تدوم سنتين، بقي ‏منها شهران، هي التي دخلت السجن مرات ومرات، حزب الكادحين يشارك القوى ‏الثورية عبر العالم الحملة من أجل إطلاق سراح الرفيقة خالدة جرار للمشاركة في وداع ‏ابنتها سهى.‏
المجد للمقاومة والموت للاحتلال.‏

لبنان: الديمقراطية الطّائفيّة تنطفئ

‏ الديمقراطية الطّـائفية ‏المملاة إمبرياليا والمدعومة ‏من قبل الرّجعيّات الإقليمية ‏والعربية لم تخلّف إلاّ الدّمار ‏والخراب لشعب لبنان ‏العربي.. ‏
‏ لقد مثّل "اعتذار" رفيق ‏الحريري عن تشكيل حكومة ‏في لبنان بداية انطفاء ‏ديمقراطية الطّوائف التي ‏تحمل أسباب وعوامل ‏ذبولها في داخلها لكنّ هذه ‏العوامل كانت الرجعيات ‏والامبريالية العالمية تحاول ‏إخفاءها منذ زمن طويل وقد ‏مثّلت حلاّ مؤقّتا للأوضاع ‏المتفجّرة في حقبة زمنية ‏معيّنة، لكنّ اليوم لم تعد تلك ‏‏"الديمقراطية" التي يقتسم ‏فيها ممثّلو الطوائف كعكة ‏السّلطة بالتوافق في ما بينهم ‏ومع القوى الخارجيّة، لم ‏تعد ناجعة في ظلّ الظروف ‏الجديدة خصوصا زمن ‏احتداد الأزمة الاقتصادية ‏والاجتماعية داخليا وتعقّد ‏التحالفات وتغيّرها خارجيّا. ‏
‏ وقد أثبت تفاقم الأزمة ‏السياسيّة للحكّام في لبنان أنّ ‏ديمقراطية الطوائف فاشلة ! ‏وحدها ديمقراطية الطّبقات ‏الشعبيّة قادرة على تحقيق ‏آمال الشعب والسيادة الفعليّة ‏للوطن.‏
‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
انباء المقاومة والحرب الشعبية في العالم
البيرو

‏ وقعت ثلاث مواجهات مسلّحة بين مقاتلي ‏الحزب الشيوعي البيروفي (الدرب ‏المضيء) والقوات العسكرية الرجعية وقد ‏جُرح خلالها ضابط كبير في الجيش وثلاثة ‏مقاتلين ماويين واكتشف الجيش مواقع للثوار ‏تم اخلاؤها قبل وصوله اليها، المواجهات ‏وقعت في بداية هذا الشّهر في منطقة ‏أياكوشو.‏
‏ جدير بالذكر أن العمليات المسلحة التي ‏يقوم بها الثوار الماويون لم تتوقف منذ ‏سنوات وهى تتطور في الريف البيروفي ‏بشكل خاص وقد تعرض السجناء الثوريون ‏من النساء والرجال الى مذابح مروعة ولا ‏يزال الأمين العام للحزب الرئيس غونزالو ‏يقبع في السجن وهو المحكوم بالحبس مدى ‏الحياة.‏

كولمبيا: ‏

‏- نسويّـات ثوريّـات يهاجمن مركزا للبوليس: في كولومبيا اغتصب البوليس فتاة عمرها 15 ‏عاما فهاجمت النسويات الثوريات مركز القمع بقنابل المولوتوف‎ .‎

‏- الشرطة تقتل المزارعين بالرّصاص: قامت ‏يوم الاثنين 2 أوت 2021 الشرطة في ‏مقاطعة كوكا الكولمبية بإطلاق الرصاص ‏على مجموعة من الفلاحين الفقراء الذين ‏أقدموا على السيطرة على مساحات من ‏الأرض التابعة لبعض كبار الملاكين. وقدّ ‏أدّى قمع حركة الفلاحين إلى مقتل المزارع ‏ايبار سمير كمايو بعد إصابته برصاص ‏الشرطة‎.‎‏ وإثر ذلك صعّد صغار الفلاحين من ‏احتجاجاتهم فهاجموا مقرّات الامن والسلطات ‏المحليّة وقاموا بإحراقها‎.‎

‏- الثوار يهاجمون مركزا للشرطة: ردا على ‏القمع الذي تعرضت له المظاهرات الشعبية ‏مؤخرا في كولمبيا، قام يوم 30 أوت 2021 ‏ثوّار جبهة حرب العصابات في المدن ‏‏(كاميليو توراز راسترابو) بتنفيذ هجوم على ‏أحد مراكز الشّرطة أدّى إلى سقوط 14 ‏جريحا من عناصر البوليس الرجعي.‏
‏ وتنتمي جبهة حرب العصابات في المدن ‏‏(كاميليو توراز راسترابو) لجيش التحرير ‏الوطني في كولمبيا.‏

الهند:‏

الرجعيّة تقتل المناضل سوامي: ستان سوامي، مناضل عمره 84 سنة قتلته الرّجعيّة الهنديّة ‏في سجونها بسبب دفاعه عن حقّ أقليّة الأديفازي المضطهَدة في كفاحها ضدّ سياسة التهجير ‏والتفقير والتقتيل التي تتّبعها حكومة مودي‎.‎
المجد والخلود للشّهداء ‏‎ !‎
النّصر لكفاح الشعوب والأمم والطّبقات المضطهَدة ‏‎ !‎
‏ مواجهات عنيفة بين قوّات البوليس والمزارعين المحتجّين: أدّت احتجاجات صغار الفلاحين ‏في مدينة كارنال الهنديّة يوم السبت 28 أوت 2021 إلى حصول اشتباكات عنيفة مع قوّات ‏البوليس ممّا انجرّ عنها سقوط عدد من الجرحى في صفوف المحتجّين. وكان الفلاحون الفقراء ‏قد قاموا بغلق عديد الطّرقات التي تربط المدينة بالمناطق الأخرى وهو ما أدّى إلى حصول ‏شلل واضطرابات عديدة في حركة السير والنقل.‏
‏ وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع اجتماع يعقد في المدينة برئاسة رئيس الحكومة ‏الهنديّة وهي تتنزّل في إطار سلسلة من الاحتجاجات ينظّمها الفلاحون في الهند ضدّ سياسة ‏الحكومة الرّجعيّة في القطاع الفلاحي. ‏

الثوّار الماويّون يصفّون مخبرَيْن: قامت مجموعة من الثوار الماويين في إحدى قرى ولاية ‏بهار الهنديّة يوم الأربعاء 25 اوت 2021 بإلقاء القبض على عنصرين كانا يتعاملان مع ‏قوات الجيش والامن الرّجعيّة وتمّ إعدام العنصرين المخبريْن والانسحاب من موقع العمليّة.‏
‏ ويشنّ الثوّار الماويون في الهند عمليّات ضدّ الميليشيات التي يزرعها النّظام الرّجعي في ‏مناطق عديدة مقابل إغراءات مالية كبيرة بهدف تعقّب نشاط مقاتلي الحزب الشيوعي الهندي ‏‏(الماوي)، وقد تمكّنوا في ظرف عامين من تصفية اكثر من 20 مُخبرا.‏

الثوار الماويون يقتلون 3 عناصر من القوات الرجعية: قتل نائب قائد شرطة الحدود الهندية ‏التبتية، بالإضافة إلى عنصر من القوات شبه العسكرية وكذلك نائب المفتش المساعد، ‏في ‏كمين نصبه المتمردون الماويون في منطقة نارايانبور.‏‏ وقع الهجوم يوم الجمعة 20 أوت ‏‏2021 بولاية تشاتيسجاره بالقرب من معسكر‎ ‎لإحدى كتائب الجيش الرّجعي حيث ‏تعرّض ‏لإطلاق الرّصاص من قبل عدد من المقاتلين الماويين. وقد غنم المهاجمون بندقية كلاشنيكوف ‏وسترتين مضادتين ‏للرصاص وجهاز راديو‎.‎

الفلبين: الجيش الرّجعي يقتل مقاتلا ماويّا ويأسر اثنين

جرت يوم الخميس 14 جويلية 2021 في ‏منطقة برانغاي مواجهة مسلّحة بين عدد من ‏مقاتلي جيش الشعب الجديد، الجناح ‏العسكري للحزب الشيوعي الفلبيني، ‏والجيش الرجعي وأسفرت عن مقتل عنصر ‏وأسر عنصرين آخريْن من المقاتلين ‏الماويين. ‏
‎ ‎وتشنّ الدّولة الفلبينيّة حربا رجعيّة ضدّ ‏الشعب وقواه المكافحة وفي طليعتها الحزب ‏الشيوعي (الماوي) معتمدة على مساعدة ‏عسكريّة وتقنية من الإمبريالية الأمريكيّة ‏وأعوانها. بينما يبدي جيش الشعب الجديد ‏مقاومة وصمودا عنيديْن لهذه الحرب ‏الرّجعيّة وهو يواجه النظام الذي تتحالف فيه ‏البرجوازية الكمبرادورية والبرجوازية ‏البيروقراطية والإقطاعية مستندة إلى الدّعم ‏الإمبريالي العالمي عن طريق حرب شعبية ‏طويلة الامد من أجل القضاء على هذا النظام ‏وتركيز نظام الديمقراطية الجديدة ‏والاشتراكية، لذلك لم تنجح الحرب الرجعية ‏في كسر إرادة الشعب وطليعته الثورية‎.‎

الشعراء يموتون أيضا في الغابات وهم يقاتلون‎ ‎

‏ صاحبة الصورة شاعرة فلبينية اسمها كريمة لورينا تاريمان، لا أعرف من أين ورثت ذلك ‏الاسم العربي الجميل، ولدت كريمة سنة 1979، في الثامنة عشرة دخلت الجامعة طالبة ‏صحافة، هناك انخرطت في الحياة بكامل تفاصيلها وأولها الكفاح... اهتمت بقضايا الفلاحين ‏الفقراء وذهبت الى الريف للقيام بتحقيقات ..كانت في الوقت ذاته تكتب شعرا.. حتى أعترف ‏لها بالتميز بين جيلها عبر الفلبين كلها. اعتقلوها.. تعلمت أن طريق الفلاح إلى الحرية هي ‏الثورة. انخرطت في جيش الشعب الجديد فالكلمة والبندقية رفيقان عندما يكون هناك ظلم.‏

‏ الجمعة 20 أوت 2021 قاتلت كريمة ببطولة الشعراء المكافحين، رفقة مجموعة صغيرة ‏من ثوار حرب العصابات وسط الغابات لمدة تزيد عن نصف ساعة... استشهدت بمعية مقاتل ‏آخر، خسرت القوة العسكرية التي هاجمتهم بغتة جنديا أيضا‎ ...‎
‏ على الأطراف كان غيفارا وزاباتا وعبد الكريم الخطابي وماو وروزا وغسان كنفاني وفهد ‏العراقي وفيالق الكومونيين والفدائيين حاضرين، مرسلين القبلات، مع كل طلقة نار خرجت ‏من فوهة بندقية كريمة لورينا تاريمان. قبل استقبالها عنوانا في سجل الخالدين‎.‎


جنوب أفريقيا: احتجاجات اجتماعيّة وعشرات الشهداء

‏ شهدت عديد المدن في جنوب أفريقيا ‏احتجاجات شعبيّة عنيفة واجهتها السلطات ‏بالقمع الوحشي عن طريق قوات البوليس ‏والجيش. وتحتجّ عديد الفئات الاجتماعيّة ‏المسحوقة والمهمّشة بسبب انتشار البطالة ‏وارتفاع معدّل الفقر خصوصا مع الاجراءات ‏الحكومية المتزامنة مع تفشي وباء كورونا ‏وبسبب سياسات الحيف الاقتصادي ‏والاجتماعي للدّولة ضدّ عدد من المناطق ‏ومن الأحياء. كما أثار حبس الرئيس السابق ‏جاكوب زوما غضبا في بعض المناطق‎.‎
‏ وقد استهدفت الجماهير الغاضبة المقرّات ‏الحكومية والمؤسسات الاقتصادية والمحلات ‏التجاريّة‎.‎
‏ وهذه بعض الإحصائيات حول اعداد ‏القتلى في عدد من المدن: -جوهنزبورغ 26 ‏‏-فونيكس 20 - مدن مقاطعة كوازولو-ناتال ‏‏91‏‎.‎

‏----------------------------------------------------------------------------------‏
الحزب الشيوعي الفلبيني يحيّي شهداء جيش الشعب الجديد ‏

‏ ندعو الشعب الفلبيني وجميع القوى ‏الثورية إلى رفع قبضتهم وتحية 19 شهيدًا ‏من دولوريس، المقاتلون الحمر من جيش ‏الشعب الجديد‎ ‎الذين لقوا حتفهم في غارة ‏جوية نفذتها القوات المسلحة الفاشية الفلبينية ‏المدعومة من الولايات المتحدة. في 16 اوت ‏الماضي في بارانغاي أوسمانيا، بلدة ‏دولوريس، مقاطعة سمر الشرقية‎.‎
‏ كانوا من أفضل أبناء وبنات الشعب الذين ‏كرسوا حياتهم لقضية التحرر الوطني ‏والديمقراطية. إن موتهم يؤثر بشدة على ‏قلوب العمال والفلاحين في جميع أنحاء ‏البلاد وجميع الشعوب المضطهدة في العالم ‏بأسره. تحزن الجماهير على خسارة ‏محاربيها وخدمها، لكن في الوقت نفسه، ‏يلهمنا استشهادهم للقتال بقوة وتفان أكبر ‏لخدمة الشعب وقضيته الثورية. ستبقى ‏ذكرى شهداء دولوريس إلى الأبد‎.‎‏ كان ‏المقاتلون الحمر الذين سقطوا جزءًا من وحدة ‏قوامها 50 فردًا من جيش الشعب الجديد ‏الذين كانوا في المنطقة للقيام بأعمال سياسية ‏وعسكرية واقتصادية وتعليمية وثقافية ‏وطبية بين جماهير الفلاحين. كانوا يجرون ‏تحقيقًا في الظروف الاجتماعية والاقتصادية ‏لجماهير الفلاحين في المنطقة بهدف معالجة ‏احتياجاتهم ومشاكلهم‎.‎
‏ كما هو الحال مع وحدات‎ ‎جيش الشعب ‏الجديد‎ ‎الأخرى في المنطقة، كانوا يقومون ‏بحملة مستمرة لزيادة وعي الناس بوباء‎ ‎كوفيد -19 لمنع العدوى من الوصول إلى ‏مجتمعاتهم الداخلية حيث لا توجد مرافق ‏طبية. كان هناك أيضًا فريق من الأطباء في ‏المجموعة الذين تم تعيينهم لإجراء عملية ‏جراحية في المخيم لمريض يعاني من فتق ‏وإجراءات طبية أخرى. جماهير الفلاحين ‏في المنطقة، التي أهملتها الدولة الرجعية ‏لفترة طويلة، كان من الممكن أن تستفيد من ‏الخدمات الطبية وخدمات طب الأسنان، ‏ومحو الأمية وغيرها من الخدمات التي ‏كانت وحدة‎ ‎جيش الشعب الجديد‎ ‎على ‏استعداد لتقديمها‎.‎
‏ لا شك أن مقتل شهداء دولوريس خسارة ‏كبيرة، ومع ذلك، فهي انتكاسة مؤقتة ولا ‏تلغي الاتجاه العام للأمام لحرب الشعب. في ‏الواقع، في فيسايا الشرقية وبقية البلاد، ‏يواصل الجيش الشعبي الجديد اتخاذ خطوات ‏واسعة في تجنيد مقاتلين جدد من الحمر، ‏وبناء المزيد من الوحدات، وتوسيع مناطق ‏عملياته، وبناء جبهات حرب عصابات ‏جديدة، والدفاع عن الشعب ضد القمع المسلح ‏للقوات المسلحة الفلبينية، وتصاعد التكتيكات ‏للقيام بهجمات لضرب الوحوش الفاشية. ‏ستتم، في الوقت المناسب، إعادة تنظيم وحدة ‏حرب العصابات في جيش الشعب الجديد في ‏دولوريس مع مجندين جدد لمواصلة العمل ‏الذي تركه أبطالهم الذين سقطوا‎.‎
‏ من المقرر أن يحبط جيش الشعب الجديد ‏هدف دوتيرتي المعلن المتمثل في سحق ‏الثورة المسلحة قبل انتهاء فترة ولايته. لن ‏يصمد جيش الشعب الجديد بعد دوتيرتي ‏فحسب، بل سيخرج بالتأكيد أكثر تماسكًا ‏وتصميمًا على القتال من أجل الشعب ‏الفلبيني وتعزيز النضال ضد الإمبريالية ‏والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية‎.‎‏ يجب ‏أن ندين القوات المسلحة الفلبينية لاستخدامها ‏القنابل الجوية والهجوم الجوي والقصف ‏المدفعي‎. ‎هذه الأسلحة زائدة عن الحاجة، ‏ويشكل نشرها استخدامًا غير متناسب للقوة. ‏‏"القنابل الذكية" التي قدمتها الولايات المتحدة ‏للقوات المسلحة الفلبينية هي في الحقيقة ‏غبية ولا يمكنها تمييز المسلحين عن غير ‏المسلحين، بين المقاتلين والمدنيين. تمت ‏إدانة القنابل الجوية على نطاق واسع لأنها ‏تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين في ‏أفغانستان وباكستان واليمن وفلسطين ‏وسوريا وأماكن أخرى حيث تم استخدام هذه ‏القنابل من قبل الإمبرياليين الأمريكيين، في ‏حالة تفجير دولوريس، فشلت قنابل القوات ‏الميلحة الفلبينية في التمييز بين الأطباء ‏والمرضى وغيرهم من الأفراد غير ‏المسلحين الذين لم يكونوا في وضع يسمح ‏لهم بالقتال‎.‎
‏ يلجأ المتوحشون الإرهابيون الجبناء لنظام ‏دوتيرتي - الولايات المتحدة إلى القصف ‏الجوي والهجوم في مواجهة عجزه عن ‏محاصرة وهزيمة قوات حرب العصابات ‏التابعة لجيش الشعب الجديد التي تتمتع بدعم ‏لا حدود له من الجماهير. يجب حظر هذه ‏الأسلحة الإرهابية لأنها تسبب خسائر فادحة ‏في الأرواح بين الأشخاص غير المسلحين، ‏وتعرض حياة المدنيين للخطر، وتؤذي ‏الآلاف من الناس، وخاصة الأطفال، وتضر ‏بالبيئة والممتلكات وتدمرها‎.‎‏ يجب أن تستمر ‏وحدات جيش الشعب الجديد في استخلاص ‏الدروس، وتحسين تكتيكات حرب ‏العصابات، ورفع القدرات السياسية ‏والعسكرية للمقاتلين الحمر، وزيادة ‏انضباطهم، وتعميق وتوسيع نطاق الدعم ‏لإبقاء العدو أصمًا وأعمى لهزمه وجعل ‏استخدامه المكثف للأسلحة عديم الفائدة. ‏سيثبت التفوق العسكري للعدو في النهاية أنه ‏غير فعال ضد التفوق السياسي لجيش الشعب ‏الجديد وإتقانه في حرب العصابات ‏والظروف المادية والاجتماعية‎.‎
‏ سيقدّر الشعب الفلبيني والحزب والقوى ‏الثورية إلى الأبد تضحيات شهداء ‏دولوريس، سوف يعمل استشهادهم دائمًا ‏على إلهام الجماهير والمقاتلين الحمر ‏لمقاومة الإرهابيين الفاشيين ومحاربة ‏مضطهديهم ومستغليهم والدفاع عن حقوقهم ‏وتعزيز قضية التحرر الوطني والعدالة ‏الاجتماعية‎.‎
‏ ربما نكون قد فقدنا عددًا من المحاربين ‏الرائعين، ولكن من المؤكد أن أعدادًا أكبر ‏ستظهر لتحل محلهم كمقاتلين جدد من ‏الجيش الأحمر في جيش الشعب البطل‎.‎
الحزب الشيوعي الفلبيني، 24/8/2021‏
‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
إيطاليا: المناضلة ناديا ليوس في العزل بالسّجن

‏ ناديا ليوس في العزل بالسجن بعد قرار ‏المحكمة بأنها كانت قائدة في الألوية الحمراء ‏من أجل تأسيس الحزب الشيوعي المقاتل.‏
‏ ناديا عمرها الآن 62 عاما وهي في ‏السجن منذ سنة 2003.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
‏الحرية للرّفيق غونزالو: ‏
‏ حملة عالميّة من أجل فرض إطلاق سراح غونزالو زعيم الحزب الشيوعي البيروفي ‏‏(الدرب المضيء) المسجون منذ 1992 والبالغ من العمر 86 سنة. هذه الحملة دعت ‏إليها عديد الأحزاب الشيوعية الماويّة في العالم وهي تتزامن مع تأزّم الحالة الصحيّة ‏للرّفيق غونزالو نظرا لمنع الرّعاية الصحية عنه ولعزله في سجن انفرادي لمدة 29 عاما ‏تحت مستوى سطح البحر‎. ‎
‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
بيانات سياسيّة
بيان

‏ انعقد هذا اليوم وعلى عجل مؤتمر ‏استثنائي غير انتخابي للاتحاد العام التونسي ‏للشغل وقاطعه طيف من المناضلين النقابيين ‏من قطاعات عمالية مختلفة وكان الهدف منه ‏تنقيح النظام الداخلي، وهو ما حصل، بما ‏يمهد الى التمديد للقيادة الحالية، وفي علاقة ‏بذلك يعبر حزب الكادحين عما يلي :‏
أولا : يمثل المؤتمر المذكور انتهاكا ‏للديمقراطية داخل الاتحاد وتنكرا لمقررات ‏المؤتمرات السابقة ولنظامه الداخلي وخاصة ‏الفصل عشرين.‏
ثانيا : ينبه الحزب إلى مخاطر سياسة ‏الاستبداد بالرأي وذهنية الاستئثار بالمواقع ‏والارتزاق من النقابة وتحويلها إلى تجارة، ‏على صورة الاتحاد باعتباره منظمة ‏جماهيرية عريقة كان لها ولا يزال دورها ‏الهام في كفاح الشعب.‏
ثالثا: يدعو إلى التمسك بالاتحاد ومواصلة ‏الكفاح من داخله ضد البيروقراطية وخدمها ‏من اليساريين الانتهازيين والتصدي إلى ‏دعوات الانسلاخ منه التي لا تخدم غير ‏الرجعية الدينية التي تجد في أزمة الاتحاد ‏الحالية فرصة مناسبة للنيل منه والتشكيك ‏فيه.‏
حزب الكادحين، تونس 8 جويلية 2021‏
‏-----------------------‏
بيان أممي مشترك دعما لفلسطين

‏ تتطلب الأحداث الأخيرة في فلسطين ‏المرتبطة بالعنف الاستعماري الإسرائيلي ‏في المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح في ‏القدس، دعمًا دوليًا أكبر للقضية الفلسطينية ‏بجميع الأشكال الممكنة والضرورية‎.‎
‏ لقد أصبح كفاح الشعب الفلسطيني رمزا ‏للمقاومة ضد القمع والظلم الاستعماريين ‏لجميع شعوب العالم. وبعد أكثر من سبعة ‏عقود من قيام "الدولة" الصهيونية ‏الاستعمارية التي زرعت في فلسطين ‏بمساعدة الإمبريالية من أجل السيطرة على ‏ما يسمّى الشرق الأوسط، فإن النضال من ‏أجل تقرير المصير الوطني للشعب ‏الفلسطيني لم يتوقف أبدًا‎.‎
‏ لم تنجح السياسة الاستعمارية القاسية ‏المتمثلة في الطرد القسري، ومصادرة ‏الأراضي الزراعية والمنازل، والسجن ‏التعسفي حتى للقصّر، وبناء الجدران، ‏واستحالة الوصول إلى الموارد المائية، ‏والمجازر والحروب، في فرض الاستسلام ‏على الفلسطينيين، بل انها على العكس أدت ‏الى ولادة أجيال جديدة من الوطنيين ‏المقاتلين.‏
‏ تهدف إسرائيل إلى محو فلسطين من ‏الخريطة والقضاء على الفلسطينيين باعتماد ‏الأساليب النازية، مثل توفير اللقاحات ‏حصريا لليهود واستثناء الفلسطينيين، مما ‏يؤدي إلى إبادة جماعية مخطط لها.‏
‏ في هذا السياق العام، وخلال المرحلة ‏الأخيرة من الأزمة السياسية الداخلية ‏الإسرائيلية التي أعقبت الانتخابات، هاجمت ‏الحكومة المنتهية ولايتها، خلال شهر ‏رمضان المقدس عند المسلمين، عدة مرات ‏المؤمنين الذين يصلون في ساحات المساجد ‏بينما كانت عصابات المستوطنين الصهاينة ‏تعتدي على حي الشيخ جراح في القدس قبل ‏القرار المحتمل بطرد عائلات من منازلها ‏لصالح المستوطنين أنفسهم. لكن كفاح ‏ومقاومة عائلات حي الشيخ جراح المتحدة ‏مع كفاح المؤمنين المصلين في باحة ‏الأقصى أشعل السهل مرة أخرى‎! ‎
‏ وبالفعل، فإن قمع هذه المظاهرة أثار ‏الغضب والسخط في أطراف فلسطين ‏الأربعة وفي العالم كله: ففي كثير من البلدان ‏كانت هناك مظاهرات تضامن، في تونس ‏والعراق واليمن، ومن قبل عمال الرصيف ‏في إيطاليا وإسبانيا، وقاطعت جنوب إفريقيا ‏عمليات تحميل وتفريغ السفن الإسرائيلية. ‏وتجاوز متظاهرون أردنيون خطوط الشرطة ‏واقتحموا الضفة الغربية، في حدث غير ‏مسبوق، لتقديم العون للمتظاهرين في القدس. ‏وأخيرًا، في 18 ماي / أيار 2021، أدّى ‏إضراب عام تاريخي إلى شل فلسطين ‏بالكامل. كل هذا بينما كانت قوات المقاومة ‏المسلحة العاملة في غزة، بعد أن وجهت ‏إنذارا لإسرائيل لوقف العنف ضد ‏المتظاهرين، قد بدأت في نهاية الأمر ‏بضرب إسرائيل بالصواريخ بشكل متواصل‎.‎
إنّ الموقّعين على هذا البيان‎:‎
‏*يحيّون بفخر كفاح النساء والشباب والشعب ‏الفلسطيني قاطبة في جميع المدن والقرى : ‏من غزة إلى الضفة الغربية وعبر الأراضي ‏المحتلة الفلسطينية وفي المدن ذات الأغلبية ‏الإسرائيلية، حيث المظاهرات واختراق ‏الحواجز، وتبادل إطلاق النار مع الغزاة. ‏وفي كل هذه المعارك الأخيرة، كانت النساء ‏حاضرات في جميع جبهات الكفاح، في ‏المظاهرات والإضرابات العامة والمقاومة ‏المسلحة‎.‎
‏*يجب تأكيد أنّ النضال التحرري ضد ‏الاستعمار لا يمكن أن يتم إلا بكفاح الشعوب ‏المسلح، وهو ما أثبته بالفعل وعلى نطاق ‏واسع تاريخ نضال الشعوب. لهذا نوجه ‏التحية إلى المقاومة التي شهدت تطورا مهما ‏في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأخيرـ لقد ‏تم تنظيم تلك المقاومة من خلال غرفة ‏عمليات عسكرية مشتركة مكونة من 12 ‏منظمة مقاومة‎.‎
ويندد الموقعون‎ :‎
‏*بالتعاون الشهير المحزن بين فتح والسلطة ‏الوطنية الفلسطينية من جهة والكيان ‏الصهيوني من جهة ثانية والذي يستمر منذ ‏عام 1993 مع اتفاقيات أوسلو الاستسلامية ‏‏(التي تعترف بشرعية المحتل) وأدّت مؤخرًا ‏إلى موجة من الاعتقالات ضد المعارضين ‏السياسيين في فلسطين‎.‎
‏*بخيانة الدول العربية، حيث تعمل الأنظمة ‏الرجعية، بلا استثناء، على خدمة ‏الإمبريالية، وتدير ظهرها لعقود من الزمن ‏للقضية الفلسطينية، بدءًا من أولئك الذين ‏قاموا رسميًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ‏بمباركة أمريكية‎.‎
‏*بتواطؤ البلدان الإمبريالية التي تلتقي فيها ‏كل القوى الممثلة للبرجوازية الإمبريالية ‏لدعم إسرائيل "من أقصى اليمين إلى ما ‏يسمى بـ "اليسار".‏
‏ في هذه المرحلة، ندعم قوى المقاومة على ‏الأرض، لكننا في الوقت نفسه نعبّر عن ‏الحاجة إلى خط استراتيجي جديد لقيادة ‏الكفاح في فلسطين: طريق الحرب الشعبية ‏طويلة الأمد بقيادة ماركسية لينينية ثورية. ‏الحزب الشيوعي الماوي في فلسطين الذي ‏يوجه بوعي واستراتيجيا كفاحية نضال ‏الجماهير المستمر والمنتشر بكافة أشكاله ‏‏(إضرابات، عمليات مسلحة، أنشطة سياسية، ‏إلخ) بهدف الخروج من المأزق الحالي الذي ‏تعيشه القضية الفلسطينية، جراء التأثير ‏السلبي لبعض الرجعيين والأيديولوجيات ‏الرجعية التي وضعت يدها على المقاومة ‏كالإسلام السياسي والاصلاحية المسلحة ‏البرجوازية الصغيرة السكتارية.‏
‏ ومثلما استلهمت شعوب العالم خلال عقود ‏من الزمن الدروس من عزيمة الفلسطينيين ‏واصرارهم على الكفاح، يجب على ‏الفلسطينيين استلهام الدروس من التجارب ‏الثورية الأكثر تقدمًا اليوم في العالم: ‏الحروب الشعبية في الهند والفلبين، ثورات ‏الديمقراطية الجديدة في سيرها نحو ‏الاشتراكية التي تعول حصريًا على القوة ‏اللامتناهية لشعوبها وعلى نضال الشعوب ‏والبروليتاريا في العالم.‏
عاش النضال البطولي للشعب الفلسطيني ‏‎!‎
فلسطين حرة موحدة ومستقلة من النهر الى ‏البحر ‏‎!‎
الى الامام نحو الحرب الشعبية في خدمة ‏كفاح التحرير الوطني وثورة الديمقراطية ‏الجديدة‎!‎
عاش التضامن الأممي بين الشعوب، عاشت ‏الأممية البروليتارية ‏‎!‎
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
حزب الكادحين ـ تونس‎ .‎
الحزب الشيوعي في النيبال (الثوري ‏الماوي‎.‎
الحزب الشيوعي في تركيا ـ الماركسي ‏اللينيني ‏‎ (TKP-ML)‎
الحزب الشيوعي الماوي ـ إيطاليا‎ .‎
حزب العمال ( الماركسي اللينيني ) ـ ‏اسبانيا‎.‎
صوت العمال ـ ماليزيا‎ .‎

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني العظيم ذات يوم

‏ تنضمّ الطبقة العاملة الفلبينية إلى البروليتاريا ‏الصينية والشعب الصيني في الاحتفال بالذكرى ‏المئوية للحزب الشيوعي الصيني الذي كان يومًا ‏ما عظيمًا وصحيحًا من خلال إعادة تأكيد تمسكنا ‏بالماركسية اللينينية الماوية وضرورة شن ثورة ‏اشتراكية لإنهاء جميع أشكال الاستغلال ‏والاضطهاد ورفض التحريفية الحديثة واستعادة ‏الرأسمالية في الصين‎.‎
‏ بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، نتذكر ‏انتصارات الحزب الشيوعي الصيني في الثورات ‏الديمقراطية الجديدة والاشتراكية حتى عام 1976 ‏تحت قيادة ماوتسي تونغ ونكشف عن الظروف ‏الخطيرة للعمال والفلاحين منذ أن استولى ‏التحريفيون المعاصرون على قيادة الحزب ‏الشيوعي الصيني الذين حولوا الحزب إلى حزب ‏البرجوازية الكبيرة ورأسماليي الدولة الاحتكاريين.‏
‏ يمكن تقسيم تاريخ الـ 100 عام للحزب ‏الشيوعى الصينى أساسًا إلى قسمين: من تأسيسه ‏عام 1921 إلى 1976 ؛ ومن عام 1976 ‏فصاعدًا‎.‎
في الـ 55 عامًا الأولى، رسم الحزب الشيوعي ‏الصيني المسار الصحيح للثورة الديمقراطية ‏الجديدة، وقاد الطبقة العاملة، وبنى التحالف بين ‏العمال والفلاحين، ووحد الشعب الصيني، وشن ‏حربًا شعبية طويلة الأمد، وقاد الشعب الصيني ‏بنجاح إلى النصر في عام 1949 حيث نالت ‏الصين التحرر من الهيمنة الإمبريالية وأطاحت ‏بالدولة شبه الاستعمارية وشبه الإقطاعية لكبار ‏الملاكين العقاريين وكبار البرجوازيين‎.‎
‏ أسس الحزب الشيوعي الصيني الصحيح ‏حكومة ديمقراطية شعبية تحت قيادة بروليتارية، ‏وأكمل الإصلاح الزراعي في حوالي خمس ‏سنوات وشرعت الصين في التحول الاشتراكي ‏للزراعة خطوة بخطوة من خلال تجميع الإنتاج ‏وإنشاء الكوميونات التي في ظلها توضع الأرض ‏تحت الملكية الجماعية وتُدار الثروة الفائضة بشكل ‏جماعي للاستثمار في التنمية الاقتصادية الشاملة ‏وضمان الاحتياجات الاجتماعية للشعب‎.‎
‏ ابتداءً من أواخر الخمسينيات من القرن ‏الماضي، انطلق الحزب الشيوعي الصيني من ‏التنشئة الاجتماعية الأساسية للاقتصاد وقاد الشعب ‏الصيني في تقوية الأساس الصناعي للبلاد ‏والقضاء على البطالة. في القفزة العظيمة للأمام، ‏قادت الدولة المركزية عمليّة بناء الصناعات ‏الثقيلة بينما تم إنشاء الإنتاج الصناعي الخفيف من ‏خلال الجهود اللامركزية لأجهزة الدولة الإقليمية ‏والكومونات. تصرفت جماهير الفلاحين بالملايين ‏كآلة عملاقة تحفر وتغير وجه الريف الصيني، ‏وترفع الإنتاج من خلال العمل الجماعي المقترن ‏بالعلم والابتكار التكنولوجي. وارتفعت مستويات ‏معيشة الشعب مع توسع الدولة في الخدمات ‏الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية ‏وتجاوز الأمراض وسوء التغذية والأمية. وحتى ‏السبعينيات، حققت الصين تطورات غير مسبوقة ‏في الصناعة والتصنيع.‏
‏ طوال فترة البناء الاشتراكي، قام الحزب ‏الشيوعي الصيني بنشر التعليم الاشتراكي وإطلاق ‏الثورة الثقافية لزيادة الوعي الطبقي للعمال ‏وتوسيع الديمقراطية من أجل تحويل علاقات ‏الإنتاج ورفع الإنتاج وإحداث ثورة في البنية ‏الفوقية، خاصة خلال الثورة الثقافية البروليتارية ‏العظمى، حيث تم حشد العمال لقيادة وتحسين ‏العمل الجماعي في المصانع من خلال لجان ‏ثورية ضمت كوادر الحزب والمنظمات ‏الجماهيرية والخبراء الفنيين‎.‎
‏ قاد الحزب حملات للقضاء على الفساد ‏البيروقراطي والهدر من خلال رفع العزم ‏الاشتراكي ويقظة العمال وإشراكهم في شؤون ‏الدولة. ومن خلال التكامل مع الصناعة ‏والزراعة، حقق العلم والتعليم اختراقات مهمة في ‏البحث والابتكار لزيادة الإنتاج‎.‎‏ وتم تطوير ‏وتعزيز ثقافة ثورية جديدة تمجّد بطولة الشعب. ‏بقيادة الرئيس ماو، عمل الحزب الشيوعي الصيني ‏والشعب الصيني على تقوية وتوطيد دكتاتورية ‏البروليتاريا والنضال بقوة ضد التحريفية الحديثة ‏ومحاولات عكس انتصارات البروليتاريا والشعب. ‏لقد عززت الأممية البروليتارية ووسعت دعمها ‏للنضالات ضد الإمبريالية في جميع أنحاء العالم‎.‎
‏ لمدة عشر سنوات منذ عام 1966، خاض ‏الشعب الصيني والبروليتاريا الثورة الثقافية ‏البروليتارية العظمى في صراع قوي لهزيمة ‏محاولات التحريفية الحديثة للاستيلاء على قيادة ‏الحزب الشيوعي الصيني وقلب انتصارات الثورة ‏الاشتراكية. لقد أثبتت صحة نظرية ماو عن ‏الثورة المستمرة في ظل دكتاتورية البروليتاريا ‏من خلال شن ثورات ثقافية لمحاربة التحريفية ‏الحديثة، وتعزيز الاشتراكية ودفعها ومنع استعادة ‏الرأسمالية‎.‎
‏ استغل التحريفون المعاصرون بقيادة دينغ شياو ‏بينغ نقاط الضعف والقصور في الثورة الثقافية ‏البروليتارية الكبرى من خلال تقسيم اليسار ‏والتواطؤ مع الوسطيين للقيام بانقلاب مضاد ‏للثورة بعد وفاة ماو عام 1976. وقاموا باعتقال ‏وسجن أو اغتيال أنصار الماوية والثورة الثقافية ‏وتم إعادة تأهيل القادة الرئيسيين للتحريفية الحديثة ‏بما في ذلك ليو شاوشي وتعيينهم في مناصب ‏رئيسية.‏
‏ من عام 1976 فصاعدًا، سوف يتدهور ‏الحزب الشيوعي الصيني وسيتحول بالكامل ‏ويهيمن عليه رأسماليو الدولة واعوانهم من ‏الرأسماليين في القطاع الخاص‎.‎
تحت ستار بناء "الاشتراكية ذات الخصائص ‏الصينية"، قام التحريفون المعاصرون بتفكيك ‏الكومونات والتجمعات الزراعية، وأجبروا غالبية ‏الفلاحين على تدبير أمورهم بأنفسهم في مزارعهم ‏الفردية الصغيرة مما أدى إلى فقدان الأرض ‏وانتشار الجوع الجماعي والفقر‎.‎
‏ باسم الكفاءة، تم إقصاء العمال وأجبروا على ‏العودة إلى العبودية والعودة إلى كونهم مجرد ‏أدوات ثانويّة في الآلة الرأسمالية وأصبح اتخاذ ‏القرار بشأن إدارة المصنع المملوك للدولة حقًا ‏حصريًا "للكوادر" والمديرين الذين مارسوا الحق ‏في فصل العمال أو فرض حصص أو منح ‏مكافآت‎.‎أصبح العمال الصينيون يُجبرون على ‏الكد في ظل ظروف صارمة من انضباط ‏المصانع حيث لا يُسمح لهم بتنظيم نقابات حقيقية ‏ويُحظر عليهم القيام بالإضرابات‎.‎
‏ تم تفكيك دكتاتورية البروليتاريا واستبدالها ‏بدكتاتورية البرجوازية الاحتكارية للدّولة واستولى ‏رأسماليو الدولة، وهم من البيروقراطيين ‏الحكوميين وكبار موظفي الحزب الشيوعي ‏الصيني، على الثروة الاجتماعية التي نشأت خلال ‏فترة البناء الاشتراكي واستخدموها كرأس مال ‏لمراكمة رأس المال الخاص. لقد تعاونوا مع ‏الإمبرياليين الأمريكيين وغيرهم من الرأسماليين ‏الاحتكاريين الأجانب لإخضاع العمال الصينيين ‏لأجور منخفضة للغاية وأشكال إجمالية من ‏الاستغلال في مصانع خطوط التجميع في مناطق ‏تجهيز الصادرات وإطعام الشركات الرأسمالية ‏العملاقة المملوكة للدولة وتوسيع الاقتصاد ‏الرأسمالي وتطوير التكنولوجيا ووسائل الإنتاج، ‏وبالتالي التسبب في تفاقم أزمة فائض الإنتاج ‏الرأسمالي العالمية‎.‎
‏ منذ الانقلاب‎ ‎الدينغي‎ ‎المضاد للثورة عام ‏‏1976، تمت إزاحة جميع كوادر وأعضاء ‏الحزب الشيوعي الصيني الذين دعموا المؤتمر ‏الشعبي العام والخط الاشتراكي البروليتاري للرفيق ‏ماو من الحزب الشيوعي الصيني، واغتصب ‏أنصار أكبر تحريفييْن ورأسمالييْن، ليو ودينغ، ‏القيادة على كل المستويات. لقد سُمح للرأسماليين ‏الحكوميين والخواصّ بأن يصبحوا كوادر ‏وأعضاء في الحزب الشيوعي الصيني منذ عام ‏‏1978. وهكذا، فإن الأمر مجرد مسألة وقت أن ‏تتخلص البرجوازية الاحتكارية في الصين من ‏العلم الشيوعي وتتخلى عن ادعاءاتها الاشتراكية ‏والشيوعية، خاصة عندما يعيد الشيوعيون تأكيد ‏القيادة الصحيحة ويكتسبون دعم البروليتاريا ‏والشعب‎.‎
‏ يستمر الرأسماليون الاحتكاريون على رأس ‏الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة ‏المفضلة في تجميع ثروة أكبر وأكبر بالتواطؤ مع ‏كبار الرأسماليين الأجانب. فمن 388 في العام ‏الماضي، يوجد الآن 626 ملياردير صيني ‏يجمّعون بينهم 2.5 تريليون دولار، أي أقلّ بقليل ‏عن 724 ملياردير في الولايات المتحدة. ومن ‏بين أكبر 2000 شركة في العالم هناك 291 ‏شركة صينية، تليها الولايات المتحدة بـ 591، ‏واليابان اكثر، وأكبر البنوك الصينية (البنك ‏الصناعي والتجاري الصيني، بنك التعمير ‏الصيني، البنك الزراعي الصيني، بنك الصين) ‏هي أكبر الشركات في العالم من حيث الأصول‎.‎
‏ وسّعت البرجوازية الاحتكارية للدولة الاقتصاد ‏الصيني على حساب العمال والفلاحين، فانتشرت ‏بطالة هائلة بين العمال ويتعرّض الفلاحين في ‏الريف للتهجير الاقتصادي وتتوسّع العشوائيات ‏الحضرية بشكل هائل وتتزايد خصخصة التعليم ‏والصحة والخدمات الاجتماعية‎.‎
‏ لقد تخلّى الحزب الشيوعي الصيني عن القضية ‏العالميّة للبروليتاريا، وبدلاً من ذلك، فإن الصين ‏اليوم تشارك في تصدير رأس المال والربا الدولي ‏ومصائد الديون للبلدان النامية وفي توسيع ‏المجالات الدولية للاستثمار والنفوذ وفي نشر ‏القوات العسكرية في الخارج والعدوان المسلح ‏خارج أراضيها. ويستخدم رأس المال المالي ‏للتأثير على السياسة الاقتصادية وتوجيهها والتحكم ‏في موارد البلدان الأصغر، لقد داست الدّولة ‏الصينية على السيادة الفلبينية من خلال بناء جزر ‏اصطناعية في المياه الإقليمية والمنطقة ‏الاقتصادية الخالصة للبلاد لإقامة منشآت عسكرية ‏والمطالبة بالموارد البحرية والمعدنية‎.‎
‏ إن انتقاد ماو للاتحاد السوفياتي في أواخر ‏الخمسينيات من القرن الماضي باعتباره إمبرياليًا ‏اشتراكيًا- بكلمات إمبريالي في الأفعال - يمكن ‏تطبيقه الآن على الصين وعلى الحزب الشيوعي ‏الصيني نفسه. فعلى الرغم من خطاب ‏‏"الاشتراكية"، أصبحت الصين قوة إمبريالية وقحة ‏تهدف إلى فرض أهدافها القومية المتطرفة على ‏البلدان الأصغر والأضعف واستغلال العمالة ‏الرخيصة ونهب موادها الخام لتغذية الآلة ‏الصناعية العملاقة وتجميع الأرباح الفائقة. إنّها ‏منخرطة في منافسة مع الولايات المتحدة في ‏السعي لتقسيم العالم لصالحها‎.‎
‏ في جميع أنحاء العالم، يخوض العمال ‏والشعوب أشكالًا مختلفة من النضال وسط الأزمة ‏المستعصية للنظام الرأسمالي العالمي. إنّ القوى ‏الثورية البروليتارية مصممة على بناء الأحزاب ‏الشيوعية باعتبارها الطليعة المتقدمة للبروليتاريا ‏من أجل توفير القيادة في الحقبة الجديدة القادمة ‏من الانبعاث العالمي للثورات الاشتراكية ‏والديمقراطية الجديدة‎.‎
‏ تمامًا كما هو الحال في بقية العالم، فإن ‏الظروف في الصين مواتية دائمًا لإيقاظ العمال ‏والفلاحين الصينيين لشن نضالات ثورية. إن ‏البروليتاريين الثوريين الصينيين ملزمون بإعادة ‏تأسيس أو بناء حزب شيوعي جديد قائم على ‏الماركسية - اللينينية - الماوية وقيادة الطبقة ‏العاملة الصينية والكادحين للعودة إلى طريق ‏الثورة الاشتراكية والأممية البروليتارية‎.‎

احتفلوا بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني العظيم ‏‎!‎
لنتذكر الأعمال الثورية للحزب الشيوعي الصيني ونبذ دوره في التحريفية الحديثة واستعادة ‏الرأسمالية ‏‎!‎
عززوا الأحزاب الشيوعية ودشّنوا انبعاث الثورات الاشتراكية والديمقراطية الجديدة ‏‎!‎
عاشت البروليتاريا والشعوب المضطهدة ‏‎!‎
عاشت الماركسية - اللينينية – الماوية ‏‎!‎
الموت للإمبريالية ‏‎!‎
عاشت الأممية البروليتارية ‏‎!‎‏ الحزب الشيوعي الفلبيني، 1 جويلية 2021‏
‏--------------------------------------------------------------------------‏‏-‏
ملفّ:أفغانستان، من احتلال الأمريكان إلى إرهاب طالبان
‏ في أفغانستان، سرعان ما تمكّنت حركة طالبان الإرهابية الدّينيّة من بسط سيطرتها على‎ ‎‏ ‏كامل البلاد التي كانت لمدّة عشرين سنة تحت الاحتلال المباشر لجيوش الإمبريالية الأمريكية ‏وعدد من القوى العالمية المتحالفة معها بدعوى محاربة الإرهاب، بينما لم يحرّك النّظام الذي ‏نصّبته القوى المحتلّة الجيش الذي كوّنته ودرّبته تلك القوى. لم تكن تلك الاحداث السّريعة ‏التي شهدها هذا البلد من وحي اللحظة، وإنّما هو نتاج لعقود طويلة من الصّراعات ومن ‏العلاقات بين القوى الامبريالية والرّجعيّات الأفغانية، وهي صراعات وعلاقات متحوّلة لم ‏يفرضها مصير الشعب والوطن الافغاني فحسب وإنّما الخارطة الجغراسياسيّة الإقليميّة لتلك ‏المنطقة وللعالم بأسره. لفهم هذه المسائل وغيرها، فهما شيوعيّا، نقدّم مجموعة من النصوص ‏والبيانات للحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الصّادرة في الفترة القصيرة الأخيرة.‏
الحرب الشعبية ضد الحرب الرجعية

‏ قبل عشرين عاما، قام المحتلون ‏الإمبرياليون، بقيادة الإمبريالية الأمريكية ‏المحتلة، بغزو أفغانستان بوحشية، وفي ‏النهاية احتلوا أفغانستان، وقتل الآلاف من ‏العزّل والمضطهدين وأصيب آلاف آخرون ‏في هذا الهجوم الوحشي العدواني. وسارت ‏القوات الجهادية الرجعية المحلية، مع ‏ميليشياتها سيئة السمعة، على خطى ‏الإمبرياليين المحتلين، وتصرّفت كقوات ‏المشاة المحتلين، فتلطخت أيديهم بدماء ‏الشعب الأعزل في البلاد، وشاركوا في ‏النهب الدموي للامبرياليين المحتلين.‏
‏ لقد تم غزو أفغانستان تحت شعارات خادعة ‏مثل "محاربة الإرهاب" و"تحرير المرأة من ‏أسر طالبان في العصور الوسطى" ‏و"الديمقراطية". ورقص المستسلمون، غير ‏الراضين بقمصانهم، ووصفوا الاحتلال بأنه ‏‏"شرارة أمل في عيون الشعب الأفغاني ‏المظلوم الدامعة". ومنذ بداية الاحتلال، ‏حدّدنا موقفنا ضد العدوان والاحتلال وأعلننا ‏أن تلك الشعارات ما هي إلا غطاء للعدوان ‏والاحتلال والقهر الكامل للوطن وشعبه‎.‎
‏ في الوقت نفسه، أكّدنا أنّ غالبية ‏الأصوليين الغارقين في ظلام العصور ‏الوسطى (أحزاب جهادية) كانوا يحظون ‏بدعم لا يتزعزع من قبل المحتلين ‏الإمبرياليين وتجمّعوا تحت جناحهم وبقي ‏عدد قليل فقط‎ ‎من هؤلاء الأصوليين في ‏صراع مع المحتلين.‏
‏ لقد صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) ‏الأفغاني مرارًا وتكرارًا أنه كلما اتفق ‏الاصوليون الرجعيون مع مصالح المحتلين ‏الإمبرياليين، وخاصة المحتلين الأمريكيين، ‏فإنهم مستعدون لتجميع كل مؤيديهم السابقين ‏والحاليين تحت سقف واحد وتجاهل كل تلك ‏الشعارات. وأكدت هذه الحقيقة عدة جولات ‏من محادثات الاحتلال الأمريكي مع طالبان ‏وتوقيع "اتفاق سلام" بينهما‎.‎
‏ بعد "توقيع اتفاقية السلام" بين الأمريكيين ‏وطالبان، صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) ‏الأفغاني صراحة: "استسلمت طالبان ‏للإمبريالية الأمريكية المحتلة". وقد اتخذت ‏أجهزة المخابرات موقفاً وأعلنت أن هذه ‏الحرب كانت حرباً محدودة الأهداف، ولا ‏حتى حرب مقاومة رجعية جزئية، بل حرب ‏من أجل المزيد من التنازلات على طاولة ‏المفاوضات. يدعو حزبنا كل القوى الوطنية ‏الثورية والديمقراطية ألاّ تترك نفسها فريسة ‏خداع الأطراف المتحاربة في الوضع ‏الراهن، بل أن تحاول إدانة هذه الحرب ‏باعتبارها حربا أهلية رجعية وفضح ‏الشخصيات الخائنة التي تختبئ تحت غطاء ‏الدفاع عن الوطن. فلتتحول هذه الحرب إلى ‏حرب مقاومة وطنية شعبية وثورية‎.‎
شعب أفغانستان المضطهَد ‏‎!‎‏ ‏
‏ الحرب التي تدور رحاها الآن في ‏أفغانستان، والتي يقتل فيها الآلاف ويصابون ‏ويشوهون كل يوم وتشرد الآلاف، هي حرب ‏أهلية رجعية تدور رحاها على طاولة ‏المفاوضات للحصول على مزيد من ‏التنازلات. فقط الضحايا الرئيسيون لهذه ‏الحرب هم الشعب الأفغاني المضطهد ‏
معاناة شعب أفغانستان ‏‎!‎‏ ‏
‏ إن القوى الرجعية الجهادية، التي تثور ‏اليوم تحت اسم "جبهة المقاومة الشعبية" ‏وتحاول حشد الشعب تحت مسمّى "الدفاع ‏عن الكرامة والشرف والأرض"، هي قوى ‏محلية وإجرامية لا علاقة لها بمصالح البلاد ‏العليا، وهم الوجه الآخر للمحتلين، يريدون ‏فقط تأمين مصالحهم الخاصة والحفاظ على ‏الثروات التي يحلمون بها. إنهم مجبرون ‏على حمل السلاح من أجل الحفاظ على ‏مصالحهم، وعليه فإنهم يلجؤون إلى خداع ‏الناس لإرسالهم إلى المذابح. ‏
‏ يدين الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏الحرب الحالية باعتبارها حربا أهلية رجعية ‏تهدف إلى تأمين مصالح الإمبريالية ‏وإخضاع البلاد وشعبها قدر الإمكان، ويعتبر ‏أنّ من واجبه ومهمته توعية الجماهير ‏وفضح الرجعيين‎.‎
‏ يعمل الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏بجد لتعطيل بناء إمارة ظلامية والانتقال إلى ‏حالة المقاومة الوطنية الشعبية والثورية‎.‎
‏ ولذلك، يدعو جميع القوى الماوية الثورية ‏والوطنية والديمقراطية إلى العمل الجاد ‏لفضح القوى الرجعية (أطراف الحرب ‏الحالية) حتى لا تقع الجماهير المضطهَدة في ‏البلاد أكثر في خداع الرجعيين وتسقط ‏ضحية لمكرهم‎.‎
‏ نكرّر أنّ الحرب الحالية ليست حربًا من ‏أجل المصالح العليا للبلاد، ولكنها حرب ‏أهلية رجعية تُشنّ لصالح الرجعيين الداخليين ‏وأسيادهم الدوليين، فضلاً عن مزيد من ‏إخضاع البلاد وشعبها. لذلك، من واجب ‏ومهمة جميع القوى الماوية والوطنية أن ‏تفهم الحاجة الملحة للنضال الحالي لتعزيز ‏الوحدة والعمل بجدية أكبر لتحويل الحرب ‏الأهلية الرجعية الحالية إلى حرب مقاومة ‏وطنية شعبية وثورية، الحرب الشعبية في ‏أفغانستان‎.‎
الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني
‏ 4 أوت 2021‏


إعلان حول سقوط النظام العميل وانهياره والمهام الملحّة للشيوعيين

‏ أنفق المحتلون الإمبرياليون بقيادة ‏الإمبريالية الأمريكية حوالي 1 تريليون ‏دولار في بناء وإنشاء النظام الدمية وقوات ‏الأمن على مدى السنوات العشرين الماضية ‏من احتلالها‎. ‎وبالرغم من كل النفقات شهدنا ‏الانهيار المفاجئ والسريع للنظام العميل ‏وجيشه ضد هجمات طالبان. أذهل السقوط ‏السريع للنظام العميل العالم بأسره. كما لعبت ‏دول المنطقة المحيطة، وخاصة الإمبريالية ‏الروسية والإمبريالية الاجتماعية الصينية، ‏دورًا في الانهيار السريع للنظام العميل. لكن ‏المحتلين الأمريكيين يخططون لتنظيم نظام ‏طالبان وفقًا لمصالحهم من خلال نشر ‏‏7000 جندي جديد في أفغانستان. يدرك ‏الأمريكيون جيدًا أن الإمبريالية الروسية ‏والإمبريالية الاجتماعية الصينية لا يتنازلان ‏عن مصالحهما في أفغانستان‎. ‎إن الإعلان ‏عن عدم إخلاء السفارتين الروسية والصينية ‏من أفغانستان ودعم كلا البلدين لطالبان هو ‏إشارة تحذير للإمبرياليين الأمريكيين ‏المحتلين‎. ‎لذلك فإن المحتلين الأمريكيين ‏يخططون للعب دور رئيسي في إعادة بناء ‏نظام طالبان وتشكيله‎.‎
‏ ولهذا السبب، لم تكتف القوات العسكرية ‏الجديدة للمحتلين الأمريكيين بعدم اتخاذ أي ‏إجراء من أجل منع قوات طالبان من دخول ‏كابول، بل ساعدت أيضًا في وصولهم ‏ودخولهم دون انقطاع إلى القصر الرئاسي. ‏وبالتالي، وبعد عشرين عامًا، تم رفع الراية ‏البيضاء لنظام طالبان مرة أخرى فوق البلاد، ‏مما يشير رسميًا إلى عودتهم إلى السلطة. ‏قبل عشرين عاما، غزا المحتلون ‏الإمبرياليون، بقيادة الإمبريالية الأمريكية ‏المحتلة، أفغانستان تحت شعارات خادعة ‏‏"محاربة الإرهاب" و"تحرير النساء من أسر ‏طالبان"، وبالتالي احتلوا أفغانستان بسقوط ‏‏"الإمارة الإسلامية".‏
‏ في وقت واحد، مع احتلال البلاد، أدان ‏الحزب الشيوعي الماوي في 22 جوان ‏‏2002، في بيان بعنوان "الطوارئ اللويا ‏جيرغا" أو "مظاهرة سخيفة للامبريالية ‏المعتدية ودميتهم الرّجعية" احتلال البلاد ‏وفضح الأهداف الشريرة للإمبرياليين ‏المحتلين‎.‎
واعتبر الوطنيون والقوميون هذا الاحتلال ‏العدواني علامة طيبة وأعربوا عن امتنانهم ‏للمحتلين الإمبرياليين و"الأمم المتحدة" ‏ووصفوا الاحتلال بأنه "بداية أمل في عيون ‏الأمة الأفغانية الجريحة الدامعة‎"‎‏. وأعلنوا ‏جميعا: "الآن بعد أن أزيل مهد وحشية ‏طالبان والأعشاش الرئيسية للفساد والإرهاب ‏الجامح من حضن الوطن الأم وبداية الأمل ‏تتدفق في عيون الأمة الأفغانية الجريحة ‏الدامعة‎"‎‏. ‏‎"‎يمكن لتيارات وطنية وتقدمية ‏حقيقية، بمثل هذا الدعم التاريخي الكبير ‏واندماجها مع التيار العام لشعبنا المسلم، أن ‏تفتح أبواب السعادة والازدهار والتقدم ‏والتحرير الواحدة تلو الأخرى".‏
‏ أعلن الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏صراحة أن قضية الاستسلام للاحتلال ‏الإمبريالي هي خيانة وطنية‎. ‎لقد قلنا أن ‏المحتلين الإمبرياليين يعتمدون على أكثر ‏الناس خيانة في العصور الوسطى وخيانة، ‏وفي الواقع فإن أعظم الإرهابيين في العالم ‏هم الإمبرياليون الذين تربطهم علاقات وثيقة ‏بالإرهاب الدولي. لكن أولئك الذين استسلموا ‏يحاولون تبرير وإظهار أن المحتلين ‏الإمبرياليين هم ضد الإرهاب ولكنهم في ‏الحقيقة هم مؤسسو الإرهاب‎.‎
‏ كان تحليل الحزب الشيوعي (الماوي) ‏لأفغانستان للإمبريالية واحتلال البلاد تحليلاً ‏صحيحًا وماركسيًا لينينيا ماويًا. وقد ثبتت ‏صحة التنبؤ الذي تم من خلال التحليل بعد ‏عشرين عامًا اليوم، وكشف عمليا النقاب عن ‏الادعاءات الكاذبة التي وردت في ظل ‏شعارات "محاربة الإرهاب" و"تحرير المرأة ‏من براثن طالبان" التي اقترحها المحتلون ‏ولم يكن النظام الدمية أكثر من شعار سخيف ‏ومخادع استخدم كغطاء مخفي لاحتلالهم ‏للبلاد‎.‎
سعت إمبريالية الاحتلال الأمريكية، تحت ‏ستار هذه الشعارات الخادعة، إلى فرض ‏هيمنتها على العالم، خاصة في آسيا الوسطى ‏والشرق الأوسط وجنوب آسيا. أراد ‏المحتلون الأمريكيون، بأطماعهم، السيطرة ‏على المنطقة عبر أفغانستان التي كانت لها ‏موقع استراتيجي خاص، لكنها لم تنجح في ‏تحقيق تلك الطموحات بسبب صعود منافسيها ‏الاستراتيجيين (روسيا والصين) في ‏المنطقة‎.‎
‏ لطالما أصرّ الحزب الشيوعي (الماوي) ‏في أفغانستان على أنه كلما اقتضت ذلك ‏مصالح المحتلين الإمبرياليين، وخاصة ‏الإمبرياليين الأمريكيين، فإنهم على استعداد ‏للتخلي عن جميع شعاراتهم ووضع كل ‏مرتزقةهم السابقين والحاليين تحت مظلة ‏واحدة ما يسمى بالحكومة الإسلامية الشاملة‎.‎
‏ تظهر ألعاب الإمبريالية الأمريكية التي ‏تُلعب خلف الكواليس بوضوح أنهم يريدون ‏تأمين مصالحهم في المنطقة من خلال ‏طالبان. لهذا السبب، لم يتمكنوا من إنقاذ ‏النظام الدمية من انهيار مؤكد لأن المحتلين ‏الأمريكيين كانوا يدركون جيدًا أن ‏الإمبريالية الروسية والإمبريالية الاجتماعية ‏الصينية وإيران وباكستان قد سهلت حركة ‏طالبان وسعت إلى الإطاحة بالنظام العميل. ‏أثار الانهيار السريع للمدن والمحافظات هذا ‏الأمر. لذلك، ساعد المحتلون الإمبرياليون ‏الأمريكيون طالبان في الوصول إلى القصر ‏الرئاسي‎.‎
عندما حسنت طالبان علاقاتها مع الإمبريالية ‏الاجتماعية الصينية والإمبريالية الروسية، ‏ووصلت الإمبريالية الأمريكية إلى طريق ‏مسدود عسكريًا في الحرب في أفغانستان، لم ‏يكن أمام الإمبرياليين الأمريكيين خيار سوى ‏التنازل مع طالبان لتأمين مصالحهم في ‏المنطقة‎. ‎كانت هذه السياسة الرجعية ‏للإمبريالية الأمريكية هي التي أدت إلى ‏سقوط النظام العميل في غضون أيام‎.‎
‏ لقد أظهرت عشرون سنة من الاحتلال أن ‏الأشخاص الذين يدعون إلى الاستسلام ‏وأولئك الذين استسلموا قد بذلوا قصارى ‏جهدهم لخدمة المحتلين الإمبرياليين والنظام ‏العميل‎.‎
‏ من العوائق الرئيسية في إطلاق حرب ‏المقاومة الثورية والمواطنين والشعوب ‏‏(حرب الشعوب) والنهوض بها، عمل ما ‏يسمى بالحركة اليسارية، وخاصة "منظمة ‏تحرير أفغانستان" و"منظمة التحرير الشعبية ‏الأفغانية‎".‎
‏ يتوقع الحزب الشيوعي (الماوي) في ‏أفغانستان أن تقوم المنظمتان بفحص ‏ماضيهما بشكل صحيح وعلمي ومنطقي ‏والتعامل معه بشكل نقدي، ليكون مفيدًا في ‏طريق وحدة الحركة الماوية في البلاد‎.‎
في التعاملات بين المحتلين الأمريكيين مع ‏طالبان والرجعيين، سيبقى احتلال البلاد عند ‏مستوى أدنى، ومن ناحية أخرى، فإن فرض ‏شريعة النظام الإسلامي في أفغانستان ‏سيكون أكثر صرامة من ذي قبل، والسلام ‏الشامل في البلاد. أفغانستان تبدو غير ‏مرجحة‎. ‎بعد سقوط نظامهم الدمية، حاول ‏الإمبرياليون المحتلون أن يوحدوا كل القوى ‏المتدهورة والوسطى تحت اسم "السيادة ‏الشاملة‎".‎
‏ نعتقد أنه مع ظهور نظام ما بعد الاتفاق ‏‏("النظام الشامل") الذي ستلعب فيه طالبان ‏دورًا رئيسيًا، فلن يكون هناك سلام قائم على ‏المصالح العليا للجماهير الكادحة في ‏أفغانستان واستقلال البلاد، ويبدو أننا ‏سنواصل النضال والسعي الجاد من أجل ‏الإطاحة الكاملة بالنظام وطرد أنصارهم ‏الإمبرياليين‎.‎
‏ مع انهيار نظام أشرف غني الدمية، حدث ‏على وجه التحديد تحول في التناقضات ‏الرئيسية. لذلك، يجب علينا الترحيب ‏بالوضع الجديد وتعديل نهج حملتنا وفقًا ‏لذلك‎.‎
‏ في الوضع الحالي للنضال الملح، يجب ألا ‏نغفل المهمة العاجلة للنضال. مهمتنا العاجلة ‏في الوضع الحالي هي كشف الحرب ‏الاستخباراتية للمحتلين الإمبرياليين ‏الأمريكيين ودول المنطقة، بما في ذلك ‏روسيا والصين، التي تحاول التّأسيس للنظام ‏العميل، بعد الاتفاق، او ما يسمّى بالنظام ‏الشامل الذي يمثله الإمبرياليون.‏
‏ يدعو الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏جميع الماويين والقوى الوطنية الديمقراطية ‏والثورية في أفغانستان إلى فهم الحاجة ‏الملحة للنضال الحالي والمضي قدمًا نحو ‏وحدة جميع الماويين وجميع القوى الوطنية ‏الديمقراطية والثورية. وسيبذل الحزب ‏الشيوعي (الماوي) الأفغاني قصارى جهده ‏في هذا الصدد والتوجيه‎.‎




عاشت وحدة كل القوى الماوية وكل القوى الوطنية الديمقراطية والثورية في البلاد‎!‎
المضي قدما نحو إطلاق ومضي قدما في حرب المقاومة الشعبية الثورية والوطنية‎!‎
الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني،‎19 ‎‏ أوت 2021‏
انهيار النظام الدمية، الهزيمة المخزية للإمبريالية الأمريكية ‏
وصعود أصولية طالبان إلى السلطة

‏ تم تحديد الموعد النهائي لانسحاب قوات ‏الاحتلال الإمبريالية في 31 أوت، لكن ‏النظام الدمية في كابول انهار في 15 أوت. ‏على الرغم من التصريح المستمر للمسؤولين ‏الأمريكيين بأن "لحظة سايغون" لن تتكرر، ‏أصبحت لحظة كابول أسوء. في اليوم الذي ‏سقطت فيه كابول في أيدي طالبان، كان ‏يتمركز آلاف الأفراد العسكريين الأمريكيين ‏في مطار كابول يسعون لإخلاء السفارة ‏الأمريكية. وبينما كانت طالبان تنتظر على ‏أبواب كابول، كان الدبلوماسيون الأمريكيون ‏وغيرهم من الدبلوماسيين الغربيين يتوسلون ‏إليهم لانتظار انتقال "سلمي" للسلطة. دخان ‏كثيف قاتم يتصاعد من السفارة الأمريكية ‏والسفارات الغربية الأخرى من حرق ‏الوثائق "الحساسة".‏
‏ يحاول الإمبرياليون الأمريكيون الآن ‏بإصرار التقليل من شأن هزيمتهم المخزية ‏في أفغانستان. إنهم يؤكدون أن مشروعهم ‏في أفغانستان كان له تركيز رئيسي على ‏هزيمة القاعدة، وهو ما تم إنجازه بوفاة أسامة ‏بن لادن في عام 2011. بايدن وأتباعه ‏يقللون من أهمية أهدافهم في بناء الدولة، وقد ‏ولّت شعارات بناء مؤسسات الدولة الحديثة ‏التي تحترم "حقوق الإنسان وحقوق المرأة"، ‏وهو ما يعبّر عن الفشل ويُلقي بايدن باللوم ‏على شعب أفغانستان الذي، وفقًا لوجهة نظره ‏الإمبريالية والعنصرية، غير قادر على ‏العيش في وئام. ويحاول الإمبرياليون ‏الأمريكيون إخفاء دورهم في خلق 40 عامًا ‏من الأزمة والفوضى في أفغانستان.‏
‏ تظهر الكارثة الأمريكية في أفغانستان، ‏أكثر من أي شيء آخر، أنّ الإمبرياليين ‏نمور من ورق. لكنّ هذا النمر الورقي هو ‏حقًا في مرحلة تدهور وانحطاط. تُظهر هذه ‏الكارثة تراجع هيمنة الامبريالية، والتأثير ‏المتقلب لدبلوماسيتها، وعدم فعالية قدرتها ‏العسكرية الهائلة والمكلفة‎ .‎
‏ أدركت الولايات المتحدة فشلها في ‏أفغانستان بنهاية رئاسة بوش. كانت إدارة ‏أوباما تناقش مسألة تقليص خسائرها ‏والانسحاب من أفغانستان. ومع ذلك، ‏اختارت إدارة أوباما، تحت ضغط من ‏البنتاغون والمجمع الصناعي العسكري، ‏على ما يبدو، زيادة القوات الأمريكية لهزيمة ‏طالبان. كان تشكيل "قوات الدفاع والأمن ‏الوطنية الأفغانية‎"‎‏ العنصر الأهم والأكثر ‏تكلفة في مشروع "إعادة الإعمار الوطني" ‏الذي قامت به قوات الاحتلال في أفغانستان. ‏بحلول جانفي 2015، أنهت قوات الاحتلال ‏الأمريكية "عملية الحرية الدائمة"، وهو اسم ‏الحرب الإمبريالية الأمريكية في أفغانستان، ‏وسلّمت مسؤولية الحرب إلى قوات الدفاع ‏الوطني الأفغانية. ومع ذلك، استمر احتلال ‏البلاد، على الرغم من أن قوات الاحتلال ‏ابتعدت عن ساحة المعركة البرية وقدمت ‏فقط الدعم الجوي واستمرت في توفير ‏التدريب لقوات الدفاع والأمن الوطنية. ومع ‏ذلك، استمر تمرد طالبان وأوقع خسائر ‏فادحة في صفوف قوات الدفاع الوطني ‏الأفغانية‎.‎
‏ تم تجنيد‎ ‎قوات الدفاع الوطني الأفغانية من ‏الفقراء والعاطلين عن العمل واستخدمت ‏كوقود للمدافع لمشروع بناء دولة برجوازية ‏كمبرادورية، تم تنفيذه في ظل الاحتلال ‏الإمبريالي. وأشار بايدن إلى أنّ قوات الدفاع ‏الوطني الأفغانية كانت تعد 350 ألفًا مقابل ‏‏75 ألفًا لطالبان، وذلك في مؤتمر صحفي ‏أعلن فيه انسحاب القوات الأمريكية في ‏أفريل. كما أشار بايدن إلى أن القوات ‏الأفغانية كانت أفضل تسليحًا وتجهيزًا. ‏وهكذا، افترضت حكومة الولايات المتحدة ‏أن قوات الدفاع والأمن الأفغانية ستكون ‏قادرة على الصمود دون دعم جوي أمريكي. ‏لكن ما فاتهم هو أن‎ ‎هذه القوات‎ ‎كانت قوة ‏مرتزقة تفتقر إلى الالتزام والإرادة السياسية ‏للقتال‎.‎
‏ اشتهر النظام العميل بالفساد، ووصف آخر ‏رئيس هرب، وزارة الداخلية، التي كانت ‏تسيطر على معظم الاتحاد، بأنها "القلب ‏النابض للفساد". اعتبر جميع المسؤولين ‏الحكوميين من الأعلى إلى المشاة أن موقفهم ‏هذا يوفّر لهم فرصة للحصول على شيء ما.‏
‏ عندما تم سحب الدعم الجوي الأمريكي، ‏انهارت قوات الدفاع الوطني الأفغانية ‏بسرعة، وسلّمت مواقعها إلى طالبان ‏وهربت، وكان من الواضح أنهم غير ‏مستعدين للقتال والموت من أجل دولة تنتمي ‏إلى الطبقة البورجوازية الكمبرادورية التي ‏كانت تعيش مثل الفراعنة. كانت مؤسسات ‏الدولة عبئاً ونظام قمع للجماهير، وكان ‏الشعب يحصل على القليل من الخدمات، ‏لكنه كان يعاني الكثير من فسادها ووحشيتها. ‏كانت هذه الحالة جيدة فقط لطغمة الأغنياء، ‏ويبدو أن هناك منافسة بين النخبة السياسية ‏لمعرفة أي قصر هو الأكبر، أو أي شخص ‏يتجول، من المنزل إلى المكتب، على سبيل ‏المثال، مع أكبر عدد من سيارات الدفع ‏الرباعي المضادة للرصاص والحراس ‏المسلحين ؟
‏ هذه الطبقة الحاكمة التي كانت تخدم ‏الإمبرياليين الأمريكيين في العشرين سنة ‏الماضية كانت تتكون من معسكرين. كان ‏هناك معسكر من التكنوقراط المتعلمين في ‏الغرب والذين كانوا المفضلين لدى صانعي ‏السياسة الغربيين، كان لديهم نصيب الأسد ‏من السلطة السياسية. يعد هروب الرئيس ‏أشرف غني مثالاً جيدًا على المعسكر الأول ‏لأنه قبل مجيئه إلى أفغانستان في عام ‏‏2001، كان أستاذًا في جامعة جون هوبكنز. ‏ويُعرف المعسكر الثاني للنظام بأمراء ‏الحرب. ساعد أمراء الحرب الإمبرياليين ‏الأمريكيين في غزو أفغانستان، لقد عملوا ‏كجنود مشاة للاحتلال الإمبريالي الأمريكي. ‏كلا الجناحين كانا فاسدين ومعاديين للشعب ‏وخاضعين لأسيادهم الإمبرياليين. كان هدفهم ‏الفوري والأساسي توسيع ثروتهم وكانت ‏المؤسسات الحكومية مجرد آلية للثراء. ‏بالطبع، كان نصيب كلّ جناح من المسروقات ‏متناسبًا دائمًا مع قوته السياسية ووزنه ‏السياسي. على سبيل المثال، نهب كرزاي ‏ونائبه فهيم وأعوانهما حوالي مليار دولار ‏من بنك كابول، وهو بنك خاص؛ كان مجرد ‏تحويل للأموال الحكومية إلى عدد قليل من ‏الأفراد.‏
‏ في السنوات العشرين الماضية، استحوذت ‏الطبقة الحاكمة على عدد كبير من الأراضي ‏المملوكة للدولة. كان تراكم رأس المال من ‏خلال نزع الملكية - مثل تحويل ملكية ‏الأراضي العامة إلى ملكية خاصة - غير ‏مسبوق في تاريخ البلاد. كانت جاذبية الثروة ‏والسلطة للطبقات الحاكمة غير مسبوقة في ‏تاريخ البلاد. الجماهير التي كان هؤلاء ‏الرجعيون يحاولون إقناعها بهذا العرض ‏الفخم للثروة والسلطة كانت بالطبع مبالغًا ‏فيها، لكنهم كرهوها أيضًا. كما شجعت مثل ‏هذه السياسة على إساءة استخدام السلطة ‏والفساد وطبيعتها. لذلك، كان النظام فاسدا ‏من الأعلى إلى الأسفل، حتى جنود الحكومة ‏كانوا يسرقون الذخيرة والنفط والغاز ‏ويبيعونها - في أغلب الأحيان لأعدائهم من ‏قوات طالبان‎.‎
‏ إنّ أزمة النظام الدمية في كابول لها نفس ‏طبيعة أزمة الإمبريالية الأمريكية، وهي ‏أزمة الشرعية. كان النظام الدمية يفتقر إلى ‏الشرعية، كان نظامًا في خدمة الاحتلال ‏الإمبريالي، حتى أنه لم يكن يتمتع بالشرعية ‏في نظر جنوده. وقد عرف الجنود أنهم هناك ‏من أجل الحصول على دخل، كما لم يصدقوا ‏الشعارات الفارغة للنظام العميل، كانوا ‏يعلمون أن كبار ضباط النظام العميل لا ‏يؤمنون بشعاراتهم. فكان انتصار طالبان ‏السريع ممكنا بسبب فساد وتعفن النظام ‏الدمية‎.‎
‏ لإنقاذ النظام الدمية، بدأ الإمبرياليون ‏الأمريكيون عملية الدوحة للسلام. كان ‏الهدف من عملية الدوحة تحقيق السلام بين ‏النظام العميل وطالبان وإدماج طالبان في ‏الحكم السابق. وقد أجرى الإمبرياليون ‏الأمريكيون مفاوضات مطولة مع طالبان ‏متجاوزين النظام.‏
‏ من الواضح الآن أن الجهود الدبلوماسية ‏الأمريكية في الدوحة كانت فاشلة تماما. لقد ‏عززوا فقط هيبة طالبان، وقدموا لها مقبولية ‏دولية، وزادوا من حدة أزمة شرعية النظام ‏الدمية في كابول‎.‎
‏ مع سيطرة طالبان على كابول، لا نشهد ‏فقط هزيمة للجهود العسكرية الأمريكية ‏ولكن الأمر الأكثر وضوحًا هو الفشل ‏الدبلوماسي الأمريكي. لم تستطع الولايات ‏المتحدة حتى منع طالبان من السيطرة على ‏العاصمة إلى حين مغادرة آخر القوات ‏الأمريكية، والذي كان من المفترض أن ‏يكون في 31 أوت.‏‎ ‎
‏ في أول مؤتمر صحفي لهم في كابول، قال ‏المتحدث باسم طالبان إنهم في عملية التشاور ‏حول الشكل الدقيق للنظام السياسي ‏المستقبلي. يبدو أن السرعة المطلقة في ‏انتصارهم قد فاجأتهم وليس لدى طالبان فكرة ‏ومخطط دقيق للنظام السياسي المستقبلي وما ‏يصرون عليه هو أن النظام المستقبلي ‏سيكون "إسلاميًا".‏
‏ والآن بعد أن انتصرت طالبان في الحرب ‏بمساعدة قوى أجنبية رجعية خاصة باكستان، ‏فإنهم سيفرضون شكل نظامهم السياسي على ‏البلاد. ومع ذلك، أصبحت طالبان الآن عالقة ‏بين التزاماتها الأيديولوجية بإعادة تأسيس ‏الإمارة الإسلامية ومطالبها بالحصول على ‏اعتراف دولي. هذا التوتر يمكن أن يؤدي ‏الى إشعال الصراع الداخلي ضمن حركتهم. ‏
‏ وتدرك طالبان أن نظام حكمهم، الذي ‏يسمونه "الإمارة الإسلامية"، وهو نظام حكم ‏يحكمه مجلس ملالي يرأسه زعيم ديني ‏أعلى، لا يحظى بشعبية كبيرة وألمح ‏المتحدث باسم طالبان إلى أنهم يتشاورون، ‏ويمكن أن يكون لديهم اسم مختلف لنظامهم. ‏من خلال الرغبة في تسمية نظامهم بشيء ‏آخر غير الإمارة الإسلامية، تُظهر طالبان ‏مرونة سياسية واستعدادًا للتكيف مع ‏المصالح الإمبريالية والقوى الأخرى ‏للطبقات الحاكمة، وربما تقاسم السلطة ‏السياسية معهم.‏
‏ ومع ذلك، فإن طالبان لديها الآن احتكار ‏العنف. فالنظام السياسي الناشئ، بغض ‏النظر عن عنوانه، سيكون نظامًا دينيًا تهيمن ‏عليه حركة طالبان. ستكون دكتاتورية الطبقة ‏البرجوازية الكمبرادورية المطبقة بسوط ‏ثيوقراطية صارمة. وستعزز الثيوقراطية ‏الاضطهاد الاجتماعي للمرأة والأقليات ‏الدينية والقومية. ستكون الشوفينية القومية ‏والجندرية في ظل هذه الثيوقراطية أكثر ‏قتامة.‏
‏ وهكذا، يجب على المعسكر الثوري أن ‏يستعد للنضال القادم. والآن بعد أن أصبح ‏التناقض الأساسي هو بين شعب أفغانستان ‏وطبقات الكمبرادور البرجوازية والإقطاعية ‏وأسيادها الإمبرياليين‎.‎
‏ كما سيستمر التناقض ضمن المعسكر ‏الرجعي، وعلى الرغم من تناقضاتهم، فإن ‏النظام شبه المستعمر / شبه الاقطاعي في ‏أفغانستان سيكون خاضعًا للإمبرياليين، ومع ‏تراجع نفوذ الإمبرياليين الأمريكيين في ‏المنطقة، سيكون النظام الجديد أقرب ‏وخاضعًا للإمبرياليين الروس والإمبرياليين ‏الاشتراكيين الصينيين... ولا شك أن ‏الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم سيستمرون ‏أيضًا في التدخل في شؤون الدولة والمنطقة. ‏ستظل أفغانستان ودول أخرى في المنطقة ‏ساحة للتنافس بين الإمبرياليات التي من ‏شأنها أن تزيد من حدة التناقضات بين ‏مختلف المعسكرات الرجعية. ومع ذلك، فإن ‏الإمبرياليين الأمريكيين سوف يدعمون ‏الكمبرادوريين والاقطاعيين تحت سلطة ‏طالبان‎.‎
‏ جماهير الشعب تكره طالبان، لذلك، يحاول ‏الكثير من الناس الخروج عن سلطتها. إنّ ‏الطبيعة الرجعية لطالبان ستزيد من نفور ‏الجماهير، وتدفعها إلى الرد ومقاومة ‏سياساتها الرجعية، المعادية للشعب. يجب أن ‏يستعد المعسكر الثوري للتحديات والأوضاع ‏القادمة.‏
‏ سيكون النظام الجديد الناشئ مزيجًا قاتلًا ‏من القمع الطبقي والجنساني والقومي - ‏ضامنًا للعلاقات الاجتماعية شبه الإقطاعية ‏وشبه الاستعمارية البالية القائمة على القهر ‏والاستغلال. يجب على الحزب الشيوعي ‏‏(الماوي) في أفغانستان أن يسعى جاهدا ‏للعب دوره في تقوية المعسكر الثوري ‏وتقديم بديل كفاحي.‏
الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني
‎20‎‏ أوت 2021‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏‏-----‏
عودة طالبان وتداعياتها على أفغانستان

‏ يمثل سقوط كابول في يد طالبان نهاية ‏مأساة وبداية أخرى لشعوب أفغانستان وكأن ‏أفغانستان أرض كوارث متكررة وشعبها ‏محكوم عليه بمعاناة لا تنتهي. والآن يتغلغل ‏الخوف وعدم اليقين والارتباك في المجتمع. ‏لقد أزالت المخاوف بشأن المستقبل القاتم كل ‏أمل وحماس بين الناس. ويعاني معظم ‏السكان من الفقر المدقع، وعلى الرغم من أن ‏الأشخاص الذين شرّدتهم الحرب يتضورون ‏جوعاً، ترك العديد من الشباب مدارسهم ‏وكلياتهم وجامعاتهم وتوجهوا إلى إيران، ‏على أمل الوصول إلى أوروبا عبر تركيا. ‏تقطعت السبل بالعديد من العائلات على ‏الحدود الباكستانية الأفغانية، وأولئك الذين ‏وصلوا إلى المدن الباكستانية يخيمون في ‏المساجد وصالات الزفاف والفنادق وفي ‏الهواء الطلق‎.‎
‏ والإمبرياليون الذين تسببوا في هذه المأساة ‏الكبرى لشعب أفغانستان، هم أنفسهم ‏منشغلون بإصلاح هزائمهم أو تعداد ‏انتصاراتهم. طالبان منتشية بانتصارها ‏واستيلائها على السلطة، وهي منهمكة في ‏صراع داخلي على غنائم الحرب وتقسيم ‏السلطة السياسية، فبعد عدة أيام من احتلال ‏كابول، لم تتمكن طالبان من إقامة حكومتها، ‏وهذا يشير إلى أنهم يواجهون تحديات ‏سياسية خطيرة. تحاول فلول القوات المسلحة ‏التابعة للنظام العميل بشكل أساسي إنقاذ ‏أرواحهم وهم مختبئون، وقد غادر البعض ‏البلاد، وتجمّع البعض في بنجشير (المحافظة ‏الوحيدة التي لم تغزها طالبان). والبعض ‏يتبعون عبد الله وكرزاي ويستغلون عفو ‏طالبان عنهم.‏
‏ انهار النظام الدمية في غضون أسابيع ‏قليلة، وكشف المهزلة التاريخية لمشروع ‏بناء دولة عميلة للإمبريالية. إن انهيار النظام ‏الدمية ليس فقط هزيمة للنظام، ولكن أيضًا ‏هزيمة سياسية وعسكرية وأيديولوجية كبيرة ‏للإمبريالية الأمريكية وحلفائها. ولكي يبرئوا ‏أنفسهم من الإذلال، يلوم السياسيون ‏البرجوازيون في البلدان الإمبريالية بعضهم ‏البعض على عدم كفاءة جيوشهم في ‏أفغانستان. لكن هذه الجهود اليائسة لن تؤدي ‏إلى أي تبرير، والهزيمة الأخلاقية ‏والأيديولوجية والسياسية الثقيلة للإمبرياليين ‏الأمريكيين لا يمكن إصلاحها. لقد انهارت ‏العديد من الأنظمة العميلة عندما سحب ‏أسيادها دعمهم، لكن الانهيار السريع للنظام ‏العميل في أفغانستان كان دراماتيكيًا وغير ‏متوقع‎.‎
‏ إنّ هزيمة الإمبريالية الأمريكية في ‏أفغانستان مثل هزيمة الاتحاد السوفياتي ‏وبريطانيا في هذا البلد، ومثل مصير أشرف ‏غني ومثل مصير نجيب الله وشاه شجاع‎.‎
‏ يسعى الإمبرياليون الأمريكيون للاحتفاظ ‏بوجودهم في مطار كابول لأغراض ‏الاستخبارات والتجسس. ولا يزال مطار ‏كابول والمجال الجوي الأفغاني محتلين من ‏قبل الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم. ‏وتجري الآن مساومات خلف الكواليس بين ‏طالبان والإمبرياليين الأمريكيين، والاجتماع ‏بين نائب زعيم طالبان الملا بردار ورئيس ‏وكالة المخابرات المركزية مؤشر على هذه ‏الحقيقة. إن انسحاب موظفي الأمن ‏والاستخبارات والسياسيين الأمريكيين من ‏كابول يعني نهاية الاحتلال العسكري ‏لأفغانستان، لكنه لا يعني نهاية نفوذ ‏الإمبريالية الأمريكية والإمبرياليين الآخرين ‏في أفغانستان‎.‎
‏ صدم الانتصار السريع والمفاجئ لطالبان ‏شعب البلاد. تُظهر المشاهد الصادمة ‏لأشخاص يتدفقون نحو المطار، ويهربون ‏إلى إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى، ‏خوفا من نظام حكم طالبان. لم تكن لدى ‏شعب أفغانستان أوهام هذه المرة لأنه يعرف ‏جوهر طالبان، لهذا السبب تحاول طالبان ‏الظهور بمظهر تصالحي لكسب رضا الشعب ‏وتقليل خوفه. إنّ "العفو العام" لطالبان ‏والوعد بتشكيل حكومة "شاملة" لم يهدّئ ‏مخاوف الطبقات الوسطى والمثقفين ‏وموظفي النظام السابق. وقد تم إقصاء النساء ‏والأقليات القومية من الساحة السياسية، ‏وتعرضت حرية الإعلام لمزيد من التضييق، ‏تمّ إغلاق ثمانين بالمائة من وسائل الإعلام ‏ومُنعت النساء من العمل في الخارج إلّا في ‏المرافق الصحية. رغم كل هذا، اجتذبت ‏وعود طالبان الطبقات الكمبرادورية ‏البرجوازية والإقطاعية الرجعية وبعض ‏مسؤولي النظام السابق. لا تحاول طالبان ‏فقط اجتذاب مسؤولي النظام السابق، ولكنها ‏تحاول أيضًا كسب دعم الإمبرياليين ‏الأمريكيين وحلفائهم وتقديم نفسها على أنها ‏مقبولة، لكن لن يخفي ذلك وجهها القبيح عن ‏الجماهير.‏
‏ أظهر بعض التكنوقراط الذين كانوا ‏ينتمون في السابق إلى النظام العميل ‏استعدادهم للعمل مع نظام طالبان. إن ‏العناصر الشوفينية البشتونية أكثر حماسة في ‏تقديم الدّعم لطالبان، فمن وجهة نظرهم، ‏ستدعم إمارة طالبان الإسلامية شوفينية ‏البشتون وهيمنتهم على الدولة. لكن العناصر ‏غير البشتونية في النظام العميل هي أكثر ‏خوفًا ونفورًا من طالبان، ومع ذلك، فإنهم ‏سيعملون على مضض مع نظام طالبان، إذا ‏سمحت لهم طالبان بمكان في سلطتها. إن ‏عمليات البيع هذه، التي تدعي "تمثيل" ‏الجنسيات المضطهدة، لا تهتم إلا بنصيبها ‏في الحكومة، سواءً كان ذلك في النظام ‏الدمية السابق أو في إمارة طالبان الإسلامية‎.‎
‏ تتحدث طالبان عن تشكيل حكومة ‏‏"شاملة"، كانت قد وعدت بها على مدار ‏العشرين عامًا الماضية الأنظمة العميلة ‏كرزاي وأشرف غني. فسّر البعض ذلك على ‏أنه إشارة إلى أن طالبان قد تغيرت. لا شك ‏في أن طالبان قامت في السنوات العشر ‏الماضية بتغييرات في دبلوماسيتها مع الدول ‏الإمبريالية ودول المنطقة، وفي طريقة ‏تعاملها مع المعارضة الداخلية والشعب ‏الأفغاني. ولكن كما قال ذبيح الله مجاهد، ‏المتحدث باسم طالبان، لم يحدث أي تغيير ‏في أيديولوجية طالبان ومعتقداتها الأساسية. ‏على الرغم من أن طالبان أقامت، في العقد ‏الماضي، علاقات مع القوى الإمبريالية ‏والرجعية واكتسبت خبرة في هذا المجال. ‏خاصة بعد فتح مكتبها في قطر وإقامة ‏علاقات مع دول العالم، واكتسبت مهارات ‏ويقظة دبلوماسية. من ناحية أخرى، خلال ‏هذه الفترة، زاد عدد السكان الحضر، ‏وتضخم حجم العمال والسكان المتعلمين، ‏وطالبان مجبرة على تلطيف سلوكها للحفاظ ‏على العلاقات مع هذه الدول وجذب ‏المساعدات الإمبريالية، ومن ناحية أخرى، ‏ومنع هجرة العقول للكادر السياسي ‏والإداري من البلاد. لا يمكن لطالبان، مثل ‏النظام السابق، تغيير حالة اقتصاد البلاد، ‏وبالتالي تعزيز الأسس الاقتصادية ‏لحكومتها. لقد ورثت من النظام السابق ‏اقتصادا يعتمد على المساعدات الإمبريالية ‏وبيروقراطية فاسدة. سبب آخر لاعتماد ‏طالبان على المساعدات الخارجية هو ‏الافتقار إلى الدخل المحلي الكافي وتدمير ‏الزراعة والصناعة. لا يمكن لطالبان ‏الاعتماد على ابتكار وإبداع الجماهير، ‏وبالتالي لن تختلف جوهريًا عن النظام ‏السابق‎.‎
‏ في السنوات العشرين الماضية، كان ‏الشعار الرئيسي لطالبان هو إنهاء الاحتلال ‏الأجنبي وتشكيل حكومة قائمة على الشريعة ‏الإسلامية والآن بعد أن أتيحت لها الفرصة، ‏سوف تبني حكمًا دينيًا شوفينيًا، قائمًا على ‏قراءة متشددة ومتطرفة للإسلام، من شأنها ‏أن تسن قوانين دينية تقيّد بشكل كبير ‏الحريات الفردية والاجتماعية والسياسية ‏والثقافية‎.‎‏ سيتم قمع النساء والعمال والنشطاء ‏الاجتماعيين السياسيين والأحزاب ‏والجماعات السياسية والشيوعيين. تسعى ‏طالبان إلى فرض الشلل السياسي والثقافي ‏على المجتمع، إنها تسعى إلى الطاعة الكاملة ‏لحكمها. سوف يعمل الملالي كمرشد فكري ‏وأخلاقي وسياسي للمجتمع المتذمر. لن ‏يُسمح للأحزاب العلمانية بالعمل، حتى ‏الأحزاب الإسلامية والجهادية الأخرى لن ‏يُسمح لها بالنشاط وقمع الحقوق والحريات ‏من شأنه أن يؤدي إلى مقاومة طالبان. ‏طالبان في مواجهة الشباب والعاملين ‏المثقفين لديها نهج متناقض، فمن ناحية، ‏تحتاج إلى قدراتهم وخبراتهم في المجالات ‏الإدارية والسياسية، ومن ناحية أخرى، فإن ‏ضيق أفق طالبان سيخلق عقبات خطيرة‎.‎
‏ قد تكون الشوفينية العرقية سمة أساسية ‏أخرى لنظام طالبان. وتحت ستار الوحدة ‏الإسلامية ترفض طالبان مطالب القوميات ‏المضطهدة وتصفها بأنها مناهضة للإسلام. ‏على الرغم من أن طالبان، هذه المرة، لديها ‏بعض الأوزبك والطاجيك والشيعة الهزارة ‏في صفوفها، إلا أن هذا لا يمنع طالبان من ‏تركيز السلطة السياسية في أيدي الطبقات ‏الحاكمة البشتونية، مما سيؤدي بالتالي إلى ‏مزيد من العداوات الاجتماعية والانقسامات ‏العرقية‎.‎
‏ التحدي الآخر الذي يواجه طالبان هو ‏الانقسامات الداخلية بين الفصائل المختلفة، ‏والتي لها أيضًا بُعد عرقي. كان نظام أشرف ‏غني قد ركز سلطته في أيدي البشتون ‏الغلجاي الشرقيين، وهو ما كان أحد عوامل ‏الاحتكاكات الداخلية‎.‎
هناك عدة فصائل داخل طالبان، الفصيلان ‏الرئيسيان هما شورى كويتا بقيادة الملا هيبة ‏الله، وشورى بيشاور بقيادة سراج الدين ‏حقاني. لكن تم ذكر الفصائل التي يقودها ‏الملا منصور والملا يعقوب. لذلك، فإن ‏التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه طالبان هو ‏الخلافات بين مجموعات طالبان المختلفة من ‏جهة، والاختلافات بين الرتب الصغرى ‏والقيادة من جهة أخرى. الفصيل الرئيسي ‏بقيادة الملا هيبة الله هو الدراني وخلافاتهم ‏مع فصيل حقاني بزعامة سراج الدين حقاني ‏وخليل حقاني وهم غلجي، واضحة. لذلك، ‏فإن معنى الحكومة "الشاملة" في المقام ‏الأول يتعلق بتقسيم السلطة بين فصائل ‏طالبان المختلفة، لأن الجسم الرئيسي لقيادة ‏طالبان ينحدر من أقاليم قندهار وهلمند ‏وأوروزغان‎.‎
‏ التحديات الأخرى التي تواجه طالبان هي ‏تقاسم السلطة مع الجماعات العرقية ‏والجنسيات الأخرى. تجمعت بعض القوات ‏المسلحة التابعة للنظام السابق في بنجشير ‏تحت قيادة أحمد مسعود (نجل الراحل أحمد ‏شاه مسعود) التي تريد نصيبًا في السلطة ‏السياسية، كما تنتشر بعض القوات المسلحة ‏الأخرى التابعة للنظام العميل في جميع ‏أنحاء البلاد مع معداتها. ونزع سلاح هذه ‏القوات مشكلة أخرى تواجه طالبان. وقد ‏كشف الانفجار المروع في مطار كابول ‏عجز طالبان عن توفير الأمن‎.‎
‏ خارجياً، تتعرض حكومة طالبان لضغوط ‏من القوى الإمبريالية والرجعية، ولا تزال ‏قضية اعترافها بنظام طالبان مسألة غامضة. ‏وكان وزير الخارجية الباكستاني في زياراته ‏لدول وسط آسيا وإيران يسعى للحصول على ‏موافقة هذه الدول على الاعتراف بحكومة ‏طالبان. الاعتراف العالمي بحكومة طالبان ‏لن يغير جوهرها، وبغضّ النظر عن أي ‏شيء، فإنّ نظام طالبان سيكون ثيوقراطيًا ‏ومعاديًا للإنسان وسيتعارض مع مصالح ‏الجماهير الكادحة في أفغانستان. لن يتحقق ‏تحرير الجماهير إلا من خلال ثورة ‏ديمقراطية جديدة من شأنها أن تسقط ‏الإمبريالية والطبقات البرجوازية ‏الكمبرادورية والإقطاعية.‏
‏ باختصار، أظهرت هزيمة الإمبريالية ‏الأمريكية في أفغانستان إفلاسها العسكري ‏والسياسي والأيديولوجي والأخلاقي، ‏ومهزلة مشروع بناء الدولة الذي فرضته ‏الإمبريالية. سيساعد هذا على نبذ الأوهام ‏وتطوير وتعزيز روح المقاومة والنضال بين ‏الجماهير. إن الطبيعة الثيوقراطية والعنيفة ‏لنظام طالبان ستجذب حتما جماهير الشعب ‏للانضمام حتما إلى صفوف النضال السياسي ‏ضدهم. لذلك يجب تحديد وتحليل الفرص ‏والتحديات التي تواجه الحزب والنضال ‏الثوري بشكل صحيح والاستعداد وفقًا لذلك ‏لمواجهة التحديات الجديدة وتوجيه المشاعر ‏المناهضة لطالبان لدى الجماهير في خدمة ‏تعزيز النضال الثوري‎.‎
الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني
‎28 ‎‏ أوت 2021‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏


في بلاد العجائب بقلم فاروق ‏الصياحي

يحكون في بلاد العجائب
عن ألف ناهبٍ وناهبْ
لم تكفهم تربتها وما فوقها
فنهبوا ما تحتها..‏
وما في سمـائها ومـائها
ليفتحوا لهم ألف حساب
في مصارف ما وراء البحار...‏
‏***‏
يحكون في بلاد العجائب
عن ألف ناهبٍ وناهبْ
ملأوا جيوبهم والسّلال والحقائب..‏
وقالـــوا:‏
‏" هذه الأرض والسّماء والماء‏
‏ لم نجنِ منها سوى المتاعب
‏ لم يتبقّ لنا فيها لا حاضر ولا ‏مستقبل
‏ سنتركها لكمْ
‏ لتقتسموا ما فيها من نِعمْ
‏ أمّا نحن، إنّا مغادرون بعيدا
‏ إلى أهل الكرمْ
‏ لنقتسم هناك ما كتب اللّه لنا..‏
‏ من غنائم أو من مصائب ‏‎!‎‏ "‏
‏***‏
يوم الرّحيل بكى البعض حزنا
على من فارقوهم
بينما آخرون أخفوا دموعهم واختفوا
فيما بكى آخرون كثر فرحا وهتفوا:‏
‏ "اِرحلوا.. بلا عوده ‏‎!‎‏ " ‏
وانتظروا..‏
انتظروا أن تزول الألوان السّوداء
عن صباحاتهم وصفحاتهم
عن نهايات قصص الحبّ
وعن العلاقات بين الأقاربْ
وظلّوا ينتظرون.. ‏
كم أسبوعا، كم شهرا
كم ربيعا وصيفا وسنة..‏