وداعك مؤلم جداً رفيقنا عادل حبة !


أمير أمين
2022 / 10 / 8 - 17:48     

وأنا أتصفح موقع الحوار المتمدن ..فوجئت للتو بخبر مؤلم جداً وحزين ينعى فيه الموقع مناضلاً وكاتباً من ابرز كتابه وهو الرفيق الشيوعي عادل حبة أبو سلام الذي توفى في لندن عن عمر ناهز الرابعة والثمانين , أفناها بالعمل المثابر وبجدية وحرص في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ومنها عضويته في اللجنة المركزية لعدة سنوات ..خبر صاعق كنت لا أتمنى سماعه او قراءته في أي مكان لكن للأسف هكذا هي الاقدار تنهال علينا في كل أسبوع او شهر نودع فيه رفيق او صديق مقرب ومن القوى اليسارية العراقية حتى صرت حينما أفتح موقع يساري معين أخشى أن أرى على صدر صفحته نعي أحد الاحبة , ففي الشهر الماضي صعقت لخبر وفاة الدكتور مهند البراك الذي عملت معه وعن قرب في قاطع أربيل في كردستان وكنت مساعداً له كمستشار سياسي بالاضافة الى عمله كطبيب للقاعدة وجماهير الشعب الكردي وكان شعلة من العمل الصادق بجد واخلاص وأن موته ترك في قلبي حزناً عظيماً واليوم أودع الرفيق الرائع أبو سلام الذي إستقبلني بمودة لا توصف ووضعني في لجنة منظمة عدن عام 1984 والذي كان يشرف عليها ويقود إجتماعاتها في بعض الاحيان والتي كانت تقودها بشكل مباشر النصيرة أم زينب ..فعرفت فيه الخصال الشيوعية الرائعة المتمثلة في الحماس بالعمل والتفاني في خدمة رفاقه ومساعدتهم في حل الكثير من مشاكلهم ولما كانت عدن ومدن اليمن الاخرى فيها من المبتعدين عن الحزب من الرفاق السابقين , كان الرفيق يتعامل معهم كشيوعيين داخل التنظيم وكان يقول هؤلاء شيوعيين وعلينا التعامل معهم ومعرفة مشاكلهم عن قرب ..فقام بفتح النادي العراقي في منطقة خورمكسر يجتمع فيه الشيوعيين وعوائلهم وحتى البعيدين عن الحزب وفيه يستمعون الى الندوات والاناشيد الثورية ويشترون الكباب العراقي بسعر زهيد ويتذكرون عوائلهم داخل الوطن وفي بلدان الشتات فكان التجمع يقربهم لبعضهم ويشد أزرهم ..وحاول الفقيد العزيز ابو سلام التقرب أكثر لأي شخص يبتعد عن الحزب او هو مبتعد عنه لأي سبب ففي إحدى المرات أقام الفنان نصير لعيبي معرضاً لرسوماته وكان الذي يفتتحه الفقيد ابو سلام لكنه أرسل في طلب الشاعر سعدي يوسف وسلمه المقص ليقص شريط الافتتاح في منطقة التواهي في عدن ولما وصل اليها الباحث والكاتب الفقيد ميثم الجنابي أقام معه صلة حزبية متواصلة لحين وصوله مجدداً الى روسيا كذلك إهتم بعمل جوازات سفر لعدد من الرفاق والمبتعدين عن الحزب لتسهيل سفرهم الى أي بلد وكان كثيراً ما يلتقي بالفنان جعفر حسن ويطلب الاهتمام به وغيره من الشيوعيين او المحسوبين على قوى اليسار ..الرفيق ابو سلام كان نقي جداً وطيب القلب ..في احدى المرات كان يسوق سيارته ذاهباً من التواهي الى مقر الحزب في خورمكسر وبالصدفة شاهدني وكان معه الباحث نمير العاني ..وفجأةً أوقف سيارته وعاد بها للوراء ..قائلاً لي تفضل رفيق إصعد أوصلك ..وعرف أنني كنت قاصداً المقر وهناك مواقف أخرى كثيرة للرفيق ابو سلام معي ومع عدد آخر من الشيوعيين لا يمكن نسيانها..أمضيت في عدن سنة ونصف وصارت لي معه ذكريات جميلة لا يمكنني أن أنساها لذلك أنا الآن حزين على فقدانه فهو عراقي أصيل محب لوطنه وشعبه ورفاقه والاصدقاء ويمتاز بالشهامة والغيرة العراقية الاصيلة ..عزائي لكافة أفراد عائلته ومنهم زوجته أم سلام وإبنه سلام وإبنته ياسمين وأحفاده علي وهدى وكافة رفاقه ومعارفه متمنياً للجميع الصبر والسلوان ..لك المجد أيها الرفيق الغالي عادل حبة أبو سلام ..لقد آلمني رحيلك المفجع..