أزمة جديدة للمهجرين


يوسف ألو
2022 / 10 / 5 - 19:56     

الكل يعلم والقصد من الكل هنا هم جميع الساسة والبرلمانيين وفي المقدمة الحكومات العراقية التي تعاقبت بعد أحداث 2014 ماذا حل بأبناء البلدات العراقية التي أستولى عليها داعش في مأساة عام 2014 من قتل وتعذيب وتهجير وما آل اليه مصير تلك البلدات وفي مقدمتها مدن وقرى الأيزيديين والمسيحيين , حينها تعاونت المنظمات الدولية مع الأمم المتحدة لأيواء أولئك الذين حل الدمار ببلداتهم وفقدوا كل ممتلكاتهم وأموالهم ومستلزمات حياتهم العصرية وكان تعاون الحكومة العراقية حينها خجولا بسبب الفساد المستشري في فواصل الدولة العراقية و أحتضن أقليم كردستان الجزء الأكبر من أولئك المشردين المهجرين من ديارهم بينما لجأ القسم المتبقي الى محافظات العراق الأخرى بما فيهم العاصمة بغداد , وكان نصيب قسم من أولئك الذين قصدوا العاصمة واستقروا فيها أملا بأيجاد حلا مناسبا لهم و تم اسكان ما يقارب الـ 140 عائلة في مجمع ( مريم العذراء ) في منطقة زيونة والتي كانت تضم مقر الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) في كرفانات مؤقتة أملا بأيجاد حلول تليق بكرامة الأنسان بعد هدرها من قبل الدواعش ! واليوم وبعد 8 سنوات من المعاناة في تلك الكرفانات التي رضي المقيمين فيها بمواصلة حياتهم رغم الصعوبات التي عانوا منها فوجؤوا بقرار ظالم ينص بتسليم المجمع لأحد المستثمرين من أذناب الفاسدين والذي بدا على الفور ومن دون سابق أنذار بهدم المجمع حيث أستيقظ المهجرون على أصوات الشفلات والمعدات الأخرى وهي تدخل المجمع وتحاول الهدم على رؤوس الساكنين ولدى التدخل من قبل الساكنين في المجمع أبلغوا بأن المجمع قد أحيل لحد المستثمرين وما عليكم ألا مغادرة المجمع بالسرعة الممكنة وبعكسه سوف يهدم المجمع ويزال وبعد نقاش وسجال وافقوا على أعطائهم مهلة قصيرة قد لا تتجاوز الثلاثة أشهر كي يجدوا أماكن بديلة ليسكنوا فيها .
وهنا بدأت معاناة جديدة لأولئك الذين حاولوا نسيان معاناتهم قبل أن تلتام جراحهم التي قد تتقرح من جديد بعد بدأ معاناة جديدة أخرى تضاف الى معناتهم اليومية , السؤال الذي يطرح نفسه الآن : من المسؤول عن الموافقة للمستثمر في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها البلد بشكل عام والمهجرين قسرا بشكل خاص وما هي المسؤولية الأنسانية الملقاة على عاتق الحكومة العراقية حيال هذه الأزمة التي سوف يتضرر منها المئات من العوائل التي كانت تتنظر حلا لأزمتها !! وما هو دور المسؤولين الذين يبدوا الحزن على وجوههم في وسائل الأعلام تجاه معاناة المهجرين والحقيقة مصالحهم الخاصة هي فوق كل أعتبار!! أين أنسانية المسؤول وأين ضميره وهو يسكن في قصور فخمة مبردة صيفا ومدفأة شتاءا في الوثت الذي يعاني من أنتخبه أو أبناء شعبه من شغف العيش .
في الختام هذه دعوة لمن يهمه أمر المئات من عوائل مجمع مريم العذراء في زيونه للنظر الجدي في محنتهم وأيجاد الحل السريع لها وفي المقدمة السيد رئيس الوزراء والسيد مقتدى الصدر وكل من له صلة بالمستثمر الذي يضييق الخناق على تلك العوائل المهجرة أصلا والتي أعتبرتهم وزارة الهجرة والمهجرين ( عوائل متعففة ) .