الجامعة التونسية لنوادي السينما مهددة بالتصفية- الشعلة سبتمبر 76(ركن الثقافة)


محمد علي الماوي
2022 / 10 / 2 - 00:36     

الجامعة التونسية لنوادي السينما مهددة بالتصفية
الشعلة سبتمبر 76(ركن الثقافة)
في اطار الهجمة القمعية الشاملة التي يقوم بها النظام العميل ضد القوى الوطنية والديمقراطية وفي نفس الوقت الذي يعمل فيه لخنق الحركة الديمقراطية الطلابية وشلها ولكبت ولجم الحركة العمالية والشعبية بصفة عامة يصاعد النظام الخناق على كل الاصوات الصارخة والمعبرة عن المطامح الوطنية الديمقراطية.
فمنذ بداية هذه السنة عملت السلطة الجهوية والمحلية على تطبيق المؤامرات التي حاكها مدير الحزب ووزير الداخلية للقضاء على جامعة نوادي السينما التونسية.
ان جامعة نوادي السينما التونسية منظمة موجودة منذ سنة 1950 وقد كانت في بدايتها مكونة من عناصر استعمارية عملت على بث افكار وثقافة امبريالية عبر النوادي الجهوية والتي كانت موجودة في اهم المدن (...)
وفي سنة 1965 سنت الجامعة وضعها القانوني بتبني قانون اساسي وداخلي وتحصلت على تأشيرة وزارة الداخلية السامحة بوجودها حسب قانون 1959 الخاص بالجمعيات.
وقد استحوذ على الجامعة في الستينات عناصر لم تعمل على بث ثقافة وطنية والمساهمة في ايجاد سينما وطنية وديمقراطية .فقد كان عمل الجامعة في الستينات اكاديميا ومنساق للتيارات العالمية في ميدان السينما العاملة على تدعيم الهيمنة الامبريالية على الشعوب المضطهدة على المستوى الثقافي وإن كانت الجامعة تجري وراء عدم الانحياز الثقافي والايديولوجي في ذلك الوقت وكان زبائنة الجامعة في الستينات اساسا المثقفين(خاصة منهم الفرنسيين) من طلبة واساتذة وبعض اللموظفين ومنذ بداية السبعينات عرفت الجامعة بداية تحول الذي جاء نتيجة عمل بعض الطلبة الديمقراطيين الذين عملوا في حقلها ومنذ ذلك الحين اصبحت المشاركة في النوادي جماهيرية اكثر من قبل وخرجت من برج الاساتذة الفرنسيين وبدات الحياة الداخلية للجامعة تتغير في اتجاه تقدمي اي بدات بعض النوادي تغير مفهومها للعمل واصبحت العروض تخضع اكثر فاكثر للافكار التقدمية الوطنية والديمقراطية وكذلك النقاشات التي بدأت تتخلص من الفكر الغير المنحاز والمثقف لتطرح جوهر القضايا باستعمال اللغة العربية وانطلقت عملية بعث النوادي حتى في المدن الصغيرة.وقد شمل هذا الزحف للوعي الوطني الديمقراطي البلاد واصبحت النقاشات تتسم بمناهضة الامبريالية وبربطها بالواقع الوطني .
ولم يكن النظام يعطي اهمية لهذا التحول رغم مواكبته عبر اجهزته البوليسية.
وفي الصائفة الاخيرة عقدت الجامعة مؤتمرها بسوسة بتاريخ 16-الى 19 جويلية 1975 وكان هذا المؤتمر تكريسا لنمو المد الوطني الديمقراطي وانصهاره داخل الجامعة.وقد تبنت الجامعة ارضية العمل الثقافي لنوادي السينما وعبرت الوثيقة عن التزام الجامعة على العمل من اجل تطوير الثقافة الوطنية وايجاد سينما وطنية وجعل النوادي منبرا للوعي الوط.الديمقراطي المعادي للامبريالية وذلككما يلي:"
1-المساهمة في تحريك وعي الجماهير المنخرطة بمشاكلها وانتشالها من السينما التجارية المخدرة.2- رفع المستوى الفكري للمنخرطين بتعويدهم علة طريقة التحليل والنقد تكون موضوعية وعلمية وخلاقة.3-المساهمة في بناء ثقافة وطنية وذلك بعرض الافلام الوطنية والتقدمية وفضح السينما التجارية والوقوف الى جانب كل حركات التحرر بعرض افلامها"(من الارضية المصادق عليها في المؤتمر) كما وقع تبني قانون داخلي جديد وبرنامجا للتنشيط الثقافي وبرنامجا للاصلاح وانتهت الاشغال بمصادقة اغلبية المؤتمرين عليها. واثر ذلك وقع انتخاب المكتب الفيدرالي المسؤول عن تسيير اعمالها.
ومنذ تسلم المكتب مسؤوليته حتى عمل النظام على عرقلة اعماله بالتدخل في شؤون النوادي ومنعها من النشاط. ومنذ ذلك الحين بدأت الازمة الخطيرة التي تعيشها الجامعة اليوم والتي تهدد وجودها فعليا.فقد منعت السلطة من اعادة فتح نادي صفاقس الذي وقع حله السنة الماضية باتهام هيئته بعمل "تخريبي فوضوي ومعادي للحزب" ثم اتت مشكلة نادي بنزرت حيث رفضت اللجنة الثقافي عن الجهة ترشحات بعض العناصر نظرا لافكارهم المناهضة للنظام (...)وحاولت فرض عناصر مرتزقة موالية لها,كذلك في نادي الكاف...وقصور الساف ومنزل بورقيبة وسوسة والمهدية والقيروان وجندوبة حيث رفض المعتمد الاعتراف بالهيئة المنتخبة وفي المتلوي منع النشاط اكثر من نصف سنة وقد منعت السلطة البوليسية والادارية بعث اي نادي جديد للسينما اذ لم يكن تحت سيطرتها.
ولقد وقفت الجامعة ضد الاجراءات التعسفية مدافعة عن استقلاليتها وفق المبادئ التي وردت في الارضية المصادق عليها في المؤتمر وتتمثل ضغوطات النظام على الجامعة اساسا في 1) منعها من اصدار مجلتها "الشريط" وذلك دون مبرر.
2)منع السينيماتاك من تسلم الاشرطة من عند الجامعة باعتبار انها افلام يسارية.
3) جبر الجامعة عل القيام باحصائيات لمحلاتها وكل مواد الطباعة والنشر وكل الوسائل التي هي بحوزتها.4) تعطيل عمليات الملتقيات :سليانة –قفصة- وخصوصا المهدية (ديسمبر 1975) حيث تدخلت السلطة ومنعت الجامعة من الاشراف عل هذا الملتقى باعتبار ان هناك عناصر "مشوشة" شتمت النظام والحزب الحاكم.5) المطالبة بتحوير القانون الاساسي المتبني سنة 1965 الذي حسب وزير الثقافة "يعطي حرية ياسر للجامعة"
6)المطالبة بجعل كل نادي مستقل عن الاخر وله قانون اساسي خاص به.
7)محاولة جعل الجامعة تابعة لقسم السينما داخل وزارة الثقافة.
ان اتجاه النظام هو قمع المنظمة وجعل الجامعة مصلحة تابعة بالنظر والمراقبة على كل المستويات للوزارة.ان هدف النظام هو تصفية الجامعة نهائيا وخلق حلقة للسينما تابعة الى اللجنة الثقافية لدى لجنة التنسيق الحزبي في الجهة كما هو الحال في بنزرت.
وتتجه جهود المناضلين الوطنيين داخل الجامعة ال القيام بعملية تعبئة في النوادي التي لا تزال تتبعها وكذلك بعملية دعائية لدى المنظمات الثقافية على مستوى وطني (مثل جمعية السينمائيين التونسيين والهواة وعلى مستوى قومي وعالمي.
ان الجامعة محتاجة الى مساندة كل القوى الوطنية الديمقراطية وكما وقع افشال محاولة النظام الكمبرادوري لتصفية "الساطبيك"عندما اراد المنذر بن عمار تأسيس شركة للانتاج السينمائي وبالتالي استغلال كل ما عند الساطبيك من امكانيات وذلك بالمساندة الاعلامية مثلما وقع في مؤتمر السينما الافريقية في الجزائر صيف 1975 الذي بعث برقية مساندة للساطبيك وقام بالدعاية لذلك .
فالمطروح على الوطنيين الديمقراطيين ان يقوموا بالدعاية لانقاذ الجامعة من اجل ايجاد ثقافة وطنية تناضل ضد السينما التجارية الرجعية والامبريالية.
الساطبيك: الشركة التونسية للانتاج والتوزيع السينمائي
La Société anonyme tunisienne de production et d expansion cinématographique ou SATPEC
نسخ: م.ع.الماوي