تاريخ ومواقف الخط التحريفي-في الحزب الشيوعي العراقي/الجزء الاول


جعفر الناصر
2022 / 9 / 16 - 02:46     

قراءة في كتاب:
الصراع داخل الحزب الشيوعي العراقي
وقضايا الخلاف في الحركة الشيوعية العالمية
ابراهيم علاوي/السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية)
ينطلقُ الكتاب من دراسة معمقة ليس لطبيعة الإنشقاقات فحسب بل يدرس الصراع كونه مترابط فكرياً مع الماركسية-اللينينة يبتدأ الكتاب في انشقاق عام 1942 الذي قادته مجموعة من اعضاء اللجنة المركزية القائمين على مؤتمر (وعي الطبقة العاملة العراقية) شرعوا بمهاجمة قيادة الحزب المتمثلة بالرفيق فهد واعضاء قيادته متهمينهم بحرف سياسة الحزب عن النهج الماركسي -اللينيني وحاول المؤتمر دحض مبدأ دكتاتورية البروليتالية والدعوة إلى انتهاج الطريق السلمي /استطاع الرفيق فهد بقيادته الحكيمة على تخطي الآثار والانعطافات التي حصلت جراء ذلك المؤتمر بكونه ضاهرة اجتماعية داخل الحزب لم تكن مدعومة بتيار خارجي او اصبحت من ضمن تيار الحركة الشيوعية العالمية.
غير أن الانحراف الذي حصل في مابعد لم يكن ضاهرة داخلية يمكن السيطرة عليها من خلال توعية قواعد الحزب وكوادره بل العكس الانحراف الذي حصل في منتصف الخمسينات عقب (المؤتمر العشرين للاتحاد السوفيتي) وتبلور بوضوح اكثر في 1964 المعروف بخط آب التحريفي كان مدعوماً نضرياً وعملياً من الاتحاد السوفيتي وضهر في كل الاحزاب الشيوعية العالمية واصبح تياراً فكرياً داخل الحركة الشيوعية العالمية. // وبعد سبعة اشهر من انعقاد المؤتمر العشرين للاتحاد السوفيتي في أيلول عام 1956 انعقد الكونفرنس الثاني للحزب تبنى تقريراً سياسياً يدعوا إلى انتهاج الطرق السلمية مع حكومة نوري السعيد حيث قالوا ((اننا الشيوعيين العراقيين لارغبة لنا بالعنف أو سلوك سبيل القوة وإنما نسعىٰ إلى تحقيق أهداف حركتنا التحررية بأيسر السبل وأقل التضحيات)) وهذا يتناغم مع قرارت المؤتمر العشرين الذي دعى بنهج الطريق السلمي لاستلام السلطة (دون أية تحليل للضروف الموضوعية والضروف السياسية في العراق ) وهذا مايناقض طبيعة نهج الماركسية اللينينة الذي يدعوا لدراسة وتحليل الضروف تحليلاً علمياً وعلى اساسها يتم التعامل مع تلك الضروف بالتعاليم والأساسيات اللينينية//
ومع نجاح ثورة14 تموز وفي أول اجتماع للجنة المركزية اوآخر تموز 1958 رفض الخط التحريفي فكرة تسليح الجماهير التي دعا لها اعضاء من اللجنة المركزية رداً على إغلاق مكاتب المقاومة الشعبية ونعت فكرة تسليح الجماهير في مابعد قائلاً: فكرة تسليح الجماهير كانت فكرة سخيفة وغير معقولة ومع أن فكرة تسليح الجماهير لم تكن ذو أهمية كبيرة بل كان الأهم هو اتخاذ الموقف الواضح من حكومة قاسم البرجوازية /ففي الاجتماع الموسع للجنة المركزية أيلول عام 1958 طرح أحد اعضاء اللجنة قضية إستلام الطبقة العاملة للسلطة لضمان تطور الثورة الوطنية صوب الاشتراكية وقطع الطريق امام قوى الثورة المضادة //وهذا الطرح لم يظهر كرغبة في او ماشبه ذلك وإنما ضهر كحاجة مُلحة وتسأؤلات طرحتها الماركسية اللينينية عن مصير الثورة التحررية //وفي ذلك هُزم هذا الطرح و واجهه التحريفيين بالقول أن عبد الكريم قاسم ديمقراطياً ثورياً لا برجوازياً وطنياً وحتماً سينحاز للطبقة العاملة وفي وثيقة حزبية ساهم في كتابتها (عامر عبد الله ) أحد التحريفيين تقول الوثيقة :
|| قاسم لم يكن ممثلاً للبرجوازية في هذه الفترة ولا خادمها الأمين كان مثله مثل الرجال العسكريين المتحررين من روابط الملكية الخاصة وغير المتخرجين من المدرسة السياسية والفكرية للطبقات البرجوازية ||وهذا الطرح والموقف ذآته الذي اتخذه الاتحاد السوفيتي من قاسم /
ينتهي هذا الجزء الاول من المقال مبينياً الاحداث والمواقف الذي ذُكرت في الكتاب وكيف كان الحزب متأثراً بالمواقف السياسية للاتحاد السوفيتي وتأثره ايضاً بالخط الفكري الذي دعا له المؤتمر العشرين للاتحاد السوفيتي